الرد على اتهام الشيخ بالتساهل في التصحيح والتشدد في التضعيف.
A-
A=
A+
السائل : يقول البعض أحيانا أن الشيخ لديه تساهل في تحسين الأحاديث فيحسن الأحاديث يعني لشبهة أو لرائحة بسيطة من الصحة أو الحسن في السند والشيخ أيضا يقولون بالطرف المقابل متشدد في التضعيف ومتساهل في التصحيح فما قولكم على هؤلاء أو ردكم على هؤلاء؟
الشيخ : والله هذا في اعتقادي أمر لا يمكن ضبطه لأنك تعلم أن الرواة الذين يعود التصحيح والتضعيف والتحسين على تراجمهم الكثير منهم فيهم اختلاف ثم منهم من يحسن حديثه لأنه قد ترجم حينما ترجم لأن فيه شيئا من سوء الحفظ هذا الشيء الآن ضبطه صعب جدا يعني نسبة الضعف الذي يتراوح بين أن يصبح حديث هذا الرجل حسنا أو ينخفض فيصبح ضعيفا هذه النسبة ليست المسألة مادية بحيث أنها توزن بميزان مادي يتميزه كل إنسان له بصر وإنما القضية تحتاج إلى بصيرة خاصة فقد يكون مثلا الرجل يقول فيه الحافظ ابن حجر مقبول مثلا وهو يعني كما لا يخفاكم مقبول عند المتابعة لكن مثلي ومثلي كثر حينما يرجعون إلى أمه وأصله الذي هو " تهذيب التهذيب " ويدرسون الأقوال التي نقلها عن حفاظ الحديث ونقاد الرجال قد يميل إلى توثيق هذا الرجل المقبول عند الحافظ في مرتبة الحديث الحسن يأتي ناس ممن كانوا في المرحلة التي نحن مررنا عليها ولا بد عمدتهم مثل كتاب " التقريب " فحينما يجدني أحسّن حديثا يعتبرني متساهلا لأن الحافظ ابن حجر قال في راويه أنه مقبول وذلك يعني أنه غير مقبول إلا إذا كان له متابع وأنا لم أذكر له متابعا إذا الشيخ متساهل هذا مثال من عشرات الأمثلة والأمثلة كثيرة جدا ومردها إلى اختلاف وزن أقوال الرجال في الراوي الواحد فهذه الأقوال تأتي كثيرا مختلفة تمام الاختلاف فمنهم من يقول فيه ثقة فيهم من يقول ضعيف فيهم من يقول مثلا سيء الحفظ أو يهم أو أو عبارات مختلفة جدا فحينئذ الواحد مثلي لا يسعه إلا أن يستعين بمثل الحافظ ابن حجر والحافظ الذهبي لا أن يتواكل عليه وإنما يستعين به ولذلك فهذا الخلاف الذي يراه بعض من تشير إليهم هو موجود بين الحافظين الذهبي والعسقلاني لأن هذا كما قال الله تعالى (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) الاختلاف أمر طبيعي تماما ولذلك فالموفق هو الذي يوفقه الله عز وجل إلى الصواب أما اختلاف الآراء الاختلاف في أمور الحديث لا يختلف تماما عن اختلاف في الأمور الفقهية والأحكام الشرعية كما يختلف الفقهاء في إصدار بعض الأحكام تارة باختلاف متناقض تماما هذا يحرمه وهذا يبيحه فضلا أن يكون هناك قول وسط بالكراهة لا بالتحريم ولا بالإباحة إلى آخره لكن الحق واحد لا يتعدد فمن أجل هذا الأمر الطبيعي من جهة ومن أجل أن الدراسات والتوسع فيها تختلف من شخص أو باحث إلى آخر تأتي هذه الشبه أما التشدد في التضعيف فهذا أيضا