هل ينبغي للمسلم أن يفرح بانتصارات العراقيين على العدو الكافر بالرغم من أننا نعلم أن الحكومة العراقية لا تطبق الشرع ولا تمتثل أوامر الله ، وكلام الشيخ على أنه كفر الحاكم لا يستلزم كفر المحكومين.؟
A-
A=
A+
السائل : طبعا أمريكا و بريطانيا و فرنسا نعرف من خلال الكتاب و السّنّة بعداوتهم (( ما يودّ الّذين كفروا من أهل الكتاب و المشركين أن ينزّل عليكم من خير من ربّكم )) (( و لا يزالون يقاتلونكم حتّى يردّوكم عند دينكم إن استطاعوا )) إلى غير الآيات الّتي جاءت فيهم و هم هؤلاء و الآن هم يرمون بكلّ ما يملكون ليس من أجل تحرير الكويت كما تبيّن الآن الحمولة الّتي ترمى على العراق و ربّما طبعا نزلت على مساجد و على أناس يصلّون و نقول بأن الحكم بالعراق ليس حكما إسلاميّا لكن الدّولة دولة إسلاميّة , فالّذي يفعلونه الآن طبعا نحن من شعورنا و قلوبنا لا نرضى بما يفعله الأعداء هذا و نتمنّى أنّ الله سبحانه و تعالى يخزيهم و ينصر شعب العراق و جيش العراق عليهم و إن كان طبعا الحكم ليس إسلاميّ لكن هذا شعورنا ذكرت العلم القليل لمّا كان المؤمنون يفرحوا بغلبة الرّوم على الفرس أنّ الفرس أهل وثنيّة فكان المشركون يحبّون أن يغلب الفرس و المؤمنون كانوا يحبّون أن يغلب الرّوم لأنّهم أهل كتاب فالآن شعب العراق و جيش العراق و أطفال العراق و نساء العراق ما زالوا دولة إسلاميّة و إن كان الحكم ما هو عليه لكن شعورنا من الدّاخل نتمنّى أن ينهزم الكفّار و يكون النّصر للشّعب العراقي .
الشيخ : للشّعب العراقي .
السائل : نعم , و إذا دعونا في قنوتنا في الصّلاة هذا بيكون من قلبنا فلا ندري هذا شعور في الدّاخل نؤاخذ عليه أم فيه إثم أم فيه انحراف عن العقيدة فنورنا بارك الله فيك ؟
الشيخ : بارك فيك , الانحراف عن العقيدة يكون على العكس من ذلك , هذا الشّعور هو شعور كلّ مسلم بالنّسبة لكلّ شعب مسلم و لو كان الحاكم لهذا الشّعب المسلم نقول كلمة حقّ و هي أّنّه لا يحكم بما أنزل الله , ثمّ سواء كان هؤلاء الذين لا يحكمون بما أنزل الله هم كفّار كفرا اعتقاديّا أو كفرا عمليّا فالمهمّ في هذه الآونة أن نعلم أنّ هذا الحكم غير إسلامي لكنّنا يجب أن نفرّق كما ألمحت في سؤالك بارك الله فيك أن نفرّق بين هؤلاء الحكّام الذّي يدور أمرهم أن بين يكون كفرهم كفرا اعتقاديّا أو في أحسن الأحوال أن يكون كفرا عمليّا , سواء كان كفرهم من هذا النّوع أو من ذاك يجب أن نفرّق بين هؤلاء الحكّام و بين المحكومين فإنّ المحكومين شعب مسلم , لا نستثني أيّ شعب من الشّعوب الإسلاميّة الّتي ابتليت بحكّام لا يحكمون بالإسلام , لا فرق عندي بين الشّعب العراقي كشعب مسلم و إن كان في هذا الشّعب شيعة و إن كان في هذا الشّعب سنيّة منحرفون كثيرا أو قليلا عن السّنّة كما هو الشّأن في مصر , في سوريّة مثلا , فلا فرق بين هذه الشّعوب إطلاقا و أّنّه لا يجوز لعالم مسلم يعرف حقيقة هذه الشّعوب أن يلحقهم بحكّامهم إلاّ أن كانوا من تلك الطّائفة الّتي ابتليت الأمّة الإسلاميّة بهم في هذه الآونة وهي الّتي تقول بتكفير حكّام المسلمين و محكوميهم إلاّ من كان معهم في انحرافهم عن الإسلام السّلفي الّذي نقول نحن على منهج السّلف الصّالح , فلا يمكن لعالم مسلم أن يلحق الشّعوب المسلمة بالحكّام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله لأنّه يكون قد خالف آيات كثيرة تدندن كلّها حول قوله