تتمة المناقشة في شرح حديث مسلم وغلو البوصيري في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم .
A-
A=
A+
الشيخ : نحن ندعي بأننا أولا مسلمون جميعا والحمد لله ؛ لكن في شيء آخر ندعيه وهو أننا نحترم سلفنا الصالح من صحابة وتابعين وأئمة مجتهدين تلقينا من طريقهم علم الكتاب والسنة والفقه والعقيدة ؛ فمن علماء المسلمين يقول بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علمه الله كل شيء كما قال في حديث القلم ( اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة ) بناء على حديث مسلم ؟ لا أعلم مسلما عالما سبقنا إلى مثل هذا ؛ ولذلك لا يجوز لإنسان أن يقول خلاف ما قال علماؤنا من قبل على اختلاف مذاهبهم ومشاربهم .
السائل : المعروف عند فضيلتك سيدنا الشيخ أن الصحابة كانوا أصدق الناس وأدق الناس في الرواية عن النبي عليه الصلاة والسلام حتى أن أحدهم لا يتحدث حرجا من مخافة أن يقع في شيء من النسيان ... ؟
الشيخ : صح .
السائل : نحن وصلت إلينا الرواية على لسان الصحابي بدقة حدثنا بما كان وبما هو كائن .
الشيخ : نعم .
السائل : والصحابي يستطيع أن يقول حدثنا مفاتيح الأشياء أو حدثنا مجملها أو حدثنا عظائمها ، إنما قوله رضي الله عنه بما كان وبما هو كائن تعني السبل ، هذا واحد ؛ الشيء الثاني أن الصحابي يقول: حتى ما من سرية إلا وعلمنا عنها ، وعلمنا عن قائدها ، والسرية معروفة عند حضرتك المجموعة الصغيرة ؛ أما قولك إن الله سبحانه وتعالى إذا أطلعه على علمه أصبح له شريكا ؛ فهذا يعني لا يقال به لسبب واحد طالما أننا أسدنا إلى الأمر لله عز وجل وقلنا أطلعه فأصبح مخلوقا ؛ هذا واحد ، والشيء الثاني المعروف عند حضرتك أن الله سبحانه وتعالى شق له من أسمائه الحسنى ما هو موجود في القرآن الكريم ، قال : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) ، وهذه من الأسماء الحسنى إنما نقول كالتالي ، قال في حق سيدنا إسحاق : (( بغلام عليم )) وهذه من الأسماء الحسنى لكن إذا أسند العلم إلى الله عز وجل فهو قديم ولا يشاركه فيه أحد ؛ فإذا خرجت عن الله عز وجل فهو حادث بالنسبة للمعلوم للنبي صلى عليه الصلاة والسلام ؛ فلو أطلعه على الغيب وقول الصحابي صريح بأنه أطلعه بما كان وبما هو كائن ، فهو علم حادث بالنسبة للنبي عليه السلام ؛ لأن النبي عليه السلام محدث فلا تعني فيه المشاركة بحال ولا تعني أن رأفة النبي صلى الله عليه وسلم هي عين الرأفة الإلهية ولا الرحمة النبوية هي عين الرحمة الألهية ؛ لأن الرحمة الأولية أزلية ورحمة النبي عليه السلام حادثة مخلوقة فيه ؛ كذلك علم سيدنا إسحاق علم حادث بينما علم الحق جل جلاله أزلي ؛ فإذا الإمام البوصيري له وجه عندما قال: " ومن علومك علم اللوح والقلم " ، يعني هذا الحديث مر عليه والرجل ليس بجاهل ولا مشرك بل كان في قرن فيه علماء وفيه أهل توحيد ويعلمون الغث من السّمين ، فلو كان مشركا لردوا عليه ؛ ثم المعروف أنه إذا كان لنا تسعة وتسعين باب نكفر به مسلم ثم باب لا نكفره به نأخذ بالأحوط لطالما هناك وجه .
الشيخ : عفوا أنت هلأ عم تشرد عن الموضوع بلا مؤاخذة .
السائل : إذا شردت أنا بسترجع كلامي ...
الشيخ : معليش اسمح لي حتى أقول لك أنت عم تقول أولا وثانيا وثالثا ورابعا وخامسا ، والله إني بعترف لك أن حافظتي كليلة ، ما رايح أقول لك الجواب عن رقم واحد كذا ورقم اثنين كذا إلى آخره ؛ لكن شعرت أنك أخيرا خرجت عن الموضوع لما قلت إن البوصيري مشرك وما أحد كفره إلى آخره ، نحن ما كنا في هذا الواد ، اسمح لي الآن أنت قلت هذا ... ؟
السائل : السائد عند مجموعة الناس ...
الشيخ : أرجوك ، أرجوك ، أرجوك .
السائل : المجلس هذا مبرأ ونظيف .
الشيخ : نعم أنت الآن ماتقلت قضية الشرك وما الشرك وأنه مش مشرك ؟
السائل : قلت لأنه في قسم من الناس يقولون إنه مشرك .
الشيخ : معليش يا أستاذ هل قلت إنه ليس بمشرك ولا لا؟
السائل : قلت .
الشيخ : هذا ما يذكر أيضا في هذا المجلس حتى يكون نظيفا ما دام أنه ما أحد قال إنه هو مشرك فأنت لا تقول ليس بمشرك لأنه هنا بقي يبدأ الوساخة بالمجلس ولا مؤاخذة لأني أضطر أقول لك الآن إنه نحن في هذا المجلس على العكس من ذلك قلنا إن هذا كشاعر يغلو في القول وما قلنا إنه مشرك لحتى تقول أنت هو ليس بمشرك وما أحد كفره ، وما أحد شركه ووإلى آخره ؛ فهذا اسمه خروج عما كنا نحن في صدده ، نحن معك في الحديث الذي رواه الإمام مسلم وقلت من باب كذا وكذا وكذا إلى آخره والصحابة كانوا كذا وكذا ، بعضه مسلم وبعضه غير مسلم ؛ لكن مع ذلك فأنت أنا شاعر تماما أنك حدت وأقول لك كما قلت بالنسبة للبوصيري وغيره بدون قصد لكن الحيدة موجودة والغلو أيضا هناك موجود ؛ لكن نحن لا نطلع على ما كان في القلوب لأنه لا يعلم ذلك إلا علام الغيوب ، أنت الآن حدت لما قلت لك نحن مسلمون والحمد لله ، ثم نحن نتبع السلف والأئمة إلى آخره ، ولم يقل أحد منهم بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما تقول أنت الآن هو مساو لله في العلم لكنك أنت تفرق أن علم الرسول حادث ؛ لأن الله علمه وهذه حقيقة أيضا لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها عنزان ؛ لكن أنا سألتك من من العلماء الذين نحن ننتمي إليهم سواء كان في الأصول ، في العقائد كمذهب أهل الحديث ومذهب الماتريدية ومذهب الأشاعرة ، من من هؤلاء العلماء ساوى بين الله وبين رسوله في علم الغيب مع هذا الفارق الذي لا بد أن يقوله المسلم كما قلت أنت آنفا إنه هذا بخلق الله وبتعليم الله للنبي ، من الذي قال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشارك لله في الاطّلاع على المغيبات التي كانت وستكون إلى يوم القيامة ؟ هذا الذي حدت عنه ولا مؤاخذة وأنا أرجو الجواب منك بصراحة هل تعلم ذلك ؟
السائل : الجواب بصراحة أنا لا أستشهد على حديث الصحابة بآخر ...
الشيخ : هذا مش جواب .
السائل : أنا لا أعدّل موقف الصحابة بموقف تابعي .
الشيخ : هذا ليس جوابا بارك الله فيك .
السائل : كلام الصحابي يحدد وهو أعدل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
الشيخ : عفوا شو بحكوا لك أبو أيش ؟
السائل : أبو عبد الرحمن .
الشيخ : التقينا أنا أبو عبد الرحمن أيضا .
السائل : الله يخليك .
الشيخ : آه ، يا أبو عبد الرحمن إذا سمحت هنا رفعت يد ، أنت كمان ما شاء الله ، هلا رايح نلاقي كنز ... الله يبارك فيكم .
سائل آخر : الكنز موجود .
الشيخ : الله يبارك فيكم ، فيا أبو عبد الرحمن أنت تقول لا أقدم على حديث رسول الله شيئا ، ترى أن عبد الرحمن هذا يلي هو سميك وعبد الرحمن ذاك يخالفونك في هذا القول ؟ طبعا لا ؛ أليس كذلك ؟ بس شايفها ضعيفة منك ها ، لازم تكون بنبرة قوية أنه هذه ما فيها خلاف هذه صح ولا لا ؟
السائل : صح .
الشيخ : طيب لكن إذا الخلاف أين هو ؟ الخلاف في أن هذا الحديث هل أحد من علماء المسلمين فهمه بهذا الشمول حيث صار مشاركا لله في هذه الصفة ؟ مع الفارق الذي تفضلت به ؟ ما أجبتنا عن هذا ، أجبت جواب الساسيين ولا مؤاخذة .
السائل : لا ، لا .
الشيخ : اسمح لي حتى أكمّل جوابي ، أجبت جواب السياسيين أعني ، أعني حتى أوضح لك كلام السياسة بكون إذا جاءت مناسبة يمده بنمد معه وبقول أنا هيك بقصد ، وإذا اقتضت السياسة يجمده ويقصره ويضيقه بقول أنا هذا الذي قصدته ؛ أما جواب المسلم الصريح بعقيدته يقول شيء واضح بيّنا بحيث أن أهل المجلس بطلعوا على فهم واحد أن الشيخ أبو عبد الرحمن اللي هو أنا بقول كذا ، والشيخ أبو عبد الرحمن الذي هو أنت ...
السائل : الفقير أبو عبد الرحمن .
الشيخ : نعم .
السائل : أنا فقير .
الشيخ : أنت أيش ؟
السائل : أنا ما قلت شيخ أنا فقير .
الشيخ : أنا الغني بإيماني بالله ... طيب ما لنا يا أستاذ بهذه الألقاب بارك الله فيك ؛ فالمهم إذا خرج المجلس وانفض يخرج على بينة وعلى بصيرة يقولون بأنه أبو عبد الرحمن الألباني محمد ناصر الدين يقول بأنه لا يجوز لمسلم أن يعتقد بأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم يشارك الله في صفة من صفاته ولو كان ذلك بخلق من ربه ، هكذا أنا أقول ...
السائل : لا يمكن الحادث يصير قديما .
الشيخ : اسمح لي شويه ، أنا خطأ بتكلم ؟
السائل : يعني الحادث لا يمكن أن يكون مثل القديم ...
الشيخ : اسمح لي أنا خطأ بتكلم ؟
السائل : هو لا يمكن الحادث يكون مثل القديم ،
الشيخ: ما بتجاوبني
السائل: فكل محدث فكيف يكون مثل الله عز وجل ؟
سائل آخر : عرف أنك أنت الألباني طبعا هو عندنا بالزرقاء النواس يعني عرف أنك أنت الألباني وهو النواس يعني بكنية النواس ، أبو عبد الرحمن عفوا لقبه النواس .
الشيخ : معليش أيش علاقته بجوابه ، المهم يا أبو عبد الرحمن أنا يلي قتله في خلاف فيه يلي قلته أنا ؟ مش أنت بتعتقد اعتقادي ، أنا عم أقول عن نفسي ؛ الآن أنا أقول إن رب العالمين هو السميع البصير فلا يشاركه أحد في هذه الصفة ، هنا في بعض العلماء يقولون يمكن هناك يكون مشاركة ؛ لكن مشاركة بصورة لا يمكن أن تذكر بمعنى كما الآن استحضرت شيئا ـ الله أكبر ، الله أكبر ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله ـ بتعرف قصة الخضر عليه السلام ؟ تعرفها طبعا .
السائل : نعم نسمع بها .
الشيخ : الحمد لله ، طيب قصة الخضر مذكورة في القرآن الكريم بصورة موجزة ومختصرة ، جاء الحديث الصحيح فوضح أشياء كثيرة وكثيرة جدا وتذكرت الآن ما له علاقة ببحثنا وهو يؤكد وجهة نظري أنا على الأقل وأنا لا أنسى أنه أنا طلبي منك أن يفهم الناس رأيك في الموضوع كجواب عن سؤال وجه إليك ...
السائل : أنا أتحدث الآن ؟
الشيخ : معليش ، فأنا قلت بأنه لا يجوز للمسلم يؤمن بالله ورسوله حقا وكما جاء في الكتاب والسنة أن يعتقد بأن الله عز وجل أعطى لنبيه عليه السلام علمه الغيبي كلّه (( لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها )) علمه ، أي علم الرسول ؛ لأن الله علمه ذلك ، هذا لا يجوز للمسلم أن يقول ذلك بمعنى لا فرق عندي بين من يقول إن الله عالم الغيب كما في القرآن الكريم ، وهذا حق وبين من يقول إن الله علّم نبيه علم الغيب ، وهذا اكتساب من النبي من الله أن الله علمه فعلم الرسول حادث ، وعلم الله عز وجل قديم واجب الوجود ؛ لا يكفي هذا التفريق ، فلا يجوز أن نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم " لا تشرب قائما يا أستاذ " إن النبي صلى الله عليه وسلم تعلم كل شيء مما كان ومما سيكون إلى يوم القيمة بتعليم الله له ، لا يجوز أن يقال هذا لماذا ؟ لأن هذه مشاركة ، أو تشريك للرسول في صفة من صفات الله لا يسوّغ هذا التشريك ولا يبرره أنه إيش والله هيك الله علمه ، أنا هذا رأيي ، أنت قلت لا يجوز لأن هذا بتعليم من الله لرسوله ، فخطر بالي قبل أن أعيد عليك السؤال السابق حديث الخضر عليه السلام وجرى ما جرى بينهما قصة السفينة وقصة الجدار وقصة الغلام بعد أن انتهت القصة صعد السفينة فأرس الله طيرا وقف على حرف السفينة فنقر بمنقاره من الماء قطرة قطرات فقال الخضر عليه السلام لموسى ما علمي وعلمك بالنسبة لعلم الله إلا كهذه القطرة التي التقطها الطير من البحر ؛ فالعلم الإلهي في التمثال هنا هو البحر وعلم الأنبياء والرسل هو قطرة من القطرات ؛ فلا يجوز بارك الله فيك أن يقول مسلم إنه لا أنا أعتقد بظاهر حديث مسلم أن الله علم الرسول عليه السلام كل ما هو كائن إلى يوم القيامة بدون تقييد بالنصوص الأخرى ؛ فأنا سألتك ولا أزال أسألك هل تعلم أحدا من علماء المسلمين الذين نقلدهم سواء في العقيدة أهل الحديث الأشاعرة الماتريدية أو الفقهاء إلى آخره قد قال بهذا القول الواسع الشامل مع الاستثناء الذي قلته وهو أن الله علّمه ، فعلم الرسول حادث ، هل تعلم من قال ذلك من المسلمين ؟
السائل : الراوي صاحب الحديث الصحابي رواي الحديث ولا أحتج بتابعي على صحابي .