يعود إلى ما ذكرته آنفا مع ملاحظة شيء آخر هذا في اعتقاده لا يلاحظه كثير من القدامى فضلا عن المحدثين فأنا حينما أجد الحديث ضعيف الإسناد ولا أجد بعد البحث الطويل المديد ما يأخذ بعضده قد أنظر في المتن فإذا ما وجدت في المتن نكارة علمية فقهية بالغت في تضعيف الحديث وهذا يعني مسلك جرى عليه قليل من نقاد الحديث من الأئمة القدامى قليل منهم من ينقد المتن كما ينقد السند بينما جماهيرهم يقتصرون على نقد الأسانيد دون المتون مع أنني أيضا لاحظت وهذا من فضل علم الحديث وجدت في ما لاحظت ردا على بعض المستغربين المقلّدين للمستشرقين الذين يتهمون علماء الحديث بأنهم لم يعنوا بنقد المتون وإنما كان همهم نقد الرجال والأسانيد فأنا وجدت بأن هذه دعوى باطلة عاطلة لأن علم الحديث في الحقيقة قام على أمرين اثنين, أولا على معرفة رواة الحديث من حيث العدالة والضبط والحفظ, وثانيا على سبر روايات هؤلاء الرواة فهم حينما يدرسونها ويبحثون فيها فيجدون في بعض هؤلاء الرواة لها متونا يخالفون فيها الأئمة الثقات الأثبات إما كلا في المتن أو زيادة ونقصا فيه فمن هنا جاءت بعض تعابيرهم التي تُفصح عن عنايتهم بنقد المتون حينما يقولون فلان منكر الحديث وفلان له مناكير وفلان يروي الطامات عن الأثبات هذا كله يشعرنا بأن هؤلاء الأئمة كانوا يدرسون أيضا متون الأحاديث كما يدرسون أسانيدها فأنا استفدت من ملاحظتي لنقدهم للمتون وبخاصة في وضعهم هذه العبارات التي تذكر بأنهم ينظرون بإمعان في متون هؤلاء الرواة أنني حينما أجد حديثا بإسناد ضعيف ليس له متابع وليس له شاهد فإذا ما وقفنا عند الإسناد والحكم به على المتن ينبغي أن نقول إسناده ضعيف, لكني إذا لاحظت ما أشرت إليه آنفا من نكارة في المتن فقد أقول ضعيف جدا بل وقد أحكم بوضعه فمن هنا قيل فيما أظن لما ذكرته آنفا من أنه متشدد حينما يضعف والله أعلم على كل حال نحن نسأل الله عز وجل أن يكون هناك علماء يهتمون بدراسة السنة والحديث وبإخلاص ثم لا يضرنا بعد ذلك إن اخلتفت بعض الآراء لأنها سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا وإذا كان أصحاب الرسول عليه السلام كما لا يخفى على الحاضرين اختلفوا في قليل أو كثير من الأحكام ولم يكن يومئذ مجال خلاف في موضوع الأسانيد لأنها حدثت من بعدهم فلا غرابة أن يختلف من بعدهم في الفقه بل وفي الأسانيد أيضا هذا جوابي.
السائل : جزاك الله خيرا.
الشيخ : حيث جلسوا الآن لكن لا تندبهم إنو إذا أخطأوا وجلسوا في مثل ذاك المجلس فدخل داخل له منزلة وله هيبة بيقومولو حتى ما يقعوا في مثل هذه المخالفة هم أو أبوهم أو صديقهم ... .
أبو ليلى : يعني شيخنا مثلهم لو جاء أصلا أن يجلسوا هكذا لكن لو أنهم أخطأوا وجلسوا في مكان كهذا يبقوا مكانهم.
الشيخ : كان عندك شيء تريد أن تضفي به وتلقي به.
