السائل : شيخنا ، بالنسبة ربط علم مصطلح الحديث بعلم الفقه ، وهل لا بد للمحدث أن يكون فقيه ، أو يمكن للمحدث أن يهتم بهذا العلم فقط؟ علاقة علم الفقه بعلم مصطلح الحديث ؟ وهل يلزم المحدث أن يكون فقيهًا أو يكون محدثًا فقط؟

الشيخ : يلزم الفقيه أن يكون محدثًا ، ولا يلزم المحدث أن يكون فقيهًا ؛ لأن المحدث فقيه بطبيعة الحال ، هل كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يدرسون الفقه أم لا ؟

السائل : كانوا يدرسونه .

الشيخ : وما هو الفقه الذي كانوا يدرسونه ؟

السائل : ما يأخذونه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

الشيخ : إذًا يدرسون الحديث ؟

السائل : نعم .

الشيخ : إذًا ؟

السائل : يعني الحديث بطبيعة الحال فقه طيب ليش.

الشيخ : هذا هو الذي قلناه ، أما هؤلاء الفقهاء الذين يدرسون أقوال العلماء وفقههم ولا يدرسون حديث نبيهم ، هذا هو منبع الفقه ، فهؤلاء يقال يجب أن يدرسوا علم الحديث ، لا نتصور فقهًا صحيحًا بدون معرفة الحديث حفظًا وتصحيحًا وتضعيفًا ، لكننا لا نتصور محدثًا غير فقيه ، كما لا نتصور صحابيًا مثل أبي هريرة روى أحاديث عن الرسول - عليه السلام - ومع ذلك نقول عنه أنه جاهل ، وأنه غير فقيه! هذا خيال ؛ لذلك القرآن والسنة هما مصدر الفقه ، كل الفقه ، أما الفقه المعتاد اليوم فهو فقه العلماء ، وليس فقه الكتاب والسنة ، بعضه موجود في الكتاب والسنة وبعضه عبارة عن آراء واجتهادات أصحابها مشهورون ، لكن في الكثير منها خالفوا الحديث لأنهم ما أحاطوا به علما ، أنا الآن القاعدة هذه تأملمني فأنتقل إلى سيارتي ولعلنا نحاول خطوة أخرى لنعرف إيش أصاب الجماعة في هذا التأخر ..