الشيخ : تفضل

السائل : الواقع عندي أكثر من سؤال لكن نبتدأها بحديث ( لا صلاة بحضرة طعام أو لمن دافعه الأخبثان ) , ما المقصود ( لا صلاة ) أهي مطلقة لا صلاة أم لا صلاة تامة؟ أفتونا جزاكم الله خيرا .

الشيخ : في المسألة للعلماء قولان اثنان أحدهما أنها بمعنى لا صلاة كاملة أي إذا صلى المسلم بحضرة طعام والمقصود بحضرة طعام والمقصود بحضرة طعام ليس المعنى الظاهر أي أنه هنا مائدة وضعت هذا معنى بحضرة طعام لكن هو كان من قبل قد أكل حتى شبع وشرب حتى ارتوى, مع ذلك وضع الطعام, هل هذا هو المقصود ؟ الجواب لا وإنما المقصود لا حضرة ( لا صلاة بحضرة طعام ) أي وهو تائق له محتاج إليه ومع ذلك فهو صلى فهذه الصلاة هل هي صحيحة أم لا؟ كما قلت آنفا بعد التوضيح أقول القول: الأول وهو الذي عليه أكثر العلماء أن المقصود نفي كمال الصلاة وليس المقصود نفي صحتها, ( لا صلاة ) أي لا صلاة كاملة . وعليكم السلام

والقول الثاني أن الحديث على ظاهره أي من صلى وهو تائق إلى الطعام وبحاجة إليه فصلى وقلبه مشغول به فهذا صلاته باطلة كذلك وهو تمام الحديث وهو يدافعه الأخبثان المعنى واحد سواء في الفقرة الأولى أو في الفقرة الأخرى فمن قال في الأولى لا صلاة كاملة فكذلك في الأخرى ومن قال بأنه لا صلاة مطلقا أي إن صلاته باطلة فيقول أيضا فيمن صلى وهو حاقن وهو حاقن فصلاته أيضا على القول الثاني إنها صلاة باطلة .

الذي حمل الجمهور القائلين على القول الأول أي أن يتأولوا قوله عليه السلام: ( لا صلاة ) بلا صلاة كاملة, الذي حملهم على ذلك أمور يحضرني منها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكر في بعض الأحاديث الصحيحة المروية في صحيح البخاري ومسلم أن المصلي إذا قام يصلي جاء الشيطان وسحب من دبره شعرة يوهمه أنه قد خرج منه شيء يبطل الصلاة فقال عليه الصلاة والسلام بهذه المناسبة: ( فلا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ) فإذًا قد يشعر الإنسان بشيء من قرقرة في باطنه ولكنه لم يجد ريحا ولا سمع صوتا فحينئذ لا ينصرف من صلاته فهذه اعتبروها قرينة على أن قوله عليه السلام في الحديث الأول: ( لا صلاة ) إنما يعني لا صلاة كاملة, هذا الذي يحضرني من الجواب عن هذا السؤال .