في الحديث : " كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينتظرون العشاء ، فينامون حتى تخفقَ رؤوسهم ، ثم يصلون ولا يتوضَّؤون " ، والحديث الآخر : ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) ؛ فهل الغطيط ينقض الوضوء ؟
A-
A=
A+
السائل : شيخ ، بالنسبة للغطيط ... في أحاديث في حديث أنس إن كان أصحاب الرسول - عليه السلام - كانوا ينعسون وتخفق رؤوسهم ويقومون للصلاة ولا يتوضؤون .
الشيخ : إي نعم .
السائل : وفيه حديث ثاني عن الرسول : ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) .
الشيخ : نعم .
السائل : ... هذا الغطيط ما ينقض الوضوء ؟
الشيخ : أنا فهمت سؤالك ، بس ما فهمت شو ربط الحديث الثاني بالأول .
السائل : لا ، يعني هذا الاستدلال ... .
الشيخ : أرجوك ما تقول لي : لا ، بس أفهم عليَّ ؛ شو ربط الحديث الثاني بالأول ؟ قول الرسول : ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) ، مالوش علاقة بموضوع السؤال !
السائل : نرجع بس النوم مثل الريح ، حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - ... نفسه يقول هذه خاصية في الرسول ، فكانت تنام عيناه ولا ينام قلبه .
الشيخ : وهذا صحيح .
السائل : بالنسبة للحديث الثاني يقول ... كان أصحاب الرسول - عليه السلام - ، كان لما جاء الرجل وكانت تقام الصلاة فصار له حاجة وإياه ، يقول : حتى غطَّ أصحاب الرسول وقاموا للصلاة ولم يتوضَّؤوا ، وفي الحديث الآخر : كانوا يُوقظون إلى الصلاة ويقومون ولا يتوضَّؤون ، الغطَّة هذه البسيطة ما تنقض الوضوء ؟
الشيخ : أجاوبك من دون ما أناقشك ولَّا أصرُّ أنا أنُّو تعرف خطأك في سؤالك ؟ أنا بقول - بارك الله فيك - : إيش علاقة حديث : ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) ؟ وهذه خصوصية للرسول بالصحابة الذين كانوا ينامون ويغطُّون في نومهم ويقومون يصلون ، هذا الحديث عندنا جوابه ، لكن ما الرَّبط بينه وبين الحديث الثاني ؟
السائل : لما يجيء الرجل في الكتب هذه يستدلون فيه بالحديث هذا .
الشيخ : لا ، أبدًا ، الحديث الثاني ما أحد بجيبو يا أخي ، الحديث الثاني ليس له علاقة بالموضوع الذي أنت تسأل عنه ، ذاك حديث صحيح في البخاري ومسلم وغيره ، بل هو مشهور له طرق كثيرة ، وخصوصيَّة من خصوصيات الرسول - عليه السلام - ، ينام في الليل ويغط في النوم وإذا به بيقوم يصلي فورًا ، فقال : ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) ، انتهى هذا الموضوع ، فما علاقته بهذا الحديث ؟ هاللي له علاقه - أخي - بهذا الحديث - أظن كمان القضية صار فيها اشتباه - حديث : ( من نام فليتوضَّأ ) هذا يعارض الحديث اللي أنت بتسأل عنه وهو حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنُّو كان أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - ينامون مضطجعين حتى يغطُّون في نومهم ، هذا بلا شك حديث صحيح - أيضًا - ويخالف حديث : ( العينان وكاء السَّه ، فإذا نامت العينان انطلق الوكاء ) ، والحديث الذي ذكرته آنفًا : ( من نام فليتوضأ ) ، أما حديث : ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) فليس له علاقة بهذا الموضوع .
الجواب : يمكن أن يُفهم من البحث السابق لما حكينا عن حديث الصور وصور الطير ، وقلنا : إن تعارض قول وفعل قُدِّم إيش ؟ القول على الفعل ، وقلنا : إذا تعارض حاظر - أي : مانع - ومبيح قُدِّم الحاظر المانع على المبيح ، طبِّق القاعدتين الآن تجد الجواب أوتاماتيكيًّا ؛ كيف ذلك ؟
السائل : يتوضَّأ .