تبارك و تعالى: (( ولا تزروا وازرة وزر أخرى )) فهذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها إلاّ أولئك الخوارج الّذين هم أذناب الخوارج القدامى فهم يغالون في تكفير المسلمين بالجملة لا يفرّقون بين حاكم و محكومين و بين حاكم يؤمن بوجوب الرّجوع إلى الله و لكن تغلبه أهواءه و بين من تبنّى غير الإسلام دينا و قانونا و نظاما و قد يصرّح أو يخرج ذلك على فلاتات لسانه بأنّ هذا الإسلام لم يعد صالحا لأن يكون حاكما على النّاس هذا النّوع بلا شكّ كافر مرتدّ عن دينه لكن يجب التّفريق بين من كان بهذه المثابة و بين من كان يعتقد و يظهر اعتقاده على بعض تصرّفاته كمحافظته على الإسلام في صلاة , في زكاة , في صيام , في الحجّ إلى بيت الله الحرام وما شابه ذلك فهذا التّفريق لا يمكن أن يتجاهله عالم له يعني قدم سبق في هذا العلم . إن الأمر كذلك فما ذكرته آنفا أنّ شعورنا و أنّ دعواتنا يجب أن تكون لأن ينصر الله عزّ و جلّ الشّعب العراقي على هؤلاء الكفّار البريطان و الأمريكان و الفرنسيّين و أمثالهم من المتعاونين ممّن يسمّون بالحلفاء و أن لا ننسى حقيقة مرّة و هي أنّ مع هؤلاء الكفّار بعض الدّول الإسلاميّة الّذين يشاركون هؤلاء الكفّار في تحطيم الشّعب المسلم العراقي فنحن يجب أن ندعو أن ينصر الله عزّ و جلّ الشّعب العراقي على الكفّار و المنافقين و لا يجوز لنا أن ندعو سوى ذلك , وكنّا نتمنّى و أنا قلتها صريحة و بعض إخواننا الحاضرين الآن يذكرون معي جيّدا قبل أن تقع هذه المصيبة الكبرى من ضرب العراق من هؤلاء المسمّون بالحلفاء قلت إذا قامت الحرب بين العراق و الأمريكان فيجب مقاتلة الأمريكان في صفّ العراقيّين أمّا إذا وقع القتال بين الأمريكان و من معهم من المسلمين من جهة و العراقيّين من جهة أخرى فنحن ننصح هنا بالاعتزال و نورد بهذه المناسبة قوله عليه السّلام: ( كونوا أحلاس بيوتكم ) أمّا إذا استقلّ الأمريكان و البريطان و من معهم من الكفّار بمقاتلة العراقيّين ففي هذه الحالة يجب علينا أن نناصر العراقيّين و ليس أن نصادر حكومة العراقيّين لأنّها حكومة بعثيّة , وهنا أريد أن أذكّر ببعض ما جاء في بعض الأشرطة ممّا يدلّ على أنّ السّياسة السّعوديّة الآن منحرفة كلّيّا عن السّياسة الشّرعيّة الإسلاميّة و أنا أذكّر ببعض ما جاء بعض الأشرطة مما يدل على أن السياسة السعودية الآن منحرفة كليا عن السياسة الإسلامية الشرعية وأنا أذكر ببعض الفتاوى سمعتها صادرة من بعض العلماء الأفاضل هناك كيف ارتضيتم لأنفسكم أن تجيزوا الاستعانة بالكفّار بدعوى أنّ خطر حزب البعث في العراق أخطر من الصّليبيّين , لو سلّمنا بهذا جدلا و العراقيّون أو البعث في العراق لا يزال بعيدا عن البلاد السّعوديّة و الواقع أنّ الخطر الصّليبي حلّ في البلاد السّعوديّة لكنّي أتعجّب كيف رضوا لأنفسهم أن يجمعوا ماذا يقولون بين النّقيضين في آن واحد بين تجويز الاستعانة بالكفّار لدفع خطر حزب البعث أن يحلّ في البلاد السّعوديّة و هم من ناحية أخرى أن يحلّ في البلاد السّعوديّة حزب البعث السّوري فما الفرق بين حزب البعث السوري و البعث العراقي و العلماء يقولون الكفر ملّة واحدة و حزب البعث أيضا ملّة واحدة أليس في هذا أنّ هؤلاء الّذين يسخّرون الإعلام السّعودي ليسوّغوا ضلالتهم الكبرى ألا و هي الاستعانة بدول الكفر لردّ الكفر الأكبر في زعمهم و هو البعث العراقي فما بالهم