الكلام على حديث الرجل الذي رمى الخشبة بالبحر وبها أف دينار وحديث الرجل الذي سمع صوتا من السحاب . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام على حديث الرجل الذي رمى الخشبة بالبحر وبها أف دينار وحديث الرجل الذي سمع صوتا من السحاب .
A-
A=
A+
الشيخ : ختاما أريد بهذه المناسبة أن أروي لكم حديثين صحيحين وهما من الواضح جدا أنه يمكن اعتبارهما بيانا للآية السابقة (( ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا )) فلو أن هؤلاء الأغنياء اتقوا الله عز وجل في أموالهم في أنفسهم لأوجد الله لهم يقينا مخرجا لكن هم ما دندنوا حول تقوى الله على العكس يصرون على ما فعلوا وهم يعلمون ، الحديثان الأول منهما ما رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( كان في من قبلكم رجل جاء إلى غني فقال له: أقرضني - أنا أشك الآن قال مائة دينار أو ألف دينار وغالب الظن ألف دينار- أقرضني ألف دينار قال: هات الكفيل ، قال: الله الكفيل ، قال: هات الشهيد ، قال: الله الشهيد - بلغة العصر الحاضر الآن نقده الألف دينار دروشة الاثنين هادي دروشة لا في سند ولا في كومبيالة ولا في أي شي بدنا داك الغني بدنا شاهد قالو الله شاهد ، كفيل؟ الله كفيل والله كلام جميل سلم له الألف دينار ، مين اللي بعمل اليوم هذه ؟! لا أحد ، شوفو العاقبة وصدق الله (( والعاقبة للمتقين )) - أخذ الرجل الألف دينار وخرج مسافرا في البحر ليضرب بماله الذي استقرضه حل الموعد الذي كان اتفقا عليه وهو بعيد عن بلد الغني وهو رجل صادق مع الله عز وجل يريد أن يفي بوعده للذي أحسن إليه ولكن فُوجئ بأن الموعد حان وهو بعيد عنه - ماذا فعل جاء إلى خشبة فأحسن نقرها ودكّ فيها الدنانير الذهبية ثم حشاها حشوًا جيدا ثم جاء إلى ساحل البحر قال: اللهم أنت كنت الكفيل وأنت كنت الشهيد ورمى هذه الخشبة في البحر - في حدّ منكم بقول إنه هي مو دروشة؟!! منتهى الدروشة إضاعة المال! إهلاك المال! لكن الله عز وجل الذي يعلم بما في الصدور يأمر البحر وأمواج البحر فتأخذ هذه الخشبة إلى البلدة التي فيها الغني المحسن ، الغني خرج في اليوم الموعود ليستقبل المدين بدينه ومكث ما مكث لكن ما جاء رجل وإذا بالخشبة تتلاعب بين يدي الأمواج فمد يده فإذا به وازنة ثقيلة أخذها وكسرها وإذا الذهب الأحمر ينهار بين يديه - قصة غريبة - ثم عاد الرجل - شوفو هاي الدروشة وعاقبتها هو عارف إنه عامل شي خلاف الطبيعة النظام إنه خشبة وفيها إيش ذهب ثقيل وكيف تصل إلى الدائن هناك فهذا أمر غير طبيعي فهو عارف شو بسوي لكن إخلاصه هو الذي حمله على أن يخرق نظام الطبيعة ولذلك تجاهل كلما صنع ومد يده وسلم الدائن حقه ، إن كان مائة صار ليه مائتين وإن كان ألف صار ألفين استغرب الدائن فقص عليه القصة هاي طيبة القلب إن الطيور على أشكالها تقع لو وقعت هذه القصة مع واحد اليوم الله أكبر ما حدّ عنده خبر أنه هذا التقط من البحر خشبة مدكوكة فيها ألف دينار حتى يحكي ، لكن ما الذي دفعه أن يقول لهذا المدين؟ إخلاصه لأنه شعر إنه في القضية فيه شيء خلاف نظام الطبيعة قص له قصة الخشبة قالوا: والله أنا الذي فعلت هذا لما شعرت بأن ما أستطيع أن أفي بالوعد معك فأنا فعلت كذا وكذا وكذا ماذا قال؟ قال: بارك الله لك في مالك وأعاد إليه الألف دينار وكفى بما جاءه بطريق غير الطريق المعهود الطبيعي ، هذا يصدق عليه (( ومن يتقِ الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )) هذا الحديث الأول ، الحديث الثاني أيضا هو من حديث أبي هريرة لكنه في صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: بينما رجل ممن قبلكم يمشي في فلاة من الأرض إذ سمع صوتا من السماء يقول اسقِ أرض فلان - صوت يخاطب السحاب توجه إلى أرض فلان واسقها هادي الماشي في الأرض سمع لأول مرة صوت من السّماء هذا أيضا غير طبيعي كان السّحاب مثلا يمشي شرقا وإذا به أخذ جنوبا أو شمالا فمشى مع السّحاب لم يمضِ إلّا قليلا فإذا بالسّحاب يفرغ مشحونه من المطر في أعلى حديقة ما حول الحديقة لا مطر فطلّ على الحديقة وإذا به يرى صاحبها يعمل فيها بالمنكاش ,سلّم عليه وكان سمع اسمه فتعجب الحدائقي هذا ورأى الرجل كأنه غريب فسأله من أين ؟ وكذا كلام معهود قالوا: والله أنا كنت أمشي فسمعت صوتا من السحاب اسقِ أرض فلان فمشيت مع السّحاب حتى وصلت إليك فعرفت أن أنت المقصود فبمَ ذاك؟ هنا الشاهد قال له: والله لا أدري لكن أنا أملك هذه الأرض فأعمل فيها ثم أجعل حصيدها ثلاثة أثلاث ثلث أعيده إلى الأرض والثلث الثاني أنفقه على نفسي وأهلي والثلث الثالث أنفقه على الفقراء والمساكين قال فهو هذا ، أي بسبب تقواك لله في مالك فلم تنسى منه نصيبك ونصيب أهلك والفقراء من جوارك فعاملك الله عزّ وجل بأن سخّر لك السماء هذا سخّر الله له السماء وذاك سخر الله له البحر سبحان الله إذن الحل يا جماعة والبديل هو تقوى الله فاتقوا الله يا أولي الألباب , تفضّل .

مواضيع متعلقة