كلمة الشيخ الألباني وشرح حديث (القاتل مئة نفس ). - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كلمة الشيخ الألباني وشرح حديث (القاتل مئة نفس ).
A-
A=
A+
الشيخ : جاء في صحيح البخاري ومسلم كليهما من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنهم أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: (كان فيمن قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسًا ثم أراد أن يتوب فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب ) والمقصود بالراهب هنا هو المتعبد لكن موصوفًا بالجهل هو متعبد ولكنه ليس بعالم فهو صالح ولكنه في الوقت نفسه جاهل وتمام القصة تؤكد جهله فلما سأل هذا الشقي القاتل لتسعة وتسعين نفسًا بغير حق لما سأل عن أعلم أهل الأرض ليدله على طريق التوبة دل وهذا كان حظه أولًا ولكن الأمر كما قال عليه السلام في الحديث معروف ( إنما الأعمال بالخواتيم ) دل على ذاك الراهب فجاء إليه وقال له: ( أنا قتلت تسعة وتسعين نفسًا فهل لي من توبة قال قتلت تسعة وتسعين نفسًا وتسأل عن التوبة لا توبة لك فقطع رأسه وأكمل به عدد المائة ) لكن يبدو من تمام سياق القصة وهي جملة معترضة ولو أنها قد تطول قليلًا هذه القصة هي من القصص النادرة جدًا جدًا التي يمكن أن يقال عنها إنها من الإسرائيليات الصحيحة لأن القصص الإسرائيلية الحقيقة ملأت كتب التاريخ الإسلامي وسير الأنبياء وقصص الأنبياء بكثير من الخرافات والسخافات والأباطيل بسبب تساهل المسلمين في روايتها ونادرًا ما يصح شيء منها إلا إذا كان من طريق من لا يخرج من فمه إلا الحق ألا وهو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فهذه القصة من الإسرائيليات التي تحدث عنها نبينا صلوات الله وسلامه عليه، يبدو أن هذا الرجل كان مخلصًا في توبته ولذلك بعد أن قتل ذلك الراهب الجاهل استمر يسأل عن أعلم أهل الأرض فدل في هذه المرة على عالم وهنا الشاهد من القصة فجاءه وقال له: ( إني قتلت مائة نفس بغير حق فهل لي من توبة ؟ قال: من يحول بينك وبين التوبة ولكنك بأرض سوء ) هنا الشاهد ( ولكنك بأرض سوء فاخرج منها إلى القرية الفلانية الصالح أهلها ) فخرج الرجل يمشي ولحكمة يريدها الله تبارك الله تبارك وتعالى جاءه الموت وهو في طريقه إلى القرية الصالحة فتنازعته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب وهذا التنازع بين الملائكة يلفت نظرنا إلى أن الملائكة أيضًا هم كالبشر لا يعلمون الغيب لا يعلمون إلا ما الله عز وجل يعلمهم به فملائكة العذاب يعرفون حياة هذا الإنسان السابقة ولا يعلمون حياته الآخرة وملائكة الرحمة عرفوا آخرته من هنا نشأ التنازع بين الطائفتين وكل منهما يدعي بأن من حقه أن يتولى قبض روحه تمام الحديث ( فأرسل الله تبارك وتعالى إليهم ملكًا يحكم بينهم فأشار عليهم بالرأي الصائب قال لهم قيسوا ما بينه وبين كل من القريتين التي خرج منها والتي كان قاصدًا إليها فإلى أيهما كان أقرب فألحقوه بأهلها فقاسوا فوجدوه أقرب إلى القرية الصالحة بمقدار ميل الرجل في سيره يعني مقدار شبر فتولته ملائكة الرحمة ) انتهى الحديث.

والشاهد منه كما هو واضح جدًا أن الأرض الصالحة تؤثر في سكانها صلاحًا والعكس بالعكس ولذلك كان من علم ذلك العالم أن عرف أن هذا القاتل مائة نفس إذ ما يعيش في أرض أهلها أشقياء ولذلك قال: " اخرج منها واذهب إلى القرية الصالح أهلها "

مواضيع متعلقة