كيف نوفق بين قولكم أن كثيراً من الأحاديث ضاعت على العلماء وبين حفظ الله لهذه السنة .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف نوفق بين قولكم أن كثيراً من الأحاديث ضاعت على العلماء وبين حفظ الله لهذه السنة .؟
A-
A=
A+
إبراهيم شقرة : شيخنا ورد في كلامك قولكم كثير من الأحاديث ضاعت على العلماء أو على كثير من أهل العلم فلعل هذه الكلمة يفهم منها بعض إخواننا أن بعض الأحاديث أو كثيرا من الأحاديث أنها ضاعت في ذاتها وأنه لم يتيسر لغير الذين ضاعت عليهم أن يجمعوها أو يلتقطوها لذلك بارك الله فيكم أرجوا لعله أن لا يقع مثل هذا الفهم في أّهان بعض الإخوان لو وضحتم هذه الجملة يوضيحا ينفي سوء الفهم في هذه المسألة بالذات ؟
الشيخ : أنا أعتقد أن كلامي كان واضحا ولا شبهة فيه ولكن لا بأس من إعادة الكلام ولو بشيء من التوضيح كما رغبت .
إبراهيم شقرة : بارك الله فيك .
السائل : أنا لي كلمة كررتها في أكثر من مجلس إنّ الله عز وجل الذي قال في الكتاب الكريم (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )) نقول إن هذه الآية تعني أن الله عز وجل تعهد أيضا بحفظ السنة فقد ذكرت لكم آنفا أن الله عز وجل خاطب نبيه بقوله (( وأنزلنا إلى الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم )) وقلت أن هذا البيان المذكور في القرآن هي السنة فإذا كان الله عز وجل تعهد للأمة بحفظ القرآن المكلف نبيه بالبيان فذلك يستلزم المحافظة أيضا على البيان، فأنا أقول تماما كما أن القرآن محفوظ ولكن لا نتصور أن هذا القرآن محفوظ عند كل فرد من أفراد المسلمين وإنما هو أولا محفوظ في المصحف الكريم وثانيا محفوظ في صدور كثير من قراء المسلمين من هذه الحيثية أقول إن السنة محفوظة في صدور الأمة وليس في صدر كل فرد من أفراد الأمة السنة محفوظة في الأمة لكن السنة مبعثرة في صدور الأمة على ما ذكرنا آنفا من أنه فيها الصحيح وفيها االضعيف فألمحت إلى ناحيتين إثنتين أن هذه السّنة التي أصرح بأنها محفوظة في صدور مجموع الأمة وليس في فرد أو أفراد منها نرجوا أن يقوم المسلمون أو خواص المسلمين وعلماء المسلمين بجمع هذه السنة ختى تكون مرجع لكل طالب علم ومع هذا الجمع يقترن به التصفية التي أشرنا إليها وهي تمييز الصحيح من الضعيف فنحن كل ما نريده من الكلام السابق أن شيء من السنة ضاعت على الأمة كلها وإنما بلاشك ضاعت على بعض من أفراد هذه الأمة حتى من علمائها وهذا أمر واضح جدا عند كثير من علماء المحقيقين ومن أشهر هو وأقعدهم بهذا العلم هو شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته أسباب إختلاف الأئمة ما اسمها ... رفع الملام عن الأئمة الأعلام هناك يذكر شيخ الإسلام بن تيمية من أسباب الخلاف ذكر ناحيتين اثنتين مما يتعلق بموضوعي هذا النتحية الأولى أن الحديث يبلغ إماما فيفتي به والإمام الآخر لا يبلغه فيجتهد رأيه فيخالف الحديث الصحيح لماذا لا نكاية وحشاه في الحديث الصحيح وإنما لأنه لم يبلغه هذه الناحية الأولى والناحية الأخرى أن الحديث قد أتاه ووصل إليه ولكن وصل إليه بطريق لا تقوم الحجة عنده فهو لا يثق في ناقل ذلك الحديث فلا يعمل به فيجتهد بينما يكون هذا الحديث نفسه قد وصل إلى عالم آخر من طريق صحيح فأفتى به فأصاب بينما أخطأ الأول هذا الذي نحن ندندن حوله في كلامنا السابق وأرجوا أن يكون قد توضح المقصود منه في كلامي هذا اللاحق إن شاء الله تعالى .

مواضيع متعلقة