الحلبي : حفظكم الله أستاذي جوابكم أفادنا شيئا مهما جدا فيه رد على بعض المنتقدين الذين أشار إليهم الأستاذ أبو مصعب جزاه الله خيرا حيث يذكرون أن شيخكم الألباني يعتمد على " التقريب " كثيرا ويكون هو عمدته في النقد والتحقيق والجرح والتعديل فشيخنا ضرب مثلا عمليا في جرّاء الكلام عن راو قال فيه الحافظ في " التقريب " مقبول ثم عند البحث تبين له أنه أعلى من ذلك أو أقل من ذلك فتغير حكمه عليه من جراء نظره فيما قيل فيه من أئمة الجرح والتعديل من قبل وبعد فهذه حقيقة شيخنا فيها لفتة طيبة يعني في هذا الباب. وأيضا هناك إفادة أخرى ذكرها شيخنا حفظه الله اللي هي متعلقة بنقد المتن فهي أيضا فيها رد على بعض العصرانيين في هذا العصر وبعض المتعلقين بأذناب المستشرقين الذين يقولون إن المحدثين لا ينظرون إلى المتن في نقد الحديث ويسمونه بالنقد الداخلي نعم.
الشيخ : وذاك الخارجي.
الحلبي : وذاك الخارجي في الحقيقة شيخنا له كلمة جميلة فيما أذكر في مقدمة " فضائل الشام " أستاذي في مقدمة تخريج أحاديث فضائل الشام لأن الدكتور المنجد ولا أعلم ماذا فعل الله به هل هو حي أم ميت.
الشيخ : صلاح الدين منجد.
الحلبي : موجود انتقد عدة أحاديث في تعليقاته بالنقد الذي يسمى النقد الداخلي وكان نقده في الحقيقة نقدا هشا فشيخنا ذكر كلمة طيبة أن النقد الداخلي أو نقد المتن مبناه في الأساس على نقد الإسناد وإلا قل بل نادر وأندر من النادر أن تجد حديثا صحيح السند تماما ويوجد به علة في المتن إلا وأن يكون التعليل شيخنا مبنيا على السند.
الشيخ : في السند كالعلة الخفية والشذوذ ونحو ذلك.
الحلبي : وحتى أستاذي حفظكم الله تذكرون دائما أيضا كلمة الشيخ المعلمي وتطبقونها أن لما ترون المتن يعني فيه نكارة لا تندفع تتلمسون له علة إسنادية والله تعالى أعلم.
الشيخ : هذه من دقائق هذا العلم
الحلبي : الله أكبر
الشيخ : وشيء آخر بدا لي بمناسبة السؤال السابق من أسباب النسبة المدعاة والمنقولة آنفا أن الشيخ متساهل في التصحيح أو التحسين هو أمر واقعي واختلاف البحث والتتبع للطرق والشواهد والمتابعات لا يخفاكم أن أكثر الناشئين اليوم جل اعتمادهم حينما يخرجون حديثا ما على هذه الكتب المتداولة والمطبوعة ثم بحثهم مع تيسر الرجوع إلى الأصول بسبب الفهارس المتنوعة فلا يكون في ذلك استيعابا للطرق فيكون الواقع مني أنني صححت حديثا أو حسنته في بعض المختصرات كصحيح الجامع مثلا و" صحيح الترغيب " وبعض التعليقات الموجزة الأخرى أكون صححته لغيره أو حسنته كذلك لغيره فيقع إسناد هذا الحديث المشهور تحت يد أحد الدارسين اليوم لهذا العلم فيجد فيه علة يجد فيه مثلا ابن لهيعة مثلا أو عنعنة ابن إسحاق أو أو علل أخرى بينما أكون أنا في الواقع بسبب تتبعي الذي ربي عز وجل تفضل به عليّ إما أني وجدت له متابعا أو وجدت له طريقا أخرى شاهدا او او إلى آخره فأعطيته الحكم الذي ينافي الإسناد الذي يقف بعض هؤلاء الباحثين اليوم فيتساءلون منهم المعتدل ومنهم المتهجم كيف هذا يحسنه بل يصححه وفيه فلان وهو نفسه بيضعفه أي الألباني ويكون الواقع مثل هذا وأكثر من هذا أنا أقول الآن عن نفسي شيئا