اجتماع الشيخ الألباني مع الشيخ عبد الرحيم صديق في سفره إلى العمرة في أواخر شهر رجب ، وتنبيهه على خطأ وقع في " السلسلة الصحيحة " في حديث برقم : ( 308 ) ، وهو حديث : ( اللهم أحيِني مسكينًا ) . والكلام على ترتيب " مسند الحميدي " وتقوية الحديث بالطرق والشواهد .
A-
A=
A+
الشيخ : ... (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :
= -- ... -- =
إن السفر يُفيد صاحبه فوائد كثيرة ، ومنها إذا ما كُتِب للمسافر أن يلقى طائفةً أو بعضًا من أهل العلم ، وقد كتب الله - تبارك وتعالى - لي أن أعتمر في أواخر شهر رجب الماضي ، وأن ألتقِيَ مع بعض العلماء في مكة المكرمة من الذين لهم نظرٌ قويٌّ من المشاركة في علم السنة والحديث ، ولا شك أن الاجتماع مع أمثال هؤلاء مما يُفيد طالب العلم أمثالي فوائد كثيرة ، ومن ذلك أن يُنبَّهَ من مثل أولئك المشتغلين بعلم الحديث والسنة إلى بعض ما قد يكون وَهِمَ فيه أو أخطأ فيه ، وفعلًا استفدتُ في هذه الرحلة فوائد ، رأيت من واجبي عليَّ أن أنبِّهَكم على هذه الفائدة لأنها تتعلَّق بالتنبيه على خطأ لي وقع لي في الحديث الثامن بعد الثلاث مئة من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ؛ ولذلك فأنا أرجو كل مَن كان عنده هذا الكتاب " سلسلة الأحاديث الصحيحة " أن يأخذ هذا التنبيه حول الحديث الثامن بعد الثلاث مئة ، نصُّ هذا الحديث هو المشهور : ( اللهم أحيِني مسكينًا ، وأَمِتني مسكينًا ، واحشُرْني في زمرة المساكين ) ، أول ما ذكرته في تخريج هذا الحديث هو قولي الآتي : " أخرجه عبد بن حميد في المنتخب من المسند " ، وذكرت الورقة وهي العاشرة بعد المئة ، والوجه الثاني ، وقلت : " فقال عبد بن حميد : حدثني ابن أبي شيبة ، حدثنا وكيع ، عن همام ، عن قتادة ، عن أبي عيسى الأسواري ، عن أبي سعيد : " أحبُّوا المساكين ؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول في دعائه ، فذكره " .
قلت : " وهذا إسناد حسن عندي ، رجاله كلهم ثقات رجال الشَّيخين " إلى آخره ، فنبَّهني ذلك الرجل الفاضل ويسمَّى بـ " عبد الرحيم صدِّيق " ، ويجب أن نذكر الفضل لأهله ، أن نعزوه لأهله ، وهذا الرجل من فضله أن الله - عز وجل - قد أنعم عليه بمال الكثير فصَرَفَه في التطواف في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها للحصول على مخطوطات في علم الحديث والسنة وتصويرها ؛ ولذلك فقد تيسَّر له من الكتب النفيسة الشيء الكثير ممَّن لم نقف نحن حتى الآن عليه ، ولستُ الآن في صدد بيان هذه الفوائد التي اكتسبناها بالاطِّلاع على فهرس هذا الفاضل الذي جمع فيه أسماء تلك الكتب المصورة لديه ، ولكني في صدد ذكر هذا الخطأ الذي نبَّهَني عليه ، لقد قال - وصدق فيما قال - : إنني حينما عزوتُ هذا الحديث لعبد بن حميد في " مسنده " انتقل بصرك من متن هذا السند إلى هذا المتن ، هذا السند سند عبد بن حميد الذي تلوته عليكم متنه غير حديث : ( اللهم أحيِني مسكينًا ) ، وهذا الحديث : ( اللهم أحيِني مسكينًا ) إسناده غير هذا الإسناد ، وهما وراء بعض ، فحينما نقلتُ هذا المتن بدل ما يقع بصري على السند الثاني الذي هو في هذا المتن انتقل بصري إلى سند قبله لمتن آخر لحديث آخر ، وهذا الحديث الآخر هو : ( عودوا المرض ، واتبعوا الجنائز ) ، وهو - أيضًا - من حديث أبي سعيد الخدري .
