فقه حديث ( ستكون فيكم النبوة ما شاء الله أن تكون ... ) الحديث. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
فقه حديث ( ستكون فيكم النبوة ما شاء الله أن تكون ... ) الحديث.
A-
A=
A+
السائل : حديث أبو مالك سيدي اللي في الخطبة الأخيرة هذا حلقنا فيه شوية حبين نسمعه بدقة لأو كذا موضوع أنه تكون هناك نبوة ما شاء الله تكون ثم الخلافة ثم .
الشيخ : أنا أقول الحديث الذي جاء به بلا شك حديث صحيح وهي لعلكم تذكرون معي مذكورة في أول * سلسلة الأحاديث الصحيحة * لكن الموضوع في اعتقادي كان ينبغي إتمامه في الخطبة الثانية أو على الأقل أن ينبه الحاضرين بأنه لهذا الموضوع تتمة تأتي إن شاء الله في الخطبة الآتية.
السائل : حتى لا يطيل الخطبة كثيرا.
الشيخ : لا والله المسألة أهم من ذلك أولا كان ينبغي ولو تلميحا بقدر ما يساعده موقفه الديني والسياسي في آن واحد أن يلمح البشرى العظيمة وهي أن الدول العربية اتخذت قرارا لتحكيم الشريعة الإسلامية أن نراه حقيقة واقعة وإلا فكم من قرارات اتخذت ولم نجد لها أثرا ثم من تمام الموضوع أن ينبه أن تطبيق الشريعة الإسلامية لا يتعلق بالحكام فقط دون المحكومين ولا بالمحكومين فقط دون الحاكمين ولا يكون ذلك بمجرد الدعوة أو الهوى وإنما الأمر كما قال الله (( إن تنصروا الله ينصركم )) والدندنة بأ حول إيش إن تنصروا الله يكون ذلك بأن يطبق المسلمون الأحكام الشرعية في ذوات أنفسهم حتى ينصرهم الله عز وجل على عدوهم يعني ما بكفي تقديم البشارة بدون ربط هذه البشارة بوجوب العمل (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله )) وبخاصة أن العالم الإسلامي اليوم كما الشيخ أبو مالك الله يجزيه الخير في كثير من خطبه بيلفت النظر إلى أن هذا العالم اليوم بعيد عن الإسلام عمليا إذا كيف يرجى أن يعود العز والمجد لهذه الأمة وهي لم تعد بعد إلى دينها فكان من واجبات تقديم البشارة وتلك البشارات النبوية أن يقرن معها وجوب العمل بالأحكام الإسلامية من جهة ولفت النظر إلى الواقع السيء اليوم من حيث استحلال ما حرم الله بأدنى الحيل وحب الدنيا وكراهية الموت كما جاء في الحديث الصحيح ( تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ، قالوا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال : لا بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله الرهبة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن ، قالوا وما الوهن يا رسول الله ؟ قال ، حب الدنيا وكراهية الموت ) فالآن حب الدنيا يعني من أبشع المظاهر التي تظهر في الشعوب الإسلامية ومن لوازمها استجرار العلماء لإصدارهم فتاوى يبررون بها أعمال مخالفة للشريعة باسم الدين يسر تارة وباسم أنه ما فيه نص قطعي في تحريم الشيء الفلاني تارة وهذا كلام لا يقوله عالم الإسلام إطلاقا ثم يلفت النظر إلى ضرورة تربية المسلمين فكرا وعبادة وسلوكا ومن ذلك أن يذكر بالحديث الثاني المسلمون ألا وهو قوله عليه السلام ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم ) من البشائر التي قدمها أخونا أبو مالك جزاه الله خيرا حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ( أن سائلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أقسطنطينة نفتحها أولا أم رومية ؟ قال: لا بل قسطنطينية ) حقيقة هذه بشرى عظيمة جدا وبخاصة أن الطرف الأول منها - يرحمك الله - قد تحقق كما شرح هو ومعروف لدى الجميع لكن الطرف الثاني فتح روما عاصمة البابا عاصمة النصرانية هؤلاء المسلمون هم يفتحونها هذا أمر مستحيل أنا أقول بصراحة هذا مستحيل لكن من تاب تاب الله عليه وأنا كنت أقول وأنا في سورية لما أرجع للحديث عندنا في شرق سورية بلدة كبيرة جدا اسمها " دومة " تبعد عن دمشق نحو 15 كيلومتر فلما أصف وضع العالم الإسلامي اليوم وانكبابهم على الدنيا وإيثارهم للحياة الفانية على الحياة الباقية واستحلالهم في سبيل تحقيق هذا الإيثار ما حرم الله من البيوع تارة صراحة تارة بطريق إيش التأويل والدوبلة ونحو ذلك فلما أصف هذا الوضع فأقول مثل هؤلاء لو أرادوا أن يفتحوا قرية كدومة ماستطاعوا فضلا أن يفتحوا عاصمة كروما فإذا هذه النقطة يجب لفت النظر إليها حتى ما نغتر بهذه البشائر ونتواكل عليها ولعلكم تعلمون قصة عمر بن الخطاب مع أبي هريرة حينما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة ( خذ نعلي هاتين فمن لقيت فبشره بأن من قال لا إله إلا الله دخل الجنة ) ولحكمة يريدها الله كان أول من لقيه عمر بن الخطاب الفاروق فقال له هذه الكلمة ( فهاج عمر وكبر عليه الأمر ودفعه في صدره ورماه على إسته ) - على دبره - ( فنهض أبو هريرة وهرب يركض وعمر يركض خلفه حتى دخل أبو هريرة على رسول الله وخلفه عمر يا رسول الله ، آأنت أمرت أبا هريرة أن يقول لناس كذا وكذا؟ قال له ، نعم ، قال: يا رسول الله إذا يتكلوا دعهم يعملون ، قال عليه الصلاة والسلام ، فدعهم ) ما كلف أبا هريرة أن يتمم تبليغ الرسالة السابقة لأنه وجد الحق مع عمر كما تعلمون قد قال عليه السلام في حقه ( لقد كان في من قبلكم محدثون - أي ملهمون - فإن يكن في أمتي فعمر ) ولذلك جاءت آيات موافقة لبعض اقتراحاته ولسنا الآن في هذا الصدد المهم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخذ باقتراح عمر وما بلغ هذا الحديث أبو هريرة فيما بعد إلا لما حضره الموت وهكذا فعل معاذ وهكذا فعل عبادة بن الصامت ما حدثوا بهذا الحديث إلا في آخر رمق من حياتهم شو السبب.

مواضيع متعلقة