الشيخ : يتوضَّأ بل شك ؛ ليه ؟ لأنه نحن قلنا أن الرسول إذا ثبت عنه أنه فعل شيئًا ثم ثبت من كلامه خلافه فكلامه مُقدَّم ، فهنا ليس هو الرسول إنما الصحابة ينامون ويشبعوا نوم يغطُّوا في نومهم ويقوموا ، هذا كان في وقت الإباحة قبل التشريع ، فلما جاء وقت التشريع قالوا : ( مَن نام فليتوضَّأ ) ، ما في إشكال ، هذا هو الحكم الجديد ، فنومهم وكونهم كانوا يغطُّون في النوم كان قبل التشريع ( مَن نام فليتوضَّأ ) ، هذا الذي يستفيده طالب العلم من القواعد العلمية .
السائل : طيب شيخنا ، حتى - يعني - نعرف بالضبط هذا قبل التشريع أو بعد التشريع .
الشيخ : لا لا ، هذا مش وارد أخي .
السائل : أنا كيف أعرف أنَّ هذا الحديث قبل التشريع أو بعد التشريع ؟
الشيخ : مو هذا ، أنا ما ادَّعيت أنُّو عرفنا هذا قبل وهذا بعد ، لكن هذا لازم كما قلنا آنفًا ، لا تنس يا أخي ما قلته آنفًا ؛ قلت قاعدة : كل حديث فيه نهي عن شيء ينطوي تحته أنُّو المنهي عنه كان قبل النهي عنه مباحًا ... هذا المعنى سابقًا ولَّا لأ ؟ طيب ؛ هون فيه متقدِّم ومتأخِّر ؟ هو حديث واحد ، لكن هذا الحديث الواحد منطوقه تحريم هذا الشيء ، وهو - مثلًا - الشرب قائمًا ، مفهومه ضمنًا أن هذا الشيء كان مباحًا ... واضح ؟
السائل : واضح ، بس في القراءة التي قرأتها يقول فيها : كان الوحي ينزل على الرسول - عليه السلام - في هذا الزمان ، فلو - مثلًا - لو كان هذه العملية اللي هي أن الصحابة كانوا ينامون ثم يقومون إلى الصلاة ويصلون على غير طهارة ... .
الشيخ : يا حبيبي ، الصلاة في هالحالة في هالوقت كانت صحيحة ، فمش واضح كلامك - بارك الله فيك - ، في هذه الحالة صلاتهم كانت صحيحة ، وأحكي لك بقى قصة أحسن من هيك : لما هاجر الصحابة إلى الحبشة جاء عبد الله بن مسعود ، فلقي الرسول - عليه السلام - وهو يصلي فقال : السلام عليك يا رسول الله . ما ردَّ عليه السلام ، قال : فأخذني ما قرب وما بعد ؛ يعني في فكره صار يجول ؛ إيه أنا عملت مع الرسول ؟ أنا أعرف كلما سلمت عليه بيرد : وعليكم السلام ، والآن ما سلم عليَّ !! فأخذ مني ما بعد وما قرب ، لما انتهى الرسول - عليه السلام - من الصلاة قال : ( إنَّ الله يُحدِث في أمره ما يشاء ، وإن ممَّا أحدث أنه لا كلام في الصلاة ) .
هذا - أيضًا - مثال لما قلته آنفًا ، الآن هذا الحديث يحرِّم الكلام في الصلاة ، لكن ضمنه إيش معناه ؟ قبل ذلك ما كان محرَّم ؛ وضح لك كيف ؟
السائل : وضحت .
الشيخ : لذلك أخذه ما قرب وما بعد ؛ لأنه هاجر والرسول يسلمون عليه : السلام عليكم . فيقول في الصلاة : وعليكم السلام .
السائل : بإشارة .
