يجب التفريق بين منهج الدعوة وأسلوب الدعوة .
A-
A=
A+
لأننا يجب أن نفرق بين الدعوة وأسلوبها ، الدعوة فرض عين على كل مسلم في أن يتبناها لكن ليس فرض عين على كل مسلم أن يكون داعية ، ثم لو كان داعية لا نستطيع أن نتصور أن الأساليب متفقة وأن الأسلوب يمكن تعليمه وتلقينه للناس جميعًا ، هذا لا يمكن لذلك فينبغي أن نتلطف مع عامة الناس في دعوتهم إلى دعوتنا السلفية ومع إخواننا السلفيين الذي يسيئون الدعوة إلى الدعوة السلفية ، أيضًا هذا يجب أن نتلطف به ، بعد هذه المقدمة أرجع إلى صلب الموضوع ولعله سؤالك الأول بالنسبة لما ثبت لدينا يقينًا أن الأذان في هذا البلد يؤذن إما قبل الوقت أو بعد الوقت ، أنت عالجت الأذان الذي يؤذن به بعد الوقت بنحو عشر دقائق ، والأولى عندي معالجة الأمر الآخر الذي يؤذنون قبل الوقت بنصف ساعة تقريبًا ، يتراوح باختلاف الفصول بين ثلث ساعة إلى نصف ساعة ، ويبطلون صلاة المصلين في كثير من المساجد حيث يصلون صلاة الفجر قبل الفجر الصادق ، المهم الآن يجب أن نفرق بين الدعوة وبين أسلوب الدعوة ، يختلف الأمر اختلافًا كثيرًا بين إنسان يعيش في مسجد جوه سلفي ، وبين مسجد آخر جوه خلفي يجب أن يفرق بين مسجد وآخر ، كما أنه يجب أن يفرق بين إعلانه بالإفطار الشرعي بين ناس وآخرين ، ناس مثلاً من إخوانك عندهم مبدأ التمسك بالسنة ، ما في مانع ، بل واجب أنك تفطر أمامهم بعد دخول وقت الإفطار غروب الشمس ، وقبل الأذان ، الذي يؤذنون اليوم بناء على التوقيت الفلكي أما إذا كانت في جماعة عمرهم ما سمعوا بدعوة الكتاب والسنة أو الدعوة السلفية فهؤلاء ينبغي على الداعية حقًا أنه يفكر طويلاً كيف يثير هذه المسألة ، أنا أقول لكم شخصيًا عن نفسي وبعض إخوانا في رمضان ، أنا أرى الشمس تغرب من داري لأنها مرتفعة فأفطر ثم أسمع الأذان فأنزل أصلي مع الجماعة فأنا بجمع بين الفضيلتين ، فضيلة التعجيل بالإفطار التي قالها الرسول عليه السلام في الحديث المعروف : ( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر ) كما ان هناك حديث آخر يحض على تعجيل أداء صلاة المغرب ( لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم ) ولذلك كانت السنة العملية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ( كان يفطر على تمرات ، أو على جرعة من ماء ثم يصلي المغرب ) فيعجل بالأمرين جمعًا بين الفضيلتين فأنا بقول شخصيًا بفطر في البيت وبنزل أصلي في المسجد ، لكن لا يجوز كتمان هذه السنة كما كان الأمر قبل هذه الأيام الأخيرة ، ما حد عنده خبر إطلاقًا بأن المؤذن يؤذن بعد غروب الشمس بعشر دقائق ، ما أحد عنده خبر إطلاقًا أن المؤذنين لصلاة الفجر يؤذنون قبل الوقت بنصف ساعة ، وأن أكثر المساجد كانت تصلي صلاة الفجر قبل وقتها فإذا عرف أهل العلم الحكم الشرعي فكتموه ، كان كتمانهم للعلم مصيبة عليهم في الدنيا والآخرة ، الله عز وجل كما نعلم جميعًا أخذ العهد والميثاق من أهل العلم أن يبينوه للناس ولا يكتمونه كما هو في القرآن الكريم وكما قال عليه السلام : ( من كتم علمًا ألجم يوم القيامة بلجام من نار ) إذًا المسألة تحتاج إلى حكمة لكن لأمر ما قال ربنا في القرآن الكريم : (( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا )) وقال في الآية الأخرى : (( وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم ))
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 203
- توقيت الفهرسة : 00:50:29
- نسخة مدققة إملائيًّا