ما حكم الاحزاب السياسية .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما حكم الاحزاب السياسية .؟
A-
A=
A+
السائل : الحمد لله لا شكّ ولا ريب لأنّ الله عزّ وجلّ قد أمرنا بالتّعاون في كتابه جلّ وعلا

الشيخ : لا شكّ

السائل : وهو أمر واجب على المسلمين

الشيخ : أي نعم

السائل : والإشكال نراه عند الجميع حقيقة بين مسائل التّنظيم المشروعة الّذي أمرنا الله عزّ وجلّ بها أن نتعاون بها وبين القضايا الّتي يريدونها تحزّبا وتجمّعا وتفرّقا للمسلمين تحت ما يسمّى برايات سياسيّة.

الشيخ: تمام.

السائل: ذكرتم شيخي في ما ورد في سؤال الأخ المكرّم وجود تكتّل ينظّم فيه أعضاؤه على حسب الجنسيّات فأجبتم لا مانع طيّب على مثل هذا التّقسيم على حسب الجنسيات يؤدّي كما هو مشاهد إلى استعلاء بعض هؤلاء على هؤلاء أو يسبّب فرقة التّفصيل في هذه المسألة

الشيخ : في أيّ مسألة يا أخي؟ في التّنظيم السّياسي؟ وإلا في تنظيم ممّا أشرنا وذكرت آنفا ممّا يجب في الإسلام

السائل : في ما يجب في الإسلام

الشيخ : طيّب

السائل : يكون التّعاون

الشيخ : فالسّؤال السّابق إذا كان في هذه الحدود فما فيه إشكال

السائل : فهنا للإيضاح حتّى لا يلبس

الشيخ : معليش وضّح لنا يا أخي لأنّه هنا فعلا موضع سؤال يعني

السائل : نعم سؤالك حسب الجنسيّات لو تعيده للشّيخ رحمك الله

الحلبي : مش يعيد المكتوب لأنّ المكتوب قرأته وإنّما يعيد التّوضيح هل التّنظيم السّياسيّ الحزبيّ التّكتّليّ؟ أم التّنظيم الشّرعي الواجب الّذي دندن عليه شيخنا وحثّنا عليه

الشيخ : أي نعم

سائل آخر : الواجب

الحلبي : هل هذا واقع؟

الشيخ : ما أظنّ

سائل آخر : يعني إن كان هناك جماعة يعني أناس متّفقون على المنهج السّلفي ولكن وجود تكتّل مثلا يختلف عن جنسيّة تكتّل آخر لتسهيل العمل الدّعويّ

الشيخ : إي أنا أتصوّر هذا بالنّسبة للتّنظيم الواجب كما نحن نعترف جميعا ما يتصوّر إنّما يتصوّر في ذلك التّنظيم الذي هو أخ التّحزّب المحظور شرعا على الأقلّ بمفهومنا نحن والآن ما دام السّؤال أعيد في الموضوع خلّينا نتوسّع شوية بعد هذا التّوضيح نحن صار عندنا تنظيمان تنظيم نوجبه وتنظيم ننكره ونظنّ أنّ هذا التّنظيم الّذي ننكره يمكن أن يقع فيه مثل ما جاء في هذا السّؤال الآن لنتأكّد شو السّبب أنّ هذا التّنظيم روعي فيه الجنس ما هو السّرّ في ذلك؟

سائل آخر : لتسهيل العمل الدّعوي ولعدم قدرة هؤلاء الأشخاص بعمل نفس الأفراد الآخرين

الشيخ : هذا ما له علاقة بالجنس قد يكون جنس واحد ناس يستطيعون وناس لا يستطيعون وجنس آخر كلّهم أهل لعمل ما فالجنس هنا ليس له علاقة في الموضوع فأنا أخشى أن يكون الموضوع له علاقة بالإقليميّة أو بالقبليّة كما يقال اليوم

السائل : ويحدث

الشيخ : نعم

السائل : ويحدث

الشيخ : آه ولذلك إن كان هذا هو المقصود ,إن كان هذا هو المقصود فهو يتلاءم مع التّنظيم الممنوع عندنا ولا يتلاءم مع التّنظيم الواجب لدينا طيّب غيره