جرينا منذ بدأنا بعلم الحديث والحمد لله على استثناء رواية العبادلة عن ابن لهيعة لأنهم صرحوا في ترجمة ابن لهيعة أن حديث هؤلاء عنه حديث صحيح جرينا على هذا ثم لما طبع كتاب " سير أعلام النبلاء " للحافظ الذهبي وإذا هناك في ترجمة قتيبة بن سعيد المصري يحشره مع العبادلة وينقل نقولا أنه كان ينقل عن كتاب ابن لهيعة فقلت في نفسي وين ضيعنا سنين ونحن بنضعف حديث قتيبة عن ابن لهيعة والآن في نظرتي هذه الجديدة في " صحيح الترغيب " الآن أتقصد وين بيقول المنذري وفيه ابن لهيعة بقول ليكون من رواية قتيبة يلا أبحث من جديد مع أنه أنا منتهي باحث لكن يوم بحثت ما كان في ذهني العلم الجديد هذا من أجل هذا وأمثاله كثير وكثير جدا أقول أن العلم لا يقبل الجمود أبدا لازم يكون في تطور وتطور فقد يأتي واحد ولا أقول إنه أحسن مني يوم كنت لا أعرف هذه الفائدة التي استفدتها من الذهبي فيتخذ نفس الموقف اللي كنت أنا اتخذته قديما بيقول هذا من رواية ابن لهيعة وليس من رواية أحد العبادلة عنه فكيف الشيخ صححه هذا بقى جوابه في المطولات مثل السلسلة الصحيحة وغيرها لكن في المختصرات لا يساعد المجال للتطويل وبيان السبب أما الأسباب التي تجعلنا نحن عند هؤلاء متساهلين هو الحقيقة أنهم ليسوا من الباحثين ليسوا من الذين تمرسوا في البحث وعندهم جلد وصبر في تتبع الطرق والشواهد هذا أيضا من الأسباب التي تحمل بعض هؤلاء على الإعتراض أو الإنتقاد والآن ماذا عندكم؟
الشيخ : والله هذا في اعتقادي أمر لا يمكن ضبطه لأنك تعلم أن الرواة الذين يعود التصحيح والتضعيف والتحسين على تراجمهم الكثير منهم فيهم اختلاف ثم منهم من يحسن حديثه لأنه قد ترجم حينما ترجم لأن فيه شيئا من سوء الحفظ هذا الشيء الآن ضبطه صعب جدا يعني نسبة الضعف الذي يتراوح بين أن يصبح حديث هذا الرجل حسنا أو ينخفض فيصبح ضعيفا هذه النسبة ليست المسألة مادية بحيث أنها توزن بميزان مادي يتميزه كل إنسان له بصر وإنما القضية تحتاج إلى بصيرة خاصة فقد يكون مثلا الرجل يقول فيه الحافظ ابن حجر مقبول مثلا وهو يعني كما لا يخفاكم مقبول عند المتابعة لكن مثلي ومثلي كثر حينما يرجعون إلى أمه وأصله الذي هو " تهذيب التهذيب " ويدرسون الأقوال التي نقلها عن حفاظ الحديث ونقاد الرجال قد يميل إلى توثيق هذا الرجل المقبول عند الحافظ في مرتبة الحديث الحسن يأتي ناس ممن كانوا في المرحلة التي نحن مررنا عليها ولا بد عمدتهم مثل كتاب " التقريب " فحينما يجدني أحسّن حديثا يعتبرني متساهلا لأن الحافظ ابن حجر قال في راويه أنه مقبول وذلك يعني أنه غير مقبول إلا إذا كان له متابع وأنا لم أذكر له متابعا إذا الشيخ متساهل هذا مثال من عشرات الأمثلة والأمثلة كثيرة جدا ومردها إلى اختلاف وزن أقوال الرجال في الراوي الواحد فهذه الأقوال تأتي كثيرا مختلفة تمام الاختلاف فمنهم من يقول فيه ثقة فيهم من يقول ضعيف فيهم من يقول مثلا سيء الحفظ أو يهم أو أو عبارات مختلفة جدا فحينئذ الواحد مثلي لا يسعه إلا أن يستعين بمثل الحافظ ابن حجر والحافظ الذهبي لا أن يتواكل عليه وإنما يستعين به ولذلك فهذا الخلاف الذي يراه بعض من تشير إليهم