ما صحة حديث : " لو أنكم دلَّيتم حبلًا إلى الأرض السفلى لهبط على الله " ؟
A-
A=
A+
السائل : ذكر ابن كثير في تفسيره لسورة الحديد عند قوله - تعالى - : (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )) ، ذكر ابن كثير حديثًا من رواية الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال في نهاية حديث طويل : " والذي نفس محمد بيده ؛ لو أنكم دلَّيتم حبلًا إلى الأرض السُّفلى لَهبط على الله " ، ثم قرأ : (( هو الأول والآخر )) ؛ ما صحة هذا الحديث ؟
الشيخ : هذا حديث ضعيف ؛ لأنه من رواية الحسن البصري عن أبي هريرة ، وقد اختلف علماء الحديث في ترجمة الحسن البصري ؛ هل سمع من أبي هريرة أم لا ؟ كما أنهم اختلفوا كثيرًا في سماعه من سمرة جندب ، والصحيح أن سمرة قد سمع منه الحسن بعض الأحاديث ، ومنها حديث العقيقة : ( كلُّ غلامٍ مُرتهن بعقيقة ) ، ولكن كون الحسن البصري سمعَ من سمرة بن جندب لا يعني أنَّ كلَّ ما رواه عن سمرة محمول على الاتصال ؛ ذلك لأنَّ الحسن البصري مع جلالة قدره قد كان موصوفًا بالتدليس ، وبناءً على ذلك يتوقَّف بعض أهل الحديث في قبول حديثه المُعنعن ، فيقولون : إذا صرَّح بالسماع من سمرة ؛ فحديثه صحيح ، وإذا عنعن توقَّفنا عن قبول حديثه ؛ فكذلك ما رواه عن أبي هريرة ؛ لأن سماعه عن أبي هريرة ليس ثابتًا في قوَّة سماعه من سمرة ، ومع ذلك فيُقال في روايته عن أبي هريرة ما قيل آنفًا في روايته عن سمرة ؛ إن صرَّح بالسماع عن أبي هريرة - وهذا نادر جدًّا جدًّا - قُبِلَ حديثُه وإلا لم يقبل ؛ لأنَّنا نخشى أن يكون رواه عن شخص هو مجهول أو ضعيف أو نحو ذلك من الاحتمالات .
خلاصة القول : أن هذا الحديث الذي رواه الترمذي وذكره ابن كثير في روايته هو حديث لا تقوم به حجَّة لهذه العلَّة ، وربما يكون هناك فيه علَّة أخرى ، لكن الآن لست متيقِّنًا من ذلك ؛ فحسبكم عنعنة الحسن عن سمرة . هذا هو الجواب .
السائل : جزاك الله خيرًا .
الشيخ : وإياك .
السائل : الرواية عن أبي هريرة ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : عن سمرة أو عن أبي هريرة ؟
الشيخ : من ؟
السائل : الحديث .
الشيخ : هذا الحديث ؟
السائل : نعم .
الشيخ : عن أبي هريرة ، هذا من رواية الحسن عن أبي هريرة ، لكن أنا ذكرتُ روايته عن سمرة ؛ لأنه قد صحَّ عنه أنه سمع منه بعض الأحاديث ، مع ذلك إذا روى عن سمرة حديثًا بالعنعنة لا يُقبل ، فمن باب أولى إذا روى عن أبي هريرة بالعنعنة ؛ فلا يُقبل حديثه ؛ لأنه من قال إنه قد سمع من أبي هريرة ليست حجَّته قوية كالذي قال أنه سمع عن سمرة .
سائل آخر : ... ذكر الحافظ - أيضًا - يعني فقط على ... .
الشيخ : كيف ؟
السائل : ذكر ... .
الشيخ : هذا تأويل - بارك الله فيك - ، ليس له علاقة برواية الحديث .
السائل : يعني ... تأويل ؟
الشيخ : هذا تأويل ، نعم .