الشيخ : هذا ليس جوابا بارك الله فيك .
السائل : ولا أحتج بتابعي على صحابي بقوله الصحابي قال ما من سرية وهو المجموعة الصغيرة إلا وأخبرنا عنها وعن قائدها ثم كانت تمر بي الحادثة فلو كان مجملات الأمور العظام فكان ذكرها الصحابي تمر به الحادثة فيقول كأن شيء رأيته في المنام ...
الشيخ : إذا سمحت يا أبا عبد الرحمن هذا كلام نحن سمعناه منك ؛ لكن الذي نريده منك ونرجو أن نحظى به ما سمعناه ، أنت تفهم من الحديث هذا الفهم ...
السائل : أنا أفهم ما قاله الصحابي ...
الشيخ : هذا تكرار يا أخي بارك الله فيك ، هذا تكرار لثالث مرة أو رابع مرة ، هذا أنت تفهمه من الحديث ، أنا أفهم من الحديث أن المقصود به أصول ورؤوس الأمور الغيبية وليس كل التفاصيل التي جرى بها القلم ما هو كائن وما سيكون إلى يوم القيامة ؛ فأنا الآن مختلف معك في الفهم معليش أنا اختلف معك وأنت تختلف معي في الفهم ولكن بدنا ما يدعم فهمك أو فهمي ما هو الدعم ؟ قال الصحابي قال التابعي قال الإمام المجتهد أبو حنيفة مالك الإمام الشافعي الإمام أحمد ، إلى آخره ؛ هذا الذي أطالبك به ، لا أرجوك ولا أطلب منك أبدا أن تكرر على مسامعي رأيك فإني فهمته كما أرى هذا النور .
السائل : ... لا أريد أن أجيبك ، يبقى الحديث على ما هو عليه ، إذا وجدت شيء يخرجه عما هو عليه فالحديث يفيد الشمول ويفيد الكلية ؛ فأنا أطالبك بما طالبتني فيه ؟
الشيخ : هي رابع مرة .
السائل : أنا أطالبك بما طالبتني به هات كمان صحابي أو تابعي أو إمام أو مجتهد قال بأن الحديث يعني مجملات الأمور ورؤوس الأشياء ؟
الشيخ : أنا قلت لك آنفا ...
سائل آخر : الشيخ ليس قاصرا على الإجابة .
الشيخ : اسمح لي ، معليش إن شاء الله ، أنا أجبت عن هذا السؤال .
السائل : وأنا أجبتك عما سألتني فيه .
الشيخ : لا ، لا ، يا أبو عبد الرحمن الله يرضى عليك الحديث ...
السائل : طالبتني فالحديث على شموليته ويحتاج لتخصيص فنطالبك بالتخصيص .
الشيخ : يا أبا عبد الرحمن يا أبا عبد الرحمن القضية مش مبارزة ولا هي مصارعة .
السائل : اللهم إن كان الحق أو حيث كان الحق ...
الشيخ : نحن ما نعرف شو في قلبك نحن عم نسمع من لفظك بس أنت لما قلت لك أنا أحببتك عن هذا بتقابلني أنت وأنا قد أجبتك ، لا أنا أريد أن ألفت نظرك إلى ما سبق في تضاعيف كلامي لما قلت لك قال الله عز وجل : (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) قلت الغيب هنا لا يعني كل الغيب وإنما بعض الغيب ...
السائل : ما الدليل على ذلك ؟
الشيخ : اللغة العربية التي نفهمها ، اسمح لي اللغة العربية التي نفهمها ، أنت تقول هنا ما هو الدليل هو تفسير القرآن الذي تلقيناه خلفا عن سلف ، أنت هل تعتقد وهذا يقودنا إلى موضوع الحقيقة لعله هذا الشيء الذي نحن مختلفون فيه الآن هو فرع من ذاك الموضوع ، وأرجو أن أكون متوهما أنه نحن وإياك الآن مختلفون في شيء هو أصل من أصول الشريعة وأرجو أن أكون واهما لأن هذا من مصلحتنا أنه إذا كنت واهما في ذلك الشيء الذي سأدلي به أننا سنتفق أخيرا أنه لا يجوز نحن أن نفسر حديث مسلم بهذا التفسير الشامل الواسع ، وذلك هو هل يجوز لمسلم بعد خمسة عشر قرنا أن يأتي إلى نص في القرآن أو في السنة ويفسره منخلعا عن كل هذه الجهود العلمية التي ورثناها عن سلفنا وخلفنا ويأتي هو برأي من عنده ويقول هذا رأيي يفسر به كتابا أو آية أو حديثا نبويا ؟ وإلا الأمر كما قلنا في تضاعيف كلامنا السابق :
" وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف " . وكما قال بعضهم ولم نذكره آنفا والآن جاءت المناسبة :
"العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه .
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه . كلا ولا حجد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه " .
فالآن ألست مؤمنا معنا بأن كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف .
السائل : هذا لا يختلف عليه المسلمون .
الشيخ : الحمد لله ، أعود إلى السؤال الأول هل تعتقد بأنه يجوز لمسلم أن يفسر نصا من كتاب أو سنة تفسيرا من عنده ؟
السائل : طبعا لا .
الشيخ : إذا ؟
السائل : لا بد من تفسيره إما بالكتاب و إما بالسنة ...
الشيخ : لا ، لا ، هذا غلط جواب خطأ لأنك تقول التفسير بالكتاب أنا أسألك هل يجوز أن تفسر الكتاب بفهمك الخاص أم تستند كما قلنا إلى السلف الصالح الذين فسروه ؟
السائل : يلي مثلي قاصر لا يستطيع أن يفسر الكتاب برأيه لأنه لا يوجد في صفات الاجتهاد .
الشيخ : حسن جدا .
السائل : ولا لغة عربية شاملة .
الشيخ : كويس ، جميل جدا ، ؛ إذا لا يجوز للإنسان أن يفسر آية أو حديث إلا وقد دعم رأيه وتفسيره بشيء منقول عن السلف وإلا وقعنا في الانحراف الذي أشرنا إليه آنفا في التصوير النبوي الجميل (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ، أنت تعلم أن هناك كتب في العقائد على اختلاف المذاهب كما أشرنا آنفا لن تجد من يقول بأن علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم مساوي لعلم الله مع التفريق الذي ذكرته ؟
السائل : الغيب بعض من علوم الله وليست كل علوم الله سبحانه وتعالى .
الشيخ : أرجوك ما تعيد علينا بدنا شيئا جديد .
السائل : لو سمحت ... الغيب هو بعض علوم الله وليست كل علوم الله عز وجل محصورة في الغيب هذا واحد.
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني بس علم الله عز وجل ...
الشيخ : كيف ؟ كيف ؟ علم الله يتعلق بالمعدوم أم بالموجود ؟
السائل : الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء .
الشيخ : أرجوك يا سيدي تجاوب على سؤالي ، علم الله يتعلق بالموجود أم بالمفقود ؟
السائل : بالموجود .
الشيخ : طيب أيش معنى كلامك إذا ؟ الموجود هو الذي جرى به القلم .
السائل : يعني كل ما نراه هو بس علم الله عز وجل بس هذا هو علم الله عز وجل ؟
الشيخ : الله أكبر ، كل شيء كل شيء جرى سبق في علم الله أنه سيكون فهو يعلمه أما الذي لم يجر في علم الله ...
السائل : إذا كان علمه هو ما جرى به القلم فهذا أطلعنا عليه ، النبي عليه السلام والصحابة ... ؟
الشيخ : كيف ؟ كيف ؟
السائل : إذا كان علمه هو ما جرى به القلم بس فقط فهذا اطلع ... الذي قاله الصحابة " بما كان وبما هو كائن ... "
الشيخ : رجعنا " رجعت حليمة لعادتها القديمة " ما فيه فائدة .
السائل : طيب الشطرة اللطيفة عن الإمام البوصيري " ومن علومك علم اللوح والقلم " القلم كتب بما كان وبما هو كائن ، والصحابة يقول حدثنا بما كان وبما هو كائن ؛ فالبوصيري له سند على كل حال ؟
الشيخ : على كل حال لا ليس له سند ، على كل حال نحن الآن ندعك لتفكر وتدعنا لنفكر ، ندعك لتفكر فيما طرحت من رأي وتدعنا نفكر بما سمعنا من رأي لعل الله عز وجل يهدي الضال منا وأنا ما أقول كما قلت أنت آنفا غمزا ولمزا أنه ما أحد كفره ولا أحد شركه ؛ لكني أقول بلسان القرآن الكريم (( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )) لذلك ...
السائل : هذا كلام في حق الكافر فلذلك أقول غفر الله لنا جميعا ...
الشيخ : اسمح لي أنا عن نفسي أنا أسألك وخاصة على منهجك ، الضلال محدود أو غير محدود ؟
السائل : نحن ما وصلنا لعلم المنطق أو لغيره ، نحن وأنتم لعلنا على هدى أو في ضلال مبين ، أنا أترفع عن مكان هذا القول .
الشيخ : أنا أقول القرآن ، يا شيخ الله يهديك هل تعرف شيء عند العلماء اسمه الاقتباس ، هل تعرفه ؟
الحلبي : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب شيخنا .
الشيخ : نعم ، ولذلك عم أسأله الضلال عندك .
السائل : يا شيخ هذه الآية وردت في حق الكافرين ...
الحلبي : باتفاق العلماء كلهم العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
السائل : ما بصير تقيس مؤمن وتستشهد عليه في آية ...
الشيخ : نحن لا نقيس عليك ، ... اسمح لي بدنا نضع نقطة على طريق المحدثيين دائرة ووسطها نقطة ، إن شاء الله يعني الحقيقة أنا في الواقع وأنا رجل صريح كما يعلم إخواننا أنه أنا سمعت من سمّي أبو عبد الرحمن ما كنت لا أراه في المنام مسموعا ، شايف ، وأقول لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ لكن بجانب هذا أقول إن الجلسة كانت ممتازة من حيث طريقة أيش ؟ الأخذ والرد ؛ لأنه نحن اجتمعنا مع كثير من أمثالي ولا مؤاخذة ممن يغالون في الأنبياء بل وفي غير الأنبياء لكن مع الأسف الشديد كان لا يمكن أبدا نمشي دقائق معدودات فأنا أشكره من هذه الحيثية حيث مكننا من أن نفهم منه وأن يفهم منا ونخرج من المجلس كلٌ على بصيرة فيما قال فلان وقال فلان ، هذه يعني مزية يجب أن لا تهدر ويجب أن تحفظ لأن الله تبارك وتعالى يقول : (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) وأنا أرجو منه ألا يأخذ من الآية الشطر الأول لأن قصدي أنا الشطر الثاني وهو (( اعدلوا هو أقرب للتقوى )) ما يقول إنه أنا عم أطبق الآية عليه (( ولا يجرمنكم شنآن قوم )) أي بغض قوم فيقول أنت بغضتني ، لا ، إنما أنا قصدي من الآية (( اعدلوا هو أقرب للتقوى )) هذه واحدة .
السائل : أنت عالم ، أنت عالم متزن بالحلم وهذا نعهده فيك ، ومش ممكن نحن نتطرق لغير ذلك .
الشيخ : جزاك الله خيرا .
الحلبي : من باب التذكير حديث النبي عليه السلام عند ما سمعت الجارية التي كانت تنشد وتغني فتقول " وفينا رسول يعلم ما في غد " .
الشيخ : أحسنت .
الحلبي : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( دعي هذا وقولي الذي كنت تقولين فإنه لا يعلم الغيب إلا الله ) ، يعني فهل الرسول متناقض ؟ لا يمكن إلا بالفهم الذي ذكره شيخنا حفظه الله .
الشيخ : لكن بارك الله فيك نحن ما سمعنا رأيه في حديث الخضر ، هذاك صريح بأن الله يتفرد بعلم الغيب وأرجوا أن تتذكروا ما قال الرجل عمم علم الله حتى في الأشياء التي لم تخلق ، شايف منشان يكون علمه غير علم الرسول ، يلي علمه إياه افترض شيئا معلوما عند الله ، ما هو هذا الشيء ؟ هو الشيء الذي لم يجر به القلم ولم يكن إلى يوم القيامة ، نعم .
سائل آخر : شيخنا أستذكر في هذا الموضوع حديث الذي أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ملك ومعه صحيفتان بأهل الجنة وأهل النار ، ممكن هذا الحديث يوضح أنها إحدى صور أجزاء علم الغيب ؟ ...
