هل سبق لكم أن ضعفتم حديثاً في صحيح البخاري وهل سبقكم بعض المحدثين أو القدامى إلى هذا الصنيع.؟
A-
A=
A+
الشيخ : إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . نفتتح الليلة مباشرة بتلقي الأسئلة التي قد تكون متوفرة عند بعض إخواننا ونجيب عليها إن شاء الله بما يسر الله لنا ثم نختصر الجلسة بقدر الإمكان لظروف عارضة وهي وإن كانت عارضة فليس فيها شيء ما يزعج إنما نحن معكم إلى الساعة العاشرة و النصف وبالكثير إلى الحادي عشر فتوكلوا على الله وهاتوا ما عندكم , تفضل .
السائل : شيخنا السؤال هو هل سبق للشيخ أن ضعف أحاديث في البخاري وأفردها في كتاب ما وإن حصل ذلك فهل سبقك إلى ذلك العلماء نرجوا مع التبيين وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : حدد اسم الإشارة " إلى ذلك " إلى ماذا لأن سؤالك يتضمن شيئين هل سبق لك أن ضعفت شيئا من أحاديث البخاري وهل جمعت في ذلك كتابا ! فلما ذكرت هل سبقك إلى ذلك ماذا تعني إلى تضعيف أو إلى تأليف ؟
السائل : إلى الثنتين .
الشيخ : الثنتان واحدة يصح له ...بقول واحدة ... أما أنه سبق لي أن ضعفت بعض أحاديث البخاري فهذه حقيقة يجب الاعتراف بها ولا يجوز إنكارها ذلك لأسباب كثيرة جدا أولها أن المسلمين كافة لا فرق بين عالم أو متعلم أو جاهل مسلم كلهم يجمعون على أنه لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى هذا من النتائج البدهية أيضا أن أي كتاب يخطر في بال المسلم أو يسمع باسمه قبل أن يقف على رسمه لا بد أن يرسخ في ذهنه أنه لا بد أن يكون فيه شيء من الخطأ لأن العقيدة السابقة أن العصمة من البشر لم يحظ بها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم , من هنا يروى عن الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال: " أبى الله أن يتم إلا كتابه " .
فهذه حقيقة لا تقبل المناقشة هذا أولا هذا كأصل أما كتفريع فنحن وذلك من فضل الله علينا و على الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولكن أكثر الناس لا يشكرون قد مكنني الله عز وجل من دراسة علم الحديث أصولا و فروعا و تعديلا و تجريحا حتى تمكنت إلى حد كبير بفضل الله ورحمته أيضا أن أعرف الحديث الصحيح من الضعيف من الموضوع من دراستي لهذا العلم على ذلك طبقت هذه الدراسة على بعض الأحاديث التي جاءت في صحيح البخاري فوجدت نتيجة هذه الدراسة أن هناك بعض الأحاديث التي لا تبلغ مرتبة الحسن فضلا عن مرتبة الصحة في صحيح البخاري فضلا عن صحيح مسلم .
هذا جوابي عما يتعلق بي أنا , أما ما يتعلق بغيري مما جاء في سؤالك وهو هل سبقك أحد فأقول والحمد لله سُبقت من ناس كثيرين هم أقعد مني وأعرف مني بهذا العلم الشريف وقدامى جدا قبلي بنحو ألف سنة كالإمام الدراقطني وغيره فقد انتقدوا الصحيحين في عشرات الأحاديث أما أنا فلم يبلغ بي الأمر أن أنتقد عشرة أحاديث .
