دفاع الشيخ الألباني عن صحيح البخاري .
A-
A=
A+
الشيخ : نعود الآن إلى ما جاء في سؤال الأخ آنفا أنه يزعم بعضهم أن في أحاديث البخاري أحاديث موضوعه , الحقيقة أن هذه المسألة فيها دقة متناهية لأننا نتساءل الآن ما هو الحديث الموضوع في علم الحديث , الحديث الموضوع في علم الحديث : ما رواه كذاب أو وضاع , هذا من حيث السند , ومن حيث المتن : ما خالف نصا في كتاب الله أو في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , أنا شخصيا لا أعتقد أنه يوجد في صحيح البخاري حديث موضوع بهذا المعنى , لكن هذا لا يعني وهنا أرجوا أن ينتبه لكلامي جيدا حتى ما نقع في إفراط أو تفريط وإنما (( وكذلك جعلناكم أمة وسطا )) أنا لا أعتقد أن في صحيح البخاري حديثا موضوعا , سواء أو بصورة خاصة على التعريف الحديثي أنه في رجل كذاب وضاع , هذا مستحيل لا وجود له فالإمام البخاري إمام نادر وجوده جدا من حيث علمه بالرجال ونقده أيضا للأسانيد , وكذلك لا أعتقد أنه يوجد فيه حديث موضوع بالمعنى الآخر أي من ناحية المتن , لكن هذا لا يعني أن صحيح البخاري هو صنو للقران الكريم , مفهوم الصنو يعني مثله , لأن القرآن الكريم هو وحي من الله وتلقي بالتواتر كما تعلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , أما البخاري أولا صحيح البخاري هو تأليف بشر صحيح عالم من كبار علماء المسلمين ومن كبار أئمة المحدثين إلى آخره لكنه ليس معصوما فقد يقع فيه خطأ , قد يقع فيه خطأ , وبخاصة أن النسخ التي رويت عن الإمام البخاري فيها شيء من الإختلاف , وهذا موجود في بعض الطبعات العثمانية التركية القديمة , على الهامش حيث يذكر الخلاف بين نسخة وأخرى لكن أريد أن أقول أكثر من هذا قد يورد البخاري حديثا واحدا وعن صحابي واحد ويكون وقع من أحد رواته في هذا الحديث خطأ في متنه خطأ في متنه لكن المتن كله ليس موضوعا المتن أصله صحيح أنا أذكر مثلا من هذا القبيل حديث طويل في صحيح البخاري , يذكر الرسول عليه السلام عن ربنا عز وجل أنه خلق الجنة وخلق لها أهلا وخلق جهنم وخلق لها أهلا وأن أهل الجنة حينما يدخلونها , يدخلونها يبقى هناك مكان واسع جدا , يقول الرسول عليه السلام في الحديث الصحيح ( فيخلق الله لها خلقا آخر فيسكنهم إياها بفضله ورحمته ) جاء في رواية في صحيح البخاري بدل الجنة جهنم , هذا خطأ وهذا نبه عليه الشراح و بخاصة منهم أمير المؤمنين حقا في الحديث وهو أحمد بن حجر العسقلاني لأن هذا وهم من بعض الرواة لهذا أنا لا أتحمس كثيرا أن أقول كل ما في صحيح البخاري صحيح لأن هذا الكلية تشمل حتى اللفظة الواحدة , هذا غير صحيح لأن هذا لا يصح إطلاقه إلا بالنسبة للقرآن الكريم الذي قال الله عز وجل في حقه بحق (( لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه )) لكن هذه الأخطاء القليلة الموجودة في بعض المتون الموجودة في صحيح البخاري , هذه لا يصح للمسلم أن يفتح باب الشك في صحيح البخاري من أصله بل العكس هو الصواب وأنا أضرب لهذا مثلا فأقول رجل غني عنده دنانير ذهبية كثيرة جدا فقد يكون فيها دينار زائف مغشوش إلى آخره وهو لا يعرض عن هذه الدنانير كلها , لماذا ؟ لأنه لعله تكون كلها مغشوشة لا هذا جهل فاضح بقيمة هذه الدنانير وهي مادة , فماذا نقول بحديث الرسول عليه السلام الذي لا يمكن تفسير القرآن الكريم إلا من طريقه عليه الصلاة والسلام إذا هذا عرفناه جيدا فنتيجة ذلك أنه لا يجوز لكل أفراد المسلمين مهما إختلفوا في الاختصاصات إلا من كان من أهل العلم في الحديث رواية ودراية فهؤلاء قد يأخذون على البخاري شيئا من الوهم كالمثال الذي ذكرته آنفا لكن هذا لا يحط ولا يضع من قدر الإمام البخاري كرجل إمام نقاد وإنتقى كمان يقول المترجمون له هذا الكتاب الذي في نحو ستة آلاف حديث إنتقاه من نحو مائتين ألف حديث صحيح ومائتين ألف من ستة آلاف ما أدرى عدد كبير جدا لعله ذهب عن بالي مع مرور الزمن فهذا الإمام الذي إختار نعم يا الله هذا الإمام الذي إختار هذه الكمية القليلة من الأحاديث الصحيحة وأودعها في كتابه المسمى بالمسند الصحيح فلا جرم أن أئمة المسلمين كافة وبطبيعة الحال أعني أئمة السنة خلافا لأهل البدعة كالشيعة والرافضة ونحو ذلك إتفقوا جميعا أن أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل إنما هو صحيح البخاري فإذا وجد فيه بعض الأوهام فذلك من طبيعة الإنسان وسبحانك اللهم وبحمد ,أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
السائل : بارك الله فيكم سيدنا الشيخ
الشيخ : وفيكم بارك
السائل : بارك الله فيكم سيدنا الشيخ
الشيخ : وفيكم بارك
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 811
- توقيت الفهرسة : 01:03:45