قصة اجتهاد عبدالله بن عمرو بن العاص في العبادة ونصيحة النبي صلى الله عليه وسلم له بالإقتصاد فيها .
A-
A=
A+
الشيخ : وهذا ما وقع لعبد الله بن عمرو بن العاص حيث زوجة أبوه بفتاة من قريش فجاء كان الفرق بينه وبين أبوه خمسة عشر سنة ، يعني أبو تزوج مبكرا ، فأراد أن يزوج ابنه ايضا مبكرا ، وهذا خير وليت آباء هذا الزمان يقتدون بهذا الخير ، ما يزوجون أولادهم إلا بعد الثلاثين وأكثر ، حتى يدرس يأخذ الشهادة الثانوية والجامعة الدكتوراه وإلى آخره ، ويكون خربت البصرة ، الشاهد لما زوجه بعد أيام كما هو الشأن طبيعي ، دخل علي كنته، سألها عن حالها مع زوجها ، قالت : " إنه لم يطأ لنا بعد فراشا " يعني كأنه ما صار زواج ، بلا شك أنه الأب هنا يغضب أشد الغضب ، ويشكوه إلى الرسول عليه السلام ، نحن زوجنا ابننا منشان نحصنه ومن أجل كذا إلى آخره ، ولا يزال هو في عبادته وما هو سائل عن زوجته ، شو عبادته ؟ جاء الرسول إليه أو لقيه هكذا الرواية ، قال له ( بلغني أنك تقوم الليل وتصوم الدهر ، ولا تقرب النساء ) قال له : " قد كان ذلك يا رسول الله " إذن هو أضرها بماذا ؟ بالصوم والصلاة وايش ؟ والقيام ماذا قال له عليه السلام ؟ : ( إن لنفسك عليك حقا ، ولزوجك عليك حقا ، ولزورك عليك حقا ) أي من يزورك ، في حديث آخر ، وقع بين سلمان وأبي الدرداء ، ( فأعط كل ذي حق حقه ) قال : " يا رسول الله إني شاب إن بي قوة ، أني أستطيع أكثر من ذلك " متى قال هذا الكلام ؟ بعد ما وضع له منهجا ، إنه يقرأ بدل ، هو كان يقرأ في كل ليلة ختمة قرآن ، فاللي يختم القرآن كل ليلة ، شو عاد يصلح للنساء ، واللي يصوم الدهر شو عاد يصلح للنساء فقال له : ( تقرأ القرآن آخر شيء في كل شهر مرة فقط تقرأ القرآن في ثلاث ليال ، فمن قرأ القرآن في أقل من ثلاث لم يفقه ) بالنسبة للصوم كان قال له: ( تصوم من كل شهر ثلاث أيام ) لأن الحسنة بعشر أمثالها . وإذا صمت ثلاث أيام كأنك صمت شهرا ، كان يقول : " يا رسول الله إني شاب ، إن بي قوة إني أستطيع أكثر من ذلك " ، قال له: ( لا أفضل من ذلك ، لا أفضل من ذلك ) الرسول عليه السلام انتقل إلى الرفيق الأعلى ، وعاش عبد الله بن عمرو فيما بعد حياة طويلة مباركة ، كبر وصار بسني وشيخوختي ، وهو مثابر ، على منهج الرسول الذي وضعه له ، مش صوم الدهر ، ولا ختمة قرآن في كل ليلة ، لا ختم القرآن في ثلاثة أيام ، وصوم يوم ويفطر يوم هذا أوسع شيء أعطاه إياه ، لما وصل لهالسن كان يقول : " يا ليتني كنت قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم " الشاهد ( لا ضرر ولا ضرار ) لا يجوز أن تضر بنفسك ولو بالخير ، هذه مهم أن تفهموها ، كما لا يجوز أن تضر بغيرك ولو بالخير ، القصص هدول مثال لطرفي الحديث ، ضرر بالنفس وضرر بالغير ، لا شك أن المرأة هنا ضررت .
