ضابط التشبه بالكفار وحكم التشبه بهم .
A-
A=
A+
الشيخ : ظني إتماما لهذه الكلمة أنه أتي من أنه عرف حديثا ثم ظن أنه أحاط بالعلم إحاطة , الحديث في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم حديث طويل هو لكن الخلاصة منه أنه كان يلبس جبة رومية ضيقة الكمين هاه هي لباس الكفار لبس رسول الله صلى الله عليه و سلم جبة رومية ضيقة الكمّين إذا لماذا أنتم تشددون وتمنعون لباس الكفار , هذا رسول الله صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح قد لبس لباس الكفار . ذلك يقول هذا لأنه لا فقه عنده كأنه يتوهم أننا نحن معشر الدعاة إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح كأننا نقول أنه لا يجوز أي لباس يأتينا من بلاد الكفر ولذلك بعضهم من الحمقى ، هاي أنتم تستعملوا السيارات مثلا وهي من بلاد الكفار , وهذه الأحذية الأجنبية إلى آخره , وهذا شأنهم شأن ما أشار إليه الأستاذ في خطبة الجمعة أنهم لا يفرقون بين البدعة الدينية و البدعة الدنيوية فبسبب عدم هذا التفريق فتحوا باب الابتداع في الدين باسم أنه يجوز الابتداع في الدنيا إذا يجوز الابتداع في الدين , كذلك شأنهم بما يتعلق بالتشبه بالكفار ظنوا أن كل شيء يفعله الكفار أو يصنعه الكفار لا يجوز للمسلمين , هناك ضابطة وأنا أقول أن الضابطة في الواقع ضابطتان إحداهما أهم من الأخرى وهذا في اعتقادي أنه يجب على طلاب العلم على الأقل أن يكونوا على معرفة بهاتين الضابطتين , الأولى : أنه ما كان من عمل الكفار فهو إما أن يكون شعارا لهم وهذا الذي لا يجوز للمسلم أن يتعاطاه وأن يستعمله وهذا هو المحظور الداخل في عموم قوله عليه السلام: ( من تشبه بقوم فهو منهم ) , أما الضابطة الأخرى فهي أن الكفار إذا فعلوا فعلا وليس شعارا لهم وبإمكاننا نحن أن نخالفهم فعلينا أن نخالفهم في ذلك ليست المخالفة هنا من باب ألا نتشبه بهم لأننا نفترض الآن أن ذلك الفعل ليس شعارا لهم , ولو كان شعارا لهم ففعلناه تشبهنا بهم لكن البحث الآن في فعل يفعلونه فعلينا أن نخالفهم وهنا يأتي حديث عظيم جدا جدا وكثير من طلاب العلم وربما من أهل العلم لا ينتبهون لأهمية الحديث في هذا الموضوع الذي نحن في صدده الآن ألا وهو قوله عليه السلام: ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) فخالفوهم فخالفوهم , المخالفة شيء وترك التشبه شيء آخر تأملوا معي في هذا الحديث ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم) التي شابت رغم أنوفهم هذا ليس من فعلهم هذا من فعل خالقهم لا فرق بين المسلم أو الكافر يبلغون سن الشيب , فهذا يشيب وهو مسلم وذاك يشيب وهو كافر مع أن هذا الشيب الذي سلطه الله على الكافر ليس من فعله يقول لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم بصبغ شعوركم , خالفوا اليهود والنصارى هم يشيبون ولكنهم لا يصبغون إذا قصد المخالفة هدف شرعي عظيم جدا فإذا المسلمون أو طائفة منهم فهموا الإسلام هذا الفهم العام الصحيح وطبقوه بكل حذافيره فيما يدخل في أهم شيء وهي العقيدة وفي أقل شي وهو الأمر يستحب والمندوب يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله , مثلا لو كان هناك حرية أو ديمقراطية صحيحة كما يزعمون حرية تصرف كل إنسان بحدود عقيدته ومبدئه دون أن يفرض رأيه على الآخرين لوجدت هناك شعائر إسلامية ظاهرة جدا تخالف شعائر الكفر والضلال بل لوجدت تحقيق المخالفة التي أشرت إليها آنفا في الحديث الصحيح في أبسط شيء , أضرب لكم الآن مثلين اثنين أحدهما ميسر لكل إنسان و الآخر لا يتيسر إلا للحاكم الذي له أمره وله قوته وله سلطته على الشعب , الأمر السهل هذه الساعة , هذه السعة صنع الكفار بلا شك بما فيها لكن هم يضعونها في شمائلهم ونحن نضعها في أيماننا لماذا ؟ خالفوهم , فنحن ما خسرنا الاستفادة من الساعة حينما وضعناها في يدنا اليمنى لأنها ذات شأن لكن السيارة مثلا نحن لا نستطيع في بلد ما أن نأخذ حريتنا في بلد ما ونرفع علم الإسلام عليها مثلا
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 671
- توقيت الفهرسة : 00:32:05
- نسخة مدققة إملائيًّا