هو موجود بين الحافظين الذهبي والعسقلاني لأن هذا كما قال الله تعالى (( ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )) الاختلاف أمر طبيعي تماما ولذلك فالموفق هو الذي يوفقه الله عز وجل إلى الصواب أما اختلاف الآراء الاختلاف في أمور الحديث لا يختلف تماما عن اختلاف في الأمور الفقهية والأحكام الشرعية كما يختلف الفقهاء في إصدار بعض الأحكام تارة باختلاف متناقض تماما هذا يحرمه وهذا يبيحه فضلا أن يكون هناك قول وسط بالكراهة لا بالتحريم ولا بالإباحة إلى آخره لكن الحق واحد لا يتعدد فمن أجل هذا الأمر الطبيعي من جهة ومن أجل أن الدراسات والتوسع فيها تختلف من شخص أو باحث إلى آخر تأتي هذه الشبه أما التشدد في التضعيف فهذا أيضا يعود إلى ما ذكرته آنفا مع ملاحظة شيء آخر هذا في اعتقاده لا يلاحظه كثير من القدامى فضلا عن المحدثين فأنا حينما أجد الحديث ضعيف الإسناد ولا أجد بعد البحث الطويل المديد ما يأخذ بعضده قد أنظر في المتن فإذا ما وجدت في المتن نكارة علمية فقهية بالغت في تضعيف الحديث وهذا يعني مسلك جرى عليه قليل من نقاد الحديث من الأئمة القدامى قليل منهم من ينقد المتن كما ينقد السند بينما جماهيرهم يقتصرون على نقد الأسانيد دون المتون مع أنني أيضا لاحظت وهذا من فضل علم الحديث وجدت في ما لاحظت ردا على بعض المستغربين المقلّدين للمستشرقين الذين يتهمون علماء الحديث بأنهم لم يعنوا بنقد المتون وإنما كان همهم نقد الرجال والأسانيد فأنا وجدت بأن هذه دعوى باطلة عاطلة لأن علم الحديث في الحقيقة قام على أمرين اثنين, أولا على معرفة رواة الحديث من حيث العدالة والضبط والحفظ, وثانيا على سبر روايات هؤلاء الرواة فهم حينما يدرسونها ويبحثون فيها فيجدون في بعض هؤلاء الرواة لها متونا يخالفون فيها الأئمة الثقات الأثبات إما كلا في المتن أو زيادة ونقصا فيه فمن هنا جاءت بعض تعابيرهم التي تُفصح عن عنايتهم بنقد المتون حينما يقولون فلان منكر الحديث وفلان له مناكير وفلان يروي الطامات عن الأثبات هذا كله يشعرنا بأن هؤلاء الأئمة كانوا يدرسون أيضا متون الأحاديث كما يدرسون أسانيدها فأنا استفدت من ملاحظتي لنقدهم للمتون وبخاصة في وضعهم هذه العبارات التي تذكر بأنهم ينظرون بإمعان في متون هؤلاء الرواة أنني حينما أجد حديثا بإسناد ضعيف ليس له متابع وليس له شاهد فإذا ما وقفنا عند الإسناد والحكم به على المتن ينبغي أن نقول إسناده ضعيف, لكني إذا لاحظت ما أشرت إليه آنفا من نكارة في المتن فقد أقول ضعيف جدا بل وقد أحكم بوضعه فمن هنا قيل فيما أظن لما ذكرته آنفا من أنه متشدد حينما يضعف والله أعلم على كل حال نحن نسأل الله عز وجل أن يكون هناك علماء يهتمون بدراسة السنة والحديث وبإخلاص ثم لا يضرنا بعد ذلك إن اخلتفت بعض الآراء لأنها سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا وإذا كان أصحاب الرسول عليه السلام كما لا يخفى على الحاضرين اختلفوا في قليل أو كثير من الأحكام ولم يكن يومئذ مجال خلاف في موضوع الأسانيد لأنها حدثت من بعدهم فلا غرابة أن يختلف من بعدهم في الفقه بل وفي الأسانيد أيضا هذا جوابي.