السائل : جزاك الله خيرا

الشيخ : وإياك

السائل : فيه مسألة مطروحة حقيقة كنّا نبحثها مع مجموعة من الإخوة إنّه في حال بعض الّذين ارتأوا العمل السّياسي في بعض البلاد الإسلاميّة وقد انتهجوا هذا الأمر وقد أحرزوا بعض التّقدّم في ما يبدو هل في هذه البلاد يقاطعون؟ أم ينصحون مع المقاطعة؟ أم ينصحون مع المؤازرة لنصرتهم للوصول إلى حكم أو ما شابه ذلك؟

الشيخ : نحن سئلنا هذا السّؤال كثيرا هاتفيّا هنا وشفهيّا في الحجاز وجوابنا على هذا بعضه فهم من الكلام السّابق وأنا أذكر بهذه المناسبة أنّ أحد الجزائريّين اتّصل بي هاتفيّا منذ شهر أو شهرين وسألني عن هذا التّكتّل والتحزّب فأجبته بما تعلمون إنّه لا حزبيّة في الإسلام أمّا الدّعوة إلى الإسلام والتّعاون على هذه الدّعوة فهذا أمر واجب ووجوبه كفائيّ فأجابني الرّجل بأنّ الرّئيس الموجود الآن في ذاك البلد تحت يده كذا مليون من الشّباب

الحلبي : رئيس الحزب تقصد شيخنا؟

الشيخ : نعم كذا مليون قال خمسة أو ستّة والله ما عاد أذكر جيّدا وبهذه المناسبة في الحجّ لقيت بعضهم وذكرت له هذا الخبر قال لي لا هذا الرّقم فيه مبالغة إذا قيل مليونين أو ثلاثة ملايين ممكن المهمّ أنا أجبت السّائل هاتفيّا قلت: وهذا الرّئيس استطاع إنّه يعلّم هذه الملايين و يربّيهم على الإسلام فبهت السائل طبعا وهذه هي النّقطة الّتي نحن ندندن حولها سؤال كان قد جاءني أيضا وهو جواب عن بعض ما جاء في سؤالك نحن الآن عندنا عدّة جماعات منها الجماعة الذين كسبوا الجولة السّياسيّة كما أشرت آنفا لكن نحن نرى حسب ما سمعنا من الأشرطة الّتي تكلّمت فيها أنّ هذا التّكتّل وهذا التّحزّب غير مشروع لكن ما رأيك الآن قد رشّحت جماعات مختلفة أنفسها لتنجح في الانتخابات التي يسمّوها الانتخابات البلديّة فما تنصح يكون موقفنا نحن هل ننظمّ إلى التّكتّل الإسلامي هذا أم ماذا؟ فأجبته بصراحة لا تتكتّلوا ولا تتحزّبوا ولكن إذا كان هناك عدّة جماعات رشّحوا أنفسهم فاختاروا منهم الأقلّ شرّا أي يختارون الإسلاميّين طبعا لكن هذا لا يعني أن ينضمّوا إليهم وهذا من القاعدة الأصوليّة الّتي تقول أنّ المسلم إذا وقع بين شرّين اختار أقلّهما شرّا أو ضررا فإذن لا تكتّل لكن إذا كان هناك فيه جماعات إسلاميّة وجماعات غير إسلاميّة فنحن لا بدّ أن نختار من هو أنفع للمسلمين ولو بعض النّفع يعني حنانيك بعض الشّرّ أهون من بعض فهذا جوابي عمّا سألت من السّؤال. أي نعم تفضّل

سائل آخر : بسم والحمد لله بالنّسبة للحديث الّذي تحدّثت فيه الآن بالنّسبة تعتبر الحاكميّة المطلقة لله عزّ وجلّ كما نعلم

