هل وسائل الدعوة توقيفية أم اجتهادية.؟
A-
A=
A+
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم أقول: هنا مسألة قد اختلف فيها الدعاة فضيلة الشيخ نظريا و تطبيقيا وهي هل وسائل الدعوة الإصلاحية كوسائل النشر هل هي توقيفية على ما ثبت عن النبي صلوات الله و سلامه عليه أم أنها غير توقيفية ؟
الشيخ : أنا أدري من هذه الأسئلة في العصر الحاضر أن الجواب قد يكون فيه بيان للحق و لكن قد يستغل و لذلك فلا بد لي من التفصيل فأقول: الوسائل تنقسم إلى قسمين منها وسائل كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يتخذها فلا ينبغي العدول عنها بل يجب التزامها كالغايات تماما ومنها وسائل لم تكن معهودة معروفة في زمنه عليه الصلاة و السلام هذه لا يجوز قبولها مطلقا و لا يجوز رفضها مطلقا و إنما لا بد فيها من التفصيل إذا كانت هناك وسيلة حدثت بين المسلمين وكان حدوثها فيهم و تبنيهم لها السبب في ذلك إنما هو انفراق المسلمين عن بعض أحكام دينهم أيضا هذه الوسيلة ولو كانت تحقق غاية فلا يجوز الأخذ بها أما إن كانت الوسيلة هذه حدثت وليسوا هم سبب حدوثها أي ليس سبب حدوثها تقصيرهم في بعض الأحكام الشرعية فإذا كانت هذه الوسيلة تحقق غاية شرعية فيجوز الأخذ بها لعله من المفيد بل من الضروري جدا أن نضرب على كل من هذه الأمثلة مثلا , ما يتعلق بالمثال الأخير أو بالصورة الأخيرة أو النوع الأخير من الوسائل هذه الوسائل التي الآن بين أيدينا بعضها ليس له علاقة بتقصير المسلمين في القيام ببعض أحكام دينهم فهذه الوسائل و منها السيارة و الطيارة و المقرب للبعيد و الصوت إلى آخره هذه الوسائل لا أقول فقط هي جائز الأخذ بها بل قد أقول: هي من الواجب تبنيها ولو أحيانا لكن هذه الوسيلة التي أنا أضربها مثلا للنوع الأخير من الوسائل التي ليس المسلمون هم المسؤولين عن إحداثها بسبب تقصيرهم في القيام ببعض واجباتهم يمكن الآن أن نتخذه مثلا لنوع سبق ذكره آنفا مما لا يشرع الأخذ به وهذا من غرائب المسائل و الفقه الذي ينبغي على إخواننا طلاب العلم أن يكونوا على يقظة منها لكيلا يختلط الحابل بالنابل و لا الحق بالباطل مكبر الصوت للأذان هو كهذه الوسيلة تماما لماذا ؟ لأنها تحقق غاية مشروعة هذه الغاية المشروعة أخذت من بعض الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالأذان حيث نحن الآن نربط هذه الوسيلة الحادثة بالأذان لعلكم و أنتم طلاب علم معي تذكرون أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما هاجر من مكة إلى المدينة لم يكن قد شُرع الأذان بعد فعقد مجلسا استشاريا ليتخذ لهم وسيلة لإعلامهم بدخول وقت الصلاة فتآمروا بينهم و تحدثوا فمن قائل يقول: نضرب بالناقوس في وقت الصلاة قال: لا هذا شعار النصارى و من قائل يقول: نضرب بالبوق قال: لا هذا شعار اليهود و من قائل يقول: نوقد نارا عظيمة قال: لا هذا شعار المجوس فانفض المجلس على لا شيء عبد الله بن زيد الأنصاري يرى في المنام أنه يمشي في المدينة و إذا برجل يقف على جذم من جدر جذم من جدر أي جدار منهدم فبقي منه بقية قليل من الأساس فوقف عليه و وضع أصبعيه في أذنيه و كبّر الله أكبر إلى آخر الأذان ثم نزل من هذا الجدم إلى الأرض و أقام الصلاة لما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقص عليه رؤياه فقال عليه الصلاة و السلام: ( إنها رؤيا حق ) و الشاهد الآن ( فألقه على بلال فإنه أندى صوتا منك ) كان الحق أن يؤذن هو الرواي لكن قال له ألقه يعني علمه بلالا لأنه أندى صوتا منك إذن من المقاصد المشروعة في الأذان أن يكون المؤذن صيّتا جهوري الصوت حتى يصل صوته إلى أبعد مكان من أجل ذلك جاء في حديث البخاري وهذا في السنن الحديث الأول في السنن جاء في الحديث في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري معنى الحديث لأني لا أذكره الآن أنه ما من مؤذن يؤذن إلا و يشهد له يوم القيامة من حجر أو مدر فكلما كان أمد صوتا كلما كان أكثر أجرا الآن مكبر الصوت يحقق هذه الغاية المشروعة فإذن هذه وسيلة مشروعة