ما رأيكم فيمن يقول لمن يتَّبع سنَّة من السُّنن : لا تفعل ؛ حتى لا تُعطَّل الدعوة ؟
A-
A=
A+
الشيخ : والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه ؛ فمن كان عنده سؤال فليتفضَّل .
تفضَّل .
السائل : هناك بعض الإخوان من الحريصين على تطبيق السنة - جزاهم الله خير - ، وهناك إخوان لهم ليسوا ... أهمية هذه السنة ؛ مثلًا التي لا يراها الناس لا يستسيغها الناس أو العامة في هذا الزمان ، فيأتي إخوان لهم فينصحونهم ويقولون : أرجئوا هذا الأمر إلى وقت لاحق ، يعني حتى لا تعطِّلوا الدعوة ، ولا يقبلكم الناس ، مثل هذه السنة - مثلًا - رفع الثوب إلى أنصاف الساقين ، فهؤلاء الإخوان - أيضًا - ملتزمين ، ولكن أقول لهم : هلَّا يعني ... مستبشرين حتى لا تعطِّلون الدعوة ؛ فما رأيكم في ذلك ؟
الشيخ : هذا هو تعطيل الدعوة ، كل مسلم يعلم أن الدعوة إلى الله - تبارك وتعالى - كتابًا وسنَّةً لا يكون بمجرَّد القول ، بل إذا اقتصرت الدعوة على القول دون الفعل ؛ أولًا : يكون الداعيةُ داخلًا تحت وعيد قوله - تعالى - : (( يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) وثانيًا : لا يكون له ذلك التأثير المرجوُّ وقوعه وحصوله في الناس المدعوِّين إلى الكتاب والسنة ، بل من المعلوم عند أهل العلم أن تأثير الفعل في الجماهير من الناس أكثر من تأثير القول المجرَّد عن الفعل ، وفي ذلك غير ما حديث واحد ، فمن المعلوم أن النبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - لما اعتمر عمرة الحديبية ، واضطرَّ بعد الصلح الذي أوقعه مع المشركين لحكمةٍ بالغةٍ ظهرت فيما بعد من الزمان إلى التحلُّل من العمرة ، فنحر هديَه ، أما جمهور الصحابة فتوقَّفوا ، فدخل على أمِّ سلمة - فيما أذكر - ، وكأنه - عليه السلام - غير راضٍ عن موقف أصحابه ؛ من حيث عدم مبادرتهم إلى التحلل ، فاقترحت - رضي الله عنها - أن ينحر - عليه الصلاة والسلام - هديَه على مشهدٍ من أصحابه ، فما كادوا يفعلون مثل فعله حينما رأوه قد ذبح نحره ؛ هديه أو نحر هديه - عليه الصلاة والسلام - .
فالشاهد أن الفعل له تأثير في عامة الناس أكثر من القول ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى : إن الفعل في علم أصول الفقه في كثير من الأحيان يكون مبيِّنًا وموضِّحًا لقوله - عليه الصلاة والسلام - الذي قد يحتمل قوله معنًى غير ما قد يطبِّقه - صلى الله عليه وآله وسلم - عليه ، المهم أن قرن الفعل بالقول له مزايا ومزايا كثيرة وكثيرة جدًّا ، ولذلك ذهاب بعض الإخوان الذين يقولون بقولنا ويتسنَّنون بسنَّة نبيِّنا بتأجيل بعض سننه - عليه السلام - تطبيقًا ؛ هذا انحراف عن السنة قولًا وعملًا ، أما عملًا فواضح ؛ لأنَّهم هم لا يتسنَّنون بذلك ، أما قولًا فما نقلت عنهم من أنَّهم ينصحون إخوانهم أن يؤجِّلوا تطبيق بعض السُّنن ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى إلى متى تُؤجَّل هذه السنن ؟ وما الحدُّ الفاصل بين السنة التي يجوز تأجيلها ، وبين السنة التي ينبغي تعجيلها ؛ ما هو الحد الفاصل ؟
لا شك أن الأمر ... ذلك ؛ لأن بعض المسائل العملية التي تعتبر من السنن النبوية قد تدخل - أحيانًا - في الواجبات أو الفرائض التي أوجبها الشارع الحكيم على لسان نبيِّه الكريم - صلوات الله وسلامه عليه - ، أنا أعلم أنَّ كثيرًا ممَّن ينتسبون إلى الدعوة إلى الله ، أو على الأقل يُنسبون إلى الدعوة إلى الله يرون عدم الاهتمام بكثير من المسائل التي جاء الأمرُ النبويُّ بها ، ويلحقونها - بزعمهم ! - بمثل تلك السُّنن التي جاء السؤال ، أو جاءت الإشارة بالسؤال عنها ؛ لا شكَّ أن قصر الثوب إلى نصف الساق سنَّة مستحبة راجحة ... .