الشيخ : أي نعم

سائل آخر : فإذا دخل أحد البرلمان من المسلمين فيعتبر تمييع لقضيّة العقيدة الّتي لا نلتئم معها أبدا مع الجاهليّة فيها أبدا في أيّ طريق من الطّرق هم في جاهليّة ونحن في إسلام لا نرتبط معهم أبدا ولا نلتقي أبدا ففي هذه النّاحية إذا دخل مسلم عند حكم جاهليّ فهذه ستكون نظرة مميّعة للمسلمين على العقيدة وكما نعلم أنّ العقيدة أوّل شيء فيها مقتضى لا إله إلاّ الله الحاكميّة المطلقة

الشيخ : أي نعم

سائل آخر : فهذا أرجو أن توضّحه لنا

الشيخ : هذا لا شكّ فيه يا أخي هو أظنّ الجماعة الّذين يعني يغلب على ظنّهم أنّهم إذا دخلوا البرلمانات القائمة اليوم أنّهم يصلحون ولا يفسدون لا يخالفوننا في أنّ الأصل في الإسلام هو التّوحيد وأنّه يجب علينا أن نحارب كلّ النّظم الّتي تخالف الإسلام فهم يلتقون معنا في هذه النّقطة ولا يختلفون إلاّ أفراد قليلين طبعا منهم لكن نحن لا نلتقي معهم أنّ هذا هو طريق الإصلاح فالإصلاح إنّما يكون كما قلنا آنفا بتقديم العلم الصّحيح بدءا من العقيدة إلى الأخلاق والسّلوك وتربية المسلمين على هذا الأساس فدخول خمسة أو عشرة أو عشرين أو مائة مسلم في البرلمان الّذي نظامه قائم على خلاف الإسلام هذا لا يحقق نصر الإسلام إطلاقا وإنّما فيه ما أشرت إليه وإن كان هذا لا يلزم به الفرد إقرار وتأييد هذا النّظام القائم الّذي هو النّظام الإسلامي فلا شكّ أنّ بقاء المسلمين يعنون بتثقيف جماعة المسلمين وتعليمهم وتربيتهم على الإسلام دون الإنضمام إلى هذه البرلمانات الّتي قامت على النّظم الكافرة غير المسلمة هذه مسألة واضحة حتّى الّذين يدخلون يبتلون بالدّخول ما يخالفون في ذلك لكن مع الأسف هم يلتقون معنا في جملة ويخالفوننا في تطبيقها هم يتّفقون معنا في القاعدة الّتي تقول: " الغاية تبرّر الوسيلة " أنّها ليست قاعدة إسلاميّة لكنّهم عمليّا حتّى بعض التّكتّلات الإسلاميّة اليوم يبرّرون هذه القاعدة وينفّذونها عمليّا وهناك بعض البحوث والرّسائل كتب فيها صراحة بأنّ المسلم في هذا الزّمان لا بدّ من أن يرتكب بعض المحرّمات وهذا في الواقع خطير جدّا هذا الكلام لأنّه خلاف صريح القرآن الّذي منه قوله تبارك وتعالى: (( ومن يتّق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) فكيف يصحّ حينذاك أن يقول من النّظام الإسلامي تبرير وتسويغ مخالفة الإسلام في بعض الأحيان بدعوى أنّه لا يمكن للمسلم أن يتّق الله عزّ وجلّ في كلّ شيء هذا هو الإسلام؟ لا هذا ليس من الإسلام لكن الآن أعطي له اسم الإسلام ونظام الإسلام وهذا من خطر الاشتغال بالسّياسة في اعتقادنا مع أنّ الّذين يريدون أن يشتغلوا بالسّياسة لا بدّ أن يحرفوا قليلا أو كثيرا ثمّ بالتّالي لابدّ لهم أن يبرّروا هذا الانحراف كما نسمع عن القرضاوي وغيره من إباحة أشياء معروف تحريمها والله المستعان والآن السّاعة الحادية عشر فنكتفي بهذا القدر وسبحانك اللهمّ وبحمدك أشهد أن لا إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك

الشيخ يصلّي وقراءته في الرّكعة الأولى لما تيسّر من سورة غافر من الآية 38 إلى الآية 44.

مواضيع متعلقة