الشيخ : هذا صحيح فعلا .
الحلبي : في آيات يسألونك ، آيات يسألونك ، قل يسألونك ... وعلم آدم الأسماء كلها ...
الشيخ : يعين القواعد العلمية .
سائل آخر : الحديث أنا بسأل سؤال هذا حديث كان عن الفتن عندما صعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فتحدث عن الفتن أليس كذلك ؟
الشيخ : هو كذلك طبعا .
سائل آخر : إذا معناه محصور على حسب فهمي وإذا أنا غلطان أصحح .
الشيخ : لا تمام .
السائل : أن الحديث محصور إلى ما كان وسيكون من الفتن ، ما قال له عن الكمبيوتر وشو بده يصير فيه ؟
السائل : ... الحديث قاله الصبحيات وتأخر عليهم لصلاة الغداة فأرادوا أن يقوموا بعد أداء الصلاة قال الحديث على مصافكم ، الحديث يرويه الشيخ بلفظه أنا ما أذكره.
الشيخ : معليش يكفينا المعنى .
السائل : إن الحق قال فيما يختصم الملأ الأعلى ، فقلت أي ربي لا أعلم ، قال فوضع كفه بين كتفي ـ بلا شك وبلا تشبيه ـ حتى وجدت بردها بين ثديي فعلمت كل شيء ، فسألني فقال ففيما يختصم أهل الملأ ؟ فقلت في الكفارات وكذا وكذا في الحديث الذي يسوقه الشيخ فعرفت كل شيء ، وبعدين أوتيت علم الأولين والآخرين ، فنحنا مختلفين في الواقع مش مختلفين ، نحن عندنا بس الفهم في الحديث ، هذا كلنا مسلمين فيه أن الصحابي يقول كذا ويقول في تمام الحديث فيقول فتمر علي الحادثة فأتذكرها كما يتذكر النائم شيئا رآه في المنام أو شيئا نسيه ، معناه حوادث بسيطة لو حوادث كبيرة لا يحتاج إلى تذكير ؛ ثم حدثنا بكل سرية ومن هو قائدها ؛ فهذا نحن نقول إذا كان الولي يقول الله في الحديث القدسي ( حتى أكون سمعه وبصره ... الذي يسمع به ويبصره به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ... ) فهذا لا يعني أنه نحن نكسب العبد شيء من الله عز وجل أن نجعله مع الله إله وشريك ، والمعروف أن صفة رؤوف فعول ورحيم فعيل ، والاثنتين للمبالغة وهي تعني المبالغة في الحدوث لا المبالغة في المشاركة ؛ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم رؤوف وهو رحمة وعين الرحمة ... ؟
الشيخ : لا ، ما تقول عين الرحمة ، قل رحمة وكفاك ، الله ما قال عين الرحمة هذه مشكلة .
السائل : فهو عليه السلام قال إنه رحمة فهو عين الرحمة ، فيقول : ( أنا رحمة مهداة ) فهذا لا يخرج النبي عليه السلام عن كونه مخلوق بينما رؤوف فعول فهو كثير الرأفة إلى كثير وإلى الأعلى ، ثم رحيم كثير وإلى الأعلى ، ومنها رحمن رحيم ... لكن
الشيخ : لا إله إلا الله !
السائل : منها نقول أن النبي صلى الله عليه وسلم رحيم والحق رحيم ، إذا يشتركان في المعنى ؟ يشتركان في اللفظ ، لكن كلٌ له مدلوله فلا تعني المشاركة ، انحصرت المشاركة في اللفظ ...
الشيخ : هذا رد عليك ، الجملة الأخيرة يا أبو عبد الرحمن لو تأملت فيها لوجدتها ردا عليك ، مشاركة في الاسم صدقت ، شايف ؛ لكن ليس مشاركة في الصفة ، الآن أنت قف عند صفة الرحيم والرأفة التي وصف ربنا نبيه بهما ، هل تستطيع أن تقول إن رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كيفيتها في شمولها كرحمة رب العالمين الرحمن الرحيم ، أم تقول ... ؟
السائل : طبعا لا .
السائل آخر : والغيب كذلك .
الشيخ : والغيب كذلك .
السائل : الرحمة هذه مخلوقة .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ،
السائل : هذه رحمة حادثة مخلوقة .
الشيخ : يا أخي نحن أنت أرجوك ، ما دام أنت تقول نحن نريد أن نعرف الحق ليش تدير الموضوع حول قضية لا خلاف فيها ؟ نحن ما فيه خلاف أن هذا مخلوق لكن الخلاف هذا المخلوق يساوي ذاك الذي ليس بمخلوق .
السائل : طبعا لا .
الشيخ : أنت قلت الآن في الرحمة " طبعا لا " لماذا لا تقول في العلم طبعا لا ؟
السائل : أنا أقول بأنه علمه علم أزلي علم الله عز وجل طبعا لا .
الشيخ : وبتقول رحمة الله أزلية ؟
السائل : طبعا لا حادثة .
الشيخ : لكن مو هذا البحث الله يرضى عليك ، مش هذا البحث ، البحث صفة الرحمة في عمومها وشمولها كصفة رحمة الرحمن بتقول لا .
السائل : طبعا لا .
الشيخ : وهذا نحن معك لكن بتخالف وبتقول العلم الإلهي يلي هو صفة من صفات الله إنه الرسول يشارك الله في هذه الصفة .
السائل : لا لا ، أعيد لك الشريط هنا ؟
الشيخ : يا أخي ذكرنا كلامك عم أكمل كلامك ، أنا أعيد عليك بضاعتك أنت بقتول إن علم الرسول بالغيب يساوي علم الله والفرق أن هذا مخلوق وذاك غير مخلوق ، هذا قولك ، ... اسمح شوية الآن بدنا نرجع للقاعدة التي اتفقنا عليها بارك الله فيك وهي أنه نحن ما يجوز نفسر بآرائنا وأفكارنا ، أنت الآن عم تفهم من كلمة حديث معاذ بن جبل الذي ذكرته أخيرا لما وضع رب العالمين كفه بين يديه إلى آخره فعلم كل شيء ، هذه الكلية هل هي كلية علم الله من حيث الكلية والشمول أم دون ذلك ؟ أرجوا الجواب أن يكون واضحا ؟
السائل : بجيب عليك الحديث يلي ساقه الصحابي بما كتب القلم إلى يوم القيامة .
الشيخ : ما يجاوب ... طيب نقف عند هذا ، كويس ، أنت تجعل هذا الكلام يلي أنت تعتقد فيه تفسير لكلام البوصيري ، هذا التفسير يصح فيما لو كان كما قلنا " فإن من علمك علم اللوح " هو بقول " من علومك " وأنت آنفا جعلت علم الله علمين ، علم موجود وعلم لا نعرفه نحن ؛ فهو جعل هذا العلم الموجود من علم الرسول ، وهناك علم آخر ؛ فأنت الآن بتدافع عن كلام البوصيري ، أنت دافع عن البوصيري ما شئت نحن ما عندنا خلاف ، وما عندنا عداء أبدا وبين مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؛ لكن لا تدافع عن خطئه ، من أجل ماذا ؟ هو خطأ وخير الحطائين التوابون ، هو يقول ومن علومك ، أنت الآن يتجعل كلامه " ومن علمك علم اللوح والقلم " أي الفرق بينك وبين البوصيري واضح جدا ، أنت تجعل من علم الرسول علم اللوح والقلم أي علمه ، وليس من أيضا لأنه من في العلم هو تبعيضية ، اسمح لي ... أنت تجعل في فارق كبير بينك وبين البوصيري ، أنت تجعل في فارق كبير بينك وبين البوصيري يلي مش عم تدافع عنه ، عم تدافع عن كلامه ، أنت تقول العلم المسطور الذي سطر بالقلم علمه الرسول عليه السلام كجدلا ولا نبارك لك فيه طبعا ؛ لأن هذا خلاف عقيدة المسلمين جميعا ؛ لكن أنت دافع عن البوصيري يلي يقول " من علومك علم اللوح والقلم " وأنت لا تؤمن بهذا ، هل تؤمن بكلام البوصيري على ظاهره ؟
السائل : أنا أقول ...
الشيخ : اسمح لي أنا عم أسألك ، أسألك بارك الله فيك ...
السائل : أنا أقول من قد تكون للتبعيض يا شيخ .
الشيخ : لا ، علوم ، علوم ، لفظ علوم .
السائل : من قد تكون بيانية ... ؟
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا أخي قد تكون بيانية والعلوم هل جمع ولا مفرد ؟
السائل : طالما في وجه يا شيخ ، طالما في وجه أن لا نحرج الرجل في كلامه ...
الشيخ : عم نحرج رجعت إلى ما نفيناه لا تتكلم على الرجل احنا ما نتكلم على الرجل عم نتكلم عن كلامه .
السائل : يا شيخ البوصيري يقول " دع ما ادعته النصارى في نبيهم " هذا موافق لحديث النبي عليه السلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ) .
الشيخ : ما جاوبت يا أستاذ ، هذه حيدة عم تتسجل عليك ، بارك الله فيك ، عم نسألك أنت لا تقل بالقول الذي قلناه ، لا تقل بقول الوصيري هو يقول من علوم الرسول علم اللوح ، لا تقل بقول البوصيري ، هو يقول من علوم الرسول علم اللوح أنت تقول علم الرسول هو ما في اللوح ، وشتان بينك وبينه ، فإن كنت ما تتكلم به لا يزيد عما في نفسك فإذا يجب أن تعترف أن هذا الكلام خطأ ، لا تكفره ولا تشركه ، وهذا ما يهمنا ؛ لأن مصيره إلى الله ؛ لكن هذا الكلام الذي يتبرك به المسلمون ويضعون الماء في الشربة في المجلس الذي يتلى عليه هذا الكلام المخالف للشرع هذا يجب أن تنكره لأنه خلاف رأيك ، خلاف عقيدتك وإلا فعقيدتك مثل عقيدته أي أن تعتقد إن سلمت بكلام البوصيري أنت تعتقد أن علم الرسول عليه السلام بما كان وبما سيكون هو جزء هو قل من جل مش هو الكل وإلا تقول أخطأ البوصيري في قوله: " من علومك علم اللوح والقلم " هذا لو سلمنا لك بقولك إن الرسول عليه السلام أحاط بكل ما كان وما سيكون علما إلى يوم القيامة لكن هو البوصيري يزيد عليك ، فواحدة من اثنين ، يا بتقول البوصيري مخطئ ، لكن هو لا معنا ولا معك ، بتقول هيك والله بنقول لك إنك أنصفت ولو مرة واحدة يعني ؛ أما بتقول أنا بدافع عن البوصيري لأنه الله علّم الرسول ما كان وما سيكون ، ليس هذا قول البوصيري ، قول البوصيري من علومك ؛ فهل تستطيع أن تقنعنا قبل أن نخرج أنك متفق معنا أن هذا الكلام لا هو قرآن ولا هو حديث عن الرسول عليه السلام إنما هو كلام رجل وقد يخطئ وقد يصيب ( إن اجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد ) فهل عندك من الجرأة الأدبية بل الاعتقادية أن تقول أخطأ في قوله من علومه ولو كان مأجورا في ذلك إذا كان هو قاصد مجتهدا ؟ فأرجوا أن نسمع هذا الاعتراف ؟
السائل : هو أنا ما وصلت من الناحية اللغوية .
الشيخ : هذه مشكلة بقى .
السائل : حتى ولا أنا في مستوى علمه ولا أعلم منه ...
الشيخ : بس نحن شايفيناك أكثر من هيك ؛ لأنك تقول ما لا يقوله أحد .
السائل : أنا طالب علم فأنا لا أنصب حكما .
سائل آخر : في قصيدة البوصيري في نهايتها يقول " وقيل كل نبي عند أمته ويا محمد هذا العرش فاستلم " أليس هنالك شبهة في هذا الكلام والمغالاة ؟
الحلبي : شيخنا قبل أن ننتقل في نقطة في نفس الحديث يلي تفضلت بذكره أنه في صحيح مسلم يلي تفضيل به أخونا الحديث ، أي نعم أستاذي في الحديث نفسه أن الصحابي الراوي قال " حفظه من حفظه ونسيه من نسيه " إذا في من الصحابة حفظوا هذا الحديث والذي نعتقده يقينا في الصحابة أمناء الشريعة الذين حفظوا لنا الإسلام وما رواه سيد الأنام وكان أحدهم يتلقط لفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليرويه للناس ، هل كانوا يكتمون هذا الذي قاله الرسول من هنا إلى قيام الساعة ما كان وما سيكون ؟
الشيخ : حاشاهم .
الحلبي : إذا لا بد أنهم قالوا ، ولم يقولوا هاهي الكتب بين أيدينا ، الصحيحان والكتب الستة والمسند إلى آخره لم يقولوا هذا الذي ذكره من كل هذه التفاصيل إنما هي عيون الأشياء كما تفضل الشيخ .
الشيخ : أنا بأزيد عليك هات الأحاديث الصحيحة التي يتجمع الأحاديث الصحيحة والأحاديث الحسنة والأحاديث الضعيفة والأحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله فهي لا تساوي قطرة مما في اللوح المحفوظ ، يا جماعة أمر رهيب جدا أن يخرج المسلم في عقيدته عن النقل وعن العقل ، العقل لا يتسع أن يقبل أصحاب الرسول طبيعتهم أن ينقلوا هذا العلم الذي لا يحيط به البشر كله ، البشر كله بما فيه من الأنبياء والرسل وأولياء وصالحين مستحيل أن يحيطوا بما كان وبما سيكون إلى يوم القيامة ، هذا أمر مستحيل .