وهذا " مسند عبد بن حميد " أو " المنتخب " منه أسلوبه في ذكر الأحاديث على طريقة المسانيد ؛ لأنه أصله مسند ، والمسانيد تسوق الأحاديث عن الصحابي الواحد سردًا دون مراعاة أبواب ولا أيِّ نظام ، إنما حدثني فلان عن فلان عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله كذا ، إسناد ثاني بحديث ثاني ، وثالث وهكذا ، فالخطأ الذي نبَّهَني عليه هو هذا ، هذا المتن ليس له هذا السند ، إنما له إسناد آخر ، وأنا بطبيعة الحال قلت له : لا بد من البحث والتحقيق منشان التحقيق العلمي ؛ لأنه أراني نسخة عنده مما حصَّلَ عليها بخط جميل جدًّا ، ويشبه خطُّها خطَّ المصاحف المعروف اليوم ، قلت : لا أستطيع الآن الموافقة على صحة هذه التخطئة أو على خطئها حتى نرجع إلى النُّسخ القديمة التي عندنا خشية أن تكون هذه النسخة خطأ ، وفعلًا أول ما رجعت إلى المكتبة راجعت نسختين عندي من " مسند عبد بن حميد " أو " منتخب من مسند عبد بن حميد " ، فتبيَّن لي خطئي وصواب ذلك الرجل الفاضل ؛ لذلك فرأيتُ من الخير الاستعجال لتقديم هذه الملاحظة خشيةَ أن لا نتمكَّن من إعادة طبع الكتاب من قريب ، ولَريثما يُعاد طبع وقد لا يعاد ، الله أعلم بذلك ؛ فأرى أن تحفظوا هذا عني أوَّلًا ، وأن يُبلِّغَ الشاهد الغائب تبرئة للذِّمَّة .
إلى هنا ينتهي تنبيهي على خطئي في نقل هذا الإسناد لهذا الحديث .
السائل : ... .
الشيخ : اسمع يا أخي ، اسمع نصف الكلام مع الجواب ، أنا ما قلت : إلى هنا ينتهي بيان خطئي إلا لأن للكلام تتمَّة ، فيرد هنا سؤال بطبيعة الحال ؛ فبعد أن عرفنا أن هذا السند الذي حسَّنْتُه ليس لهذا المتن ؛ فما حال إسناد هذا الحديث الذي كان ينبغي أن يكون هنا ولم يقَعْ لحكمة يريدها الله ، ومن أبرز هذه الحكم أن تعلموا أن الشَّيخ يخطئ إذا ما كنتم آمنتم لسَّا أنُّو الشَّيخ والمشايخ مثلي طبعًا لا هم أحسن مني ولا أنا أحسن منهم ، هذا من الحكمة أن تعرفوا أن العصمة لله - عز وجل - وحده ، تعرفوا ، لكن تتأكدوا من ذلك .
فما قيمة هذا الإسناد الذي كان ينبغي أن يُوضع هنا بدل هذا ؟
الجواب : هذا الإسناد هو ضعيف ، بينما هذا حَسَن ، وبناءً على وهمي السابق أنُّو هذا الإسناد الحسن هو إسناد هذا الحديث أجملتُ الكلام عن بقية الأحاديث أو الأسانيد التي لهذا الحديث في قولي هنا : " وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد ، وشواهد عن أنس بن مالك وعبادة ابن الصامت وابن عباس خرَّجتها كلها في " إرواء الغليل " رقم كذا ، وإنما آثرت إيراد هذه الطريق هنا لأنها مع صلاح سندها عزيزة " إلى آخره . فإذًا هذا الصلاح ذهب طاح ، فالسند الحقيقي لهذا المتن ضعيف .
