ما صحة حديث : ( إذا صعد الإمام المنبر فلا صلاة ولا كلام ) ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ذلك الحديث هو الذي نراه في بعض البلاد العربية مكتوبًا محفورًا على باب المنبر ؛ قال - عليه الصلاة والسلام - : ( إذا صعد الخطيب المنبر فلا صلاة ولا كلام ) ، وهذا حديث لا أصل له عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فمع ذلك فتجد الحنفية إلى اليوم إذا دخل أحدهم المسجد يوم الجمعة والإمام على المنبر يعمل بهذا الحديث فلا يصلي ؛ لأن الحديث قال لهم : إذا صعد الخطيب المنبر فلا صلاة ولا كلام ، فمع أن هذا الحديث ضعيف - كما ذكرت آنفًا عن الزيلعي - ؛ فهو يخالف بعض الأحاديث الصحيحة ، ومن هذه الأحاديث الصحيحة أخذ العلماء الآخرون ، من تلك الأحاديث قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب ؛ فليصلِّ ركعتين ، وليتجوَّزْ فيهما ) ، ( فليصلِّ ركعتين ، وليتجوَّزْ فيهما ) ؛ أي : يخفِّفهما يتفرَّغ لسماع ... من الخطبة ، في الحديث السابق الذي لا يصح فربطَ الإمساك عن الصلاة وعن الكلام بمجرَّد خروج الخطيب على المنبر ، والرسول - عليه السلام - في هذا الحديث يقول : ( إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصلِّ ركعتين ) ، لكن : ( ليتجوَّزْ فيهما ) ؛ أي : يخففهما ، كذلك الحديث الآخر يقول - عليه الصلاة والسلام - : ( إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة والإمام يخطب : أنصِتْ ؛ فقد لغوْتَ ) ، فإذًا الكلام منهي عنه والخطيب يخطب ، بينما ذاك الحديث يقول : إذا صعد .