السائل : كيف إذا كان بالدخان ؟
الشيخ : أحسنت أحسنت وهذا له حديث ثاني ، الشاهد بارك الله فيكم ، ذكر الفقهاء بناء على قوله عليه السلام ، لما سمع صوتا في المسجد بتلاوة القرآن ، كشف الستارة قال: ( يا أيها الناس كلكم يناجي ربه ، فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذنوا المؤمنين ) هذه زيادة صحيحة ولو كانت غير معروفة في كثير من كتب الحديث ، فتؤذوا المؤمنين بايش ؟ بالجهر بالقراءة ، كأنه يقول لهم اخفضوا أصواتكم بالقراءة كلكم يناجي ربه ، فما فائدة رفع الصوت ؟ بنى على ذلك الفقهاء الصورة الآتية ، وهي رائعة جدا ، قال: لو كان في المسجد رجل نائم ، ورجل بدا له أن يقرأ القرآن فلا يجوز له أن يرفع صوته بتلاوة القرآن لماذا ؟ لأنه يؤذي النائم ، فهو برفع الصوت بالقرآن ما هو آثم ولا هو ممنوع بل هو جائز ، يجوز ، أن ترفع صوتك بالقرآن خاصة إذا كان الإنسان يخشى الملل، إذا قرأ سرا وهذا بعض الناس يشعرون به ، لكن إذا كان هناك في المسجد شخص نائم ، ما يجوز أن ترفع صوتك بالقرآن إذا عرفنا هذه الحقائق الشرعية ، فكيف يجوز أن نقول يجوز للشخص الحي ، أن يتبرع بإحدى كليتيه للآخر وقد يكون في ذلك ضرر له ، إما عاجلا وإما آجلا ، ويتأيد هذا الكلام ، بأن نتذكر حقيقة يؤمن بها كل مؤمن ، فربنا قال في القرآن: ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ، أي من خلل علمه من علمه وجهله من جهله ، لأنه ما كل الناس يعلمون هذه الحقيقة ، لكن المسلم يستفيد علما من كتاب ربه ، ومن حديث نبيه ، ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ترى لما ربنا خلق للإنسان كلوتين وخلق له اليدين ورجلين عبثا ؟ ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ، أنا لا أرى فرقا أبدا ، بين إنسان يتطوع بإحدى كليتيه ، وآخر يتطوع بإحدى يديه أو رجليه لا فرق أبدا بين هذا وهذا إطلاقا .
السائل : التبرع بالكلى أخطر وأخطر .
الشيخ : أخطر أحسنت ، شهد شاهد من أهلها ، أنا كنت أنتظر مجيئه . جزاك الله خيرا ، فإذن وأنا أقول شيئا وهذا نذكره بيانا للواقع ، و عبرة لمن يعتبر ، أنا الآن الذي أتكلم معكم بهذا الكلام ، في زعم بعض الأطباء ، ما أدري أصابوا أم أخطأوا أنا أعيش الآن بين أيديكم بكلية واحدة ، لأن الكلية اليمنى متعطلة ، فلو أنا كنت من أولئك المغترين ، بمثل تلك الفتوى ، وتصدقت وتبرعت بالكلية هذه وتعطلت الأخرى ، كنت في عالم الأموات بلا شك .
السائل : الله يحفظك .
