تتمة شرح حديث إبراهيم بن الأشتر ، وبيان حرص الصحابة على تبليغ العلم حتى وهم على فراش العلم .
A-
A=
A+
الشيخ : ... نصُّه بعد قوله : " فإنكم النَّفر الذين قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيكم ما قال ، أبشروا سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول : ( ما من امرَأَين مسلمين هَلَكَ بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتَسَبَا وصَبَرَا فيريان النار أبدًا ) .
هذا في الواقع يُفيدنا أن الصحابة كانوا حريصين على تبليغ العلم حتى في آخر رمق من حياتهم ، وإلا ما في مناسبة ليتحدَّث أبو ذر بمثل هذا الحديث . ثم هنا نكتة أخرى ؛ وهي أننا نعرف عن الصحابة أنهم مع حرصهم في تبلغيهم للعلم إلى الناس كانوا يظنُّون ويحرصون على عدم إشاعة الأحاديث المتعلِّقة بالترغيب ، فكان أحدهم لا يحدِّث بمثل هذه الأحاديث إلا تبرئةً لذمَّته ؛ وذلك في آخر رمق من حياته ، وهذا يأتي المثال على ذلك ؛ فهناك في " صحيح مسلم " أن معاذ لما بشَّرَه الرسول - عليه السلام - في القصة المعروفة بأن : ( مَن قال : لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه حرَّمَ الله بدنه على النار ) . يقول : ما حدَّث بها معاذ إلا في آخر حياته تأثُّمًا ؛ يعني خشية أن يقع في إثم كتمان العلم ، كذلك غيره مثل عبادة بن الصامت فيما أذكر في " صحيح مسلم " - أيضًا - أبو هريرة ؛ - أيضًا - قال : لولا آية في كتاب الله ما حدَّثتكم بهذا الحديث ، وذكر الآية : (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ )) إلى آخرها ، وذكر حديث : ( أن مَن مات على لا إله إلا الله دخل الجنة ) . فيمكن أن يكون تحديث أبي ذر لهذا الحديث من هذا الباب ؛ لأن فيه بشارة : ( ما من امرَأَين مسلمين - زوجين - يموت لهما ولدان أو ثلاثة فيحتسبان - هذا الولد عند الله - ويصبران على ذلك إلا لم يدخلا النار أبدًا ) ، هذه بشارة عظيمة جدًّا ، والتحديث بها بدون توضيح وتعليق ؛ كأن يُقال - مثلًا - : هذا ليس معناه أنه دخل الجنة ولم يدخل النار مطلقًا لو كان عامل التسعة وتسعين لا يُعاقب على ذلك ولا يُحاسب ؛ وإنما المسألة فيها تفصيل حسب الإنسان حسب كثرة ذنوبه ، لكن مثل هذه البشائر يقينًا أنَّ مَن كان من أهلها دخل الجنة ولا بد ، لكن منهم مَن يدخلها بعد أن يصبح في النار حُممةً سوداء ، ومنهم مَن يدخل النار تمسُّه بشيء من العذاب القليل ثم يخرج منها ، ومنهم ومنهم مَن لا يحسُّ بها إطلاقًا ، نسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء الآخرين .
الحاضرون : آمين .
الشيخ : الشاهد : ففي هذا الحديث البشارة العظيمة جدًّا فكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يحدِّثون بمثله إلا في آخر رمق من حياته .
هذا في الواقع يُفيدنا أن الصحابة كانوا حريصين على تبليغ العلم حتى في آخر رمق من حياتهم ، وإلا ما في مناسبة ليتحدَّث أبو ذر بمثل هذا الحديث . ثم هنا نكتة أخرى ؛ وهي أننا نعرف عن الصحابة أنهم مع حرصهم في تبلغيهم للعلم إلى الناس كانوا يظنُّون ويحرصون على عدم إشاعة الأحاديث المتعلِّقة بالترغيب ، فكان أحدهم لا يحدِّث بمثل هذه الأحاديث إلا تبرئةً لذمَّته ؛ وذلك في آخر رمق من حياته ، وهذا يأتي المثال على ذلك ؛ فهناك في " صحيح مسلم " أن معاذ لما بشَّرَه الرسول - عليه السلام - في القصة المعروفة بأن : ( مَن قال : لا إله إلا الله مخلصًا من قلبه حرَّمَ الله بدنه على النار ) . يقول : ما حدَّث بها معاذ إلا في آخر حياته تأثُّمًا ؛ يعني خشية أن يقع في إثم كتمان العلم ، كذلك غيره مثل عبادة بن الصامت فيما أذكر في " صحيح مسلم " - أيضًا - أبو هريرة ؛ - أيضًا - قال : لولا آية في كتاب الله ما حدَّثتكم بهذا الحديث ، وذكر الآية : (( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ )) إلى آخرها ، وذكر حديث : ( أن مَن مات على لا إله إلا الله دخل الجنة ) . فيمكن أن يكون تحديث أبي ذر لهذا الحديث من هذا الباب ؛ لأن فيه بشارة : ( ما من امرَأَين مسلمين - زوجين - يموت لهما ولدان أو ثلاثة فيحتسبان - هذا الولد عند الله - ويصبران على ذلك إلا لم يدخلا النار أبدًا ) ، هذه بشارة عظيمة جدًّا ، والتحديث بها بدون توضيح وتعليق ؛ كأن يُقال - مثلًا - : هذا ليس معناه أنه دخل الجنة ولم يدخل النار مطلقًا لو كان عامل التسعة وتسعين لا يُعاقب على ذلك ولا يُحاسب ؛ وإنما المسألة فيها تفصيل حسب الإنسان حسب كثرة ذنوبه ، لكن مثل هذه البشائر يقينًا أنَّ مَن كان من أهلها دخل الجنة ولا بد ، لكن منهم مَن يدخلها بعد أن يصبح في النار حُممةً سوداء ، ومنهم مَن يدخل النار تمسُّه بشيء من العذاب القليل ثم يخرج منها ، ومنهم ومنهم مَن لا يحسُّ بها إطلاقًا ، نسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء الآخرين .
الحاضرون : آمين .
الشيخ : الشاهد : ففي هذا الحديث البشارة العظيمة جدًّا فكان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يحدِّثون بمثله إلا في آخر رمق من حياته .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 258
- توقيت الفهرسة : 00:30:45
- نسخة مدققة إملائيًّا