ذلك لأنني وُجدت في عصر لا يمكنني من أن أتفرغ لنقد أحاديث البخاري ثم أحاديث مسلم ذلك لأننا نحن بحاجة أكبر إلى تتبع الأحاديث التي وجدت في السنن الأربعة فضلا عن المسانيد و المعاجم ونحو ذلك لنبين صحتها من ضعفها بينما الإمام البخاري ومسلم قد قاموا بواجب تنقية هذه الأحاديث التي أودعوها في الصحيحين من مئات الألوف من الأحاديث فهذا جهد عظيم جدا جدا ولذلك ليس من العلم ولا من الحكمة في شيء أن أتوجه أنا إلى نقد الصحيحين وأدع الأحاديث الموجودة في السنن الأربعة و غيرها مش معروف صحيحها من ضعيفها لكن في أثناء البحث العلمي تمر معي بعض الأحاديث في الصحيحين أو في أحدهما فينكشف لي أن هناك بعض الأحاديث الضعيفة لكن من كان في ريب مما أحكم أنا على بعض الأحاديث فليعد إلى فتح الباري فسيجد هناك أشياء كثيرة وكثيرة جدا ينتقدها الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني الذي يسمى بحق أمير المؤمنين في الحديث والذي أعتقد أنا وأظن أن كل من كان مشاركا في هذا العلم يوافقني على أنه لم تلد النساء بعده مثله هذا الإمام أحمد بن حجر العسقلاني يبين في أثناء شرحه أخطاء كثيرة في أحاديث البخاري يرجح أحيانا ما كان ليس في صحيح مسلم فقط بل وما جاء في بعض السنن وفي بعض المسانيد .
ثم نقدي لبعض الأحاديث الموجودة في صحيح البخاري تارة تكون للحديث كله أي يقال هذا حديث ضعيف و تارة يكون نقدا لجزء من حديث أصل الحديث صحيح لكن جزء منه غير صحيح من النوع الأول مثلا حديث ابن عباس قال: " تزوج -أو- نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم " هذا حديث ليس من الأحاديث التي تفرد بها البخاري دون صاحبه مسلم بل اشتركا واتفقا على رواية الحديث في صحيحيهما والسبب في ذلك أن السند إلى راوي هذا الحديث وهو عبد الله بن عباس لا غبار عليه فهو إسناد صحيح لا مجال لنقد أحد رواته بينما هناك أحاديث أخرى هناك مجال لنقدها من فرد من أفراد رواته مثلا من رجال البخاري رجل اسمه فليح بن سليمان هذا يصفه الحافظ ابن حجر في كتابه التقريب بأنه صدوق سيء الحفظ فهذا إذا روى حديثا في صحيح البخاري و تفرد به ولم يكن له متابعا أو لم يكن لحديثه شاهد يبقى حديثه في مرتبة الضعيف الذي يقبل التقوية بمتابع أو بشاهد ، فحديث ميمونة وأن الرسول عليه السلام تزوجها وهو محرم لا مجال لنقد إسناده من حيث فرد من أفراد رواته كفليح بن سليمان مثلا لا . كلهم ثقات أثبات لذلك لم يجد الناقدون لهذا الحديث من العلماء الذين سبقونا بقرون لم يجدوا مجالا لنقد هذا الحديث إلا في راويه الأول وهو ابن عباس وهو صحابي جليل فقالوا بأن الوهم جاء من ابن عباس ذلك لأنه كان صغير السن من جهة , ومن جهة أخرى أنه خالف في روايته لصاحبة القصة أي زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي هي ميمونة فقد صح عنها أنه عليه السلام تزوجها وهما حلال . إذًا هذا حديث وهم فيه راويه الأول هو ابن عباس فكان الحديث ضعيفا وهو كما ترون كلمات محدودات تزوج ميمونة وهو محرم أربعة كلمات تزوج , ميمونة , وهو ,محرم , مثل هذا الحديث وقد يكون أطول منه وله أمثلة أخرى في صحيح البخاري النوع الثاني يكون الحديث أصله صحيحا لكن أحد رواته أخطأ من حيث أنه أدرج في متنه جملة ليست من حديث النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك الحديث المعروف في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ) إلى هنا الحديث صحيح وله شواهد كثيرة زاد أحد الرواة في صحيح البخاري " فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل " قال الحافظ ابن حجر العسقلاني وقال ابن قيم الجوزية وقال شيخه ابن تيمية و قال الحافظ المنذري وقال علماء آخرين: هذه الزيادة مدرجة ليست من كلام الرسول عليه السلام وإنما هو من كلام أبي هريرة إذا الجواب تم حتى الآن عن الشطر الأول أي انتقدت بعض الأحاديث وسبقت من أئمة كثيرين أما أنني ألفت أو ألف غيري فأنا ما ألفت أما غيري فقد ألفوا لكن لا نعرف اليوم كتابا بهذا الصدد هذا جواب ما سألت. تفضل .