سائل آخر : هذا كان في حال حياتهم ، كم سرية طلعت في حياة الصحابة يلي كانوا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ هذا أعيدت عليهم .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله .
السائل : محاضرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نصف ساعة أو ساعة أو خمس ساعات ما الذي يمكن أن يقال فيها ؟
الشيخ : مش ممكن .
سائل آخر : ربما رؤوس أقلام أنه في آخر الزمان في كذا وكذا فقط .
الشيخ : هو هذا رؤوس أقلام .
سائل آخر : هل من الجائز أن يحاط علم الله بحديث يوم ؟
الشيخ : مستحيل هذا يا جماعة ، مستحيل .
السائل : مش قال صلى الظهر وطلع كمان مرة يوم واحد .
الشيخ : اسمعوا يا إخواننا .
سائل آخر : ( أمتي أمتي ، فيقال له إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك ) معناه أنه لا يدري .
الشيخ : كلام طيب جدا ، وهذا ...
السائل : وهذا الحديث لا بد من تأويله .
الشيخ : الله أكبر ، الله أكبر ! يا شيخ أول بارك الله فيك .
السائل : يا شيخ أنت ما سمعت مني .
الشيخ : سمعت منك كلمة التأويل .
السائل : هل تحكم عليّ قبل أن أتحدث ؟
الشيخ : لا ، أنا سمعتك عم تقول أول ، نقول لك لماذا لا تؤول ، ما استندت إليه من نصوص تأخذها بأدلتها العامة أنا الآن لما سألتك أخيرا بعض الأسئلة قلت أنا لست بذاك العالم وأنا لا أنصب نفسي لأكون حكما ، ولماذا تنصب نفسك للدفاع عن رأي لك ؟ أول ما تسمع نصا وتشعر في عندك استعداد للجواب عنه وعم تبرز وبتجاوب عنه ؛ اسمح لي بارك الله فيك .
السائل : أنا أجيب الشيء الذي ...
الشيخ : اسمح لي بارك الله فيك ، وإذا ما سئلت سؤال وما عندك جواب بتقول أنا لست عالم أنا طالب علم ، والله أنا وكل إخواننا طلاب علم ، هل فيكم إنسان يقول لا ؟ مهما الإنسان طلب من العلم فهو لا يزال طالبا للعلم ، فإذا قال علمت فقد جهل ، كلنا طلاب علم لكن ، لكن ما نتخلص من الحجة بكلمة أنا طالب علم ، أنا ما أنصب نفسي حكما ؛ اسمح لي يا أخي الله يرضى عليك أنا قلت لك مرارا الله يرضى عليك اسمح لي أكمل كلامي وهذا كما تعلم من آداب المجلس أيضا ، فالرجل ذكرناه جزاه الله خير بحديث ( لا تدري ماذا أحدثوا بعدك ) رأسا قلت هذا الحديث نؤوله ؛ فأنا أخذت هذه الكلمة وكفاني ، لماذا تؤول هذا النص ولم ترض بتأويل النصوص التي قلناها لك ؟ وبتقول الصحابة أدرى ؟ يا أخي ما اختلفنا الصحابة أدرى لكن ما معنى كلام الصحابي ؟ العموم والشمول ، لما الآن نجيب لك آية في القرآن شو رأيك بهذه الآية يمكن تقول والله أنا ما لي عالم أنا طالب علم ...
السائل : لا غلط هذا يا شيخ ...
الشيخ : اسمح لي حتى أكمل موضوعي ، الآن في آية وأنت الآن يبدو أنك حافظ من القرآن ، شو الآية كلها التي تقول: (( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم )) شو الآية ؟ من يحفظها ؟ (( ما تذر من شيء )) ، هذا عموم ولا خصوص ؟
السائل : عموم .
الشيخ : شو بتقول عمومه أم تخصصه ؟
السائل : لا أعلم .
الشيخ : هذا الذي ظننته ، لما بتسأله سؤال علمي يقول لا أعلم ، لما بتحتك القضية برأيك وعقيدتك وأنت فيه على خطر بتقول ندع النص على عمومه ؛ لماذا لا تدع هذا النص على عمومه ؟ (( ما تذر من شيء )) وما بعدها من شيء ، نفي يتبعه الحصر ، هذا نص عام لكن علماء التفسير بارك الله فيك يجو يقولوا لك ما تذر من شيء أراد الله عز وجل أن يمحوه من وجه الأرض وإلا من هذه الأشياء أرض الله الواسعة ، فهل أهلك الأرض كلها وجعلها هباء منثورا كما سيكون شأن هذه الأرض والكواكب الأخرى يوم القيامة ؟ طبعا لا ؛ فالعلماء هم المصابيح فيجب أن نعتد برأيهم وتفسيرهم ، ما نستقل في فهمنا ونقول إنه هيك الصحابي قال ، آمنا الصحابي قال هكذا لكن هل أراد العموم والشمول آمنا بأن الله قال: (( ما تذر من شيء )) لكن هل المعنى هو العموم والشمول ؟ الجواب هنا لا ، والجواب هناك لا ؛ لماذا ؟ لأن الأدلة الأخرى إذا جمعناها كلها تدلنا على أن علم الله لا يساويه علم عالم في الدنيا ولا ينجيك من المخالفة أن تقول علم هذا العالم الله أعطاه إياه وليس من ذاته ، وعلم الله من ذاته ؛ هذا لا يجوز أبدا وحسبك ختاما ولو مللنا إخواننا بطول الكلام أرجوك أن تفكر فيما قلت آنفا جوابا عن سؤالنا أن الرسول رؤوف والرسول رحيم وصدق الله العظيم ؛ لكن لما سألناك هل رحمة الرسول كرحمة الله ؟ قلت لا ، هل علم الرسول كعلم الله ؟ ما قلت لا .
السائل : قلت لا .
الشيخ : اسمح لي يا أخي الله يرضى عليك ، أنا عم أقرأ الآية (( فويل للمصلين )) لا ، أعوذ بالله ، اسمع تمام الكلام ، قلت علم الرسول كعلم الله من حيث الإحاطة والشمول لكنه حادث ، هذا قلته ، وكما تقول وكلامك مسجل وأنا بعيد عليك هذا الكلام فأقول كلامك مسجل لذلك أرجو أن تفكر في هذا الاعتراف الصريح رحمة النبي لا تساوي رحمة الله ، رأفته لا تساوي رأفة الله ، علم الرسول لا تساوي علم الله ، ومعنى ذلك أنه لا يعلم بكل شيء كما تحتج بحديث معاذ وغيره ، وهي الدليل المانع من أن تقول واحفظ حديث الخضر عليه السلام مثل العلم البشري والعلم الإلهي كقطرة من بحر ، والحديث الذي ذكرته حضرتك شو هو ؟
الحلبي : لا يعلم الغيب إلا الله ، دعي هذا وقولي ...
الشيخ : أي نعم لا يعلم الغيب إلا الله .
السائل : الحديث الذي ساقه الصحابي وهو قول النبي عليه السلام النبي يخبر عنه هو النبي يخبر عنه فكيف لا يعلم وهو يخبر ذلك ؟
الشيخ : الله أكبر .
السائل : لطالما يخبر يقول ألا لايذذن رجالا عن حوضي كما يذاد البعير الضال فأقول هلم هلم ...
الشيخ : اسمع لك بس اسمح لي أنت فيما بعد .
السائل : فإنك ما تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول سحقا سحقا ، الآن النبي عليه السلام مش يحدث ؟
الشيخ : أي نعم .
السائل : يحدث عن شيء سيكون .
الشيخ : أي نعم .
السائل : هو مخبر عنه .
الشيخ : لا .
السائل : لا يخبر عنه ؟
الشيخ : لا ، يخبر عنه إجمالا كما نقول نحن ولا يخبر عنه تفصيلا كما تزعم أنت ، وهذه حجة قاصمة الظهر في هذا الموضوع إذا كنت صحيح بدك تكون منصف ، هو يخبر إجمالا لأن الله عز وجل أعلمه بما سيكون مجملا ؛ لأن الله عز وجل أعلمه بما سيكون مجملا وهذا من الأحاديث التي تؤيد تفسيرنا بحديث حذيفة وغيره مما جاء في مسلم ، هو يعلم إجمالا ولا يعلم تفصيلا ؛ ولذلك يقال له: ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) فأرجوك منك قليلا من الإنصاف يا أبا عبد الرحمن اليوم دنيا وبكرة آخره (( وما تدري نفس بأي أرض تموت )) وأنا شايفك مثل حكايتي ابيضت ما بيننا وبين القبر إلا شبر شايف ولذلك يحب أن تراجع نفسك ، هذا عقيدة تخالف الكتاب والسنة وإجماع المسلمين خلفا وسلفا وربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) عائذا بالله عز وجل أن يكون أحد في هذا المجلس ممن خرج عن سبيل المؤمنين .
السائل : آمين .
الحلبي : شيخنا معليش آخر شيء ، أستاذنا على التأويل الذي ذكره الحج الله يجزيه الخير أن النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن هذا ، استفدنا من هذا التحديث أنه يعلم فنحن نقول هذا الذي حدث عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سيحدث أم لن يحدث ؟ سيحدث ، فإذا سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال أصحابي أصحابي ماذا سيقال له ؟
الشيخ : كذبت ، كذبت .
الحلبي : إنك لا تدري ، يعني كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا إذا قلت بواحدة جانبت الصواب في الأخرى وإذا أصبت بالأخرى أخطأت في الأولى .
سائل آخر : برضو نحن كعرب يعني لو رحت عند ضابط مخابرات وقال لك أنا أعرف كل شيء عنك .
الشيخ : ... بارك الله فيك .
سائل آخر : خمس نقاط اسمك ومن أي بلد ومش عارف أيش ، فالمحق يعرف عنك كم صفحة وإنما فيه مليون صفحة ، أما هو يقول أنا أعرف كل شيء عنك فنحن عرب المتبادر لنا من السياق من خطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه تكلم برؤوس أقلام موجزة أما قائد السرية ...
الشيخ : الحقيقة إنه يا إخواننا إن أخونا أبو عبد الرحمن إن شاء الله ربنا عز وجل يهدينا وإياه إلى سواء الصراط قال كلمة كلمة حق ، إنه هو طالب علم وليس بعالم ، وأنا أعترف كأنه مثلي طالب علم ولكن يجب عليه أن يدرس اللغة العربية وأساليبها ؛ فأنا إذا قلت له الآن أنه في علم اللغة شيء يقال فيه هذا من إطلاق الكل ، وإرادة الجزء " من إطلاق الكل وإرادة الجزء " يا ترى هل تعرف أنت هذا الأسلوب في اللغة العربية ؟
السائل : لا .
الشيخ : هذه مشكلة ، فلما الرسول عليه السلام يقول الحج عرفة ، الذي لا يعرف اللغة العربية ماذا يقول ؟ إذا حجيت وبس انتهى الموضوع ، هذا شيء كثير ؛ لكن الأسلوب العربي يقول أطلق الكل الحج وأراد أيش ؟ شيء من الحج وهو عرفة ، لماذا ؟ لأهميته .
السائل : لأهميته .
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك ، لأهمية هذا الشيء ، فمهم جدا أن الله يعلم الرسول له عليه السلام عن بعض أعلام الغيب ويُعلم أصحابه بذلك ؛ أما عن كل كبير وصغير فهذا يكفي ... هذا أمر كما قلنا ولا نؤيد ما قلنا وكفى مشاركة لله في الصفة مع الفارق الذي هو يتمسك به ويدندن حوله ، وذلك مثلا إذا قال الله عز وجل : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر )) قرآن الفجر يعني تلاوته ؛ لكن ليس هذا المقصود ، ما هو المقصود ؟ صلاة الفجر ، سبحان الله ، الله عم يقول ذلك وقد يحاججني ويقول لي لماذا تؤول القرآن ، القرآن يقول (( وقرآن الفجر )) أنت مش عارف اللغة ؛ مع الأسف العرب اليوم كثير منهم نسي لغته العربية ، وما نحن فيه الآن يكفي (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر )) والصلوات الأربعة ذكرت في أول الآية وعطف عليها قرآن الفجر أي صلاة الفجر (( إن قرآن الفجر )) أي صلاة الفجر (( كان مشهودا )) هذا بارك الله فيك أسلوب في اللغة العربية كما قال ذلك الصحابي أقول اقتباسا منه: " عرفه من عرفه وجهله من جهله " فيطلق العموم ويراد الخصوص ، يطلق الكل ويراد الجزء ؛ هذه أساليب في اللغة العربية إذ جهلناها انحرفنا كثيرا أو خطيرا .
السائل : الله يجزيك خيرا شيخنا ...
السائل : بمناسبة ذكركم حديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) أقول عند ما ينكر على بعض الناس شيئا من الأفعال المبتدعة كذكر اسم الله المفرد الله الله الله ، أو كذكر الجهري أو كالخلوة أو الأشياء التابعة لهذا أن هذه بدعة فيقولون هذه سنة حسنة ... ؟
الشيخ : أي نعم ، الحقيقة أن هذا الحديث حديث مهم جدا ؛ لكن أنا من طبيعتي أن لا أريد أن أفرض على الناس الجلوس لأن العلم ، العلم عامة الناس يقولون يبقى جاف ، بدنا شيء يسلينا ، شيء يروح عن قلوبنا ، شيء يدفع النعاس عن عيوننا ، وهكذا ؛ فلذلك أنا أقول من شاء أن يجلس فأنا أجلس معه ، ومن شاء أن ينصرف فقد أنصرف مع ومش أكيد ...
السائل : والله هذا خلاف ما عهدناه قبل يا أستاذي ،
الشيخ : كيف ؟ ... شلون ؟ لازم تكون أنت أول القائمين ؛ الظاهر أنك إذا خالفت القاعدة من عرفك صغيرك ... .