السائل : هل تعتبر ... ؟
الشيخ : التأويل - يجب أن نتذكَّر هذه القاعدة - ؛ والتأويل فرع التصحيح ، إن كان يجوز التأويل في حديثٍ ما فهو فرع التصحيح ، فإن لم يصحَّ فلا حاجة بنا حينذاك إلى تأويله ؛ لأن مصداق ما قيل : هذا الميت لا يستحقُّ ذاك العزاء ؛ لأنه لا قيمة له .
نعم .
الشيخ : هذا حديث ضعيف ؛ لأنه من رواية الحسن البصري عن أبي هريرة ، وقد اختلف علماء الحديث في ترجمة الحسن البصري ؛ هل سمع من أبي هريرة أم لا ؟ كما أنهم اختلفوا كثيرًا في سماعه من سمرة جندب ، والصحيح أن سمرة قد سمع منه الحسن بعض الأحاديث ، ومنها حديث العقيقة : ( كلُّ غلامٍ مُرتهن بعقيقة ) ، ولكن كون الحسن البصري سمعَ من سمرة بن جندب لا يعني أنَّ كلَّ ما رواه عن سمرة محمول على الاتصال ؛ ذلك لأنَّ الحسن البصري مع جلالة قدره قد كان موصوفًا بالتدليس ، وبناءً على ذلك يتوقَّف بعض أهل الحديث في قبول حديثه المُعنعن ، فيقولون : إذا صرَّح بالسماع من سمرة ؛ فحديثه صحيح ، وإذا عنعن توقَّفنا عن قبول حديثه ؛ فكذلك ما رواه عن أبي هريرة ؛ لأن سماعه عن أبي هريرة ليس ثابتًا في قوَّة سماعه من سمرة ، ومع ذلك فيُقال في روايته عن أبي هريرة ما قيل آنفًا في روايته عن سمرة ؛ إن صرَّح بالسماع عن أبي هريرة - وهذا نادر جدًّا جدًّا - قُبِلَ حديثُه وإلا لم يقبل ؛ لأنَّنا نخشى أن يكون رواه عن شخص هو مجهول أو ضعيف أو نحو ذلك من الاحتمالات .
خلاصة القول : أن هذا الحديث الذي رواه الترمذي وذكره ابن كثير في روايته هو حديث لا تقوم به حجَّة لهذه العلَّة ، وربما يكون هناك فيه علَّة أخرى ، لكن الآن لست متيقِّنًا من ذلك ؛ فحسبكم عنعنة الحسن عن سمرة . هذا هو الجواب .
السائل : جزاك الله خيرًا .
الشيخ : وإياك .
السائل : الرواية عن أبي هريرة ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : عن سمرة أو عن أبي هريرة ؟
الشيخ : من ؟
السائل : الحديث .
الشيخ : هذا الحديث ؟
السائل : نعم .
الشيخ : عن أبي هريرة ، هذا من رواية الحسن عن أبي هريرة ، لكن أنا ذكرتُ روايته عن سمرة ؛ لأنه قد صحَّ عنه أنه سمع منه بعض الأحاديث ، مع ذلك إذا روى عن سمرة حديثًا بالعنعنة لا يُقبل ، فمن باب أولى إذا روى عن أبي هريرة بالعنعنة ؛ فلا يُقبل حديثه ؛ لأنه من قال إنه قد سمع من أبي هريرة ليست حجَّته قوية كالذي قال أنه سمع عن سمرة .
سائل آخر : ... ذكر الحافظ - أيضًا - يعني فقط على ... .
الشيخ : كيف ؟
السائل : ذكر ... .
الشيخ : هذا تأويل - بارك الله فيك - ، ليس له علاقة برواية الحديث .
السائل : يعني ... تأويل ؟
الشيخ : هذا تأويل ، نعم .
السائل : هل تعتبر ... ؟
الشيخ : التأويل - يجب أن نتذكَّر هذه القاعدة - ؛ والتأويل فرع التصحيح ، إن كان يجوز التأويل في حديثٍ ما فهو فرع التصحيح ، فإن لم يصحَّ فلا حاجة بنا حينذاك إلى تأويله ؛ لأن مصداق ما قيل : هذا الميت لا يستحقُّ ذاك العزاء ؛ لأنه لا قيمة له .
نعم .