إذًا ما حكم هذا الحديث ؟
الجواب سيكون في الجلسة الآتية ؛ لأنُّو الآن الواقع بعدما خسرنا هذا الإسناد لدى التحقيق يجب إعادة النظر في مفردات تلك الطرق والشاهد المذكور ، فقد تكون أسانيدها أو مفرداتها ضعيفة ضعفًا يسيرًا ينجبِرُ ضعفها بمجموع طرقها ، وقد يكون الأمر غير ذلك ؛ لأننا ننبِّه دائمًا وأبدًا تبعًا لعلماء الحديث أن الحديث الذي يتقوَّى بكثرة الطرق يُشترط في هذه الطرق أن لا يشتدَّ ضعفها ، أنا في هذا التخريج ما تطرَّقت لهذه الناحية ؛ أي : لبيان أن هذه الطرق شديدة الضعف أو متوسطة الضعف ، أما الآن بعد تكشُّفنا لهذا الخطأ لا بد من دراسة مفردات هذه الطرق ؛ فإما أن يكون ضعفها يسيرًا ينجبر بمجموعها ، وإما أن يكون خلاف ذلك ، فإن كان الأول فيبقى الحديث مُحتجًّا به ، لكن ليس في مرتبة الصحة ؛ لأن العمدة في التصحيح كان بناءً على هذا السند ، وهذا - كما قلنا - راح وطاح ، ولكن يكون في مرتبة الحسن لغيره ، وقد لا تصل هذه الطرق إلى تقوية الحديث لهذه المرتبة ؛ فإذًا الجواب من هذه الحيثيَّة ؛ أي : باختصار هل يظل هذا الحديث في حصة كتاب " سلسلة الأحاديث الصحيحة " بعد بيان هذا الخطأ أم يُنقل من هنا إلى الكتاب الآخر ؟ أرجو أن يكون الجواب عن هذا في الاجتماع القادم - إن شاء الله - .
هذا ما أردتُ تنبيهكم عليه في الوقت القصير الضَّيِّق .
شو باقي لسا ؟
سائل آخر : ربع ساعة .
الشيخ : ربع ساعة .
فإنَّ خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وآله وسلم - ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وبعد :
= -- ... -- =
إن السفر يُفيد صاحبه فوائد كثيرة ، ومنها إذا ما كُتِب للمسافر أن يلقى طائفةً أو بعضًا من أهل العلم ، وقد كتب الله - تبارك وتعالى - لي أن أعتمر في أواخر شهر رجب الماضي ، وأن ألتقِيَ مع بعض العلماء في مكة المكرمة من الذين لهم نظرٌ قويٌّ من المشاركة في علم السنة والحديث ، ولا شك أن الاجتماع مع أمثال هؤلاء مما يُفيد طالب العلم أمثالي فوائد كثيرة ، ومن ذلك أن يُنبَّهَ من مثل أولئك المشتغلين بعلم الحديث والسنة إلى بعض ما قد يكون وَهِمَ فيه أو أخطأ فيه ، وفعلًا استفدتُ في هذه الرحلة فوائد ، رأيت من واجبي عليَّ أن أنبِّهَكم على هذه الفائدة لأنها تتعلَّق بالتنبيه على خطأ لي وقع لي في الحديث الثامن بعد الثلاث مئة من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ؛ ولذلك فأنا أرجو كل مَن كان عنده هذا الكتاب " سلسلة الأحاديث الصحيحة " أن يأخذ هذا التنبيه حول الحديث الثامن بعد الثلاث مئة ، نصُّ هذا الحديث هو المشهور : ( اللهم أحيِني مسكينًا ، وأَمِتني مسكينًا ، واحشُرْني في زمرة المساكين ) ، أول ما ذكرته في تخريج هذا الحديث هو قولي الآتي : " أخرجه عبد بن حميد في المنتخب من المسند " ، وذكرت الورقة وهي العاشرة بعد المئة ، والوجه الثاني ، وقلت : " فقال عبد بن حميد : حدثني ابن أبي شيبة ، حدثنا وكيع ، عن همام ، عن قتادة ، عن أبي عيسى الأسواري ، عن أبي سعيد : " أحبُّوا المساكين ؛ فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول في دعائه ، فذكره " .