السائل : المعروف عند فضيلتك سيدنا الشيخ أن الصحابة كانوا أصدق الناس وأدق الناس في الرواية عن النبي عليه الصلاة والسلام حتى أن أحدهم لا يتحدث حرجا من مخافة أن يقع في شيء من النسيان ... ؟
الشيخ : صح .
السائل : نحن وصلت إلينا الرواية على لسان الصحابي بدقة حدثنا بما كان وبما هو كائن .
الشيخ : نعم .
السائل : والصحابي يستطيع أن يقول حدثنا مفاتيح الأشياء أو حدثنا مجملها أو حدثنا عظائمها ، إنما قوله رضي الله عنه بما كان وبما هو كائن تعني السبل ، هذا واحد ؛ الشيء الثاني أن الصحابي يقول: حتى ما من سرية إلا وعلمنا عنها ، وعلمنا عن قائدها ، والسرية معروفة عند حضرتك المجموعة الصغيرة ؛ أما قولك إن الله سبحانه وتعالى إذا أطلعه على علمه أصبح له شريكا ؛ فهذا يعني لا يقال به لسبب واحد طالما أننا أسدنا إلى الأمر لله عز وجل وقلنا أطلعه فأصبح مخلوقا ؛ هذا واحد ، والشيء الثاني المعروف عند حضرتك أن الله سبحانه وتعالى شق له من أسمائه الحسنى ما هو موجود في القرآن الكريم ، قال : (( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم )) ، وهذه من الأسماء الحسنى إنما نقول كالتالي ، قال في حق سيدنا إسحاق : (( بغلام عليم )) وهذه من الأسماء الحسنى لكن إذا أسند العلم إلى الله عز وجل فهو قديم ولا يشاركه فيه أحد ؛ فإذا خرجت عن الله عز وجل فهو حادث بالنسبة للمعلوم للنبي صلى عليه الصلاة والسلام ؛ فلو أطلعه على الغيب وقول الصحابي صريح بأنه أطلعه بما كان وبما هو كائن ، فهو علم حادث بالنسبة للنبي عليه السلام ؛ لأن النبي عليه السلام محدث فلا تعني فيه المشاركة بحال ولا تعني أن رأفة النبي صلى الله عليه وسلم هي عين الرأفة الإلهية ولا الرحمة النبوية هي عين الرحمة الألهية ؛ لأن الرحمة الأولية أزلية ورحمة النبي عليه السلام حادثة مخلوقة فيه ؛ كذلك علم سيدنا إسحاق علم حادث بينما علم الحق جل جلاله أزلي ؛ فإذا الإمام البوصيري له وجه عندما قال: " ومن علومك علم اللوح والقلم " ، يعني هذا الحديث مر عليه والرجل ليس بجاهل ولا مشرك بل كان في قرن فيه علماء وفيه أهل توحيد ويعلمون الغث من السّمين ، فلو كان مشركا لردوا عليه ؛ ثم المعروف أنه إذا كان لنا تسعة وتسعين باب نكفر به مسلم ثم باب لا نكفره به نأخذ بالأحوط لطالما هناك وجه .
الشيخ : عفوا أنت هلأ عم تشرد عن الموضوع بلا مؤاخذة .
السائل : إذا شردت أنا بسترجع كلامي ...
الشيخ : معليش اسمح لي حتى أقول لك أنت عم تقول أولا وثانيا وثالثا ورابعا وخامسا ، والله إني بعترف لك أن حافظتي كليلة ، ما رايح أقول لك الجواب عن رقم واحد كذا ورقم اثنين كذا إلى آخره ؛ لكن شعرت أنك أخيرا خرجت عن الموضوع لما قلت إن البوصيري مشرك وما أحد كفره إلى آخره ، نحن ما كنا في هذا الواد ، اسمح لي الآن أنت قلت هذا ... ؟
السائل : السائد عند مجموعة الناس ...
الشيخ : أرجوك ، أرجوك ، أرجوك .
السائل : المجلس هذا مبرأ ونظيف .
الشيخ : نعم أنت الآن ماتقلت قضية الشرك وما الشرك وأنه مش مشرك ؟
السائل : قلت لأنه في قسم من الناس يقولون إنه مشرك .
الشيخ : معليش يا أستاذ هل قلت إنه ليس بمشرك ولا لا؟
السائل : قلت .
الشيخ : هذا ما يذكر أيضا في هذا المجلس حتى يكون نظيفا ما دام أنه ما أحد قال إنه هو مشرك فأنت لا تقول ليس بمشرك لأنه هنا بقي يبدأ الوساخة بالمجلس ولا مؤاخذة لأني أضطر أقول لك الآن إنه نحن في هذا المجلس على العكس من ذلك قلنا إن هذا كشاعر يغلو في القول وما قلنا إنه مشرك لحتى تقول أنت هو ليس بمشرك وما أحد كفره ، وما أحد شركه ووإلى آخره ؛ فهذا اسمه خروج عما كنا نحن في صدده ، نحن معك في الحديث الذي رواه الإمام مسلم وقلت من باب كذا وكذا وكذا إلى آخره والصحابة كانوا كذا وكذا ، بعضه مسلم وبعضه غير مسلم ؛ لكن مع ذلك فأنت أنا شاعر تماما أنك حدت وأقول لك كما قلت بالنسبة للبوصيري وغيره بدون قصد لكن الحيدة موجودة والغلو أيضا هناك موجود ؛ لكن نحن لا نطلع على ما كان في القلوب لأنه لا يعلم ذلك إلا علام الغيوب ، أنت الآن حدت لما قلت لك نحن مسلمون والحمد لله ، ثم نحن نتبع السلف والأئمة إلى آخره ، ولم يقل أحد منهم بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما تقول أنت الآن هو مساو لله في العلم لكنك أنت تفرق أن علم الرسول حادث ؛ لأن الله علمه وهذه حقيقة أيضا لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها عنزان ؛ لكن أنا سألتك من من العلماء الذين نحن ننتمي إليهم سواء كان في الأصول ، في العقائد كمذهب أهل الحديث ومذهب الماتريدية ومذهب الأشاعرة ، من من هؤلاء العلماء ساوى بين الله وبين رسوله في علم الغيب مع هذا الفارق الذي لا بد أن يقوله المسلم كما قلت أنت آنفا إنه هذا بخلق الله وبتعليم الله للنبي ، من الذي قال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مشارك لله في الاطّلاع على المغيبات التي كانت وستكون إلى يوم القيامة ؟ هذا الذي حدت عنه ولا مؤاخذة وأنا أرجو الجواب منك بصراحة هل تعلم ذلك ؟
السائل : الجواب بصراحة أنا لا أستشهد على حديث الصحابة بآخر ...
الشيخ : هذا مش جواب .
السائل : أنا لا أعدّل موقف الصحابة بموقف تابعي .
الشيخ : هذا ليس جوابا بارك الله فيك .
السائل : كلام الصحابي يحدد وهو أعدل الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
الشيخ : عفوا شو بحكوا لك أبو أيش ؟
السائل : أبو عبد الرحمن .
الشيخ : التقينا أنا أبو عبد الرحمن أيضا .
السائل : الله يخليك .
الشيخ : آه ، يا أبو عبد الرحمن إذا سمحت هنا رفعت يد ، أنت كمان ما شاء الله ، هلا رايح نلاقي كنز ... الله يبارك فيكم .
سائل آخر : الكنز موجود .
الشيخ : الله يبارك فيكم ، فيا أبو عبد الرحمن أنت تقول لا أقدم على حديث رسول الله شيئا ، ترى أن عبد الرحمن هذا يلي هو سميك وعبد الرحمن ذاك يخالفونك في هذا القول ؟ طبعا لا ؛ أليس كذلك ؟ بس شايفها ضعيفة منك ها ، لازم تكون بنبرة قوية أنه هذه ما فيها خلاف هذه صح ولا لا ؟
السائل : صح .
الشيخ : طيب لكن إذا الخلاف أين هو ؟ الخلاف في أن هذا الحديث هل أحد من علماء المسلمين فهمه بهذا الشمول حيث صار مشاركا لله في هذه الصفة ؟ مع الفارق الذي تفضلت به ؟ ما أجبتنا عن هذا ، أجبت جواب الساسيين ولا مؤاخذة .
السائل : لا ، لا .
الشيخ : اسمح لي حتى أكمّل جوابي ، أجبت جواب السياسيين أعني ، أعني حتى أوضح لك كلام السياسة بكون إذا جاءت مناسبة يمده بنمد معه وبقول أنا هيك بقصد ، وإذا اقتضت السياسة يجمده ويقصره ويضيقه بقول أنا هذا الذي قصدته ؛ أما جواب المسلم الصريح بعقيدته يقول شيء واضح بيّنا بحيث أن أهل المجلس بطلعوا على فهم واحد أن الشيخ أبو عبد الرحمن اللي هو أنا بقول كذا ، والشيخ أبو عبد الرحمن الذي هو أنت ...
السائل : الفقير أبو عبد الرحمن .
الشيخ : نعم .
السائل : أنا فقير .
الشيخ : أنت أيش ؟
السائل : أنا ما قلت شيخ أنا فقير .
الشيخ : أنا الغني بإيماني بالله ... طيب ما لنا يا أستاذ بهذه الألقاب بارك الله فيك ؛ فالمهم إذا خرج المجلس وانفض يخرج على بينة وعلى بصيرة يقولون بأنه أبو عبد الرحمن الألباني محمد ناصر الدين يقول بأنه لا يجوز لمسلم أن يعتقد بأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم يشارك الله في صفة من صفاته ولو كان ذلك بخلق من ربه ، هكذا أنا أقول ...
السائل : لا يمكن الحادث يصير قديما .
الشيخ : اسمح لي شويه ، أنا خطأ بتكلم ؟
السائل : يعني الحادث لا يمكن أن يكون مثل القديم ...
الشيخ : اسمح لي أنا خطأ بتكلم ؟
السائل : هو لا يمكن الحادث يكون مثل القديم ،
الشيخ: ما بتجاوبني
السائل: فكل محدث فكيف يكون مثل الله عز وجل ؟
سائل آخر : عرف أنك أنت الألباني طبعا هو عندنا بالزرقاء النواس يعني عرف أنك أنت الألباني وهو النواس يعني بكنية النواس ، أبو عبد الرحمن عفوا لقبه النواس .
الشيخ : معليش أيش علاقته بجوابه ، المهم يا أبو عبد الرحمن أنا يلي قتله في خلاف فيه يلي قلته أنا ؟ مش أنت بتعتقد اعتقادي ، أنا عم أقول عن نفسي ؛ الآن أنا أقول إن رب العالمين هو السميع البصير فلا يشاركه أحد في هذه الصفة ، هنا في بعض العلماء يقولون يمكن هناك يكون مشاركة ؛ لكن مشاركة بصورة لا يمكن أن تذكر بمعنى كما الآن استحضرت شيئا ـ الله أكبر ، الله أكبر ، الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله ـ بتعرف قصة الخضر عليه السلام ؟ تعرفها طبعا .
السائل : نعم نسمع بها .
الشيخ : الحمد لله ، طيب قصة الخضر مذكورة في القرآن الكريم بصورة موجزة ومختصرة ، جاء الحديث الصحيح فوضح أشياء كثيرة وكثيرة جدا وتذكرت الآن ما له علاقة ببحثنا وهو يؤكد وجهة نظري أنا على الأقل وأنا لا أنسى أنه أنا طلبي منك أن يفهم الناس رأيك في الموضوع كجواب عن سؤال وجه إليك ...
السائل : أنا أتحدث الآن ؟
الشيخ : معليش ، فأنا قلت بأنه لا يجوز للمسلم يؤمن بالله ورسوله حقا وكما جاء في الكتاب والسنة أن يعتقد بأن الله عز وجل أعطى لنبيه عليه السلام علمه الغيبي كلّه (( لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها )) علمه ، أي علم الرسول ؛ لأن الله علمه ذلك ، هذا لا يجوز للمسلم أن يقول ذلك بمعنى لا فرق عندي بين من يقول إن الله عالم الغيب كما في القرآن الكريم ، وهذا حق وبين من يقول إن الله علّم نبيه علم الغيب ، وهذا اكتساب من النبي من الله أن الله علمه فعلم الرسول حادث ، وعلم الله عز وجل قديم واجب الوجود ؛ لا يكفي هذا التفريق ، فلا يجوز أن نقول إن النبي صلى الله عليه وسلم " لا تشرب قائما يا أستاذ " إن النبي صلى الله عليه وسلم تعلم كل شيء مما كان ومما سيكون إلى يوم القيمة بتعليم الله له ، لا يجوز أن يقال هذا لماذا ؟ لأن هذه مشاركة ، أو تشريك للرسول في صفة من صفات الله لا يسوّغ هذا التشريك ولا يبرره أنه إيش والله هيك الله علمه ، أنا هذا رأيي ، أنت قلت لا يجوز لأن هذا بتعليم من الله لرسوله ، فخطر بالي قبل أن أعيد عليك السؤال السابق حديث الخضر عليه السلام وجرى ما جرى بينهما قصة السفينة وقصة الجدار وقصة الغلام بعد أن انتهت القصة صعد السفينة فأرس الله طيرا وقف على حرف السفينة فنقر بمنقاره من الماء قطرة قطرات فقال الخضر عليه السلام لموسى ما علمي وعلمك بالنسبة لعلم الله إلا كهذه القطرة التي التقطها الطير من البحر ؛ فالعلم الإلهي في التمثال هنا هو البحر وعلم الأنبياء والرسل هو قطرة من القطرات ؛ فلا يجوز بارك الله فيك أن يقول مسلم إنه لا أنا أعتقد بظاهر حديث مسلم أن الله علم الرسول عليه السلام كل ما هو كائن إلى يوم القيامة بدون تقييد بالنصوص الأخرى ؛ فأنا سألتك ولا أزال أسألك هل تعلم أحدا من علماء المسلمين الذين نقلدهم سواء في العقيدة أهل الحديث الأشاعرة الماتريدية أو الفقهاء إلى آخره قد قال بهذا القول الواسع الشامل مع الاستثناء الذي قلته وهو أن الله علّمه ، فعلم الرسول حادث ، هل تعلم من قال ذلك من المسلمين ؟
السائل : الراوي صاحب الحديث الصحابي رواي الحديث ولا أحتج بتابعي على صحابي .
