ما فقه حديث ( من فعل كذا ، فعضوه بهن أبيه ) وتتمته ؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
ما فقه حديث ( من فعل كذا ، فعضوه بهن أبيه ) وتتمته ؟
A-
A=
A+
الحديث الآخر ( من فعل كذا ، فعضوه بهن أبيه ) نريد تتمة الحديث لأني سمعته ولكني ما عرفت تتمته.
الشيخ : موش فعضوه أيضا, ( فأعضوه ) .
السائل : ( فأعضوه بهن أبيه ) نريد تتمة الحديث ومفهومه بارك الله فيكم.
الشيخ : هو هذا تتمة الحديث, لكن أنت تريد أول الحديث
السائل : أول الحديث نعم
الشيخ : إي نعم الحديث يقول عليه الصلاة والسلام وهذا أيضا من الأحاديث الهامة جدا معرفة فقهه ودلالته في عصرنا الحاضر, العصر الذي يغلب عليه أو بالأحرى على كثير من دعاته الليونة والتسامح في كلّ شيء نحن نعلم أنّ اللّيونة والتّسامح في الدعوة هو الأصل ولكن ليس ذلك أمرا مطّردا دائما وأبدا فقد تتطلّب حكمة الدعوة أحيانا شيئا من الشّدّة والقسوة هذا النّوع من الشّدّة والقسوة في موضعها المناسب لها كثير من الدّعاة اليوم لا يعرفونه لا فقها ولا تطبيقا عمليا, حديثنا هذا يلفت النظر إلى خطأ تطريد الأسلوب الهيّن اللّيّن دائما وأبدا ذلك لأنّ النّبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ( من تعزّى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تُكنوا ) الهن هو الكناية لأن المقصود به الذكر عضو الرجل ومن تعزّى أي تفاخر بمفاخر الجاهلية فهذه معصية فإذا سمعتم رجلا يتعزّى ويتفاخر ببعض مفاخر الجاهليّة فشدّدوا عليه في النكير وأن تقولوا له عض كذا, كذا أيضا كناية لكنكم نحن لسنا الآن في صدد تصريح لأننا في صدد توضيح الهن الذي أراده الرسول عليه السلام في هذا الحديث فإذًا الآمر بالمعروف والنّاهي عن المنكر إذا كان في موقف يتطلّب الشّدّة, الشّدّة هنا هي الحكمة واللين هنا هو خلاف الحكمة لماذا؟ لقوله عليه الصلاة والسلام ( من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضّوه بهن أبيه ولا تكنوا ) مش كناية صرحوا بكذا, هذا هو لفظ الحديث وهذا هو فقهه وقد ... إذا أن المقدمة التي قدمتها نحن بحاجة شديدة أن نتعرف عليها في العصر الحاضر لأنّني أسمع كثيرا وكثيرا جدا من بعض من ينتسب إلى أنه داعية أو من بعض عامة الناس يا أخي فلان والله شديد أما أن يكون شديدا مطردا فهذا بلا شك أمر منكر أما أن يكون شديدا أحيانا قد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد كان شديدا أحيانا لا شك أن كثيرا من إخواننا الحاضرين الآن وخاصة منهم طلاب العلم قد قرأوا حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينما كان يخطب ذات يوم قام رجل من أصحابه ليقول له ما شاء الله وشئت يا رسول الله هذا الرجل قال كلمة بكل بساطة وهي ما شاء الله وشئت يا رسول الله فماذا كان موقف الرسول؟ لم يكن موقف الداعية الهين الليل هنا ما قال له بارك الله فيك أنت نيتك طيبة لكن كلمتك ما هي جائزة وأنا أعرف أنك ما تريد إلا الخير لا وإنما فجأه عليه الصلاة والسلام بقوله ( أجعلتني لله ندا؟ قل ما شاء الله وحده ) لو أنّ أحدنا اليوم استعمل هذا الأسلوب في الإنكار الشديد وبصيغة الإستفهام الإنكاري كما يقول علماء اللغة لقيل إنه متشدّد إذا الشدة في موضعها هي الحكمة واللين في موضعه هو الحكمة هذا هو الحديث.

مواضيع متعلقة