قلت : " وهذا إسناد حسن عندي ، رجاله كلهم ثقات رجال الشَّيخين " إلى آخره ، فنبَّهني ذلك الرجل الفاضل ويسمَّى بـ " عبد الرحيم صدِّيق " ، ويجب أن نذكر الفضل لأهله ، أن نعزوه لأهله ، وهذا الرجل من فضله أن الله - عز وجل - قد أنعم عليه بمال الكثير فصَرَفَه في التطواف في كثير من البلاد الإسلامية وغيرها للحصول على مخطوطات في علم الحديث والسنة وتصويرها ؛ ولذلك فقد تيسَّر له من الكتب النفيسة الشيء الكثير ممَّن لم نقف نحن حتى الآن عليه ، ولستُ الآن في صدد بيان هذه الفوائد التي اكتسبناها بالاطِّلاع على فهرس هذا الفاضل الذي جمع فيه أسماء تلك الكتب المصورة لديه ، ولكني في صدد ذكر هذا الخطأ الذي نبَّهَني عليه ، لقد قال - وصدق فيما قال - : إنني حينما عزوتُ هذا الحديث لعبد بن حميد في " مسنده " انتقل بصرك من متن هذا السند إلى هذا المتن ، هذا السند سند عبد بن حميد الذي تلوته عليكم متنه غير حديث : ( اللهم أحيِني مسكينًا ) ، وهذا الحديث : ( اللهم أحيِني مسكينًا ) إسناده غير هذا الإسناد ، وهما وراء بعض ، فحينما نقلتُ هذا المتن بدل ما يقع بصري على السند الثاني الذي هو في هذا المتن انتقل بصري إلى سند قبله لمتن آخر لحديث آخر ، وهذا الحديث الآخر هو : ( عودوا المرض ، واتبعوا الجنائز ) ، وهو - أيضًا - من حديث أبي سعيد الخدري .
وهذا " مسند عبد بن حميد " أو " المنتخب " منه أسلوبه في ذكر الأحاديث على طريقة المسانيد ؛ لأنه أصله مسند ، والمسانيد تسوق الأحاديث عن الصحابي الواحد سردًا دون مراعاة أبواب ولا أيِّ نظام ، إنما حدثني فلان عن فلان عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله كذا ، إسناد ثاني بحديث ثاني ، وثالث وهكذا ، فالخطأ الذي نبَّهَني عليه هو هذا ، هذا المتن ليس له هذا السند ، إنما له إسناد آخر ، وأنا بطبيعة الحال قلت له : لا بد من البحث والتحقيق منشان التحقيق العلمي ؛ لأنه أراني نسخة عنده مما حصَّلَ عليها بخط جميل جدًّا ، ويشبه خطُّها خطَّ المصاحف المعروف اليوم ، قلت : لا أستطيع الآن الموافقة على صحة هذه التخطئة أو على خطئها حتى نرجع إلى النُّسخ القديمة التي عندنا خشية أن تكون هذه النسخة خطأ ، وفعلًا أول ما رجعت إلى المكتبة راجعت نسختين عندي من " مسند عبد بن حميد " أو " منتخب من مسند عبد بن حميد " ، فتبيَّن لي خطئي وصواب ذلك الرجل الفاضل ؛ لذلك فرأيتُ من الخير الاستعجال لتقديم هذه الملاحظة خشيةَ أن لا نتمكَّن من إعادة طبع الكتاب من قريب ، ولَريثما يُعاد طبع وقد لا يعاد ، الله أعلم بذلك ؛ فأرى أن تحفظوا هذا عني أوَّلًا ، وأن يُبلِّغَ الشاهد الغائب تبرئة للذِّمَّة .
إلى هنا ينتهي تنبيهي على خطئي في نقل هذا الإسناد لهذا الحديث .
السائل : ... .
