ما حكم من يفعل سنة فينكر عليه أحد من الصالحين بأن هذه غريبة عن الناس .؟
A-
A=
A+
السائل : قد يقوم بعض الشباب الصالح بإحياء بعض السنن المهجورة كسنة الاكتحال مثلا وما شابه ذلك .
الشيخ : كسنة أيش ؟
السائل : الاكتحال
الشيخ: الاكتحال
السائل: فيقوم له بعض الصالحين ويقول بحسن نية يا أخي هذا أمر غريب عن الناس ولا تنفر الناس ، ويستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) فيقول أن النبي صلى الله عليه وسلم هنا كان يحسب حساب الناس ؛ فأنت إن أحييت هذه السنة قد يكون هناك غرابة عن الناس فيردوا هذه السنة ويكفروا بالسنة ، فاستشهاده بهذا الدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحسب حساب الناس كيف الرد عليه ؟
الشيخ : ما أعتقد أن هذا الأمر مستقيم ، بل هو توسع غير محمود لأنه يؤدي إلى إماتة السنن بسبب عدم إحيائها خشية أن يترتب من وراء ذلك مفسدة مظنونة ، نحن نقول بالنسبة لهذا الاستدلال ومثله أشياء كثيرة تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي لنا أن نقيس أنفسنا به عليه الصلاة والسلام. مثلا لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول تشريعا للناس عن رب العالمين: ( لا صدقة لغني ولا لذي مرة سوي ) مقابل هذا جاء عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن الرجل كان يأتيه عليه الصلاة والسلام ويسأله وهو قوي فيعطيه فإذا ما خرج من عنده يقول لأصحابه عليه السلام : ( إنه خرج بها يتأبطها نارا ) فيقول له بعضهم: فإذن لم تعطيه يا رسول الله ؟ فيكون جوابه عليه الصلاة والسلام: ( يسألونني ويكره الله لي البخل ) فمقام النبوة دونه كل المقامات الناس والصالحين ؛ فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمتنع عن شيء خشية أن ينال منه صلى الله عليه وسلم أو يفعل شيئا لو لم يفعله قد يقال فيه ما لا ينبغي أن يقال فهذا حكم خاص به عليه السلام ؛ أما عامة الناس فعلى العكس من ذلك يجب نحن أن نحض المسلمين بعامة وطلبة العلم منهم بخاصة وأهل العلم بصورة أخص على أن لا يبالوا بالناس وأن يحيوا ما أماته الناس من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لكن في هذه الحالة لتخفيف المحظور الذي قد يترتب بالنسبة لبعض الناس الذين يفاجأون يإحياء سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم يبين للناس في حدود استطاعة المبين بأن هذا الأمر سنة حض النبي صلى الله عليه وسلم عليها أو أمر بها ونحن نقوم بها إحياء واكتسابا للأجر المعروف بالنسبة لمن يحي السنة ومن أصح ذلك .
السائل : التبيين هذا يمهد قبل أن يفعله أم بعد ما يفعل هذه السنة المهجورة ؟
الشيخ : ما في مانع أن يقترن ، لا ، يقترن ذلك مع السنة ، وهذا طبعا يختلف من شخص لآخر بمعنى عامة المسلمين لا يكلفون بمثل هذا البيان لأنهم لا يستطيعون وحسب هؤلاء أن يحيوا هذه السنة ؛ ولكن أنا لا أتصور أن فردا من أفراد المسلمين من عامتهم يستقل بإحياء سنة إلا ويكون قد سبق إليها من أهل العلم أو من أفراد من طلاب العلم ؛ فلدفع ذلك المحظور يقوم به ذلك العالم الذي أحيا السنة أو طالب العلم الذي أحيا هذه السنة فحينئذ يزول المحظور بمثل هؤلاء العلماء أو طلاب العلم ؛ أما عامة المسلمين فحسبهم أن يقوموا بالسنة ؛ هذا الذي أراه في هذه المسألة .
الشيخ : كسنة أيش ؟
السائل : الاكتحال
الشيخ: الاكتحال
السائل: فيقوم له بعض الصالحين ويقول بحسن نية يا أخي هذا أمر غريب عن الناس ولا تنفر الناس ، ويستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) فيقول أن النبي صلى الله عليه وسلم هنا كان يحسب حساب الناس ؛ فأنت إن أحييت هذه السنة قد يكون هناك غرابة عن الناس فيردوا هذه السنة ويكفروا بالسنة ، فاستشهاده بهذا الدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحسب حساب الناس كيف الرد عليه ؟
الشيخ : ما أعتقد أن هذا الأمر مستقيم ، بل هو توسع غير محمود لأنه يؤدي إلى إماتة السنن بسبب عدم إحيائها خشية أن يترتب من وراء ذلك مفسدة مظنونة ، نحن نقول بالنسبة لهذا الاستدلال ومثله أشياء كثيرة تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي لنا أن نقيس أنفسنا به عليه الصلاة والسلام. مثلا لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول تشريعا للناس عن رب العالمين: ( لا صدقة لغني ولا لذي مرة سوي ) مقابل هذا جاء عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي سعيد الخدري أن الرجل كان يأتيه عليه الصلاة والسلام ويسأله وهو قوي فيعطيه فإذا ما خرج من عنده يقول لأصحابه عليه السلام : ( إنه خرج بها يتأبطها نارا ) فيقول له بعضهم: فإذن لم تعطيه يا رسول الله ؟ فيكون جوابه عليه الصلاة والسلام: ( يسألونني ويكره الله لي البخل ) فمقام النبوة دونه كل المقامات الناس والصالحين ؛ فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يمتنع عن شيء خشية أن ينال منه صلى الله عليه وسلم أو يفعل شيئا لو لم يفعله قد يقال فيه ما لا ينبغي أن يقال فهذا حكم خاص به عليه السلام ؛ أما عامة الناس فعلى العكس من ذلك يجب نحن أن نحض المسلمين بعامة وطلبة العلم منهم بخاصة وأهل العلم بصورة أخص على أن لا يبالوا بالناس وأن يحيوا ما أماته الناس من سنن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لكن في هذه الحالة لتخفيف المحظور الذي قد يترتب بالنسبة لبعض الناس الذين يفاجأون يإحياء سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم يبين للناس في حدود استطاعة المبين بأن هذا الأمر سنة حض النبي صلى الله عليه وسلم عليها أو أمر بها ونحن نقوم بها إحياء واكتسابا للأجر المعروف بالنسبة لمن يحي السنة ومن أصح ذلك .
السائل : التبيين هذا يمهد قبل أن يفعله أم بعد ما يفعل هذه السنة المهجورة ؟
الشيخ : ما في مانع أن يقترن ، لا ، يقترن ذلك مع السنة ، وهذا طبعا يختلف من شخص لآخر بمعنى عامة المسلمين لا يكلفون بمثل هذا البيان لأنهم لا يستطيعون وحسب هؤلاء أن يحيوا هذه السنة ؛ ولكن أنا لا أتصور أن فردا من أفراد المسلمين من عامتهم يستقل بإحياء سنة إلا ويكون قد سبق إليها من أهل العلم أو من أفراد من طلاب العلم ؛ فلدفع ذلك المحظور يقوم به ذلك العالم الذي أحيا السنة أو طالب العلم الذي أحيا هذه السنة فحينئذ يزول المحظور بمثل هؤلاء العلماء أو طلاب العلم ؛ أما عامة المسلمين فحسبهم أن يقوموا بالسنة ؛ هذا الذي أراه في هذه المسألة .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 337
- توقيت الفهرسة : 00:01:33
- نسخة مدققة إملائيًّا