الشيخ : لو واحد منا اليوم فعله . وين الإشارة ؟ لو واحد منا اليوم فعله لَقُلْنا بطل صلاته ؛ لأنُّو ما في كلام في الصلاة بنصِّ حديث الرسول ، لكن هذا دليل أنه قبل الهجرة إلى الحبشة كان أحدهم يكلِّم صاحبه في الصلاة لا سيَّما بالسلام ، ويتلقى ردَّ السلام بالكلام ؛ وعليكم السلام ، فلما فوجيء ابن مسعود بهذا السلب من الرسول - عليه السلام - عدم الرَّد أشكل عليه الأمر ، وقعد يفكر أنه عامل خطأ مع الرسول - عليه السلام - ويفكر ، مثل اللي يفتِّش عن حساباته القديمة كما يقولون ؛ أنُّو إيش عامل مع الرسول قريب بعيد كذا إلى آخره ؟ فإذًا مش عامل شيء ، لكن في حكم جديد هو كان غير عالم به ، قال : ( إنَّ الله يُحدِث في أمره ما يشاء ، وإن ممَّا أحدث أن لا كلام في الصلاة ) ، وفي السنة الصحيحة أن رجلًا كان يأتي المسجد وقِّف في الصلاة أنو ركعة يا أخي ؟ يقول له : أنو ركعة هَيْ ؟ فيقول له : هَيْ الركعة الثانية ، يصلي الركعة ، وبيلحق الإمام في الركعة الثانية وبيسلم معه ، فبعدين هاللي وقع معاذ بن جبل - رضي الله عنه - دخل المسجد وجد الرسول في الصلاة : الله أكبر ، فعل مثلما فعل هو فقال لهم : ( إن معاذًا قد سنَّ لكم شيئًا فَأْتمُّوا به ؛ ما أدركتم فصلُّوا ، وما فاتكم فأتمُّوا ) .
إذًا لاحظوا هالقاعدة الحقيقة تُعطيكم فقهًا يغنيكم عن قراءة مجلَّدات ؛ لأنُّو لما تعرف هذا الحديث وهذه معالم له وتعرف القاعدة ما في حاجة تسأل الشيخ فلان والأستاذ علَّان إطلاقًا ، أنت بتصير فقيه به ، وهذا هو المقصود بقوله - عليه السلام - : ( مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهه في الدين ) ، هذا هو الفقه .
السائل : جزاك الله خير .
الشيخ : إي نعم .
السائل : وفيه حديث ثاني عن الرسول : ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) .
الشيخ : نعم .
السائل : ... هذا الغطيط ما ينقض الوضوء ؟
الشيخ : أنا فهمت سؤالك ، بس ما فهمت شو ربط الحديث الثاني بالأول .
السائل : لا ، يعني هذا الاستدلال ... .
الشيخ : أرجوك ما تقول لي : لا ، بس أفهم عليَّ ؛ شو ربط الحديث الثاني بالأول ؟ قول الرسول : ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) ، مالوش علاقة بموضوع السؤال !
السائل : نرجع بس النوم مثل الريح ، حديث الرسول - عليه الصلاة والسلام - ... نفسه يقول هذه خاصية في الرسول ، فكانت تنام عيناه ولا ينام قلبه .
الشيخ : وهذا صحيح .
السائل : بالنسبة للحديث الثاني يقول ... كان أصحاب الرسول - عليه السلام - ، كان لما جاء الرجل وكانت تقام الصلاة فصار له حاجة وإياه ، يقول : حتى غطَّ أصحاب الرسول وقاموا للصلاة ولم يتوضَّؤوا ، وفي الحديث الآخر : كانوا يُوقظون إلى الصلاة ويقومون ولا يتوضَّؤون ، الغطَّة هذه البسيطة ما تنقض الوضوء ؟
الشيخ : أجاوبك من دون ما أناقشك ولَّا أصرُّ أنا أنُّو تعرف خطأك في سؤالك ؟ أنا بقول - بارك الله فيك - : إيش علاقة حديث : ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) ؟ وهذه خصوصية للرسول بالصحابة الذين كانوا ينامون ويغطُّون في نومهم ويقومون يصلون ، هذا الحديث عندنا جوابه ، لكن ما الرَّبط بينه وبين الحديث الثاني ؟
السائل : لما يجيء الرجل في الكتب هذه يستدلون فيه بالحديث هذا .