الشيخ : لذلك من الخطأ الفاحش أن يقال بجواز التبرع بإحدى الكليتين ، هذا بالنسبة للحي ، لأنه هو بحاجة لذلك ، وإلا ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ، كما قلنا وهذه الأمثلة اليدين والرجلين أمثلة ملموسة تماما وكما سمعتم هذا أمر خفي باطني ، و أعتقد إنه لو قطعت يد ما في خطر على المقطوع يده بدليل ، أن الشرع جاء بقطع اليد وكم وكم من ناس ، ارتكبوا الذنب الذي يقتضي قطع اليد ، وربما قطع الرجل مع ذلك إيش عاشوا لكن الكلية الثانية إذا ما تعرضت لخطر يجوز إنه يتعرض للموت ، ولذلك كما سمعتم ، إنه هنا أخطر في التبرع بإحدى الكليتين ، هذا بالنسبة للحي ، بالنسبة للميت فهنا يتغافل أو يغفل كثير من الناس ، الذين يفتون بجواز شق قلب الميت ، واستخراج إحدى الكلوتين ، لينتفع بها الحي ، هنا تحضرني كلمة تنقل عن أبو العلاء المعري وإن كان هو رجلا لا يستشهد بكلامه ، لكن الكلام حق سواء خرج من غير أهله أو من أهله لما رأى رجلا مريضا ، وصفوا له لحم سخلة أو شاة صغيرة قال: ( استصغروك فوصفوك ، هل وصفوا لك شبل الأسد ) -يضحك- تسلطوا على الأموات وحكموا بالاستفادة من إحدى كليتيه لكن الشرع يقول لا يجوز التمثيل حتى بالكفار وهذا من أدب الإسلام ، فما بالك التمثيل بالمسلمين وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( كسر عظم المؤمن الميت ككسره حيا ) إذن شقك لبطنه ولأعصابه وما أدري ما يمر بطريقة الطبيب أعرف مني ، للوصول إلى هذه الكلوة هذا تمثيل ، لهذا الميت ، وهم لا يفرقون مع الأسف ، حينما يفتون هذه الفتوى ، لا يفرقون بين المسلم والكافر وربنا يقول: (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ، مالكم كيف تحكمون )) ، إن أرادوا ولا بد من مثل هذه الفتوى تحقيقا للمصلحة زعموا مصلحة الحي ، على حساب الميت ، على الأقل يقيدوها بالكافر ، لأن الرسول حينما قال: ( كسر عظم الميت ) وصفه بالمؤمن قال: ( ككسره حيا ) .
السائل : كيف إذا كان بالدخان ؟
الشيخ : أحسنت أحسنت وهذا له حديث ثاني ، الشاهد بارك الله فيكم ، ذكر الفقهاء بناء على قوله عليه السلام ، لما سمع صوتا في المسجد بتلاوة القرآن ، كشف الستارة قال: ( يا أيها الناس كلكم يناجي ربه ، فلا يجهر بعضكم على بعض بالقراءة فتؤذنوا المؤمنين ) هذه زيادة صحيحة ولو كانت غير معروفة في كثير من كتب الحديث ، فتؤذوا المؤمنين بايش ؟ بالجهر بالقراءة ، كأنه يقول لهم اخفضوا أصواتكم بالقراءة كلكم يناجي ربه ، فما فائدة رفع الصوت ؟ بنى على ذلك الفقهاء الصورة الآتية ، وهي رائعة جدا ، قال: لو كان في المسجد رجل نائم ، ورجل بدا له أن يقرأ القرآن فلا يجوز له أن يرفع صوته بتلاوة القرآن لماذا ؟ لأنه يؤذي النائم ، فهو برفع الصوت بالقرآن ما هو آثم ولا هو ممنوع بل هو جائز ، يجوز ، أن ترفع صوتك بالقرآن خاصة إذا كان الإنسان يخشى الملل، إذا قرأ سرا وهذا بعض الناس يشعرون به ، لكن إذا كان هناك في المسجد شخص نائم ، ما يجوز أن ترفع صوتك بالقرآن إذا عرفنا هذه الحقائق الشرعية ، فكيف يجوز أن نقول يجوز للشخص الحي ، أن يتبرع بإحدى كليتيه للآخر وقد يكون في ذلك ضرر له ، إما عاجلا وإما آجلا ، ويتأيد هذا الكلام ، بأن نتذكر حقيقة يؤمن بها كل مؤمن ، فربنا قال في القرآن: ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ، أي من خلل علمه من علمه وجهله من جهله ، لأنه ما كل الناس يعلمون هذه الحقيقة ، لكن المسلم يستفيد علما من كتاب ربه ، ومن حديث نبيه ، ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ترى لما ربنا خلق للإنسان كلوتين وخلق له اليدين ورجلين عبثا ؟ ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ، أنا لا أرى فرقا أبدا ، بين إنسان يتطوع بإحدى كليتيه ، وآخر يتطوع بإحدى يديه أو رجليه لا فرق أبدا بين هذا وهذا إطلاقا .
