كيف نوفق بين حديث ( الحياء والإيمان قرنا جميعاً وإذا ذهب أحدهما ذهب الآخر ) وبين قولكم هناك كفر عملي واعتقادي .؟
A-
A=
A+
السائل : قلتم بأن القلب يعكس على الظاهر وأنهما توأمان والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا نزع أحدهما نزع الآخر ) فإذا كان إنسان بظاهر أعماله يدل على الكفر عملا ، فكيف نوفق يعني إذا كيف نقول بأنهما قرناء جميعا وأنهما قالب واحد ، والآن نقول كفر عملي وإعتقادي بارك الله فيكم ؟
الشيخ : نحن ما نقول في هذا الكفر العملي كفر اعتقادي هذا لا بد لكل مسلم أن يعتقد ذلك ، أما الحديث الذي أنت يعني تنزع إليه أو تستدل به فليس فيه ما ينافي هذا التفصيل الذي ذكرناه آنفا ولا علمت أحدا يقول بأن هذا الحديث يقطع بأن مرتكب المعصية هو كافر قلبياً وهذا معلوم أنه مذهب الخوارج قديما والإباضية منهم حديثا فلا يمكن لمسلم إلّا أن يقع في معصية فإذا فهمت أن هذا الحديث يعني خلاف هذه الحقائق التي لا يسع المسلم إلّا أن يعترف بها معنى ذلك أنه لا يبقى على وجه الأرض مسلم لأنه لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني مثلا قصة الإفك العظيمة الخطيرة هذه لمّا الرسول صلى الله عليه وسلم وصله خبر بعض المنافقين الذين أشاعوا الفاحشة كان موقفه من عائشة ليس موقف المتصل بوحي السّماء وهو متصل بذلك دائما إلا ما شاء الله بينما كان ينتظر من السماء الخبر اليقين كان موقفه موقف أي بشر الشاهد من هذه القصة أنه أخذ يسأل الرسول عليه السلام من له صلة بالسّيدة عائشة من النساء والجواري والأقارب كعلي إلى آخره الشاهد أن الرسول دخل عليها فقال: ( يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله ) فهل معنى ذلك لو أنها لا سمح الله وقعت في الفاحشة أنها ارتدت عن دينها ؟! الجواب لا ، إذن أوِّل حديثك بأي تأويل لا يتنافى مع الأساطين هذه من الحقائق الشرعية التي لا خلاف بين المسلمين إلّا الغلاة من الخوارج الذين يكفرون المسلم بارتكاب كبيرة من الكبائر وأنا أنصح بهذه المناسبة أن المتمسكين اليوم أو الذين يدّعون التمسك اليوم بالكتاب والسنة عليهم أن يفهموا الكتاب والسنة على ما كان سلفنا الصالح وفي مقدمتهم عبدالله بن عباس ترجمان القرآن الذي كان له الفضل في تفتيح أذهان المسلمين لهذه الحقيقة الشرعية أن هناك كفر دون كفر ، فقوله تعالى: (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) الواقع يشهد أن كثيرا ممن يحكمون سواء كان حكمهم على أنفسهم أو على شعبهم أو على أمتهم إنهم لا بد أن يكون كفرهم إما كفرا خروجا عن الملة أو كفرا دون كفر ذلك لما أشرت إليه آنفا أن ما منا من أحد إلا وهو يعصي الله عز وجل فهل نتصور أن كل عاصٍ لا بد أن يكون كافرا كفر ردة وهو في نفسه يعترف بأنه عصى الله أو عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعترف بهذه الحقيقة وقد يستغفر حينما يستيقظ من غفلته هذا لا يقال إنه كفر كفر ردة بينما كفرا دون كفر كما قال عبدالله بن عباس لهذا يجب أن نأخذ عقيدتنا من سلفنا الصالح لأنهم هم الذين فهموا كتاب الله وسنة رسول الله ونقلوا هذه المفاهيم الصحيحة إلينا فلا يجوز لمسلم أن يركب رأسه اليوم لا سيما إذا كان في ابتداء طلبه للعلم ويقول أنا أفهم من آية كذا أنه هؤلاء الحكام مثلا كلهم كفار مرتدون عن دينهم وأنه يجب الخروج عليهم وهو لا يستطيع الخروج على أهله مش يخرج على الحكام فعلى هذا ينبغي أن نفهم هذا الموضوع .