الشيخ : هذا ليس جوابا بارك الله فيك .
السائل : ولا أحتج بتابعي على صحابي بقوله الصحابي قال ما من سرية وهو المجموعة الصغيرة إلا وأخبرنا عنها وعن قائدها ثم كانت تمر بي الحادثة فلو كان مجملات الأمور العظام فكان ذكرها الصحابي تمر به الحادثة فيقول كأن شيء رأيته في المنام ...
الشيخ : إذا سمحت يا أبا عبد الرحمن هذا كلام نحن سمعناه منك ؛ لكن الذي نريده منك ونرجو أن نحظى به ما سمعناه ، أنت تفهم من الحديث هذا الفهم ...
السائل : أنا أفهم ما قاله الصحابي ...
الشيخ : هذا تكرار يا أخي بارك الله فيك ، هذا تكرار لثالث مرة أو رابع مرة ، هذا أنت تفهمه من الحديث ، أنا أفهم من الحديث أن المقصود به أصول ورؤوس الأمور الغيبية وليس كل التفاصيل التي جرى بها القلم ما هو كائن وما سيكون إلى يوم القيامة ؛ فأنا الآن مختلف معك في الفهم معليش أنا اختلف معك وأنت تختلف معي في الفهم ولكن بدنا ما يدعم فهمك أو فهمي ما هو الدعم ؟ قال الصحابي قال التابعي قال الإمام المجتهد أبو حنيفة مالك الإمام الشافعي الإمام أحمد ، إلى آخره ؛ هذا الذي أطالبك به ، لا أرجوك ولا أطلب منك أبدا أن تكرر على مسامعي رأيك فإني فهمته كما أرى هذا النور .
السائل : ... لا أريد أن أجيبك ، يبقى الحديث على ما هو عليه ، إذا وجدت شيء يخرجه عما هو عليه فالحديث يفيد الشمول ويفيد الكلية ؛ فأنا أطالبك بما طالبتني فيه ؟
الشيخ : هي رابع مرة .
السائل : أنا أطالبك بما طالبتني به هات كمان صحابي أو تابعي أو إمام أو مجتهد قال بأن الحديث يعني مجملات الأمور ورؤوس الأشياء ؟
الشيخ : أنا قلت لك آنفا ...
سائل آخر : الشيخ ليس قاصرا على الإجابة .
الشيخ : اسمح لي ، معليش إن شاء الله ، أنا أجبت عن هذا السؤال .
السائل : وأنا أجبتك عما سألتني فيه .
الشيخ : لا ، لا ، يا أبو عبد الرحمن الله يرضى عليك الحديث ...
السائل : طالبتني فالحديث على شموليته ويحتاج لتخصيص فنطالبك بالتخصيص .
الشيخ : يا أبا عبد الرحمن يا أبا عبد الرحمن القضية مش مبارزة ولا هي مصارعة .
السائل : اللهم إن كان الحق أو حيث كان الحق ...
الشيخ : نحن ما نعرف شو في قلبك نحن عم نسمع من لفظك بس أنت لما قلت لك أنا أحببتك عن هذا بتقابلني أنت وأنا قد أجبتك ، لا أنا أريد أن ألفت نظرك إلى ما سبق في تضاعيف كلامي لما قلت لك قال الله عز وجل : (( عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول )) قلت الغيب هنا لا يعني كل الغيب وإنما بعض الغيب ...
السائل : ما الدليل على ذلك ؟
الشيخ : اللغة العربية التي نفهمها ، اسمح لي اللغة العربية التي نفهمها ، أنت تقول هنا ما هو الدليل هو تفسير القرآن الذي تلقيناه خلفا عن سلف ، أنت هل تعتقد وهذا يقودنا إلى موضوع الحقيقة لعله هذا الشيء الذي نحن مختلفون فيه الآن هو فرع من ذاك الموضوع ، وأرجو أن أكون متوهما أنه نحن وإياك الآن مختلفون في شيء هو أصل من أصول الشريعة وأرجو أن أكون واهما لأن هذا من مصلحتنا أنه إذا كنت واهما في ذلك الشيء الذي سأدلي به أننا سنتفق أخيرا أنه لا يجوز نحن أن نفسر حديث مسلم بهذا التفسير الشامل الواسع ، وذلك هو هل يجوز لمسلم بعد خمسة عشر قرنا أن يأتي إلى نص في القرآن أو في السنة ويفسره منخلعا عن كل هذه الجهود العلمية التي ورثناها عن سلفنا وخلفنا ويأتي هو برأي من عنده ويقول هذا رأيي يفسر به كتابا أو آية أو حديثا نبويا ؟ وإلا الأمر كما قلنا في تضاعيف كلامنا السابق :
" وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف " . وكما قال بعضهم ولم نذكره آنفا والآن جاءت المناسبة :
"العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس بالتمويه .
ما العلم نصبك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه . كلا ولا حجد الصفات ونفيها *** حذرا من التعطيل والتشبيه " .
فالآن ألست مؤمنا معنا بأن كل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف .
السائل : هذا لا يختلف عليه المسلمون .
الشيخ : الحمد لله ، أعود إلى السؤال الأول هل تعتقد بأنه يجوز لمسلم أن يفسر نصا من كتاب أو سنة تفسيرا من عنده ؟
السائل : طبعا لا .
الشيخ : إذا ؟
السائل : لا بد من تفسيره إما بالكتاب و إما بالسنة ...
الشيخ : لا ، لا ، هذا غلط جواب خطأ لأنك تقول التفسير بالكتاب أنا أسألك هل يجوز أن تفسر الكتاب بفهمك الخاص أم تستند كما قلنا إلى السلف الصالح الذين فسروه ؟
السائل : يلي مثلي قاصر لا يستطيع أن يفسر الكتاب برأيه لأنه لا يوجد في صفات الاجتهاد .
الشيخ : حسن جدا .
السائل : ولا لغة عربية شاملة .
الشيخ : كويس ، جميل جدا ، ؛ إذا لا يجوز للإنسان أن يفسر آية أو حديث إلا وقد دعم رأيه وتفسيره بشيء منقول عن السلف وإلا وقعنا في الانحراف الذي أشرنا إليه آنفا في التصوير النبوي الجميل (( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )) ، أنت تعلم أن هناك كتب في العقائد على اختلاف المذاهب كما أشرنا آنفا لن تجد من يقول بأن علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم مساوي لعلم الله مع التفريق الذي ذكرته ؟
السائل : الغيب بعض من علوم الله وليست كل علوم الله سبحانه وتعالى .
الشيخ : أرجوك ما تعيد علينا بدنا شيئا جديد .
السائل : لو سمحت ... الغيب هو بعض علوم الله وليست كل علوم الله عز وجل محصورة في الغيب هذا واحد.
الشيخ : كيف ؟
السائل : يعني بس علم الله عز وجل ...
الشيخ : كيف ؟ كيف ؟ علم الله يتعلق بالمعدوم أم بالموجود ؟
السائل : الله سبحانه وتعالى خالق كل شيء .
الشيخ : أرجوك يا سيدي تجاوب على سؤالي ، علم الله يتعلق بالموجود أم بالمفقود ؟
السائل : بالموجود .
الشيخ : طيب أيش معنى كلامك إذا ؟ الموجود هو الذي جرى به القلم .
السائل : يعني كل ما نراه هو بس علم الله عز وجل بس هذا هو علم الله عز وجل ؟
الشيخ : الله أكبر ، كل شيء كل شيء جرى سبق في علم الله أنه سيكون فهو يعلمه أما الذي لم يجر في علم الله ...
السائل : إذا كان علمه هو ما جرى به القلم فهذا أطلعنا عليه ، النبي عليه السلام والصحابة ... ؟
الشيخ : كيف ؟ كيف ؟
السائل : إذا كان علمه هو ما جرى به القلم بس فقط فهذا اطلع ... الذي قاله الصحابة " بما كان وبما هو كائن ... "
الشيخ : رجعنا " رجعت حليمة لعادتها القديمة " ما فيه فائدة .
السائل : طيب الشطرة اللطيفة عن الإمام البوصيري " ومن علومك علم اللوح والقلم " القلم كتب بما كان وبما هو كائن ، والصحابة يقول حدثنا بما كان وبما هو كائن ؛ فالبوصيري له سند على كل حال ؟
الشيخ : على كل حال لا ليس له سند ، على كل حال نحن الآن ندعك لتفكر وتدعنا لنفكر ، ندعك لتفكر فيما طرحت من رأي وتدعنا نفكر بما سمعنا من رأي لعل الله عز وجل يهدي الضال منا وأنا ما أقول كما قلت أنت آنفا غمزا ولمزا أنه ما أحد كفره ولا أحد شركه ؛ لكني أقول بلسان القرآن الكريم (( وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين )) لذلك ...
السائل : هذا كلام في حق الكافر فلذلك أقول غفر الله لنا جميعا ...
الشيخ : اسمح لي أنا عن نفسي أنا أسألك وخاصة على منهجك ، الضلال محدود أو غير محدود ؟
السائل : نحن ما وصلنا لعلم المنطق أو لغيره ، نحن وأنتم لعلنا على هدى أو في ضلال مبين ، أنا أترفع عن مكان هذا القول .
الشيخ : أنا أقول القرآن ، يا شيخ الله يهديك هل تعرف شيء عند العلماء اسمه الاقتباس ، هل تعرفه ؟
الحلبي : العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب شيخنا .
الشيخ : نعم ، ولذلك عم أسأله الضلال عندك .
السائل : يا شيخ هذه الآية وردت في حق الكافرين ...
الحلبي : باتفاق العلماء كلهم العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
السائل : ما بصير تقيس مؤمن وتستشهد عليه في آية ...
الشيخ : نحن لا نقيس عليك ، ... اسمح لي بدنا نضع نقطة على طريق المحدثيين دائرة ووسطها نقطة ، إن شاء الله يعني الحقيقة أنا في الواقع وأنا رجل صريح كما يعلم إخواننا أنه أنا سمعت من سمّي أبو عبد الرحمن ما كنت لا أراه في المنام مسموعا ، شايف ، وأقول لا حول ولا قوة إلا بالله ؛ لكن بجانب هذا أقول إن الجلسة كانت ممتازة من حيث طريقة أيش ؟ الأخذ والرد ؛ لأنه نحن اجتمعنا مع كثير من أمثالي ولا مؤاخذة ممن يغالون في الأنبياء بل وفي غير الأنبياء لكن مع الأسف الشديد كان لا يمكن أبدا نمشي دقائق معدودات فأنا أشكره من هذه الحيثية حيث مكننا من أن نفهم منه وأن يفهم منا ونخرج من المجلس كلٌ على بصيرة فيما قال فلان وقال فلان ، هذه يعني مزية يجب أن لا تهدر ويجب أن تحفظ لأن الله تبارك وتعالى يقول : (( ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى )) وأنا أرجو منه ألا يأخذ من الآية الشطر الأول لأن قصدي أنا الشطر الثاني وهو (( اعدلوا هو أقرب للتقوى )) ما يقول إنه أنا عم أطبق الآية عليه (( ولا يجرمنكم شنآن قوم )) أي بغض قوم فيقول أنت بغضتني ، لا ، إنما أنا قصدي من الآية (( اعدلوا هو أقرب للتقوى )) هذه واحدة .
السائل : أنت عالم ، أنت عالم متزن بالحلم وهذا نعهده فيك ، ومش ممكن نحن نتطرق لغير ذلك .
الشيخ : جزاك الله خيرا .
الحلبي : من باب التذكير حديث النبي عليه السلام عند ما سمعت الجارية التي كانت تنشد وتغني فتقول " وفينا رسول يعلم ما في غد " .
الشيخ : أحسنت .
الحلبي : فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( دعي هذا وقولي الذي كنت تقولين فإنه لا يعلم الغيب إلا الله ) ، يعني فهل الرسول متناقض ؟ لا يمكن إلا بالفهم الذي ذكره شيخنا حفظه الله .
الشيخ : لكن بارك الله فيك نحن ما سمعنا رأيه في حديث الخضر ، هذاك صريح بأن الله يتفرد بعلم الغيب وأرجوا أن تتذكروا ما قال الرجل عمم علم الله حتى في الأشياء التي لم تخلق ، شايف منشان يكون علمه غير علم الرسول ، يلي علمه إياه افترض شيئا معلوما عند الله ، ما هو هذا الشيء ؟ هو الشيء الذي لم يجر به القلم ولم يكن إلى يوم القيامة ، نعم .
سائل آخر : شيخنا أستذكر في هذا الموضوع حديث الذي أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ملك ومعه صحيفتان بأهل الجنة وأهل النار ، ممكن هذا الحديث يوضح أنها إحدى صور أجزاء علم الغيب ؟ ...
الشيخ : هذا صحيح فعلا .
الحلبي : في آيات يسألونك ، آيات يسألونك ، قل يسألونك ... وعلم آدم الأسماء كلها ...
الشيخ : يعين القواعد العلمية .