استساغوا أن يحلّوا في ديارهم البعث السّوري, أنا أفهم من هذا أنّ الأمريكان قالت للسّعوديّة استعيني بالدّولة الفلانيّة و الدّولة الفلانيّة و منها البعث السّوري فقالت و وضعت كلمة لبّيك في موضع الكفر بدل أن يكون هناك في تلك البلاد لبّيك اللهمّ لبّيك , هذا أمر عجيب و عجيب جدّا ما أدري كيف يغفلوا عن هذه الحقيقة المرّة أولئك الأفاضل و بعض الطّلاّب و الدّكاترة الّذين يقولون أنّ الشّيخ ما يعرف الواقع هناك . طيّب أنتم عرفتم الواقع , هل عرفتم أنّ البعث السّوري نزل أرضكم أم لا ؟ فإن قلتم: لا. فمثلكم مثل النّعامة و إن قلتم: بلى. فإذا كيف تحاربون البعث بالعث و الكفر بالكفر حسبكم ما سمعتم آنفا من كلمة الشيخ ابن باز جزاه الله خيرا و ثبّتنا و إيّاه على كلمة الحقّ فأنا أقول لك بارك الله فيك لتبقى على شعورك و على عاطفتك الّتي تربطك بالمسلمين في كلّ بلاد الدّنيا و قد قلت أنا في بعض الأشرطة , هناك فرق من زاوية أخرى لا يفكّر فيها هؤلاء الّذين يزعمون بأنّ الضّرورة هي الّتي اضطرّتهم بالاستعانة بالكفّار في سبيل محاربة البعث العراقي , أنا أقول إنّ البعث سواء كان في العراق أو في سوريّة أو في أيّ بلد آخر يكون بلدا إسلاميّا لا يمكن أن يكون حاكما أبد الدّهر لأنّ الشّعب المسلم لا بدّ أن يتغلّب على الحاكم الكافر يوما ما , لكن الأمريكان حكومة و شعبا هو كافر فهو حينما يحتلّ بلدا ما صلحا أو حربا فليست الحكومة فقط هي الّتي ستبثّ أفكارها و صليبيّتها بل و الشّعب معه كلّه لأنّ الشّعب و الدّولة في ضلالة واحدة بينما الحزب البعثي في سوريّة أو في العراق فهو لا يمثّل الشّعب السّوري و لا يمثّل الشّعب العراقي فمن الخطأ الفاحش جدّا جدّا أن يتصوّر هؤلاء المفتون بأنّ السّعوديّين الآن يقاتلون شعبا كافرا و ليس شعبا كافرا فقط بل هو أكفر من الصّليبيّين الّذين استعانوا بهم هذا تكفير للمسلمين و هم يعلمون خطر هذا التّكفير و يجهرون بذلك في محاضراتهم و إذاعاتهم و لكن مع الأسف الشّديد إنّهم يقولون ما لا يفعلون أو أساؤوا تطبيق ما يقولون فلم يفرّقوا بين الحاكم و المحكوم . نحن نعلم يقينا أنّ الحاكم السّعودي غير المحكومين مهما قلنا أنّ الحاكم السّعودي خير من حكّام المسلمين لكن مع ذلك له بعض انحرافات لا يمكن لأحد أن ينكرها هل هناك مسلم موحّد على وجه الأرض و بخاصّة بلاد التّوحيد هل فيهم من ينكر من أهل العلم و الفضل أنّ انتشار الصّور للملوك السّعوديّين و وضعها في صدور المجالس أنّ هذا ينافي التّوحيد هل تتصوّرون وجود أحد يخالف في هذا هناك نتصوّر وجود مثل هؤلاء المجيزين لتعليق الصّور في البلاد السّوريّة و المصريّة و نحوها أمّا علماء سعوديّون نشؤوا على التّوحيد و ربّوا على التّوحيد هم و لا شكّ في قرارة نفوسهم ينكرون مظاهر شركيّة تبدأ الدّولة السّعوديّة الآن بنشرها بين الشّعوب كلّها فضلا عن الشّعب السّعودي فهذه مخالفة , لكنّهم ينكرونها على الأقلّ بقلوبهم على المرتبة الثّالثة الّتي لا ذرّة إيمان بعدها كما هو في الحديث الصّحيح , فإذا كما يوجد في الدولة في الشّعب السّعودي أفراد ينكرون بعض تصرّفات الحكّام لمخالفتها لشّريعة الإسلام فكذلك يوجد في الشّعوب الأخرى ينكرون تارة بالقلب و تارة بالقول و تارة بالثّورة على بعض الحكّام الّذين يحكمون بغير ما أنزل الله فكيف يجوز أن نلحقهم بحكوماتهم و نطلق لفظة الكفر عليهم وأن نورد... .
