شرح حديث : ( إنما الأعمال بالنيات ...) .
A-
A=
A+
الشيخ : فأقول : هناك الحديث المعروف ، والذي أفتتح به الإمام البخاري صحيحه وهو قوله عليه الصلاة والسلام : ( إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه ) كثير من الناس يعرفون هذا الحديث لفظا وقد يرونه أيضًا كما رويته لكم آنفًا ، ولكن لا يفهمون معنى الجملة الأولى منه : ( إنما الأعمال بالنيات ) لماذا ؟ لأننا كثيرًا ما نسأل أو بدون سؤال نوجه ، ونقول يا أخي هذا العمل الذي تفعله ، أو هذا الكلام الذي تنطق به ، تتكلم به ، هذا ليس عملاً صالحًا ، ماذا يكون الجواب ؟ يقول لك يا أخي الرسول قال : ( إنما الأعمال بالنيات ) أنا نيتي طيبة ، أنا نيتي صالحة ، فما هو معنى الحديث ؟ هل معنى الحديث : ( إنما الأعمال بالنيات ) بالنيات الصالحة ؟ أم معنى
الشيخ : الحديث ؟ إنما الأعمال الصالحة بالنيات الصالحة ، هذا هو المعنى ، وهذا الذي يُفسره ، تمام الحديث ، ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) المقصود هنا الهجرة في سبيل الله ، أي : الخروج للجهاد في سبيل الله ولقاء أعداء الله ، فمن خرج في سبيل الله أي : من خرج للجهاد في سبيل الله ونيته صالحة ، هذا الذي يُثاب ، أما عمله ليس صالحًا ، لكن نيته صالحة فلا يكفي ، كذلك العكس لا يكفي أن يكون عمله صالحًا ، وهذا الذي يفهمه الناس أن يكون عمله صالحًا ، لكن نيته غير صالحة ، فالحديث إذًا يُعطينا شيئين متقابلين كما يشترط في العمل الصالح ، النية الصالحة ، كذلك يُشترط في النية الصالحة العمل الصالح ، فأحدهما لا يغني عن الآخر ، كثير من الناس اليوم تسمعونهم يحلفون بآبائهم ، يقول لك يا أخي أنا نيتي طيبة ، وربما تجد إنسان يأتي القبر ويصلي عنده قبر نبي أو ولي أو صالح أو إلى آخره ، تنهاه عن ذلك يقول أنا ما أقصد عبادته ، ما أقصد يعني التوجه إليه بصلاتي ، إذًا ماذا تقصد ؟ أقصد التوسل به إلى الله ، طيب إتيانك إلى هذا القبر مع كون النية صالحة نسلم بها ، إتيانك هذا فعل ، فهل هو فعل صالح ؟ الجواب لا ؛ لأن الرسول - عليه السلام - كان يقول : ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ) ومن الصلاة الدعاء ، بل الدعاء هو العبادة كما قال عليه السلام ، وفي الحديث الآخر ، لكن إسناده ضعيف : ( الدعاء مخ العبادة ) فإذًا التوجه بالدعاء إلى القبر كالتوجه إليه بالصلاة ، عملٌ غير صالح ، ولا يشفع لهذا العمل الغير صالح أن النية صالحة ، إن سلمنا بأن النية صالحة ، إذًا لتكون أعمالنا صالحةً يجب أن تكون موافقة للشريعة وإلى هذا أشار ربنا عزَّ وجلّ بقوله في القرآن الكريم : (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) قال علماء التفسير : العمل الصالح ما وافق السنة (( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) أي : إخلاص العبادة لله . وختامًا أقول : حينما يعود المسلمون إلى العلم النافع ثم العمل الصالح فيومئذٍ يكونون قد وضعوا الأساس لقيام المجتمع الإسلامي ، وتحقيق إقامة الدولة المسلمة وإلا فدون ذلك ، لا سبيل إلى هذه الإقامة التي يجب علينا أن نقوم بها ، وسيظل المسلمون كما قلنا آنفًا يعملون ويتحركون ولكن على النظام العسكري " مكانك راوح " لا يتقدمون ؛ لأنهم لم يأخذوا بأسباب النجاح ، هذه الأسباب كلها ، يجمعها كلمتان : العلم النافع والعمل الصالح . هاتوا ما عندكم من الأسئلة الآن .