الشيخ : اسمع يا أخي ، اسمع نصف الكلام مع الجواب ، أنا ما قلت : إلى هنا ينتهي بيان خطئي إلا لأن للكلام تتمَّة ، فيرد هنا سؤال بطبيعة الحال ؛ فبعد أن عرفنا أن هذا السند الذي حسَّنْتُه ليس لهذا المتن ؛ فما حال إسناد هذا الحديث الذي كان ينبغي أن يكون هنا ولم يقَعْ لحكمة يريدها الله ، ومن أبرز هذه الحكم أن تعلموا أن الشَّيخ يخطئ إذا ما كنتم آمنتم لسَّا أنُّو الشَّيخ والمشايخ مثلي طبعًا لا هم أحسن مني ولا أنا أحسن منهم ، هذا من الحكمة أن تعرفوا أن العصمة لله - عز وجل - وحده ، تعرفوا ، لكن تتأكدوا من ذلك .
فما قيمة هذا الإسناد الذي كان ينبغي أن يُوضع هنا بدل هذا ؟
الجواب : هذا الإسناد هو ضعيف ، بينما هذا حَسَن ، وبناءً على وهمي السابق أنُّو هذا الإسناد الحسن هو إسناد هذا الحديث أجملتُ الكلام عن بقية الأحاديث أو الأسانيد التي لهذا الحديث في قولي هنا : " وللحديث طريق أخرى عن أبي سعيد ، وشواهد عن أنس بن مالك وعبادة ابن الصامت وابن عباس خرَّجتها كلها في " إرواء الغليل " رقم كذا ، وإنما آثرت إيراد هذه الطريق هنا لأنها مع صلاح سندها عزيزة " إلى آخره . فإذًا هذا الصلاح ذهب طاح ، فالسند الحقيقي لهذا المتن ضعيف .
إذًا ما حكم هذا الحديث ؟
الجواب سيكون في الجلسة الآتية ؛ لأنُّو الآن الواقع بعدما خسرنا هذا الإسناد لدى التحقيق يجب إعادة النظر في مفردات تلك الطرق والشاهد المذكور ، فقد تكون أسانيدها أو مفرداتها ضعيفة ضعفًا يسيرًا ينجبِرُ ضعفها بمجموع طرقها ، وقد يكون الأمر غير ذلك ؛ لأننا ننبِّه دائمًا وأبدًا تبعًا لعلماء الحديث أن الحديث الذي يتقوَّى بكثرة الطرق يُشترط في هذه الطرق أن لا يشتدَّ ضعفها ، أنا في هذا التخريج ما تطرَّقت لهذه الناحية ؛ أي : لبيان أن هذه الطرق شديدة الضعف أو متوسطة الضعف ، أما الآن بعد تكشُّفنا لهذا الخطأ لا بد من دراسة مفردات هذه الطرق ؛ فإما أن يكون ضعفها يسيرًا ينجبر بمجموعها ، وإما أن يكون خلاف ذلك ، فإن كان الأول فيبقى الحديث مُحتجًّا به ، لكن ليس في مرتبة الصحة ؛ لأن العمدة في التصحيح كان بناءً على هذا السند ، وهذا - كما قلنا - راح وطاح ، ولكن يكون في مرتبة الحسن لغيره ، وقد لا تصل هذه الطرق إلى تقوية الحديث لهذه المرتبة ؛ فإذًا الجواب من هذه الحيثيَّة ؛ أي : باختصار هل يظل هذا الحديث في حصة كتاب " سلسلة الأحاديث الصحيحة " بعد بيان هذا الخطأ أم يُنقل من هنا إلى الكتاب الآخر ؟ أرجو أن يكون الجواب عن هذا في الاجتماع القادم - إن شاء الله - .
هذا ما أردتُ تنبيهكم عليه في الوقت القصير الضَّيِّق .
شو باقي لسا ؟
سائل آخر : ربع ساعة .
الشيخ : ربع ساعة .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 241
- توقيت الفهرسة : 00:13:55
- نسخة مدققة إملائيًّا