الشيخ : للشّعب العراقي .
السائل : نعم , و إذا دعونا في قنوتنا في الصّلاة هذا بيكون من قلبنا فلا ندري هذا شعور في الدّاخل نؤاخذ عليه أم فيه إثم أم فيه انحراف عن العقيدة فنورنا بارك الله فيك ؟
الشيخ : بارك فيك , الانحراف عن العقيدة يكون على العكس من ذلك , هذا الشّعور هو شعور كلّ مسلم بالنّسبة لكلّ شعب مسلم و لو كان الحاكم لهذا الشّعب المسلم نقول كلمة حقّ و هي أّنّه لا يحكم بما أنزل الله , ثمّ سواء كان هؤلاء الذين لا يحكمون بما أنزل الله هم كفّار كفرا اعتقاديّا أو كفرا عمليّا فالمهمّ في هذه الآونة أن نعلم أنّ هذا الحكم غير إسلامي لكنّنا يجب أن نفرّق كما ألمحت في سؤالك بارك الله فيك أن نفرّق بين هؤلاء الحكّام الذّي يدور أمرهم أن بين يكون كفرهم كفرا اعتقاديّا أو في أحسن الأحوال أن يكون كفرا عمليّا , سواء كان كفرهم من هذا النّوع أو من ذاك يجب أن نفرّق بين هؤلاء الحكّام و بين المحكومين فإنّ المحكومين شعب مسلم , لا نستثني أيّ شعب من الشّعوب الإسلاميّة الّتي ابتليت بحكّام لا يحكمون بالإسلام , لا فرق عندي بين الشّعب العراقي كشعب مسلم و إن كان في هذا الشّعب شيعة و إن كان في هذا الشّعب سنيّة منحرفون كثيرا أو قليلا عن السّنّة كما هو الشّأن في مصر , في سوريّة مثلا , فلا فرق بين هذه الشّعوب إطلاقا و أّنّه لا يجوز لعالم مسلم يعرف حقيقة هذه الشّعوب أن يلحقهم بحكّامهم إلاّ أن كانوا من تلك الطّائفة الّتي ابتليت الأمّة الإسلاميّة بهم في هذه الآونة وهي الّتي تقول بتكفير حكّام المسلمين و محكوميهم إلاّ من كان معهم في انحرافهم عن الإسلام السّلفي الّذي نقول نحن على منهج السّلف الصّالح , فلا يمكن لعالم مسلم أن يلحق الشّعوب المسلمة بالحكّام الذين يحكمون بغير ما أنزل الله لأنّه يكون قد خالف آيات كثيرة تدندن كلّها حول قوله تبارك و تعالى: (( ولا تزروا وازرة وزر أخرى )) فهذه حقيقة لا يمكن أن ينكرها إلاّ أولئك الخوارج الّذين هم أذناب الخوارج القدامى فهم يغالون في تكفير المسلمين بالجملة لا يفرّقون بين حاكم و محكومين و بين حاكم يؤمن بوجوب الرّجوع إلى الله و لكن تغلبه أهواءه و بين من تبنّى غير الإسلام دينا و قانونا و نظاما و قد يصرّح أو يخرج ذلك على فلاتات لسانه بأنّ هذا الإسلام لم يعد صالحا لأن يكون حاكما على النّاس هذا النّوع بلا شكّ كافر مرتدّ عن دينه لكن يجب التّفريق بين من كان بهذه المثابة و بين من كان يعتقد و يظهر اعتقاده على بعض تصرّفاته كمحافظته على الإسلام في صلاة , في زكاة , في صيام , في الحجّ إلى بيت الله الحرام وما شابه ذلك فهذا التّفريق لا يمكن أن يتجاهله عالم له يعني قدم سبق في هذا العلم . إن الأمر كذلك فما ذكرته آنفا أنّ شعورنا و أنّ دعواتنا يجب أن تكون لأن ينصر الله عزّ و جلّ الشّعب العراقي على هؤلاء الكفّار البريطان و الأمريكان و الفرنسيّين و أمثالهم من المتعاونين ممّن