سائل آخر : الحديث أنا بسأل سؤال هذا حديث كان عن الفتن عندما صعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فتحدث عن الفتن أليس كذلك ؟
الشيخ : هو كذلك طبعا .
سائل آخر : إذا معناه محصور على حسب فهمي وإذا أنا غلطان أصحح .
الشيخ : لا تمام .
السائل : أن الحديث محصور إلى ما كان وسيكون من الفتن ، ما قال له عن الكمبيوتر وشو بده يصير فيه ؟
السائل : ... الحديث قاله الصبحيات وتأخر عليهم لصلاة الغداة فأرادوا أن يقوموا بعد أداء الصلاة قال الحديث على مصافكم ، الحديث يرويه الشيخ بلفظه أنا ما أذكره.
الشيخ : معليش يكفينا المعنى .
السائل : إن الحق قال فيما يختصم الملأ الأعلى ، فقلت أي ربي لا أعلم ، قال فوضع كفه بين كتفي ـ بلا شك وبلا تشبيه ـ حتى وجدت بردها بين ثديي فعلمت كل شيء ، فسألني فقال ففيما يختصم أهل الملأ ؟ فقلت في الكفارات وكذا وكذا في الحديث الذي يسوقه الشيخ فعرفت كل شيء ، وبعدين أوتيت علم الأولين والآخرين ، فنحنا مختلفين في الواقع مش مختلفين ، نحن عندنا بس الفهم في الحديث ، هذا كلنا مسلمين فيه أن الصحابي يقول كذا ويقول في تمام الحديث فيقول فتمر علي الحادثة فأتذكرها كما يتذكر النائم شيئا رآه في المنام أو شيئا نسيه ، معناه حوادث بسيطة لو حوادث كبيرة لا يحتاج إلى تذكير ؛ ثم حدثنا بكل سرية ومن هو قائدها ؛ فهذا نحن نقول إذا كان الولي يقول الله في الحديث القدسي ( حتى أكون سمعه وبصره ... الذي يسمع به ويبصره به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ... ) فهذا لا يعني أنه نحن نكسب العبد شيء من الله عز وجل أن نجعله مع الله إله وشريك ، والمعروف أن صفة رؤوف فعول ورحيم فعيل ، والاثنتين للمبالغة وهي تعني المبالغة في الحدوث لا المبالغة في المشاركة ؛ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم رؤوف وهو رحمة وعين الرحمة ... ؟
الشيخ : لا ، ما تقول عين الرحمة ، قل رحمة وكفاك ، الله ما قال عين الرحمة هذه مشكلة .
السائل : فهو عليه السلام قال إنه رحمة فهو عين الرحمة ، فيقول : ( أنا رحمة مهداة ) فهذا لا يخرج النبي عليه السلام عن كونه مخلوق بينما رؤوف فعول فهو كثير الرأفة إلى كثير وإلى الأعلى ، ثم رحيم كثير وإلى الأعلى ، ومنها رحمن رحيم ... لكن
الشيخ : لا إله إلا الله !
السائل : منها نقول أن النبي صلى الله عليه وسلم رحيم والحق رحيم ، إذا يشتركان في المعنى ؟ يشتركان في اللفظ ، لكن كلٌ له مدلوله فلا تعني المشاركة ، انحصرت المشاركة في اللفظ ...
الشيخ : هذا رد عليك ، الجملة الأخيرة يا أبو عبد الرحمن لو تأملت فيها لوجدتها ردا عليك ، مشاركة في الاسم صدقت ، شايف ؛ لكن ليس مشاركة في الصفة ، الآن أنت قف عند صفة الرحيم والرأفة التي وصف ربنا نبيه بهما ، هل تستطيع أن تقول إن رحمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كيفيتها في شمولها كرحمة رب العالمين الرحمن الرحيم ، أم تقول ... ؟
السائل : طبعا لا .
السائل آخر : والغيب كذلك .
الشيخ : والغيب كذلك .
السائل : الرحمة هذه مخلوقة .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ،
السائل : هذه رحمة حادثة مخلوقة .
الشيخ : يا أخي نحن أنت أرجوك ، ما دام أنت تقول نحن نريد أن نعرف الحق ليش تدير الموضوع حول قضية لا خلاف فيها ؟ نحن ما فيه خلاف أن هذا مخلوق لكن الخلاف هذا المخلوق يساوي ذاك الذي ليس بمخلوق .
السائل : طبعا لا .
الشيخ : أنت قلت الآن في الرحمة " طبعا لا " لماذا لا تقول في العلم طبعا لا ؟
السائل : أنا أقول بأنه علمه علم أزلي علم الله عز وجل طبعا لا .
الشيخ : وبتقول رحمة الله أزلية ؟
السائل : طبعا لا حادثة .
الشيخ : لكن مو هذا البحث الله يرضى عليك ، مش هذا البحث ، البحث صفة الرحمة في عمومها وشمولها كصفة رحمة الرحمن بتقول لا .
السائل : طبعا لا .
الشيخ : وهذا نحن معك لكن بتخالف وبتقول العلم الإلهي يلي هو صفة من صفات الله إنه الرسول يشارك الله في هذه الصفة .
السائل : لا لا ، أعيد لك الشريط هنا ؟
الشيخ : يا أخي ذكرنا كلامك عم أكمل كلامك ، أنا أعيد عليك بضاعتك أنت بقتول إن علم الرسول بالغيب يساوي علم الله والفرق أن هذا مخلوق وذاك غير مخلوق ، هذا قولك ، ... اسمح شوية الآن بدنا نرجع للقاعدة التي اتفقنا عليها بارك الله فيك وهي أنه نحن ما يجوز نفسر بآرائنا وأفكارنا ، أنت الآن عم تفهم من كلمة حديث معاذ بن جبل الذي ذكرته أخيرا لما وضع رب العالمين كفه بين يديه إلى آخره فعلم كل شيء ، هذه الكلية هل هي كلية علم الله من حيث الكلية والشمول أم دون ذلك ؟ أرجوا الجواب أن يكون واضحا ؟
السائل : بجيب عليك الحديث يلي ساقه الصحابي بما كتب القلم إلى يوم القيامة .
الشيخ : ما يجاوب ... طيب نقف عند هذا ، كويس ، أنت تجعل هذا الكلام يلي أنت تعتقد فيه تفسير لكلام البوصيري ، هذا التفسير يصح فيما لو كان كما قلنا " فإن من علمك علم اللوح " هو بقول " من علومك " وأنت آنفا جعلت علم الله علمين ، علم موجود وعلم لا نعرفه نحن ؛ فهو جعل هذا العلم الموجود من علم الرسول ، وهناك علم آخر ؛ فأنت الآن بتدافع عن كلام البوصيري ، أنت دافع عن البوصيري ما شئت نحن ما عندنا خلاف ، وما عندنا عداء أبدا وبين مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؛ لكن لا تدافع عن خطئه ، من أجل ماذا ؟ هو خطأ وخير الحطائين التوابون ، هو يقول ومن علومك ، أنت الآن يتجعل كلامه " ومن علمك علم اللوح والقلم " أي الفرق بينك وبين البوصيري واضح جدا ، أنت تجعل من علم الرسول علم اللوح والقلم أي علمه ، وليس من أيضا لأنه من في العلم هو تبعيضية ، اسمح لي ... أنت تجعل في فارق كبير بينك وبين البوصيري ، أنت تجعل في فارق كبير بينك وبين البوصيري يلي مش عم تدافع عنه ، عم تدافع عن كلامه ، أنت تقول العلم المسطور الذي سطر بالقلم علمه الرسول عليه السلام كجدلا ولا نبارك لك فيه طبعا ؛ لأن هذا خلاف عقيدة المسلمين جميعا ؛ لكن أنت دافع عن البوصيري يلي يقول " من علومك علم اللوح والقلم " وأنت لا تؤمن بهذا ، هل تؤمن بكلام البوصيري على ظاهره ؟
السائل : أنا أقول ...
الشيخ : اسمح لي أنا عم أسألك ، أسألك بارك الله فيك ...
السائل : أنا أقول من قد تكون للتبعيض يا شيخ .
الشيخ : لا ، علوم ، علوم ، لفظ علوم .
السائل : من قد تكون بيانية ... ؟
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله ، يا أخي قد تكون بيانية والعلوم هل جمع ولا مفرد ؟
السائل : طالما في وجه يا شيخ ، طالما في وجه أن لا نحرج الرجل في كلامه ...
الشيخ : عم نحرج رجعت إلى ما نفيناه لا تتكلم على الرجل احنا ما نتكلم على الرجل عم نتكلم عن كلامه .
السائل : يا شيخ البوصيري يقول " دع ما ادعته النصارى في نبيهم " هذا موافق لحديث النبي عليه السلام ( لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم ) .
الشيخ : ما جاوبت يا أستاذ ، هذه حيدة عم تتسجل عليك ، بارك الله فيك ، عم نسألك أنت لا تقل بالقول الذي قلناه ، لا تقل بقول الوصيري هو يقول من علوم الرسول علم اللوح ، لا تقل بقول البوصيري ، هو يقول من علوم الرسول علم اللوح أنت تقول علم الرسول هو ما في اللوح ، وشتان بينك وبينه ، فإن كنت ما تتكلم به لا يزيد عما في نفسك فإذا يجب أن تعترف أن هذا الكلام خطأ ، لا تكفره ولا تشركه ، وهذا ما يهمنا ؛ لأن مصيره إلى الله ؛ لكن هذا الكلام الذي يتبرك به المسلمون ويضعون الماء في الشربة في المجلس الذي يتلى عليه هذا الكلام المخالف للشرع هذا يجب أن تنكره لأنه خلاف رأيك ، خلاف عقيدتك وإلا فعقيدتك مثل عقيدته أي أن تعتقد إن سلمت بكلام البوصيري أنت تعتقد أن علم الرسول عليه السلام بما كان وبما سيكون هو جزء هو قل من جل مش هو الكل وإلا تقول أخطأ البوصيري في قوله: " من علومك علم اللوح والقلم " هذا لو سلمنا لك بقولك إن الرسول عليه السلام أحاط بكل ما كان وما سيكون علما إلى يوم القيامة لكن هو البوصيري يزيد عليك ، فواحدة من اثنين ، يا بتقول البوصيري مخطئ ، لكن هو لا معنا ولا معك ، بتقول هيك والله بنقول لك إنك أنصفت ولو مرة واحدة يعني ؛ أما بتقول أنا بدافع عن البوصيري لأنه الله علّم الرسول ما كان وما سيكون ، ليس هذا قول البوصيري ، قول البوصيري من علومك ؛ فهل تستطيع أن تقنعنا قبل أن نخرج أنك متفق معنا أن هذا الكلام لا هو قرآن ولا هو حديث عن الرسول عليه السلام إنما هو كلام رجل وقد يخطئ وقد يصيب ( إن اجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد ) فهل عندك من الجرأة الأدبية بل الاعتقادية أن تقول أخطأ في قوله من علومه ولو كان مأجورا في ذلك إذا كان هو قاصد مجتهدا ؟ فأرجوا أن نسمع هذا الاعتراف ؟
السائل : هو أنا ما وصلت من الناحية اللغوية .
الشيخ : هذه مشكلة بقى .
السائل : حتى ولا أنا في مستوى علمه ولا أعلم منه ...
الشيخ : بس نحن شايفيناك أكثر من هيك ؛ لأنك تقول ما لا يقوله أحد .
السائل : أنا طالب علم فأنا لا أنصب حكما .
سائل آخر : في قصيدة البوصيري في نهايتها يقول " وقيل كل نبي عند أمته ويا محمد هذا العرش فاستلم " أليس هنالك شبهة في هذا الكلام والمغالاة ؟
الحلبي : شيخنا قبل أن ننتقل في نقطة في نفس الحديث يلي تفضلت بذكره أنه في صحيح مسلم يلي تفضيل به أخونا الحديث ، أي نعم أستاذي في الحديث نفسه أن الصحابي الراوي قال " حفظه من حفظه ونسيه من نسيه " إذا في من الصحابة حفظوا هذا الحديث والذي نعتقده يقينا في الصحابة أمناء الشريعة الذين حفظوا لنا الإسلام وما رواه سيد الأنام وكان أحدهم يتلقط لفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليرويه للناس ، هل كانوا يكتمون هذا الذي قاله الرسول من هنا إلى قيام الساعة ما كان وما سيكون ؟
الشيخ : حاشاهم .
الحلبي : إذا لا بد أنهم قالوا ، ولم يقولوا هاهي الكتب بين أيدينا ، الصحيحان والكتب الستة والمسند إلى آخره لم يقولوا هذا الذي ذكره من كل هذه التفاصيل إنما هي عيون الأشياء كما تفضل الشيخ .
الشيخ : أنا بأزيد عليك هات الأحاديث الصحيحة التي يتجمع الأحاديث الصحيحة والأحاديث الحسنة والأحاديث الضعيفة والأحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله فهي لا تساوي قطرة مما في اللوح المحفوظ ، يا جماعة أمر رهيب جدا أن يخرج المسلم في عقيدته عن النقل وعن العقل ، العقل لا يتسع أن يقبل أصحاب الرسول طبيعتهم أن ينقلوا هذا العلم الذي لا يحيط به البشر كله ، البشر كله بما فيه من الأنبياء والرسل وأولياء وصالحين مستحيل أن يحيطوا بما كان وبما سيكون إلى يوم القيامة ، هذا أمر مستحيل .
سائل آخر : هذا كان في حال حياتهم ، كم سرية طلعت في حياة الصحابة يلي كانوا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ هذا أعيدت عليهم .
الشيخ : لا حول ولا قوة إلا بالله .
السائل : محاضرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نصف ساعة أو ساعة أو خمس ساعات ما الذي يمكن أن يقال فيها ؟
الشيخ : مش ممكن .