السائل : جزاك الله خيرا.
الشيخ : حيث جلسوا الآن لكن لا تندبهم إنو إذا أخطأوا وجلسوا في مثل ذاك المجلس فدخل داخل له منزلة وله هيبة بيقومولو حتى ما يقعوا في مثل هذه المخالفة هم أو أبوهم أو صديقهم ... .
أبو ليلى : يعني شيخنا مثلهم لو جاء أصلا أن يجلسوا هكذا لكن لو أنهم أخطأوا وجلسوا في مكان كهذا يبقوا مكانهم.
الشيخ : كان عندك شيء تريد أن تضفي به وتلقي به.
الحلبي : حفظكم الله أستاذي جوابكم أفادنا شيئا مهما جدا فيه رد على بعض المنتقدين الذين أشار إليهم الأستاذ أبو مصعب جزاه الله خيرا حيث يذكرون أن شيخكم الألباني يعتمد على " التقريب " كثيرا ويكون هو عمدته في النقد والتحقيق والجرح والتعديل فشيخنا ضرب مثلا عمليا في جرّاء الكلام عن راو قال فيه الحافظ في " التقريب " مقبول ثم عند البحث تبين له أنه أعلى من ذلك أو أقل من ذلك فتغير حكمه عليه من جراء نظره فيما قيل فيه من أئمة الجرح والتعديل من قبل وبعد فهذه حقيقة شيخنا فيها لفتة طيبة يعني في هذا الباب. وأيضا هناك إفادة أخرى ذكرها شيخنا حفظه الله اللي هي متعلقة بنقد المتن فهي أيضا فيها رد على بعض العصرانيين في هذا العصر وبعض المتعلقين بأذناب المستشرقين الذين يقولون إن المحدثين لا ينظرون إلى المتن في نقد الحديث ويسمونه بالنقد الداخلي نعم.
الشيخ : وذاك الخارجي.
الحلبي : وذاك الخارجي في الحقيقة شيخنا له كلمة جميلة فيما أذكر في مقدمة " فضائل الشام " أستاذي في مقدمة تخريج أحاديث فضائل الشام لأن الدكتور المنجد ولا أعلم ماذا فعل الله به هل هو حي أم ميت.
الشيخ : صلاح الدين منجد.
الحلبي : موجود انتقد عدة أحاديث في تعليقاته بالنقد الذي يسمى النقد الداخلي وكان نقده في الحقيقة نقدا هشا فشيخنا ذكر كلمة طيبة أن النقد الداخلي أو نقد المتن مبناه في الأساس على نقد الإسناد وإلا قل بل نادر وأندر من النادر أن تجد حديثا صحيح السند تماما ويوجد به علة في المتن إلا وأن يكون التعليل شيخنا مبنيا على السند.
الشيخ : في السند كالعلة الخفية والشذوذ ونحو ذلك.
الحلبي : وحتى أستاذي حفظكم الله تذكرون دائما أيضا كلمة الشيخ المعلمي وتطبقونها أن لما ترون المتن يعني فيه نكارة لا تندفع تتلمسون له علة إسنادية والله تعالى أعلم.
