في حديث المسيء صلاته كيف أنكر عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في إساءته لصلاته ؟
A-
A=
A+
السائل : ... هو أصاب جزء من الإساءة الذي أساءها المسيء ؛ فلم يعلِّمه ؛ هذا يعني ؟
الشيخ : هذا كلام ماشي مع قوله - عليه السلام - المعروف : ( مَن رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيدِه ، فإن لم يستطع فبِلسانِه ، فإن لم يستطِعْ فبقلبه ؛ وذلك أضعف الإيمان ) ، وهذا الحديث مبدأ عام يشمل كلَّ سيئة يراها الإنسان ؛ فعليه أن يغيِّرها في المرتبة الأولى بيده ؛ إن كان المنكر لا يُغيَّر إلا باليد ، المرتبة الثانية بلسانه ؛ وهذا هو الوارد بالنسبة للمسيء صلاته ، والمرتبة الأخيرة والتي لا يمكن أن يخلَّ بها مسلم مهما كان ضعيف الإيمان ؛ وهو الإنكار القلبي .
وحديث المسيء صلاته هو تطبيق لجزء من عموم هذا الحديث : ( فليغيِّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ) ، وقد جاء في " صحيح البخاري " من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : دخل رجل المسجد وصلى ، لما سلم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : السلام عليك يا رسول الله . فقال : ( وعليك السلام ، ارجع فصلِّ ؛ فإنك لم تصلِّ ) ، فرجع الرجل وأعاد الصلاة ، ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : السلام عليك يا رسول الله . قال : ( وعليك السلام ، ارجع فصلِّ ؛ فإنك لم تصلِّ ) ، وهكذا ثلاث مرات ، يعيد الصلاة في كلِّ مرة ، ثالث مرة جاء إلى الرسول - عليه السلام - وقال : السلام عليك يا رسول الله . قال : ( وعليك السلام ، ارجع فصلِّ ؛ فإنك لم تصلِّ ) . قال : والله يا رسول الله . فَهِمَ الرجل في الأخير أنُّو صلاته كما يقولون عندنا في دمشق " مفشكلة " ؛ يعني ما هي صحيحة . قال : والله يا رسول الله ، لا أحسن غيرها ؛ فعلِّمْني . فقال - عليه السلام - : ( إذا قمْتَ إلى الصلاة فتوضَّأ كما أمَرَك الله ، ثم أذِّنْ ثم أقِمْ ، ثم كبِّر ، ثم اقرأ ما تيسَّر من القرآن ، ثم راكع ) . في رواية بدل : ( ما تيسَّر ) ؛ ( اقرأ بأمِّ الكتاب ) وهي الفاتحة . ( ثم اركع حتى تطمئنَّ راكعًا ، ثم ارفع حتى تطمئنَّ قائمًا ، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجدًا ، ثم ارفع حتى تطمئنَّ جالسًا ، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجدًا ، ثم ارفع رأسك ، فإذا أنت فعلت ذلك في صلاتك فقد تمَّت صلاتك ، وإن أنقصْتَ منها فقد أنقصْتَ من صلاتك ) .
وهذا الحديث يُعرف عند علماء الحديث بحديث المسيء صلاتَه ؛ لأنه صلى أمام الرسول الصلاة اللي كانت عادته ، فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - . =
-- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
سائل آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . --
= نبَّهَه على أن هذه الصلاة ليست صلاةً كاملة ، فأمَرَه أن يتوضَّأ كما أمره الله ، ثم أمره أن يستقبل القبلة ، ثم أمره أن يؤذِّن ، وهذه ناحية جماهير المصلين يجهلونها ، ومَن كان على علمٍ بها وهم الأقلُّون فقليل منهم مَن يحقِّقها عمليًّا ، ثم أذِّن ؛ يعني المنفرد إذا قام يريد أن يصلي الفرض فلا بد من الأذان ، ولا يقل : أذَّنوا في المسجد ؛ لأنُّو هذا الأذان للمسجد ؛ ولذلك السنة التي جرى عليها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم جرَتْ عليها الأمة كلها في كلِّ الأمصار والأقطار وفي كلِّ القرون اللي مضت كل مسجد له مؤذِّنه ، وبالتالي له أذانه ؛ فلا يغني أذان مسجد عن أذان مسجد ، كما هي العادة في بعض البلاد العربية مما يسمَّى بتوحيد الأذان هذا خلاف السنة ؛ فلذلك - والحمد لله - لا تزال كلُّ البلاد الإسلامية محافظون على الأذان في كل مسجد ؛ لأن السنة العملية التي كان عليها الرسول - عليه السلام - وجرى عليها السلف ثم الخَلَف من بعدهم كلُّ مسجد يؤذِّن .
أضِفْ إلى هذا ما جاء ذكره آنفًا في حديث المسيء صلاته أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهذا الذي صلى وأساء صلاته ، وكانت صلاته في المسجد ، المسجد النبوي ... كان هذا المسجد قد أُذِّن فيه ؛ مع ذلك قال له : إذا قمْتَ إلى الصلاة فتوضَّأ كما أمرك الله ، ثم استقبل القبلة ، ثم أذِّن - هو وحدَه - ، ثم أذِّن ، ثم أقِمْ ؛ فلذلك يجب الانتباه لهذه السنة التي علَّمها الرسول - عليه السلام - هذا الرجل الذي أساء صلاته ، وهو أن يؤذِّن المنفرد فضلًا عن الجماعة ؛ أن يؤذِّن المنفرد وأن يُقيمَ الصلاة ، وقد جاءت في بعض الأحاديث فضائل عظيمة جدًّا للذي يقيم الصلاة ولو صلَّى وحده ، ولو في العراء في الصحراء في البرية ... .
