بيان أوجه الغيبة المُستثناة من التحريم . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
بيان أوجه الغيبة المُستثناة من التحريم .
A-
A=
A+
الشيخ : ... يا فلان إيش رأيك بفلان ؟ خير إن شاء الله ؟ والله ... من عندنا ، كمان لازم تبيِّن عيوبه ؛ حتى إذا صار اتفاق على الوثيقة يكونوا على بيِّنة من الأمر ، مو نغشه والله ليش ؟ غيبة محرمة ، هذا الوصف والتعريف لا يتضمَّن غيبة ؛ فليس حرامًا .

" القدحُ ليسَ بغيبَةٍ في ستَّةٍ *** متظلِّمٍ ومعرِّفِ " هَيْ معرِّف .

ومحذِّرِ " ، الخصلة الثالثة ، أنا شايف فلان عم يعاشر فلان ؛ إي بأقول له : اصح تمشي مع فلان !! خير إن شاء الله ؟ هذا أخلاقه ... ليش ؟ لأنُّو هذا المقصود فيه التحذير ، الشاب الصالح نحذِّره من أن يخالط الشاب الفاسد ، الشاب ذو الخلق الحسن ننهاه أن يخالط الشاب ذو الخلق السَّيِّئ ؛ ليه ؟ لأن طبيعة الناس أنها تنعدي مثل الفواكه الجميلة إذا وُضِعَت بجانب الفاكهة الفاسدة أفسدتها وانتقلت لها العدوى سنة الله في خلقه (( وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا )) .

ومن أجل ذلك حذَّر الرسول - عليه السلام - من رفقة السوء ، فقال : ( مَثَلُ الجليس الصالح كمَثَلِ بائع المسك إما أن يُحذِيَك ) ؛ يعني يعطيك بالمجَّان ، ( وإما أن تشتري منه ، وإما أن تشمَّ منه رائحة طيِّبة ) . فجليس الرجل الصالح على كلِّ حال كسبان ، مَثَلُه كمثل اللي يجالس العطَّار ؛ إما أن يعطيه مجانًا ، وإما أن يشتري منه بمقابل ، وإما على الأقل يكتفي بشمِّ الرائحة الطَّيِّبة ، أما مَثَلُ الجليس السوء فهو قال - عليه السلام - في تمام الحديث : ( كمَثَل الحدَّاد ؛ إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تشمَّ منه رائحة كريهة ) . هذا وذاك مَثَلُ الجليس الصالح ومثل الجليس السوء ، فإذا رأينا إنسانًا طالحًا يخالط إنسانًا صالحًا فنحن نحذِّره ونقول له : فلان اللي تمشي معه بيفعل كذا بيقول كذا بيعتقد كذا وإلى آخره ... هذه ما غيبة مكروهة ، بل هذه الغيبة واجبة ، مو بس جائزة ، هذا تحذير ؛ إياك أن تمشي مع فلان لأنُّو ... كذا وكذا ، هذا واجب . إذًا صار معنا حتى الآن ثلاث خصال : متظلِّم ومعرِّف ومحذِّر .

الخصلة الرابعة : ومجاهر فسقًا . ومجاهر فسقًا واحد بيشرب خمر علنًا ، لا هو يخشى الله ، ولا يستحي من عباد الله ، هذا هو الفاسق المجاهر بفسقه ، هذا يُستغاب ؛ يُقال : فلان عم يشرب الخمر وما يستحي من الناس إطلاقًا ؛ فهو داخل في النَّصِّ العام ( ذكرك أخاك بما يكره ) ؟ من حيث المعنى داخل ، لكن من حيث الأدلة المخصِّصة ليس هذا النوع من ذاك النَّصِّ العام ، هذا هو الفاسق المعلن فسقه وفجوره ، فلان فاتح - مثلًا - " بار " ، فاتح محل خمور ، هذا مو غيبة محرَّمة أبدًا ؛ هذا مُستثنى من الغيبة المحرمة .

السؤال الثالث ، عفوًا : النوع الخامس بعدما قال : ومجاهرٍ فسقًا قال : ومستفتٍ . هذا القسم الخامس من الغيبة المُستثناة من التحريم ومستفتٍ . المستفتي له أمثلة ووقائع وأنواع كثيرة جدًّا ؛ يأتي الرجل إلى العالم فيقول : زوجتي بتفعل كذا وكذا وكذا ... أو المرأة تأتي إلى العالم وتقول : زوجي يفعل كذا وكذا ، وكلٌّ منهما يصف الآخر بوصف هو غيبة ؛ هذا جائز أم حرام ؟ هذا جائز ؛ لأنه مستثنى من الغيبة المحرَّمة ، والدليل على ذلك قصة هند لما جاءت إلى الرسول - عليه الصلاة والسلام - وقالت : " يا رسول الله ، إن زوجي رجلٌ شحيحٌ " . ... تبخِّله ، رجل شحيح أي : بخيل ؛ يعني مو قائم بواجباته تجاه زوجته وأولاده . " أَفَيجوزُ لي أن آخُذَ من ماله ما يكفيني أنا وأولادي ؟ " . قال - عليه السلام - : ( خُذِي من ماله ما يكفيك أنت وولدك بالمعروف ) .

هذا هو الحديث ، وليس البحث فيه إنما بمقدار ما يناسب ما نحن الآن فيه ؛ وهو قول المرأة : زوجي شحيح ، كيف سكت الرسول عن هذه الغيبة ؟ لأنها غيبة جاءت بمناسبة الاستفتاء ، فزوجي بخيل مو قائم بواجب الإنفاق عليَّ ، وهل يجوز أن آخذ من ماله بدون ... هو وعلمه ؟ قال لها : يجوز ، لكن بشرط واحد ، أو بالأحرى شرطين اثنين ؛ الشرط الأول مفهوم ضمنًا ، كأنه يقول لها : إذا كنتِ صادقة أنُّو هو بخيل ، وأنه ما يقوم بواجبه بحقٍّ حقِّ النفقة ؛ فيجوز أن تأخذي أنت من ماله ما يكفيك وولدك ، لكن بشرط بالمعروف ؛ يعني بما يُعرف عادةً أن هذا المقدار اللي عم تأخذيه أنت كافي ؛ كأن الرسول - عليه السلام - يقول لها : لا تستغلِّي سماح الشرع لك بأن تأخذي من مال زوجك البخيل المقصِّر في حقِّ النفقة لك وأولادك ؛ لا تستغلي سماح الشرع لك أن تأخذي بمقدار ما يكفيك أنت وولدك ، بتأخذي بقى ، وما أكثر ... لأ ، خذي من ماله ما يكفيك أنت وولدك بالمعروف .

هذا المثال مما ... .

... وتصدَّق به يعني إذا كنت يعني في سعة من المال ، ثم جاءك رزق من غير ... .

مواضيع متعلقة