السائل : التبرع بالكلى أخطر وأخطر .
الشيخ : أخطر أحسنت ، شهد شاهد من أهلها ، أنا كنت أنتظر مجيئه . جزاك الله خيرا ، فإذن وأنا أقول شيئا وهذا نذكره بيانا للواقع ، و عبرة لمن يعتبر ، أنا الآن الذي أتكلم معكم بهذا الكلام ، في زعم بعض الأطباء ، ما أدري أصابوا أم أخطأوا أنا أعيش الآن بين أيديكم بكلية واحدة ، لأن الكلية اليمنى متعطلة ، فلو أنا كنت من أولئك المغترين ، بمثل تلك الفتوى ، وتصدقت وتبرعت بالكلية هذه وتعطلت الأخرى ، كنت في عالم الأموات بلا شك .
السائل : الله يحفظك .
الشيخ : لذلك من الخطأ الفاحش أن يقال بجواز التبرع بإحدى الكليتين ، هذا بالنسبة للحي ، لأنه هو بحاجة لذلك ، وإلا ( ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت ) ، كما قلنا وهذه الأمثلة اليدين والرجلين أمثلة ملموسة تماما وكما سمعتم هذا أمر خفي باطني ، و أعتقد إنه لو قطعت يد ما في خطر على المقطوع يده بدليل ، أن الشرع جاء بقطع اليد وكم وكم من ناس ، ارتكبوا الذنب الذي يقتضي قطع اليد ، وربما قطع الرجل مع ذلك إيش عاشوا لكن الكلية الثانية إذا ما تعرضت لخطر يجوز إنه يتعرض للموت ، ولذلك كما سمعتم ، إنه هنا أخطر في التبرع بإحدى الكليتين ، هذا بالنسبة للحي ، بالنسبة للميت فهنا يتغافل أو يغفل كثير من الناس ، الذين يفتون بجواز شق قلب الميت ، واستخراج إحدى الكلوتين ، لينتفع بها الحي ، هنا تحضرني كلمة تنقل عن أبو العلاء المعري وإن كان هو رجلا لا يستشهد بكلامه ، لكن الكلام حق سواء خرج من غير أهله أو من أهله لما رأى رجلا مريضا ، وصفوا له لحم سخلة أو شاة صغيرة قال: ( استصغروك فوصفوك ، هل وصفوا لك شبل الأسد ) -يضحك- تسلطوا على الأموات وحكموا بالاستفادة من إحدى كليتيه لكن الشرع يقول لا يجوز التمثيل حتى بالكفار وهذا من أدب الإسلام ، فما بالك التمثيل بالمسلمين وقد قال عليه الصلاة والسلام: ( كسر عظم المؤمن الميت ككسره حيا ) إذن شقك لبطنه ولأعصابه وما أدري ما يمر بطريقة الطبيب أعرف مني ، للوصول إلى هذه الكلوة هذا تمثيل ، لهذا الميت ، وهم لا يفرقون مع الأسف ، حينما يفتون هذه الفتوى ، لا يفرقون بين المسلم والكافر وربنا يقول: (( أفنجعل المسلمين كالمجرمين ، مالكم كيف تحكمون )) ، إن أرادوا ولا بد من مثل هذه الفتوى تحقيقا للمصلحة زعموا مصلحة الحي ، على حساب الميت ، على الأقل يقيدوها بالكافر ، لأن الرسول حينما قال: ( كسر عظم الميت ) وصفه بالمؤمن قال: ( ككسره حيا ) .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 215
- توقيت الفهرسة : 00:26:22
- نسخة مدققة إملائيًّا