شرح قوله : " وإذا متُّ فادفنوني بأرض لا تشعُرُ بدفني بكر بن وائل ؛ فإني كنت أغافِلُهم في الجاهلية " . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح قوله : " وإذا متُّ فادفنوني بأرض لا تشعُرُ بدفني بكر بن وائل ؛ فإني كنت أغافِلُهم في الجاهلية " .
A-
A=
A+
الشيخ : أما وصيته الأخيرة فهي وصية خاصَّة لا تتعدَّى غيره ، وهي قوله : " وإذا متُّ فادفنوني بأرض لا تشعُرُ بدفني بكر بن وائل ؛ فإني كنت أغافِلُهم في الجاهلية " ، في الجاهلية كانوا كما نعلم جميعًا قبائل كما قال بعض الشعراء :

" يقتل بعضهم بعضًا ظلمًا *** ولا يخاف حرجًا وإثمًا " .

ثم هذا الرجل أسلم ، وبطبيعة الحال حَسُن إسلامه ، لكن خَشِيَ أن تثورَ النعرة الجاهلية في بعض مَن كان غافَلَهم في الجاهلية ، وقتلَ منهم والإسلام يجبُّ ما قبله ، فخَشِيَ أنه إذا دُفِن في مكان فيتنبَّه بكر بن وائل ؛ أي بعض أفرادهم ، فيأتون وينبشون قبره ، فأوصى بهم أن يدفنوه في أرض لا يعرفها بنو بكر بن وائل ؛ لأنُّو لهم ثأر عنده في الجاهلية ، فقد يكون ثأرهم منه بأن ينبشوا قبره ، وهذا لا يجوز في إسلاميًّا .

هذه آخر وصية أوصى بها قيس بن عاصم أولاده ، رحمه الله ، وجعلنا نتمثَّل وصاياه هذه كلها ونعمل بها .

وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .

مواضيع متعلقة