كيف نتعامل مع راوٍ قال فيه الحافظ : " صدوق " ، واختلف العلماء في تجريحه وتوثيقه ؛ مثل نعيم بن حماد في حديث : ( والذي نفسي بيده ؛ لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به ) ؛ فما موقفنا من قول الحافظ : " صدوق " مثلًا ؟
A-
A=
A+
السائل : الحديث الذي - مثلًا - يكون مداره على رجل واحد ، وهذا الرجل قال فيه الحافظ أنه : " صدوق " ، واختلف الأئمة في تجريحه وتوثيقه ، فللإمام يكون فيه رأيين كنعيم بن حماد الفارق في حديث الذي يرويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( والذي نفسي بيده ؛ لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به ) .
الشيخ : نعم .
السائل : فما موقفنا من قول الحافظ : " صدوق " مثلًا ؟
الشيخ : هذا السؤال لما تقول : ما موقفنا ؟ إما أن يكون المقصود به طلبة العلم ، أو أن يكون المقصود به الباحثون المجتهدون ؛ فحينئذٍ الجواب يختلف ، بالنسبة لطلاب العلم والناشئين في هذا المجال عليهم أن يتبعوا اجتهادات الأئمة المتقدمين ؛ كالحافظ بن حجر ، أو الذهبي ، أو من قبلهم إذا لم يختلفوا ، وإذا اختلفوا فيأخذ الخلاصة من المتأخرين ؛ كالذهبي ، والعسقلاني ، لا بد لهؤلاء أن يعتمدوا على ما ذهب إليه العسقلاني ، مثلًا إذا قال في رجل : " صدوق " ؛ فحينئذٍ يُقوَّى حديثه ، ويجعل في مرتبة الحديث الحسن ، هذا بالنسبة لطلاب العلم والناشئين في هذا العلم ، أما بالنسبة للذين مارسوا هذا العلم زمنًا طويلًا فقد يُوافقون ابن حجر أو ابن الذهبي ، وقد يخالفونهما ؛ لما ترجَّح لديهما من الرجوع إلى أقوال السلف الذين نقدوا هذا الراوي ، أو وثَّقوه ، ولا شك أنَّ من كان في هذه المنزلة من العلم ؛ فسوف يجد مآخذَ تُذكر على ابن حجر وعلى غيره ، فهذا له شأن ، وطلاب العلم والناشئون فيه لهم شأن آخر ، هؤلاء عليهم الاتباع ، وأولئك عليهم الاجتهاد ، لكن أشكل عليَّ ما نقلتَه كما فهمتُ ؛ تقول : إن الحافظ قال في نعيم بن حماد : " إنه صدوق " ؛ أكذلك ؟ ولَّا زاد شيئًا آخر ؟ كأن يقول - مثلًا - : يخطئ قليلًا أو كثيرًا أو ؟
السائل : له أوهام .
الشيخ : آ ؟
السائل : له أوهام .
الشيخ : له أوهام ، فنعيم بن حماد عندنا لا يصل حديثه إلى مرتبة الحديث الحسن ، بل هو ضعيف ، يمكن - يمكن أقول - أن يُستشهد به ، أما أن يُحتجَّ به - ولو في مرتبة الحديث الحسن - ؛ فهذا أبعد ما يكون عن الصواب ، أما وجه الإمكان ؛ فلأنَّه معروف أنه كان من أئمة السنة ، أما عدم الاحتجاج به ؛ فلأنَّ فيه ضعفًا معلومًا عنه ، بل قد اتَّهمه بعضهم بالكذب ، فهذا يمنع من الاحتجاج به ، وإذا غُضَّ النظر عن هذا الاتهام له بالكذب يمكن أن نقول : يُستشهد به ، وإلا فهذا الاتهام يقف حجر عثرة في الاستشهاد به ؛ فضلًا عن أنه يقف حجر عثرة في طريق الاستدلال به . هذا جواب سؤالك هذا .
تفضل .
الشيخ : نعم .
السائل : فما موقفنا من قول الحافظ : " صدوق " مثلًا ؟
الشيخ : هذا السؤال لما تقول : ما موقفنا ؟ إما أن يكون المقصود به طلبة العلم ، أو أن يكون المقصود به الباحثون المجتهدون ؛ فحينئذٍ الجواب يختلف ، بالنسبة لطلاب العلم والناشئين في هذا المجال عليهم أن يتبعوا اجتهادات الأئمة المتقدمين ؛ كالحافظ بن حجر ، أو الذهبي ، أو من قبلهم إذا لم يختلفوا ، وإذا اختلفوا فيأخذ الخلاصة من المتأخرين ؛ كالذهبي ، والعسقلاني ، لا بد لهؤلاء أن يعتمدوا على ما ذهب إليه العسقلاني ، مثلًا إذا قال في رجل : " صدوق " ؛ فحينئذٍ يُقوَّى حديثه ، ويجعل في مرتبة الحديث الحسن ، هذا بالنسبة لطلاب العلم والناشئين في هذا العلم ، أما بالنسبة للذين مارسوا هذا العلم زمنًا طويلًا فقد يُوافقون ابن حجر أو ابن الذهبي ، وقد يخالفونهما ؛ لما ترجَّح لديهما من الرجوع إلى أقوال السلف الذين نقدوا هذا الراوي ، أو وثَّقوه ، ولا شك أنَّ من كان في هذه المنزلة من العلم ؛ فسوف يجد مآخذَ تُذكر على ابن حجر وعلى غيره ، فهذا له شأن ، وطلاب العلم والناشئون فيه لهم شأن آخر ، هؤلاء عليهم الاتباع ، وأولئك عليهم الاجتهاد ، لكن أشكل عليَّ ما نقلتَه كما فهمتُ ؛ تقول : إن الحافظ قال في نعيم بن حماد : " إنه صدوق " ؛ أكذلك ؟ ولَّا زاد شيئًا آخر ؟ كأن يقول - مثلًا - : يخطئ قليلًا أو كثيرًا أو ؟
السائل : له أوهام .
الشيخ : آ ؟
السائل : له أوهام .
الشيخ : له أوهام ، فنعيم بن حماد عندنا لا يصل حديثه إلى مرتبة الحديث الحسن ، بل هو ضعيف ، يمكن - يمكن أقول - أن يُستشهد به ، أما أن يُحتجَّ به - ولو في مرتبة الحديث الحسن - ؛ فهذا أبعد ما يكون عن الصواب ، أما وجه الإمكان ؛ فلأنَّه معروف أنه كان من أئمة السنة ، أما عدم الاحتجاج به ؛ فلأنَّ فيه ضعفًا معلومًا عنه ، بل قد اتَّهمه بعضهم بالكذب ، فهذا يمنع من الاحتجاج به ، وإذا غُضَّ النظر عن هذا الاتهام له بالكذب يمكن أن نقول : يُستشهد به ، وإلا فهذا الاتهام يقف حجر عثرة في الاستشهاد به ؛ فضلًا عن أنه يقف حجر عثرة في طريق الاستدلال به . هذا جواب سؤالك هذا .
تفضل .