السائل : شيخنا السؤال هو هل سبق للشيخ أن ضعف أحاديث في البخاري وأفردها في كتاب ما وإن حصل ذلك فهل سبقك إلى ذلك العلماء نرجوا مع التبيين وجزاكم الله خيرا ؟
الشيخ : حدد اسم الإشارة " إلى ذلك " إلى ماذا لأن سؤالك يتضمن شيئين هل سبق لك أن ضعفت شيئا من أحاديث البخاري وهل جمعت في ذلك كتابا ! فلما ذكرت هل سبقك إلى ذلك ماذا تعني إلى تضعيف أو إلى تأليف ؟
السائل : إلى الثنتين .
الشيخ : الثنتان واحدة يصح له ...بقول واحدة ... أما أنه سبق لي أن ضعفت بعض أحاديث البخاري فهذه حقيقة يجب الاعتراف بها ولا يجوز إنكارها ذلك لأسباب كثيرة جدا أولها أن المسلمين كافة لا فرق بين عالم أو متعلم أو جاهل مسلم كلهم يجمعون على أنه لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلى هذا من النتائج البدهية أيضا أن أي كتاب يخطر في بال المسلم أو يسمع باسمه قبل أن يقف على رسمه لا بد أن يرسخ في ذهنه أنه لا بد أن يكون فيه شيء من الخطأ لأن العقيدة السابقة أن العصمة من البشر لم يحظ بها أحد إلا رسول الله صلى الله عليه و سلم , من هنا يروى عن الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال: " أبى الله أن يتم إلا كتابه " .
فهذه حقيقة لا تقبل المناقشة هذا أولا هذا كأصل أما كتفريع فنحن وذلك من فضل الله علينا و على الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولكن أكثر الناس لا يشكرون قد مكنني الله عز وجل من دراسة علم الحديث أصولا و فروعا و تعديلا و تجريحا حتى تمكنت إلى حد كبير بفضل الله ورحمته أيضا أن أعرف الحديث الصحيح من الضعيف من الموضوع من دراستي لهذا العلم على ذلك طبقت هذه الدراسة على بعض الأحاديث التي جاءت في صحيح البخاري فوجدت نتيجة هذه الدراسة أن هناك بعض الأحاديث التي لا تبلغ مرتبة الحسن فضلا عن مرتبة الصحة في صحيح البخاري فضلا عن صحيح مسلم .
هذا جوابي عما يتعلق بي أنا , أما ما يتعلق بغيري مما جاء في سؤالك وهو هل سبقك أحد فأقول والحمد لله سُبقت من ناس كثيرين هم أقعد مني وأعرف مني بهذا العلم الشريف وقدامى جدا قبلي بنحو ألف سنة كالإمام الدراقطني وغيره فقد انتقدوا الصحيحين في عشرات الأحاديث أما أنا فلم يبلغ بي الأمر أن أنتقد عشرة أحاديث .
ذلك لأنني وُجدت في عصر لا يمكنني من أن أتفرغ لنقد أحاديث البخاري ثم أحاديث مسلم ذلك لأننا نحن بحاجة أكبر إلى تتبع الأحاديث التي وجدت في السنن الأربعة فضلا عن المسانيد و المعاجم ونحو ذلك لنبين صحتها من ضعفها بينما الإمام البخاري ومسلم قد قاموا بواجب تنقية هذه الأحاديث التي أودعوها في الصحيحين من مئات الألوف من الأحاديث فهذا جهد عظيم جدا جدا ولذلك ليس من العلم ولا من الحكمة في شيء أن أتوجه أنا إلى نقد الصحيحين وأدع الأحاديث الموجودة في السنن الأربعة و غيرها مش معروف صحيحها من ضعيفها لكن في أثناء البحث العلمي تمر معي بعض الأحاديث في الصحيحين أو في أحدهما فينكشف لي أن هناك بعض الأحاديث الضعيفة لكن من كان في ريب مما أحكم أنا على بعض الأحاديث فليعد إلى فتح الباري فسيجد هناك أشياء كثيرة وكثيرة جدا ينتقدها الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني الذي يسمى بحق أمير المؤمنين في الحديث والذي أعتقد أنا وأظن أن كل من كان مشاركا في هذا العلم يوافقني على أنه لم تلد النساء بعده مثله هذا الإمام أحمد بن حجر العسقلاني يبين في أثناء شرحه أخطاء كثيرة في أحاديث البخاري يرجح أحيانا ما كان ليس في صحيح مسلم فقط بل وما جاء في بعض السنن وفي بعض المسانيد .
