تتمة الكلام على حديث ( إن قوماً يقادون إلى الجنة بالسلاسل .. ) .
A-
A=
A+
السائل : تفسير حديث يسحبون بالسلاسل إلى الجنة ؟
الشيخ : تفسيره ما وقع في العصور الأولى من مجيء المسلمين لكثير من الأسرى الكافرين إلى بلاد المسلمين وهم مغللون في الأصفاد عبيدا أرقاء ؛ فبعد أن يسترقوا ، وبسبب هذا الاسترقاق خدمتهم لأسيادهم ولمن يلوذ بهم ، عرّفهم بشيء من أخلاق المسلمين وعقائدهم كان خافيا عليهم ووجدوا أن ما عرفوه من أخلاقهم وحسن معاملاتهم لأرقائهم وعبيدهم خلاف ما يعرفونه هم في بلادهم من سوء معاملة الأسياد للأرقاء والعبيد ؛ فهذه المعاملة الحسنة فتحت قلوبهم للإسلام ودخلوا فيه أفواجا ، وصار الكثير منهم بسبب النظام الإسلامي الرائع الذي تفرد يومئذ بتشريع ما يعرف في كتب الحديث والفقه بالمكاتبة فضلا عن فك الرقاب المنصوص عليه في القرآن والذي حض عليه الإسلام بأساليب شتى مما كان لا يعرفه الكفار الذين هم الذين ابتدعوا بدعة الاسترقاق للناس الذين هم أمثالهم كما قال عمر في كلمته المشهورة: " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " فوجدوا في الإسلام طرقا كثيرة لتخليص أنفسهم من ذل الاستعباد والاسترقاق ، بعض هذه السبل يعود إلى السيد الذي إما أن يحسن إلى رقيقه وإلى عبده فيعتقه لوجه الله تبارك وتعالى ؛ وإما أن يعتقه كفارة لذنب له شرع الله تكفيرا لهذا الذنب أنه لا بد له من عتق رقبة ، إما وإما أخيرا تأتي تلك المكاتبة والمكاتبة هي : أن يتفق السيد مع العبد أو مع عبد من عبيده أن يصبح حرا إذا ما قدم إلى سيده مبلغا يتفقان عليه ، فإذا ما قدم آخر قسط عليه يصبح حرا ؛ ففتح الإسلام لهؤلاء العبيد أن يكسبوا حريتهم ويفكوا عنهم الرق ؛ فبتلك المعاشرة الحسنة التي ألمحنا إليها آنفا والتي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحض عليها في أحاديث كثيرة كمثل قوله عليه السلام : ( إخوانكم خولكم ) ، كأنه سقط من ذهني عبارة ( فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ) وهكذا ؛ فوجدوا في الشرع الإسلامي ما جذبهم جذبا إلى الدخول في الإسلام بمحض اختيارهم ؛ ولذلك كان منهم من كبار العلماء والفقهاء وحسبكم أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله يلي هو أول الأئمة الأربعة المتبعين هو يعني أن أبوه من هؤلاء الأرقاء فضلا عن مثل طاووس وأمثاله من كبار المحدثين ؛ فهؤلاء ( يعجب ربك من أقوام يجرون إلى الجنة بالسلاسل ) أي أنهم جيء بهم كما قلنا مغللين أسرى ، فلما خالطوا المسلمين وتبين لهم الإسلام الحق آمنوا فدخلوا الجنة بسبب إيمانهم فهم يدخلون الجنة ؛ فهذا هو معنى الحديث ( وإن ربك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة بالسلاسل ) أي إلى الإسلام الذي يأخذ بهم إلى الجنة ، وقد جيء بهم من قبل بالسلاسل ؛ وهذه حقيقة يشهد بها التاريخ الصحيح فكم وكم من مولى من الموالي أي من هؤلاء العبيد الذين أعتقهم أسيادهم أو عتقوا أنفسهم بالمكاتبة ، كم وكم من هؤلاء أصبحوا من كبار العلماء الذين نحن الآن نستفيد العلم منهم ، فهم كانوا أسرى جيء بهم مغللين ... .