لكن انظر الآن وهنا النكتة التي أشرت إليها آنفا هذه الوسيلة في الإقامة لا تشرع خلاف ما عليه اليوم المساجد لا يفرقون في إذاعة الأذان و الإقامة بمكبر الصوت لا يفرقون ذلك لأنهم لم يتفقهوا في حديث الرؤيا حينما أذن الملك الذي رآه في المنام وقف على مرتفع و لما أقام نزل إلى الأرض و على ذلك جرى عمل المسلمين قاطبة إلى ما قبل وجود مكبرات الصوت كانوا في أول الإسلام لا توجد هذه المآذن ناطحات السحاب كانوا يصعدون على ظهر المسجد و يأذنون هل كانوا يفعلون كذلك في الإقامة الجواب لا كانوا يقيمون في المسجد لم ؟ لأن المقصود بالأذان إعلام الخارجين عن المسجد و المقصود بالإقامة إعلام الحاضرين في المسجد فالآن استعملنا مكبر الصوت في الإقامة كما نستعمله في الأذان خالفنا السنة إذن هو وسيلة ذات شقين من زواية جائز اتخاذها و من زواية أخرى لا يجوز اتخاذها كيف يمكننا أن نميز مثل هذا التمييز الدقيق وسيلة حادثة يمكن استعمالها فيما هو مشروع و لا يمكن استعمالها فيما ليس بمشروع ألا وهو الفقه الذي دعا الرسول عليه السلام لمن شاء من الناس في النص العام قال: ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) في النص الخاص المتعلق بعبد الله بن عباس قال: ( اللهم فقه في الدين و علمه التأويل ) ، فكان كذلك كان ترجمان القرآن و كان فقيها من فقهاء الإسلام لذلك نحن ننصح المتحمسين من طلاب العلم من إخواننا الذين نعرفهم و إخواننا الآخرين الذين نؤمن بهم في الغيب ننصحهم أن يوفروا جهودهم و أن يغتنموا شبابهم في التوسع في العلم حتى لا يقعوا في مطبات يخالفون فيها الإسلام بحجة أن الوسائل تختلف باختلاف الزمان و المكان فنحن نقول نعم الوسائل تختلف باختلاف الزمان و المكان و لكن لا يحسن تطبيقها وفق الشرع إلا من كان فقيها في الكتاب و السنة أقول معترفا و متبعا لقول أهل العلم: من بركة العلم عزو كل قول لقائله هذا التفصيل الدقيق الذي سمعتموه مني آنفا لا يعود الفضل إلى فقهي أنا ، أنا ما أنا إلا فقط مقتد بمن سبقني وهو الذي فتح لي هذا الفهم الدقيق فيما يتعلق بالوسائل ألا وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
الشيخ : أنا أدري من هذه الأسئلة في العصر الحاضر أن الجواب قد يكون فيه بيان للحق و لكن قد يستغل و لذلك فلا بد لي من التفصيل فأقول: الوسائل تنقسم إلى قسمين منها وسائل كان رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم يتخذها فلا ينبغي العدول عنها بل يجب التزامها كالغايات تماما ومنها وسائل لم تكن معهودة معروفة في زمنه عليه الصلاة و السلام هذه لا يجوز قبولها مطلقا و لا يجوز رفضها مطلقا و إنما لا بد فيها من التفصيل إذا كانت هناك وسيلة حدثت بين المسلمين وكان حدوثها فيهم و تبنيهم لها السبب في ذلك إنما هو انفراق المسلمين عن بعض أحكام دينهم أيضا هذه الوسيلة ولو كانت تحقق غاية فلا يجوز الأخذ بها أما إن كانت الوسيلة هذه حدثت وليسوا هم سبب حدوثها أي ليس سبب حدوثها تقصيرهم في بعض الأحكام الشرعية فإذا كانت هذه الوسيلة تحقق غاية شرعية فيجوز الأخذ بها لعله من المفيد بل من الضروري جدا أن نضرب على كل من هذه الأمثلة مثلا , ما يتعلق بالمثال الأخير أو بالصورة الأخيرة أو النوع الأخير من الوسائل هذه الوسائل التي الآن بين أيدينا بعضها ليس له علاقة بتقصير المسلمين في القيام ببعض أحكام دينهم فهذه الوسائل و منها السيارة و الطيارة و المقرب للبعيد و الصوت إلى آخره هذه الوسائل لا أقول فقط هي جائز الأخذ بها بل قد أقول: هي من الواجب تبنيها ولو أحيانا لكن هذه الوسيلة التي أنا أضربها مثلا للنوع الأخير من الوسائل التي ليس المسلمون هم المسؤولين عن إحداثها بسبب تقصيرهم في القيام ببعض واجباتهم يمكن الآن أن نتخذه مثلا لنوع سبق ذكره آنفا مما لا يشرع الأخذ به وهذا من غرائب المسائل و الفقه الذي ينبغي على إخواننا طلاب العلم أن يكونوا على يقظة منها لكيلا يختلط الحابل بالنابل و لا الحق بالباطل مكبر الصوت للأذان هو كهذه الوسيلة تماما لماذا ؟ لأنها تحقق غاية مشروعة هذه الغاية المشروعة أخذت من بعض الأحاديث الصحيحة المتعلقة بالأذان حيث نحن الآن نربط هذه الوسيلة الحادثة بالأذان لعلكم و أنتم طلاب علم معي تذكرون أن النبي صلى الله عليه و آله و سلم لما هاجر من مكة إلى المدينة لم يكن قد شُرع الأذان بعد فعقد مجلسا استشاريا ليتخذ لهم وسيلة لإعلامهم بدخول وقت الصلاة فتآمروا بينهم و تحدثوا فمن قائل يقول: نضرب بالناقوس في وقت الصلاة قال: لا هذا شعار النصارى و من قائل يقول: نضرب بالبوق قال: لا هذا شعار اليهود و من قائل يقول: نوقد نارا عظيمة قال: لا هذا شعار المجوس فانفض المجلس على لا شيء عبد الله بن زيد الأنصاري يرى في المنام أنه يمشي في المدينة و إذا برجل يقف على جذم من جدر جذم من جدر أي جدار منهدم فبقي منه بقية قليل من الأساس فوقف عليه و وضع أصبعيه في أذنيه و كبّر الله أكبر إلى آخر الأذان ثم نزل من هذا الجدم إلى الأرض و أقام الصلاة لما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه و آله وسلم فقص عليه رؤياه فقال عليه الصلاة و السلام: ( إنها رؤيا حق ) و الشاهد الآن ( فألقه على بلال فإنه أندى صوتا منك ) كان الحق أن يؤذن هو الرواي لكن قال له ألقه يعني علمه بلالا لأنه أندى صوتا منك إذن من المقاصد المشروعة في الأذان أن يكون المؤذن صيّتا جهوري الصوت حتى يصل صوته إلى أبعد مكان من أجل ذلك جاء في حديث البخاري وهذا في السنن الحديث الأول في السنن جاء في الحديث في صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري معنى الحديث لأني لا أذكره الآن أنه ما من مؤذن يؤذن إلا و يشهد له يوم القيامة من حجر أو مدر فكلما كان أمد صوتا كلما كان أكثر أجرا الآن مكبر الصوت يحقق هذه الغاية المشروعة فإذن هذه وسيلة مشروعة لكن انظر الآن وهنا النكتة التي أشرت إليها آنفا هذه الوسيلة في الإقامة لا تشرع خلاف ما عليه اليوم المساجد لا يفرقون في إذاعة الأذان و الإقامة بمكبر الصوت لا يفرقون ذلك لأنهم لم يتفقهوا في حديث الرؤيا حينما أذن الملك الذي رآه في المنام وقف على مرتفع و لما أقام نزل إلى الأرض و على ذلك جرى عمل المسلمين قاطبة إلى ما قبل وجود مكبرات الصوت كانوا في أول الإسلام لا توجد هذه المآذن ناطحات السحاب كانوا يصعدون على ظهر المسجد و يأذنون هل كانوا يفعلون كذلك في الإقامة الجواب لا كانوا يقيمون في المسجد لم ؟ لأن المقصود بالأذان إعلام الخارجين عن المسجد و المقصود بالإقامة إعلام الحاضرين في المسجد فالآن استعملنا مكبر الصوت في الإقامة كما نستعمله في الأذان خالفنا السنة إذن هو وسيلة ذات شقين من زواية جائز اتخاذها و من زواية أخرى لا يجوز اتخاذها كيف يمكننا أن نميز مثل هذا التمييز الدقيق وسيلة حادثة يمكن استعمالها فيما هو مشروع و لا يمكن استعمالها فيما ليس بمشروع ألا وهو الفقه الذي دعا الرسول عليه السلام لمن شاء من الناس في النص العام قال: ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ) في النص الخاص المتعلق بعبد الله بن عباس قال: ( اللهم فقه في الدين و علمه التأويل ) ، فكان كذلك كان ترجمان القرآن و كان فقيها من فقهاء الإسلام لذلك نحن ننصح المتحمسين من طلاب العلم من إخواننا الذين نعرفهم و إخواننا الآخرين الذين نؤمن بهم في الغيب ننصحهم أن يوفروا جهودهم و أن يغتنموا شبابهم في التوسع في العلم حتى لا يقعوا في مطبات يخالفون فيها الإسلام بحجة أن الوسائل تختلف باختلاف الزمان و المكان فنحن نقول نعم الوسائل تختلف باختلاف الزمان و المكان و لكن لا يحسن تطبيقها وفق الشرع إلا من كان فقيها في الكتاب و السنة أقول معترفا و متبعا لقول أهل العلم: من بركة العلم عزو كل قول لقائله هذا التفصيل الدقيق الذي سمعتموه مني آنفا لا يعود الفضل إلى فقهي أنا ، أنا ما أنا إلا فقط مقتد بمن سبقني وهو الذي فتح لي هذا الفهم الدقيق فيما يتعلق بالوسائل ألا وهو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 758
- توقيت الفهرسة : 00:00:54
- نسخة مدققة إملائيًّا