ثم نقدي لبعض الأحاديث الموجودة في صحيح البخاري تارة تكون للحديث كله أي يقال هذا حديث ضعيف و تارة يكون نقدا لجزء من حديث أصل الحديث صحيح لكن جزء منه غير صحيح من النوع الأول مثلا حديث ابن عباس قال: " تزوج -أو- نكح رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم " هذا حديث ليس من الأحاديث التي تفرد بها البخاري دون صاحبه مسلم بل اشتركا واتفقا على رواية الحديث في صحيحيهما والسبب في ذلك أن السند إلى راوي هذا الحديث وهو عبد الله بن عباس لا غبار عليه فهو إسناد صحيح لا مجال لنقد أحد رواته بينما هناك أحاديث أخرى هناك مجال لنقدها من فرد من أفراد رواته مثلا من رجال البخاري رجل اسمه فليح بن سليمان هذا يصفه الحافظ ابن حجر في كتابه التقريب بأنه صدوق سيء الحفظ فهذا إذا روى حديثا في صحيح البخاري و تفرد به ولم يكن له متابعا أو لم يكن لحديثه شاهد يبقى حديثه في مرتبة الضعيف الذي يقبل التقوية بمتابع أو بشاهد ، فحديث ميمونة وأن الرسول عليه السلام تزوجها وهو محرم لا مجال لنقد إسناده من حيث فرد من أفراد رواته كفليح بن سليمان مثلا لا . كلهم ثقات أثبات لذلك لم يجد الناقدون لهذا الحديث من العلماء الذين سبقونا بقرون لم يجدوا مجالا لنقد هذا الحديث إلا في راويه الأول وهو ابن عباس وهو صحابي جليل فقالوا بأن الوهم جاء من ابن عباس ذلك لأنه كان صغير السن من جهة , ومن جهة أخرى أنه خالف في روايته لصاحبة القصة أي زوج النبي صلى الله عليه وسلم التي هي ميمونة فقد صح عنها أنه عليه السلام تزوجها وهما حلال . إذًا هذا حديث وهم فيه راويه الأول هو ابن عباس فكان الحديث ضعيفا وهو كما ترون كلمات محدودات تزوج ميمونة وهو محرم أربعة كلمات تزوج , ميمونة , وهو ,محرم , مثل هذا الحديث وقد يكون أطول منه وله أمثلة أخرى في صحيح البخاري النوع الثاني يكون الحديث أصله صحيحا لكن أحد رواته أخطأ من حيث أنه أدرج في متنه جملة ليست من حديث النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك الحديث المعروف في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم ( إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من آثار الوضوء ) إلى هنا الحديث صحيح وله شواهد كثيرة زاد أحد الرواة في صحيح البخاري " فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل " قال الحافظ ابن حجر العسقلاني وقال ابن قيم الجوزية وقال شيخه ابن تيمية و قال الحافظ المنذري وقال علماء آخرين: هذه الزيادة مدرجة ليست من كلام الرسول عليه السلام وإنما هو من كلام أبي هريرة إذا الجواب تم حتى الآن عن الشطر الأول أي انتقدت بعض الأحاديث وسبقت من أئمة كثيرين أما أنني ألفت أو ألف غيري فأنا ما ألفت أما غيري فقد ألفوا لكن لا نعرف اليوم كتابا بهذا الصدد هذا جواب ما سألت. تفضل .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 739
- توقيت الفهرسة : 00:02:01
- نسخة مدققة إملائيًّا