الشيخ : نحن ما نقول في هذا الكفر العملي كفر اعتقادي هذا لا بد لكل مسلم أن يعتقد ذلك ، أما الحديث الذي أنت يعني تنزع إليه أو تستدل به فليس فيه ما ينافي هذا التفصيل الذي ذكرناه آنفا ولا علمت أحدا يقول بأن هذا الحديث يقطع بأن مرتكب المعصية هو كافر قلبياً وهذا معلوم أنه مذهب الخوارج قديما والإباضية منهم حديثا فلا يمكن لمسلم إلّا أن يقع في معصية فإذا فهمت أن هذا الحديث يعني خلاف هذه الحقائق التي لا يسع المسلم إلّا أن يعترف بها معنى ذلك أنه لا يبقى على وجه الأرض مسلم لأنه لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني مثلا قصة الإفك العظيمة الخطيرة هذه لمّا الرسول صلى الله عليه وسلم وصله خبر بعض المنافقين الذين أشاعوا الفاحشة كان موقفه من عائشة ليس موقف المتصل بوحي السّماء وهو متصل بذلك دائما إلا ما شاء الله بينما كان ينتظر من السماء الخبر اليقين كان موقفه موقف أي بشر الشاهد من هذه القصة أنه أخذ يسأل الرسول عليه السلام من له صلة بالسّيدة عائشة من النساء والجواري والأقارب كعلي إلى آخره الشاهد أن الرسول دخل عليها فقال: ( يا عائشة إن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله ) فهل معنى ذلك لو أنها لا سمح الله وقعت في الفاحشة أنها ارتدت عن دينها ؟! الجواب لا ، إذن أوِّل حديثك بأي تأويل لا يتنافى مع الأساطين هذه من الحقائق الشرعية التي لا خلاف بين المسلمين إلّا الغلاة من الخوارج الذين يكفرون المسلم بارتكاب كبيرة من الكبائر وأنا أنصح بهذه المناسبة أن المتمسكين اليوم أو الذين يدّعون التمسك اليوم بالكتاب والسنة عليهم أن يفهموا الكتاب والسنة على ما كان سلفنا الصالح وفي مقدمتهم عبدالله بن عباس ترجمان القرآن الذي كان له الفضل في تفتيح أذهان المسلمين لهذه الحقيقة الشرعية أن هناك كفر دون كفر ، فقوله تعالى: (( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )) الواقع يشهد أن كثيرا ممن يحكمون سواء كان حكمهم على أنفسهم أو على شعبهم أو على أمتهم إنهم لا بد أن يكون كفرهم إما كفرا خروجا عن الملة أو كفرا دون كفر ذلك لما أشرت إليه آنفا أن ما منا من أحد إلا وهو يعصي الله عز وجل فهل نتصور أن كل عاصٍ لا بد أن يكون كافرا كفر ردة وهو في نفسه يعترف بأنه عصى الله أو عصى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعترف بهذه الحقيقة وقد يستغفر حينما يستيقظ من غفلته هذا لا يقال إنه كفر كفر ردة بينما كفرا دون كفر كما قال عبدالله بن عباس لهذا يجب أن نأخذ عقيدتنا من سلفنا الصالح لأنهم هم الذين فهموا كتاب الله وسنة رسول الله ونقلوا هذه المفاهيم الصحيحة إلينا فلا يجوز لمسلم أن يركب رأسه اليوم لا سيما إذا كان في ابتداء طلبه للعلم ويقول أنا أفهم من آية كذا أنه هؤلاء الحكام مثلا كلهم كفار مرتدون عن دينهم وأنه يجب الخروج عليهم وهو لا يستطيع الخروج على أهله مش يخرج على الحكام فعلى هذا ينبغي أن نفهم هذا الموضوع .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 752
- توقيت الفهرسة : 00:05:25
- نسخة مدققة إملائيًّا