يسمّون بالحلفاء و أن لا ننسى حقيقة مرّة و هي أنّ مع هؤلاء الكفّار بعض الدّول الإسلاميّة الّذين يشاركون هؤلاء الكفّار في تحطيم الشّعب المسلم العراقي فنحن يجب أن ندعو أن ينصر الله عزّ و جلّ الشّعب العراقي على الكفّار و المنافقين و لا يجوز لنا أن ندعو سوى ذلك , وكنّا نتمنّى و أنا قلتها صريحة و بعض إخواننا الحاضرين الآن يذكرون معي جيّدا قبل أن تقع هذه المصيبة الكبرى من ضرب العراق من هؤلاء المسمّون بالحلفاء قلت إذا قامت الحرب بين العراق و الأمريكان فيجب مقاتلة الأمريكان في صفّ العراقيّين أمّا إذا وقع القتال بين الأمريكان و من معهم من المسلمين من جهة و العراقيّين من جهة أخرى فنحن ننصح هنا بالاعتزال و نورد بهذه المناسبة قوله عليه السّلام: ( كونوا أحلاس بيوتكم ) أمّا إذا استقلّ الأمريكان و البريطان و من معهم من الكفّار بمقاتلة العراقيّين ففي هذه الحالة يجب علينا أن نناصر العراقيّين و ليس أن نصادر حكومة العراقيّين لأنّها حكومة بعثيّة , وهنا أريد أن أذكّر ببعض ما جاء في بعض الأشرطة ممّا يدلّ على أنّ السّياسة السّعوديّة الآن منحرفة كلّيّا عن السّياسة الشّرعيّة الإسلاميّة و أنا أذكّر ببعض ما جاء بعض الأشرطة مما يدل على أن السياسة السعودية الآن منحرفة كليا عن السياسة الإسلامية الشرعية وأنا أذكر ببعض الفتاوى سمعتها صادرة من بعض العلماء الأفاضل هناك كيف ارتضيتم لأنفسكم أن تجيزوا الاستعانة بالكفّار بدعوى أنّ خطر حزب البعث في العراق أخطر من الصّليبيّين , لو سلّمنا بهذا جدلا و العراقيّون أو البعث في العراق لا يزال بعيدا عن البلاد السّعوديّة و الواقع أنّ الخطر الصّليبي حلّ في البلاد السّعوديّة لكنّي أتعجّب كيف رضوا لأنفسهم أن يجمعوا ماذا يقولون بين النّقيضين في آن واحد بين تجويز الاستعانة بالكفّار لدفع خطر حزب البعث أن يحلّ في البلاد السّعوديّة و هم من ناحية أخرى أن يحلّ في البلاد السّعوديّة حزب البعث السّوري فما الفرق بين حزب البعث السوري و البعث العراقي و العلماء يقولون الكفر ملّة واحدة و حزب البعث أيضا ملّة واحدة أليس في هذا أنّ هؤلاء الّذين يسخّرون الإعلام السّعودي ليسوّغوا ضلالتهم الكبرى ألا و هي الاستعانة بدول الكفر لردّ الكفر الأكبر في زعمهم و هو البعث العراقي فما بالهم استساغوا أن يحلّوا في ديارهم البعث السّوري, أنا أفهم من هذا أنّ الأمريكان قالت للسّعوديّة استعيني بالدّولة الفلانيّة و الدّولة الفلانيّة و منها البعث السّوري فقالت و وضعت كلمة لبّيك في موضع الكفر بدل أن يكون هناك في تلك البلاد لبّيك اللهمّ لبّيك , هذا أمر عجيب و عجيب جدّا ما أدري كيف يغفلوا عن هذه الحقيقة المرّة أولئك الأفاضل و بعض الطّلاّب و الدّكاترة الّذين يقولون أنّ الشّيخ ما يعرف الواقع هناك . طيّب أنتم عرفتم الواقع , هل عرفتم أنّ البعث السّوري نزل أرضكم أم لا ؟ فإن قلتم: لا. فمثلكم مثل النّعامة و إن قلتم: بلى. فإذا كيف تحاربون البعث بالعث و الكفر بالكفر حسبكم ما سمعتم آنفا من كلمة الشيخ ابن باز جزاه الله خيرا و ثبّتنا و إيّاه على كلمة الحقّ فأنا أقول لك بارك الله فيك لتبقى على شعورك و على عاطفتك الّتي تربطك بالمسلمين في كلّ بلاد الدّنيا و قد قلت أنا في بعض الأشرطة , هناك فرق من زاوية أخرى لا يفكّر فيها هؤلاء الّذين يزعمون بأنّ الضّرورة هي الّتي اضطرّتهم بالاستعانة بالكفّار في سبيل محاربة البعث العراقي , أنا أقول إنّ البعث سواء كان في العراق أو في سوريّة أو في أيّ بلد آخر يكون بلدا إسلاميّا لا يمكن أن يكون حاكما أبد الدّهر لأنّ الشّعب المسلم لا بدّ أن يتغلّب على الحاكم الكافر يوما ما , لكن الأمريكان حكومة و شعبا هو كافر فهو حينما يحتلّ بلدا ما صلحا أو حربا فليست الحكومة فقط هي الّتي ستبثّ أفكارها و صليبيّتها بل و الشّعب معه كلّه لأنّ الشّعب و الدّولة في ضلالة واحدة بينما الحزب البعثي في سوريّة أو في العراق فهو لا يمثّل الشّعب السّوري و لا يمثّل الشّعب العراقي فمن الخطأ الفاحش جدّا جدّا أن يتصوّر هؤلاء المفتون بأنّ السّعوديّين الآن يقاتلون شعبا كافرا و ليس شعبا كافرا فقط بل هو أكفر من الصّليبيّين الّذين استعانوا بهم هذا تكفير للمسلمين و هم يعلمون خطر هذا التّكفير و يجهرون بذلك في محاضراتهم و إذاعاتهم و لكن مع الأسف الشّديد إنّهم يقولون ما لا يفعلون أو أساؤوا تطبيق ما يقولون فلم يفرّقوا بين الحاكم و المحكوم . نحن نعلم يقينا أنّ الحاكم السّعودي غير المحكومين مهما قلنا أنّ الحاكم السّعودي خير من حكّام المسلمين لكن مع ذلك له بعض انحرافات لا يمكن لأحد أن ينكرها هل هناك مسلم موحّد على وجه الأرض و بخاصّة بلاد التّوحيد هل فيهم من ينكر من أهل العلم و الفضل أنّ انتشار الصّور للملوك السّعوديّين و وضعها في صدور المجالس أنّ هذا ينافي التّوحيد هل تتصوّرون وجود أحد يخالف في هذا هناك نتصوّر وجود مثل هؤلاء المجيزين لتعليق الصّور في البلاد السّوريّة و المصريّة و نحوها أمّا علماء سعوديّون نشؤوا على التّوحيد و ربّوا على التّوحيد هم و لا شكّ في قرارة نفوسهم ينكرون مظاهر شركيّة تبدأ الدّولة السّعوديّة الآن بنشرها بين الشّعوب كلّها فضلا عن الشّعب السّعودي فهذه مخالفة , لكنّهم ينكرونها على الأقلّ بقلوبهم على المرتبة الثّالثة الّتي لا ذرّة إيمان بعدها كما هو في الحديث الصّحيح , فإذا كما يوجد في الدولة في الشّعب السّعودي أفراد ينكرون بعض تصرّفات الحكّام لمخالفتها لشّريعة الإسلام فكذلك يوجد في الشّعوب الأخرى ينكرون تارة بالقلب و تارة بالقول و تارة بالثّورة على بعض الحكّام الّذين يحكمون بغير ما أنزل الله فكيف يجوز أن نلحقهم بحكوماتهم و نطلق لفظة الكفر عليهم وأن نورد... .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 461
- توقيت الفهرسة : 00:41:25
- نسخة مدققة إملائيًّا