تفضَّل .
السائل : هناك بعض الإخوان من الحريصين على تطبيق السنة - جزاهم الله خير - ، وهناك إخوان لهم ليسوا ... أهمية هذه السنة ؛ مثلًا التي لا يراها الناس لا يستسيغها الناس أو العامة في هذا الزمان ، فيأتي إخوان لهم فينصحونهم ويقولون : أرجئوا هذا الأمر إلى وقت لاحق ، يعني حتى لا تعطِّلوا الدعوة ، ولا يقبلكم الناس ، مثل هذه السنة - مثلًا - رفع الثوب إلى أنصاف الساقين ، فهؤلاء الإخوان - أيضًا - ملتزمين ، ولكن أقول لهم : هلَّا يعني ... مستبشرين حتى لا تعطِّلون الدعوة ؛ فما رأيكم في ذلك ؟
الشيخ : هذا هو تعطيل الدعوة ، كل مسلم يعلم أن الدعوة إلى الله - تبارك وتعالى - كتابًا وسنَّةً لا يكون بمجرَّد القول ، بل إذا اقتصرت الدعوة على القول دون الفعل ؛ أولًا : يكون الداعيةُ داخلًا تحت وعيد قوله - تعالى - : (( يا أيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون )) وثانيًا : لا يكون له ذلك التأثير المرجوُّ وقوعه وحصوله في الناس المدعوِّين إلى الكتاب والسنة ، بل من المعلوم عند أهل العلم أن تأثير الفعل في الجماهير من الناس أكثر من تأثير القول المجرَّد عن الفعل ، وفي ذلك غير ما حديث واحد ، فمن المعلوم أن النبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - لما اعتمر عمرة الحديبية ، واضطرَّ بعد الصلح الذي أوقعه مع المشركين لحكمةٍ بالغةٍ ظهرت فيما بعد من الزمان إلى التحلُّل من العمرة ، فنحر هديَه ، أما جمهور الصحابة فتوقَّفوا ، فدخل على أمِّ سلمة - فيما أذكر - ، وكأنه - عليه السلام - غير راضٍ عن موقف أصحابه ؛ من حيث عدم مبادرتهم إلى التحلل ، فاقترحت - رضي الله عنها - أن ينحر - عليه الصلاة والسلام - هديَه على مشهدٍ من أصحابه ، فما كادوا يفعلون مثل فعله حينما رأوه قد ذبح نحره ؛ هديه أو نحر هديه - عليه الصلاة والسلام - .
فالشاهد أن الفعل له تأثير في عامة الناس أكثر من القول ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى : إن الفعل في علم أصول الفقه في كثير من الأحيان يكون مبيِّنًا وموضِّحًا لقوله - عليه الصلاة والسلام - الذي قد يحتمل قوله معنًى غير ما قد يطبِّقه - صلى الله عليه وآله وسلم - عليه ، المهم أن قرن الفعل بالقول له مزايا ومزايا كثيرة وكثيرة جدًّا ، ولذلك ذهاب بعض الإخوان الذين يقولون بقولنا ويتسنَّنون بسنَّة نبيِّنا بتأجيل بعض سننه - عليه السلام - تطبيقًا ؛ هذا انحراف عن السنة قولًا وعملًا ، أما عملًا فواضح ؛ لأنَّهم هم لا يتسنَّنون بذلك ، أما قولًا فما نقلت عنهم من أنَّهم ينصحون إخوانهم أن يؤجِّلوا تطبيق بعض السُّنن ، هذا من جهة ، ومن جهة أخرى إلى متى تُؤجَّل هذه السنن ؟ وما الحدُّ الفاصل بين السنة التي يجوز تأجيلها ، وبين السنة التي ينبغي تعجيلها ؛ ما هو الحد الفاصل ؟
لا شك أن الأمر ... ذلك ؛ لأن بعض المسائل العملية التي تعتبر من السنن النبوية قد تدخل - أحيانًا - في الواجبات أو الفرائض التي أوجبها الشارع الحكيم على لسان نبيِّه الكريم - صلوات الله وسلامه عليه - ، أنا أعلم أنَّ كثيرًا ممَّن ينتسبون إلى الدعوة إلى الله ، أو على الأقل يُنسبون إلى الدعوة إلى الله يرون عدم الاهتمام بكثير من المسائل التي جاء الأمرُ النبويُّ بها ، ويلحقونها - بزعمهم ! - بمثل تلك السُّنن التي جاء السؤال ، أو جاءت الإشارة بالسؤال عنها ؛ لا شكَّ أن قصر الثوب إلى نصف الساق سنَّة مستحبة راجحة ... .