شرح حديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
شرح حديث : ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) .
A-
A=
A+
الشيخ : فنسأل الله عزّ وجل أن يجعلنا من الذين يسنون للناس السنة الحسنة وأذكر الآن بمسألة أخرى ولا أريد أن أطيل فيها حتى نتم الصلاة إن شاء الله معكم ألا وهي أن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث الصحيح وهو مما روى الإمام من مسلم من صحيحه: ( من سنّ في الإسلام سنة حسنة ) لا يجوز لمسلم أن يشرح هذا الحديث كما نسمعه من بعض الناس ممن لا علم عندهم يقولون معنى من سنّ أي من ابتدع وبذلك يقولون إن هناك في الإسلام بدعة حسنة كلا ثم كلا ثم كلا (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) كيف يقال هذه بدعة حسنة هل هذا غفل عنه الله؟ (( وما كان ربك نسيا ) هل كتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ كلا (( يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس )) والحديث هنا طويل وطويل جدا ولسنا الآن في درس وإنما هي الذكرى (( فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) وإلا الدرس له مجاله الآخر فأريد أن أقول: من سن في الإسلام سنة حسنة المعنى الصحيح من فتح طريقا إلى أمر مشروع كان هذا الطريق مغلقا كان نسيا منسيا بسبب إهمال للسنة المعروفة من كلام الرسول عليه السلام وها أنتم الآن أمام أمرين إثنين ذكرتم بهما آنفا الأول كظم التثاؤب كظمه إما بالفم وإما باليد الثاني عدم مسابقة الإمام بآمين فمن أحيا هذه السنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة أما إحداث بدعة لم تكن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولا في عهد الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الأربعة ولا في عهد الأئمة ألأربعة ولا في القرون الثلاثة المشهود لها بالخيرية فيأتي واحد في القرن الخامس السادس عشر يقول هذه بدعة حسنة من الذي حسنه ؟ المحسن هو الله والمقبح هو الله فلا حسن إلا ما حسنه الشرع ولا قبيح إلا ما قبحه الشرع يضاف إلى هذا الكلام كله حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صحيح وأثر عن أحد أصحابه أيضا صحيح أما الحديث :( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) رواه الإمام النسائي في سننه بالسند الصحيح أما الأثر وبذلك أنهي هذه التذكرة أو هذه الذكرى الأثر عن عبد الله بن عمر الخطاب رضي الله تعالى عنهما الذي كان من أشد وأحرص أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على اتباع سنته قال واتبعوا جيدا واحفظوا هذا الأثر فإنه يفتح أمامكم طريقا من الفقه الواسع في مسألة البدعة الحسنة والبدعة السيئة قال رضي الله تعالى عنه: " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " وبهذا القدر كفاية ونسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن يزيدنا علما وأن يوفقنا للعمل بما علمنا .

مواضيع متعلقة