الشيخ : هذه من دقائق هذا العلم
الحلبي : الله أكبر
الشيخ : وشيء آخر بدا لي بمناسبة السؤال السابق من أسباب النسبة المدعاة والمنقولة آنفا أن الشيخ متساهل في التصحيح أو التحسين هو أمر واقعي واختلاف البحث والتتبع للطرق والشواهد والمتابعات لا يخفاكم أن أكثر الناشئين اليوم جل اعتمادهم حينما يخرجون حديثا ما على هذه الكتب المتداولة والمطبوعة ثم بحثهم مع تيسر الرجوع إلى الأصول بسبب الفهارس المتنوعة فلا يكون في ذلك استيعابا للطرق فيكون الواقع مني أنني صححت حديثا أو حسنته في بعض المختصرات كصحيح الجامع مثلا و" صحيح الترغيب " وبعض التعليقات الموجزة الأخرى أكون صححته لغيره أو حسنته كذلك لغيره فيقع إسناد هذا الحديث المشهور تحت يد أحد الدارسين اليوم لهذا العلم فيجد فيه علة يجد فيه مثلا ابن لهيعة مثلا أو عنعنة ابن إسحاق أو أو علل أخرى بينما أكون أنا في الواقع بسبب تتبعي الذي ربي عز وجل تفضل به عليّ إما أني وجدت له متابعا أو وجدت له طريقا أخرى شاهدا او او إلى آخره فأعطيته الحكم الذي ينافي الإسناد الذي يقف بعض هؤلاء الباحثين اليوم فيتساءلون منهم المعتدل ومنهم المتهجم كيف هذا يحسنه بل يصححه وفيه فلان وهو نفسه بيضعفه أي الألباني ويكون الواقع مثل هذا وأكثر من هذا أنا أقول الآن عن نفسي شيئا جرينا منذ بدأنا بعلم الحديث والحمد لله على استثناء رواية العبادلة عن ابن لهيعة لأنهم صرحوا في ترجمة ابن لهيعة أن حديث هؤلاء عنه حديث صحيح جرينا على هذا ثم لما طبع كتاب " سير أعلام النبلاء " للحافظ الذهبي وإذا هناك في ترجمة قتيبة بن سعيد المصري يحشره مع العبادلة وينقل نقولا أنه كان ينقل عن كتاب ابن لهيعة فقلت في نفسي وين ضيعنا سنين ونحن بنضعف حديث قتيبة عن ابن لهيعة والآن في نظرتي هذه الجديدة في " صحيح الترغيب " الآن أتقصد وين بيقول المنذري وفيه ابن لهيعة بقول ليكون من رواية قتيبة يلا أبحث من جديد مع أنه أنا منتهي باحث لكن يوم بحثت ما كان في ذهني العلم الجديد هذا من أجل هذا وأمثاله كثير وكثير جدا أقول أن العلم لا يقبل الجمود أبدا لازم يكون في تطور وتطور فقد يأتي واحد ولا أقول إنه أحسن مني يوم كنت لا أعرف هذه الفائدة التي استفدتها من الذهبي فيتخذ نفس الموقف اللي كنت أنا اتخذته قديما بيقول هذا من رواية ابن لهيعة وليس من رواية أحد العبادلة عنه فكيف الشيخ صححه هذا بقى جوابه في المطولات مثل السلسلة الصحيحة وغيرها لكن في المختصرات لا يساعد المجال للتطويل وبيان السبب أما الأسباب التي تجعلنا نحن عند هؤلاء متساهلين هو الحقيقة أنهم ليسوا من الباحثين ليسوا من الذين تمرسوا في البحث وعندهم جلد وصبر في تتبع الطرق والشواهد هذا أيضا من الأسباب التي تحمل بعض هؤلاء على الإعتراض أو الإنتقاد والآن ماذا عندكم؟
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 905
- توقيت الفهرسة : 00:16:35