بيان و جوب فهم كلمة التوحيد على منهج السلف وأنها سبب عزِّ المسلمين ، وخطورة الجهل بها .
A-
A=
A+
الشيخ : لذلك يجب عليكم جميعًا أن تهتمُّوا بفهم كلمة التوحيد الذي ينبني عليه علم التوحيد كله على أساس ما كان عليه السلف الصالح ، على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ؛ حتى إذا ما جاءت بشرى لنا كهذه التي بين أيدينا الآن كنَّا أهلًا لها ، أما مَن كان في قلبه شيء من الشرك والعياذ بالله فلا تُفيده هذه البشرى ، بل لا تفيده كلُّ أعماله الصالحة كما قال ربنا - عز وجل - في القرآن في حقَّ المشركين ، ولا محاباة عند ربِّ العالمين ؛ لا فرق بين مشرك يقول : لا إله إلا الله بلسانه ولما يدخل الإيمان إلى قلبه ، وبين يهودي أو نصراني أو مجوسي أو ملحد ؛ كل هؤلاء مشركون ، كلهم يدخلون في قوله - تعالى - : (( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا )) ؛ لذلك نحن نحمد الله أن جَعَلَنا مسلمين ولو بالوراثة ، ولكن الحمد الكامل أن نسعى إلى أن نتفقَّه في الدين ، وأول ذلك وأصله وأسُّه أن نعرف هذا الإسلام الذي أصبح مجهولًا عند جماهير المسلمين اليوم ، فلا غرابة أن يصبحوا أذلَّاء يخشون مَن كانوا من قبل أذلَّ الأمم ، فلا يستطيعون أن يخرجوهم من بلادنا ، ما نقول من بلادهم ؛ ما يستطيع المسلمون أن يخرجوا هؤلاء اليهود من بلاد الإسلام ؛ ذلك لأن هذا العدد الضَّخم من المسلمين الذي يبلغ ثمان مئة مليون أو يزيد هم كما قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( ستداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) . قالوا : أَوَمِن قلَّة نحن يومئذٍ يا رسول الله ؟ قال : ( بل أنتم يومئذٍ كثير ، ولكنكم غثاء كغثاء السيل ) ، لماذا هذا العدد الكثير غثاء كغثاء السيل ؟!
إن جماهير المسلمين حتى الكفار حتى العلماء يتوهَّمون أن العلة فقط ، لا أقول أن العلة كذا ، يتوهَّمون أن العلة فقط هو عدم عمل المسلمين بإسلامهم ، هذه علة ، ولكن علة العلل عدم فهم المسلمين لإسلامهم ، وهذا هو الدليل بين أيديكم ، إن جماهيرنا اليوم لا يفقهون الإسلام ؛ أي : ( بُنِيَ الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ) ما فَقِهُوها بعد إلا مَن شاء الله وقليلٌ ما هم ، كيف نستطيع أن نكابر وأن نجحدَ ما نراه بأعيننا في كل اليوم في كثير من المساجد ، بل كثير من المساجد فيها مَن يُعبد مِن دون الله ، مَن يُنادى مِن دون الله ، وهذا أم المساجد في بلاد الشام مسجد بني أمية فيه القبر المزعوم قبر يحيى - عليه الصلاة والسلام - ، فإليه تُقدَّم الهدايا باسم النذور ، وإليه تُرفع العرائض والشكايا ، فكما أنه لو كانه هو الإله المعبود تعالى الله عمَّا يفعلون وعمَّا يقولون ، وهؤلاء يأتون للمسجد ليصلوا فيه ، والله يقول : (( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا )) ، لا تدعوا ، هم ينادون مع الله أحدًا ، ينادون يحيى .
لذلك فالمسلمون اليوم كما وصفهم الرسول - عليه الصلاة والسلام - في الحديث السابق بحقٍّ : ( غثاء كغثاء السيل ، ولينزعنَّ الله الرهبة من صدور عدوِّكم ، وليقذفَنَّ في قلوبكم الوَهَن ) . قالوا : ما الوَهَن ؟ قال : ( حبُّ الدنيا وكراهية الموت ) ، حبُّ الدنيا وكراهية الموت هو من العلل التي أشرتُ إليها آنفًا ، لكن علة هذه العلل هو عدم فهم الإسلام في أسِّه الأول ؛ ألا وهو شهادة أن لا إله إلا الله ، من أجل ذلك نجد المعجزة العجيبة التي ما سبق أن وَقَعَتْ ، وما أدري إذا كانت تتصوَّر ، وهي أن مَن كانوا أضلَّ الناس علمًا وعقلًا وفهمًا وحياةً و و إلى آخره ، وأضعف الناس من أجل ذلك صاروا ما بين عشيَّة وضحاها أقوى الأمم وأعزَّ الأمم وأعلم الأمم وأعقل الأمم ، وهم الذين نشروا النور والهدى وفي ربوع كل الأمم ؛ ألا وهم العرب الأولون ؛ ذلك حينما اهتدوا بهذا الإسلام وعرفوا حقيقة معنى لا إله إلا الله ، وأسلموا قلوبهم وعقولهم لله ؛ حين ذاك نَصَرَهم الله وتطهَّرت قلوبهم من حبِّ الدنيا ، وتعمَّرت وتيقَّنت قلوبهم بحبِّ الموت وليس بكراهية الموت ؛ ولذلك فإذا ما حَلَّ التوحيد الصحيح في قلبٍ ما خرج منه حبُّ الدنيا وكراهية الموت ، وحلَّ محلَّهما الإقبال على الله - تبارك وتعالى - إما بحياة سعيدة أو بشهادة يلقى بها وجه الله - تبارك وتعالى - .