الشيخ : تفسيره ما وقع في العصور الأولى من مجيء المسلمين لكثير من الأسرى الكافرين إلى بلاد المسلمين وهم مغللون في الأصفاد عبيدا أرقاء ؛ فبعد أن يسترقوا ، وبسبب هذا الاسترقاق خدمتهم لأسيادهم ولمن يلوذ بهم ، عرّفهم بشيء من أخلاق المسلمين وعقائدهم كان خافيا عليهم ووجدوا أن ما عرفوه من أخلاقهم وحسن معاملاتهم لأرقائهم وعبيدهم خلاف ما يعرفونه هم في بلادهم من سوء معاملة الأسياد للأرقاء والعبيد ؛ فهذه المعاملة الحسنة فتحت قلوبهم للإسلام ودخلوا فيه أفواجا ، وصار الكثير منهم بسبب النظام الإسلامي الرائع الذي تفرد يومئذ بتشريع ما يعرف في كتب الحديث والفقه بالمكاتبة فضلا عن فك الرقاب المنصوص عليه في القرآن والذي حض عليه الإسلام بأساليب شتى مما كان لا يعرفه الكفار الذين هم الذين ابتدعوا بدعة الاسترقاق للناس الذين هم أمثالهم كما قال عمر في كلمته المشهورة: " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " فوجدوا في الإسلام طرقا كثيرة لتخليص أنفسهم من ذل الاستعباد والاسترقاق ، بعض هذه السبل يعود إلى السيد الذي إما أن يحسن إلى رقيقه وإلى عبده فيعتقه لوجه الله تبارك وتعالى ؛ وإما أن يعتقه كفارة لذنب له شرع الله تكفيرا لهذا الذنب أنه لا بد له من عتق رقبة ، إما وإما أخيرا تأتي تلك المكاتبة والمكاتبة هي : أن يتفق السيد مع العبد أو مع عبد من عبيده أن يصبح حرا إذا ما قدم إلى سيده مبلغا يتفقان عليه ، فإذا ما قدم آخر قسط عليه يصبح حرا ؛ ففتح الإسلام لهؤلاء العبيد أن يكسبوا حريتهم ويفكوا عنهم الرق ؛ فبتلك المعاشرة الحسنة التي ألمحنا إليها آنفا والتي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يحض عليها في أحاديث كثيرة كمثل قوله عليه السلام : ( إخوانكم خولكم ) ، كأنه سقط من ذهني عبارة ( فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ) وهكذا ؛ فوجدوا في الشرع الإسلامي ما جذبهم جذبا إلى الدخول في الإسلام بمحض اختيارهم ؛ ولذلك كان منهم من كبار العلماء والفقهاء وحسبكم أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله يلي هو أول الأئمة الأربعة المتبعين هو يعني أن أبوه من هؤلاء الأرقاء فضلا عن مثل طاووس وأمثاله من كبار المحدثين ؛ فهؤلاء ( يعجب ربك من أقوام يجرون إلى الجنة بالسلاسل ) أي أنهم جيء بهم كما قلنا مغللين أسرى ، فلما خالطوا المسلمين وتبين لهم الإسلام الحق آمنوا فدخلوا الجنة بسبب إيمانهم فهم يدخلون الجنة ؛ فهذا هو معنى الحديث ( وإن ربك ليعجب من أقوام يجرون إلى الجنة بالسلاسل ) أي إلى الإسلام الذي يأخذ بهم إلى الجنة ، وقد جيء بهم من قبل بالسلاسل ؛ وهذه حقيقة يشهد بها التاريخ الصحيح فكم وكم من مولى من الموالي أي من هؤلاء العبيد الذين أعتقهم أسيادهم أو عتقوا أنفسهم بالمكاتبة ، كم وكم من هؤلاء أصبحوا من كبار العلماء الذين نحن الآن نستفيد العلم منهم ، فهم كانوا أسرى جيء بهم مغللين ... .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 251
- توقيت الفهرسة : 00:00:43
- نسخة مدققة إملائيًّا