سائل آخر : ربما رؤوس أقلام أنه في آخر الزمان في كذا وكذا فقط .
الشيخ : هو هذا رؤوس أقلام .
سائل آخر : هل من الجائز أن يحاط علم الله بحديث يوم ؟
الشيخ : مستحيل هذا يا جماعة ، مستحيل .
السائل : مش قال صلى الظهر وطلع كمان مرة يوم واحد .
الشيخ : اسمعوا يا إخواننا .
سائل آخر : ( أمتي أمتي ، فيقال له إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك ) معناه أنه لا يدري .
الشيخ : كلام طيب جدا ، وهذا ...
السائل : وهذا الحديث لا بد من تأويله .
الشيخ : الله أكبر ، الله أكبر ! يا شيخ أول بارك الله فيك .
السائل : يا شيخ أنت ما سمعت مني .
الشيخ : سمعت منك كلمة التأويل .
السائل : هل تحكم عليّ قبل أن أتحدث ؟
الشيخ : لا ، أنا سمعتك عم تقول أول ، نقول لك لماذا لا تؤول ، ما استندت إليه من نصوص تأخذها بأدلتها العامة أنا الآن لما سألتك أخيرا بعض الأسئلة قلت أنا لست بذاك العالم وأنا لا أنصب نفسي لأكون حكما ، ولماذا تنصب نفسك للدفاع عن رأي لك ؟ أول ما تسمع نصا وتشعر في عندك استعداد للجواب عنه وعم تبرز وبتجاوب عنه ؛ اسمح لي بارك الله فيك .
السائل : أنا أجيب الشيء الذي ...
الشيخ : اسمح لي بارك الله فيك ، وإذا ما سئلت سؤال وما عندك جواب بتقول أنا لست عالم أنا طالب علم ، والله أنا وكل إخواننا طلاب علم ، هل فيكم إنسان يقول لا ؟ مهما الإنسان طلب من العلم فهو لا يزال طالبا للعلم ، فإذا قال علمت فقد جهل ، كلنا طلاب علم لكن ، لكن ما نتخلص من الحجة بكلمة أنا طالب علم ، أنا ما أنصب نفسي حكما ؛ اسمح لي يا أخي الله يرضى عليك أنا قلت لك مرارا الله يرضى عليك اسمح لي أكمل كلامي وهذا كما تعلم من آداب المجلس أيضا ، فالرجل ذكرناه جزاه الله خير بحديث ( لا تدري ماذا أحدثوا بعدك ) رأسا قلت هذا الحديث نؤوله ؛ فأنا أخذت هذه الكلمة وكفاني ، لماذا تؤول هذا النص ولم ترض بتأويل النصوص التي قلناها لك ؟ وبتقول الصحابة أدرى ؟ يا أخي ما اختلفنا الصحابة أدرى لكن ما معنى كلام الصحابي ؟ العموم والشمول ، لما الآن نجيب لك آية في القرآن شو رأيك بهذه الآية يمكن تقول والله أنا ما لي عالم أنا طالب علم ...
السائل : لا غلط هذا يا شيخ ...
الشيخ : اسمح لي حتى أكمل موضوعي ، الآن في آية وأنت الآن يبدو أنك حافظ من القرآن ، شو الآية كلها التي تقول: (( ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم )) شو الآية ؟ من يحفظها ؟ (( ما تذر من شيء )) ، هذا عموم ولا خصوص ؟
السائل : عموم .
الشيخ : شو بتقول عمومه أم تخصصه ؟
السائل : لا أعلم .
الشيخ : هذا الذي ظننته ، لما بتسأله سؤال علمي يقول لا أعلم ، لما بتحتك القضية برأيك وعقيدتك وأنت فيه على خطر بتقول ندع النص على عمومه ؛ لماذا لا تدع هذا النص على عمومه ؟ (( ما تذر من شيء )) وما بعدها من شيء ، نفي يتبعه الحصر ، هذا نص عام لكن علماء التفسير بارك الله فيك يجو يقولوا لك ما تذر من شيء أراد الله عز وجل أن يمحوه من وجه الأرض وإلا من هذه الأشياء أرض الله الواسعة ، فهل أهلك الأرض كلها وجعلها هباء منثورا كما سيكون شأن هذه الأرض والكواكب الأخرى يوم القيامة ؟ طبعا لا ؛ فالعلماء هم المصابيح فيجب أن نعتد برأيهم وتفسيرهم ، ما نستقل في فهمنا ونقول إنه هيك الصحابي قال ، آمنا الصحابي قال هكذا لكن هل أراد العموم والشمول آمنا بأن الله قال: (( ما تذر من شيء )) لكن هل المعنى هو العموم والشمول ؟ الجواب هنا لا ، والجواب هناك لا ؛ لماذا ؟ لأن الأدلة الأخرى إذا جمعناها كلها تدلنا على أن علم الله لا يساويه علم عالم في الدنيا ولا ينجيك من المخالفة أن تقول علم هذا العالم الله أعطاه إياه وليس من ذاته ، وعلم الله من ذاته ؛ هذا لا يجوز أبدا وحسبك ختاما ولو مللنا إخواننا بطول الكلام أرجوك أن تفكر فيما قلت آنفا جوابا عن سؤالنا أن الرسول رؤوف والرسول رحيم وصدق الله العظيم ؛ لكن لما سألناك هل رحمة الرسول كرحمة الله ؟ قلت لا ، هل علم الرسول كعلم الله ؟ ما قلت لا .
السائل : قلت لا .
الشيخ : اسمح لي يا أخي الله يرضى عليك ، أنا عم أقرأ الآية (( فويل للمصلين )) لا ، أعوذ بالله ، اسمع تمام الكلام ، قلت علم الرسول كعلم الله من حيث الإحاطة والشمول لكنه حادث ، هذا قلته ، وكما تقول وكلامك مسجل وأنا بعيد عليك هذا الكلام فأقول كلامك مسجل لذلك أرجو أن تفكر في هذا الاعتراف الصريح رحمة النبي لا تساوي رحمة الله ، رأفته لا تساوي رأفة الله ، علم الرسول لا تساوي علم الله ، ومعنى ذلك أنه لا يعلم بكل شيء كما تحتج بحديث معاذ وغيره ، وهي الدليل المانع من أن تقول واحفظ حديث الخضر عليه السلام مثل العلم البشري والعلم الإلهي كقطرة من بحر ، والحديث الذي ذكرته حضرتك شو هو ؟
الحلبي : لا يعلم الغيب إلا الله ، دعي هذا وقولي ...
الشيخ : أي نعم لا يعلم الغيب إلا الله .
السائل : الحديث الذي ساقه الصحابي وهو قول النبي عليه السلام النبي يخبر عنه هو النبي يخبر عنه فكيف لا يعلم وهو يخبر ذلك ؟
الشيخ : الله أكبر .
السائل : لطالما يخبر يقول ألا لايذذن رجالا عن حوضي كما يذاد البعير الضال فأقول هلم هلم ...
الشيخ : اسمع لك بس اسمح لي أنت فيما بعد .
السائل : فإنك ما تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول سحقا سحقا ، الآن النبي عليه السلام مش يحدث ؟
الشيخ : أي نعم .
السائل : يحدث عن شيء سيكون .
الشيخ : أي نعم .
السائل : هو مخبر عنه .
الشيخ : لا .
السائل : لا يخبر عنه ؟
الشيخ : لا ، يخبر عنه إجمالا كما نقول نحن ولا يخبر عنه تفصيلا كما تزعم أنت ، وهذه حجة قاصمة الظهر في هذا الموضوع إذا كنت صحيح بدك تكون منصف ، هو يخبر إجمالا لأن الله عز وجل أعلمه بما سيكون مجملا ؛ لأن الله عز وجل أعلمه بما سيكون مجملا وهذا من الأحاديث التي تؤيد تفسيرنا بحديث حذيفة وغيره مما جاء في مسلم ، هو يعلم إجمالا ولا يعلم تفصيلا ؛ ولذلك يقال له: ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ) فأرجوك منك قليلا من الإنصاف يا أبا عبد الرحمن اليوم دنيا وبكرة آخره (( وما تدري نفس بأي أرض تموت )) وأنا شايفك مثل حكايتي ابيضت ما بيننا وبين القبر إلا شبر شايف ولذلك يحب أن تراجع نفسك ، هذا عقيدة تخالف الكتاب والسنة وإجماع المسلمين خلفا وسلفا وربنا عز وجل يقول في القرآن الكريم : (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) عائذا بالله عز وجل أن يكون أحد في هذا المجلس ممن خرج عن سبيل المؤمنين .
السائل : آمين .
الحلبي : شيخنا معليش آخر شيء ، أستاذنا على التأويل الذي ذكره الحج الله يجزيه الخير أن النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن هذا ، استفدنا من هذا التحديث أنه يعلم فنحن نقول هذا الذي حدث عنه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سيحدث أم لن يحدث ؟ سيحدث ، فإذا سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال أصحابي أصحابي ماذا سيقال له ؟
الشيخ : كذبت ، كذبت .
الحلبي : إنك لا تدري ، يعني كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذا إذا قلت بواحدة جانبت الصواب في الأخرى وإذا أصبت بالأخرى أخطأت في الأولى .
سائل آخر : برضو نحن كعرب يعني لو رحت عند ضابط مخابرات وقال لك أنا أعرف كل شيء عنك .
الشيخ : ... بارك الله فيك .
سائل آخر : خمس نقاط اسمك ومن أي بلد ومش عارف أيش ، فالمحق يعرف عنك كم صفحة وإنما فيه مليون صفحة ، أما هو يقول أنا أعرف كل شيء عنك فنحن عرب المتبادر لنا من السياق من خطبة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه تكلم برؤوس أقلام موجزة أما قائد السرية ...
الشيخ : الحقيقة إنه يا إخواننا إن أخونا أبو عبد الرحمن إن شاء الله ربنا عز وجل يهدينا وإياه إلى سواء الصراط قال كلمة كلمة حق ، إنه هو طالب علم وليس بعالم ، وأنا أعترف كأنه مثلي طالب علم ولكن يجب عليه أن يدرس اللغة العربية وأساليبها ؛ فأنا إذا قلت له الآن أنه في علم اللغة شيء يقال فيه هذا من إطلاق الكل ، وإرادة الجزء " من إطلاق الكل وإرادة الجزء " يا ترى هل تعرف أنت هذا الأسلوب في اللغة العربية ؟
السائل : لا .
الشيخ : هذه مشكلة ، فلما الرسول عليه السلام يقول الحج عرفة ، الذي لا يعرف اللغة العربية ماذا يقول ؟ إذا حجيت وبس انتهى الموضوع ، هذا شيء كثير ؛ لكن الأسلوب العربي يقول أطلق الكل الحج وأراد أيش ؟ شيء من الحج وهو عرفة ، لماذا ؟ لأهميته .
السائل : لأهميته .
الشيخ : أحسنت بارك الله فيك ، لأهمية هذا الشيء ، فمهم جدا أن الله يعلم الرسول له عليه السلام عن بعض أعلام الغيب ويُعلم أصحابه بذلك ؛ أما عن كل كبير وصغير فهذا يكفي ... هذا أمر كما قلنا ولا نؤيد ما قلنا وكفى مشاركة لله في الصفة مع الفارق الذي هو يتمسك به ويدندن حوله ، وذلك مثلا إذا قال الله عز وجل : (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر )) قرآن الفجر يعني تلاوته ؛ لكن ليس هذا المقصود ، ما هو المقصود ؟ صلاة الفجر ، سبحان الله ، الله عم يقول ذلك وقد يحاججني ويقول لي لماذا تؤول القرآن ، القرآن يقول (( وقرآن الفجر )) أنت مش عارف اللغة ؛ مع الأسف العرب اليوم كثير منهم نسي لغته العربية ، وما نحن فيه الآن يكفي (( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر )) والصلوات الأربعة ذكرت في أول الآية وعطف عليها قرآن الفجر أي صلاة الفجر (( إن قرآن الفجر )) أي صلاة الفجر (( كان مشهودا )) هذا بارك الله فيك أسلوب في اللغة العربية كما قال ذلك الصحابي أقول اقتباسا منه: " عرفه من عرفه وجهله من جهله " فيطلق العموم ويراد الخصوص ، يطلق الكل ويراد الجزء ؛ هذه أساليب في اللغة العربية إذ جهلناها انحرفنا كثيرا أو خطيرا .
السائل : الله يجزيك خيرا شيخنا ...
السائل : بمناسبة ذكركم حديث ( من سن في الإسلام سنة حسنة ) أقول عند ما ينكر على بعض الناس شيئا من الأفعال المبتدعة كذكر اسم الله المفرد الله الله الله ، أو كذكر الجهري أو كالخلوة أو الأشياء التابعة لهذا أن هذه بدعة فيقولون هذه سنة حسنة ... ؟
الشيخ : أي نعم ، الحقيقة أن هذا الحديث حديث مهم جدا ؛ لكن أنا من طبيعتي أن لا أريد أن أفرض على الناس الجلوس لأن العلم ، العلم عامة الناس يقولون يبقى جاف ، بدنا شيء يسلينا ، شيء يروح عن قلوبنا ، شيء يدفع النعاس عن عيوننا ، وهكذا ؛ فلذلك أنا أقول من شاء أن يجلس فأنا أجلس معه ، ومن شاء أن ينصرف فقد أنصرف مع ومش أكيد ...
السائل : والله هذا خلاف ما عهدناه قبل يا أستاذي ،
الشيخ : كيف ؟ ... شلون ؟ لازم تكون أنت أول القائمين ؛ الظاهر أنك إذا خالفت القاعدة من عرفك صغيرك ... .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 293
- توقيت الفهرسة : 00:01:54
- نسخة مدققة إملائيًّا