إذًا حينما نقرأ مثل هذا الحديث الذي هو مِن جوامع كلم الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( طوبى لِمَن هُدِيَ للإسلام ) يجب أن لا نمرَّ على هذا الإسلام مرَّ الكرام ، بل يجب أن نقف عندها ونتذكَّر ما تحت هذه الكلمة من عقيدة إذا حلَّت في قلب مسلم ؛ حين ذاك يمكن أن يكون راضيًا وقانعًا بما رَزَقَه الله - عز وجل - من رزق كفاف .
نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا من هؤلاء الذين هُدُوا للإسلام ، ورُزِقُوا كفافًا ، وقنعوا بذلك من الله - تبارك وتعالى - .
إن جماهير المسلمين حتى الكفار حتى العلماء يتوهَّمون أن العلة فقط ، لا أقول أن العلة كذا ، يتوهَّمون أن العلة فقط هو عدم عمل المسلمين بإسلامهم ، هذه علة ، ولكن علة العلل عدم فهم المسلمين لإسلامهم ، وهذا هو الدليل بين أيديكم ، إن جماهيرنا اليوم لا يفقهون الإسلام ؛ أي : ( بُنِيَ الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ) ما فَقِهُوها بعد إلا مَن شاء الله وقليلٌ ما هم ، كيف نستطيع أن نكابر وأن نجحدَ ما نراه بأعيننا في كل اليوم في كثير من المساجد ، بل كثير من المساجد فيها مَن يُعبد مِن دون الله ، مَن يُنادى مِن دون الله ، وهذا أم المساجد في بلاد الشام مسجد بني أمية فيه القبر المزعوم قبر يحيى - عليه الصلاة والسلام - ، فإليه تُقدَّم الهدايا باسم النذور ، وإليه تُرفع العرائض والشكايا ، فكما أنه لو كانه هو الإله المعبود تعالى الله عمَّا يفعلون وعمَّا يقولون ، وهؤلاء يأتون للمسجد ليصلوا فيه ، والله يقول : (( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا )) ، لا تدعوا ، هم ينادون مع الله أحدًا ، ينادون يحيى .
لذلك فالمسلمون اليوم كما وصفهم الرسول - عليه الصلاة والسلام - في الحديث السابق بحقٍّ : ( غثاء كغثاء السيل ، ولينزعنَّ الله الرهبة من صدور عدوِّكم ، وليقذفَنَّ في قلوبكم الوَهَن ) . قالوا : ما الوَهَن ؟ قال : ( حبُّ الدنيا وكراهية الموت ) ، حبُّ الدنيا وكراهية الموت هو من العلل التي أشرتُ إليها آنفًا ، لكن علة هذه العلل هو عدم فهم الإسلام في أسِّه الأول ؛ ألا وهو شهادة أن لا إله إلا الله ، من أجل ذلك نجد المعجزة العجيبة التي ما سبق أن وَقَعَتْ ، وما أدري إذا كانت تتصوَّر ، وهي أن مَن كانوا أضلَّ الناس علمًا وعقلًا وفهمًا وحياةً و و إلى آخره ، وأضعف الناس من أجل ذلك صاروا ما بين عشيَّة وضحاها أقوى الأمم وأعزَّ الأمم وأعلم الأمم وأعقل الأمم ، وهم الذين نشروا النور والهدى وفي ربوع كل الأمم ؛ ألا وهم العرب الأولون ؛ ذلك حينما اهتدوا بهذا الإسلام وعرفوا حقيقة معنى لا إله إلا الله ، وأسلموا قلوبهم وعقولهم لله ؛ حين ذاك نَصَرَهم الله وتطهَّرت قلوبهم من حبِّ الدنيا ، وتعمَّرت وتيقَّنت قلوبهم بحبِّ الموت وليس بكراهية الموت ؛ ولذلك فإذا ما حَلَّ التوحيد الصحيح في قلبٍ ما خرج منه حبُّ الدنيا وكراهية الموت ، وحلَّ محلَّهما الإقبال على الله - تبارك وتعالى - إما بحياة سعيدة أو بشهادة يلقى بها وجه الله - تبارك وتعالى - .
إذًا حينما نقرأ مثل هذا الحديث الذي هو مِن جوامع كلم الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( طوبى لِمَن هُدِيَ للإسلام ) يجب أن لا نمرَّ على هذا الإسلام مرَّ الكرام ، بل يجب أن نقف عندها ونتذكَّر ما تحت هذه الكلمة من عقيدة إذا حلَّت في قلب مسلم ؛ حين ذاك يمكن أن يكون راضيًا وقانعًا بما رَزَقَه الله - عز وجل - من رزق كفاف .
نسأل الله - عز وجل - أن يجعلنا من هؤلاء الذين هُدُوا للإسلام ، ورُزِقُوا كفافًا ، وقنعوا بذلك من الله - تبارك وتعالى - .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 265
- توقيت الفهرسة : 00:28:42
- نسخة مدققة إملائيًّا