السائل : ... .
الشيخ : حياكم الله
السائل : السلام عليكم .
الشيخ : الحديث ؟ إنما الأعمال الصالحة بالنيات الصالحة ، هذا هو المعنى ، وهذا الذي يُفسره ، تمام الحديث ، ( فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ) المقصود هنا الهجرة في سبيل الله ، أي : الخروج للجهاد في سبيل الله ولقاء أعداء الله ، فمن خرج في سبيل الله أي : من خرج للجهاد في سبيل الله ونيته صالحة ، هذا الذي يُثاب ، أما عمله ليس صالحًا ، لكن نيته صالحة فلا يكفي ، كذلك العكس لا يكفي أن يكون عمله صالحًا ، وهذا الذي يفهمه الناس أن يكون عمله صالحًا ، لكن نيته غير صالحة ، فالحديث إذًا يُعطينا شيئين متقابلين كما يشترط في العمل الصالح ، النية الصالحة ، كذلك يُشترط في النية الصالحة العمل الصالح ، فأحدهما لا يغني عن الآخر ، كثير من الناس اليوم تسمعونهم يحلفون بآبائهم ، يقول لك يا أخي أنا نيتي طيبة ، وربما تجد إنسان يأتي القبر ويصلي عنده قبر نبي أو ولي أو صالح أو إلى آخره ، تنهاه عن ذلك يقول أنا ما أقصد عبادته ، ما أقصد يعني التوجه إليه بصلاتي ، إذًا ماذا تقصد ؟ أقصد التوسل به إلى الله ، طيب إتيانك إلى هذا القبر مع كون النية صالحة نسلم بها ، إتيانك هذا فعل ، فهل هو فعل صالح ؟ الجواب لا ؛ لأن الرسول - عليه السلام - كان يقول : ( لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها ) ومن الصلاة الدعاء ، بل الدعاء هو العبادة كما قال عليه السلام ، وفي الحديث الآخر ، لكن إسناده ضعيف : ( الدعاء مخ العبادة ) فإذًا التوجه بالدعاء إلى القبر كالتوجه إليه بالصلاة ، عملٌ غير صالح ، ولا يشفع لهذا العمل الغير صالح أن النية صالحة ، إن سلمنا بأن النية صالحة ، إذًا لتكون أعمالنا صالحةً يجب أن تكون موافقة للشريعة وإلى هذا أشار ربنا عزَّ وجلّ بقوله في القرآن الكريم : (( فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) قال علماء التفسير : العمل الصالح ما وافق السنة (( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا )) أي : إخلاص العبادة لله . وختامًا أقول : حينما يعود المسلمون إلى العلم النافع ثم العمل الصالح فيومئذٍ يكونون قد وضعوا الأساس لقيام المجتمع الإسلامي ، وتحقيق إقامة الدولة المسلمة وإلا فدون ذلك ، لا سبيل إلى هذه الإقامة التي يجب علينا أن نقوم بها ، وسيظل المسلمون كما قلنا آنفًا يعملون ويتحركون ولكن على النظام العسكري " مكانك راوح " لا يتقدمون ؛ لأنهم لم يأخذوا بأسباب النجاح ، هذه الأسباب كلها ، يجمعها كلمتان : العلم النافع والعمل الصالح . هاتوا ما عندكم من الأسئلة الآن .
السائل : ... .
الشيخ : حياكم الله
السائل : السلام عليكم .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 340
- توقيت الفهرسة : 00:40:53