الشيخ : هذا كلام ماشي مع قوله - عليه السلام - المعروف : ( مَن رأى منكم منكرًا فليغيِّره بيدِه ، فإن لم يستطع فبِلسانِه ، فإن لم يستطِعْ فبقلبه ؛ وذلك أضعف الإيمان ) ، وهذا الحديث مبدأ عام يشمل كلَّ سيئة يراها الإنسان ؛ فعليه أن يغيِّرها في المرتبة الأولى بيده ؛ إن كان المنكر لا يُغيَّر إلا باليد ، المرتبة الثانية بلسانه ؛ وهذا هو الوارد بالنسبة للمسيء صلاته ، والمرتبة الأخيرة والتي لا يمكن أن يخلَّ بها مسلم مهما كان ضعيف الإيمان ؛ وهو الإنكار القلبي .
وحديث المسيء صلاته هو تطبيق لجزء من عموم هذا الحديث : ( فليغيِّره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ) ، وقد جاء في " صحيح البخاري " من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : دخل رجل المسجد وصلى ، لما سلم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : السلام عليك يا رسول الله . فقال : ( وعليك السلام ، ارجع فصلِّ ؛ فإنك لم تصلِّ ) ، فرجع الرجل وأعاد الصلاة ، ثم جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : السلام عليك يا رسول الله . قال : ( وعليك السلام ، ارجع فصلِّ ؛ فإنك لم تصلِّ ) ، وهكذا ثلاث مرات ، يعيد الصلاة في كلِّ مرة ، ثالث مرة جاء إلى الرسول - عليه السلام - وقال : السلام عليك يا رسول الله . قال : ( وعليك السلام ، ارجع فصلِّ ؛ فإنك لم تصلِّ ) . قال : والله يا رسول الله . فَهِمَ الرجل في الأخير أنُّو صلاته كما يقولون عندنا في دمشق " مفشكلة " ؛ يعني ما هي صحيحة . قال : والله يا رسول الله ، لا أحسن غيرها ؛ فعلِّمْني . فقال - عليه السلام - : ( إذا قمْتَ إلى الصلاة فتوضَّأ كما أمَرَك الله ، ثم أذِّنْ ثم أقِمْ ، ثم كبِّر ، ثم اقرأ ما تيسَّر من القرآن ، ثم راكع ) . في رواية بدل : ( ما تيسَّر ) ؛ ( اقرأ بأمِّ الكتاب ) وهي الفاتحة . ( ثم اركع حتى تطمئنَّ راكعًا ، ثم ارفع حتى تطمئنَّ قائمًا ، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجدًا ، ثم ارفع حتى تطمئنَّ جالسًا ، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجدًا ، ثم ارفع رأسك ، فإذا أنت فعلت ذلك في صلاتك فقد تمَّت صلاتك ، وإن أنقصْتَ منها فقد أنقصْتَ من صلاتك ) .
وهذا الحديث يُعرف عند علماء الحديث بحديث المسيء صلاتَه ؛ لأنه صلى أمام الرسول الصلاة اللي كانت عادته ، فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - . =
-- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
سائل آخر : السلام عليكم .
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . --
= نبَّهَه على أن هذه الصلاة ليست صلاةً كاملة ، فأمَرَه أن يتوضَّأ كما أمره الله ، ثم أمره أن يستقبل القبلة ، ثم أمره أن يؤذِّن ، وهذه ناحية جماهير المصلين يجهلونها ، ومَن كان على علمٍ بها وهم الأقلُّون فقليل منهم مَن يحقِّقها عمليًّا ، ثم أذِّن ؛ يعني المنفرد إذا قام يريد أن يصلي الفرض فلا بد من الأذان ، ولا يقل : أذَّنوا في المسجد ؛ لأنُّو هذا الأذان للمسجد ؛ ولذلك السنة التي جرى عليها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ثم جرَتْ عليها الأمة كلها في كلِّ الأمصار والأقطار وفي كلِّ القرون اللي مضت كل مسجد له مؤذِّنه ، وبالتالي له أذانه ؛ فلا يغني أذان مسجد عن أذان مسجد ، كما هي العادة في بعض البلاد العربية مما يسمَّى بتوحيد الأذان هذا خلاف السنة ؛ فلذلك - والحمد لله - لا تزال كلُّ البلاد الإسلامية محافظون على الأذان في كل مسجد ؛ لأن السنة العملية التي كان عليها الرسول - عليه السلام - وجرى عليها السلف ثم الخَلَف من بعدهم كلُّ مسجد يؤذِّن .
أضِفْ إلى هذا ما جاء ذكره آنفًا في حديث المسيء صلاته أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لهذا الذي صلى وأساء صلاته ، وكانت صلاته في المسجد ، المسجد النبوي ... كان هذا المسجد قد أُذِّن فيه ؛ مع ذلك قال له : إذا قمْتَ إلى الصلاة فتوضَّأ كما أمرك الله ، ثم استقبل القبلة ، ثم أذِّن - هو وحدَه - ، ثم أذِّن ، ثم أقِمْ ؛ فلذلك يجب الانتباه لهذه السنة التي علَّمها الرسول - عليه السلام - هذا الرجل الذي أساء صلاته ، وهو أن يؤذِّن المنفرد فضلًا عن الجماعة ؛ أن يؤذِّن المنفرد وأن يُقيمَ الصلاة ، وقد جاءت في بعض الأحاديث فضائل عظيمة جدًّا للذي يقيم الصلاة ولو صلَّى وحده ، ولو في العراء في الصحراء في البرية ... .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 133
- توقيت الفهرسة : 00:49:47
- نسخة مدققة إملائيًّا