الشيخ : لا ، أبدًا ، الحديث الثاني ما أحد بجيبو يا أخي ، الحديث الثاني ليس له علاقة بالموضوع الذي أنت تسأل عنه ، ذاك حديث صحيح في البخاري ومسلم وغيره ، بل هو مشهور له طرق كثيرة ، وخصوصيَّة من خصوصيات الرسول - عليه السلام - ، ينام في الليل ويغط في النوم وإذا به بيقوم يصلي فورًا ، فقال : ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) ، انتهى هذا الموضوع ، فما علاقته بهذا الحديث ؟ هاللي له علاقه - أخي - بهذا الحديث - أظن كمان القضية صار فيها اشتباه - حديث : ( من نام فليتوضَّأ ) هذا يعارض الحديث اللي أنت بتسأل عنه وهو حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنُّو كان أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - ينامون مضطجعين حتى يغطُّون في نومهم ، هذا بلا شك حديث صحيح - أيضًا - ويخالف حديث : ( العينان وكاء السَّه ، فإذا نامت العينان انطلق الوكاء ) ، والحديث الذي ذكرته آنفًا : ( من نام فليتوضأ ) ، أما حديث : ( تنام عيناي ولا ينام قلبي ) فليس له علاقة بهذا الموضوع .
الجواب : يمكن أن يُفهم من البحث السابق لما حكينا عن حديث الصور وصور الطير ، وقلنا : إن تعارض قول وفعل قُدِّم إيش ؟ القول على الفعل ، وقلنا : إذا تعارض حاظر - أي : مانع - ومبيح قُدِّم الحاظر المانع على المبيح ، طبِّق القاعدتين الآن تجد الجواب أوتاماتيكيًّا ؛ كيف ذلك ؟
السائل : يتوضَّأ .
الشيخ : يتوضَّأ بل شك ؛ ليه ؟ لأنه نحن قلنا أن الرسول إذا ثبت عنه أنه فعل شيئًا ثم ثبت من كلامه خلافه فكلامه مُقدَّم ، فهنا ليس هو الرسول إنما الصحابة ينامون ويشبعوا نوم يغطُّوا في نومهم ويقوموا ، هذا كان في وقت الإباحة قبل التشريع ، فلما جاء وقت التشريع قالوا : ( مَن نام فليتوضَّأ ) ، ما في إشكال ، هذا هو الحكم الجديد ، فنومهم وكونهم كانوا يغطُّون في النوم كان قبل التشريع ( مَن نام فليتوضَّأ ) ، هذا الذي يستفيده طالب العلم من القواعد العلمية .
السائل : طيب شيخنا ، حتى - يعني - نعرف بالضبط هذا قبل التشريع أو بعد التشريع .
الشيخ : لا لا ، هذا مش وارد أخي .
السائل : أنا كيف أعرف أنَّ هذا الحديث قبل التشريع أو بعد التشريع ؟
الشيخ : مو هذا ، أنا ما ادَّعيت أنُّو عرفنا هذا قبل وهذا بعد ، لكن هذا لازم كما قلنا آنفًا ، لا تنس يا أخي ما قلته آنفًا ؛ قلت قاعدة : كل حديث فيه نهي عن شيء ينطوي تحته أنُّو المنهي عنه كان قبل النهي عنه مباحًا ... هذا المعنى سابقًا ولَّا لأ ؟ طيب ؛ هون فيه متقدِّم ومتأخِّر ؟ هو حديث واحد ، لكن هذا الحديث الواحد منطوقه تحريم هذا الشيء ، وهو - مثلًا - الشرب قائمًا ، مفهومه ضمنًا أن هذا الشيء كان مباحًا ... واضح ؟
السائل : واضح ، بس في القراءة التي قرأتها يقول فيها : كان الوحي ينزل على الرسول - عليه السلام - في هذا الزمان ، فلو - مثلًا - لو كان هذه العملية اللي هي أن الصحابة كانوا ينامون ثم يقومون إلى الصلاة ويصلون على غير طهارة ... .
