شرح حديث : ( أَلَا سألوا حين جهلوا ؟! فإنما شفاء العيِّ السؤال ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح حديث : ( أَلَا سألوا حين جهلوا ؟! فإنما شفاء العيِّ السؤال ) .
A-
A=
A+
الشيخ : حديث عن الرَّسول - عليه الصلاة والسلام - : ( أَلَا سألوا حين جهلوا ؟! فإنما شفاء العيِّ السؤال ) ، شفاء الجهل السؤال ، وربنا - عز وجل - يقول في القرآن الكريم : (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )) ، والحديث الأول : ( أَلَا سألوا حين جهلوا ؟! ) له مناسبة عظيمة جدًّا ؛ وهي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل سريَّةً للجهاد في سبيل الله ، فوقعت معركة بين المسلمين والمشركين ، وأُصِيبَ مَن أصيب من المسلمين من جراحات ، فأحدهم احتلم في الليل ، لمَّا استيقظ صباحًا وجد نفسه قد احتلم فيجب عليه الغسل ، فسأل من حوله أنُّو وضعي كذا وكذا ، جسدي كله جراحات ؛ فهل لي رخصة أن لا أستحمَّ ولا أن أغتسل ؟ =

-- وما تشرب بيدك اليسرى بارك الله فيك ؛ لأنُّو هذا شرب منهيٌّ عنه --

= قالوا له : لا ، لا بدَّ لك من أن تغتسل . فاغتسل ، فالجراحات هذه تقيَّحت عليه ، وارتفعت درجة الحرارة ، ومات الرجل ، فلما بلغ خبره الرسول - عليه السلام - قال : ( قتلوه قاتلهم الله ! ) ، أي : هؤلاء الذين أفتَوه بأنَّه يجب عليه أن يغتسل كما لو كان سليمًا هؤلاء كانوا سبب قتله ، فدعا عليهم بالموت ( قتلوه قاتلهم الله ! أَلَا سألوا حين جهلوا ؟! فإنما شفاء العيِّ السؤال ) ، ولذلك نحن نقول في كثير من جلساتنا ومن دروسنا أنُّو طريقة تلقِّي العلم ليست محصورة بأنُّو واحد يتَّخذ شيخ ويحضر عنده صباح مساء ويتلقى دروس خاصة ، وإنما حتى بطريق السؤال ؛ (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُون )) ، والسيدة عائشة - رضي الله عنها - تقول : رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهنَّ حيائهنَّ أن يتفقَّهن في الدين .

وأكل طعامكم الأبرار ، وصلَّت عليكم الملائكة ، وأفطر عندكم الصائمون .

السائل : بالهنا بالعافية .

الشيخ : أهلًا ومرحبًا .

مواضيع متعلقة