الشيخ : يا حبيبي ، الصلاة في هالحالة في هالوقت كانت صحيحة ، فمش واضح كلامك - بارك الله فيك - ، في هذه الحالة صلاتهم كانت صحيحة ، وأحكي لك بقى قصة أحسن من هيك : لما هاجر الصحابة إلى الحبشة جاء عبد الله بن مسعود ، فلقي الرسول - عليه السلام - وهو يصلي فقال : السلام عليك يا رسول الله . ما ردَّ عليه السلام ، قال : فأخذني ما قرب وما بعد ؛ يعني في فكره صار يجول ؛ إيه أنا عملت مع الرسول ؟ أنا أعرف كلما سلمت عليه بيرد : وعليكم السلام ، والآن ما سلم عليَّ !! فأخذ مني ما بعد وما قرب ، لما انتهى الرسول - عليه السلام - من الصلاة قال : ( إنَّ الله يُحدِث في أمره ما يشاء ، وإن ممَّا أحدث أنه لا كلام في الصلاة ) .
هذا - أيضًا - مثال لما قلته آنفًا ، الآن هذا الحديث يحرِّم الكلام في الصلاة ، لكن ضمنه إيش معناه ؟ قبل ذلك ما كان محرَّم ؛ وضح لك كيف ؟
السائل : وضحت .
الشيخ : لذلك أخذه ما قرب وما بعد ؛ لأنه هاجر والرسول يسلمون عليه : السلام عليكم . فيقول في الصلاة : وعليكم السلام .
السائل : بإشارة .
الشيخ : لو واحد منا اليوم فعله . وين الإشارة ؟ لو واحد منا اليوم فعله لَقُلْنا بطل صلاته ؛ لأنُّو ما في كلام في الصلاة بنصِّ حديث الرسول ، لكن هذا دليل أنه قبل الهجرة إلى الحبشة كان أحدهم يكلِّم صاحبه في الصلاة لا سيَّما بالسلام ، ويتلقى ردَّ السلام بالكلام ؛ وعليكم السلام ، فلما فوجيء ابن مسعود بهذا السلب من الرسول - عليه السلام - عدم الرَّد أشكل عليه الأمر ، وقعد يفكر أنه عامل خطأ مع الرسول - عليه السلام - ويفكر ، مثل اللي يفتِّش عن حساباته القديمة كما يقولون ؛ أنُّو إيش عامل مع الرسول قريب بعيد كذا إلى آخره ؟ فإذًا مش عامل شيء ، لكن في حكم جديد هو كان غير عالم به ، قال : ( إنَّ الله يُحدِث في أمره ما يشاء ، وإن ممَّا أحدث أن لا كلام في الصلاة ) ، وفي السنة الصحيحة أن رجلًا كان يأتي المسجد وقِّف في الصلاة أنو ركعة يا أخي ؟ يقول له : أنو ركعة هَيْ ؟ فيقول له : هَيْ الركعة الثانية ، يصلي الركعة ، وبيلحق الإمام في الركعة الثانية وبيسلم معه ، فبعدين هاللي وقع معاذ بن جبل - رضي الله عنه - دخل المسجد وجد الرسول في الصلاة : الله أكبر ، فعل مثلما فعل هو فقال لهم : ( إن معاذًا قد سنَّ لكم شيئًا فَأْتمُّوا به ؛ ما أدركتم فصلُّوا ، وما فاتكم فأتمُّوا ) .
إذًا لاحظوا هالقاعدة الحقيقة تُعطيكم فقهًا يغنيكم عن قراءة مجلَّدات ؛ لأنُّو لما تعرف هذا الحديث وهذه معالم له وتعرف القاعدة ما في حاجة تسأل الشيخ فلان والأستاذ علَّان إطلاقًا ، أنت بتصير فقيه به ، وهذا هو المقصود بقوله - عليه السلام - : ( مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهه في الدين ) ، هذا هو الفقه .
السائل : جزاك الله خير .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 5
- توقيت الفهرسة : 01:22:15
- نسخة مدققة إملائيًّا