ضرب الشيخ مثالًا لوقوع العالم في التناقض أحيانًا في التصحيح والتضعيف ، ومثَّلَ بنفسه .
A-
A=
A+
الشيخ : ... وأنا لا أذهب بكم بعيدًا ؛ أضرب لكم مثلًا بنفسي ؛ حتى ما تقولوا أنُّو الشَّيخ ما يخطئ ، بل الشَّيخ يخطئ لكن خطؤه هو أحسن من خطأ غيره ؛ لأنُّو هو يبحث ويتعب وإلى آخره فلا بد أن يقع في خطأ ، أما الذي لا يبحث فستكون أخطاؤه كثيرة ، ما هو المثال ؟ آنفًا ؛ عفوًا ، البارحة أو أول البارحة جاءني رجل من إخواننا طلاب العلم من حلب ، ولفت نظري إلى حديث واحد ، أقول هذا لتصحِّحوا ما عندكم ، حديث واحد موجود في كتابي " صحيح الجامع " و " ضعيف الجامع " ، أول ما تبادر لذهني أن هذا النوع له أمثلة كثيرة في الكتابين ، لكن حين البحث والتحقيق يبدو أنُّو اللي عم يلفت نظرنا هو المخطئ ، السبب أنُّو الحديث في أحد الكتابين بلفظ ، وفي الكتاب الآخر بلفظ آخر ، وفي أحدهما ما ليس في الآخر ؛ ولذلك فأحدهما وُضِعَ في الصحيح والآخر وُضِعَ في الضعيف ، وهذا هو من دقة العلم ، لكن لما أراني النَّصَّ ليس من هذا النوع إطلاقًا ، النص ( أي إخواني ، لمثل هذا فاعملوا ) ؛ هذا نصُّ الحديث أو معناه ، أورَدْناه في الصحيح ، وأورَدْناه في الضعيف ، قلت له : دع الأمر لي لحتى أدرس الموضوع على مهل وعلى روية .
في أحد الكتابين عزوتُ الحديث لـ " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ، أي : خطأ مزدوج يعني ؛ لأنُّو الخطأ مبني على خطأ ، أحد الحديثين أورَدْتُه في " الصحيحة " ، والآخر أورَدْتُه في " الضعيفة " ، لما رجعت وجدت السند واحد ! لا تتعجَّبوا بقى إذا اختلف علماء الحديث في أنفسهم ، أنا لستُ متناقض ، وجدت السند واحد ، لكن سرعان ما تنبَّهت للخطأ ، الخطأ فيه رجلان - وهذا من أسباب الاختلاف بين علماء الحديث - في رجلين اسمه واسم أبيه واحد ، اسم كل واحد منهما يُشبه الآخر مع اسم أبيه ، عبد الله بن واقد ، عبد الله بن واقد هما اثنان ، أحدهما حرَّاني ، والآخر هروي ، والمشهور في كتب الحديث وأسانيد الحديث هو الحرَّاني ، وكنيته أبو واقد ، ولا أُكتِمُكم حتى تفهموني جيدًا من غفلتي أنا أنُّو عبد الله بن واقد جاية في الحديث مكنيًّا بكنيته ؛ وهو أبو إيش ؟ أبو واقد ، وإذا هو مكني بأبو رجاء ، مو أبو واقد ، عفوًا ؛ جاء مكنيًّا بأبي رجاء ، فعبد الله بن واقد أبو رجاء ثقة ، أما عبد الله بن واقد أبو واقد ضعيف ، فأنا غفلت عن رؤيتي للكنية أبو رجاء عبد الله بن واقد ، ورحت قائل : عبد الله بن واقد ضعيف بدون تفصيل وبدون وبدون إيش ؟ دون مصادر ، فضعَّفنا الحديث ، في " الصحيحة " منتبه أن عبد الله بن واقد هو أبو رجاء ، وهو ثقة ، حطيناه في الصحيح ، لما جاء الأخ أريته السبب لهذا الخطأ . هذا إنسان واحد يقع في مثل هذا فأولى أن يقع واحد في مثل الخطأ الذي وقعت أنا ، ويقع الثاني على الصواب الذي وقعت عليه أنا ، وهكذا .
فإذًا السبب - أيضًا - نستطيع أن نلخِّصه أن هذا يطَّلع على طريق للحديث لم يطَّلع عليه الآخر فيصحِّحه ، وذاك اطَّلع على حديث إسناده ضعيف فيضعِّفه ، لكن لو التقيا وتفاهما لَاتفقا على صحة الحديث . وله أسباب كثيرة ؛ لو فرضنا أن السند واحد ، واحد صحَّحه وواحد ضعَّفه ، والراوي واحد مو مثل ابن واقد هذا صاحبنا أبو واقد ؛ يكون السبب أن المترجَم أحد الرجلين وقف على توثيق لهذا ، وذاك وقف على تضعيف ، لكن التضعيف أرجح من التوثيق ، وقد يكون العكس .
المهم إذا كان لهذا السؤال فائدة يُرتجى منه فهو تنبيه الحاضرين إلى شيئين اثنين : الأول أن الخلاف أمر طبيعي بين البشر ؛ ولذلك نحن لا ننقم أبدًا على أئمة الفقه كما لا ننقم على أئمة الحديث فيما اختلفوا فيه ؛ لأن هذا أمر طبيعي ، والأسباب طبيعية كونية وسنة الله في خلقه ، ولكن نتَّخذ ذلك وسيلة لإلفات نظر الناس إلى أنهم يجب أن يتعلَّموا ويجب أن يجتهدوا كما اجتهد الأئمة السابقون ؛ مَن كان منهم من علماء الفقه ، ومن كان منهم من علماء الحديث ، وحينما يكثر الفقهاء في الأمة ويكثر المحدِّثون فيهم - أيضًا - تقلُّ الخلافات ؛ سواء ما كان منها خلافًا فقهيًّا ، أو ما كان منها خلافًا حديثيًّا ، أما لما يكون في ميدان في بعض البلاد شخص واحد في الفقه هذا معرَّض للخطأ ما فيه مين يكشف له خطأه ؛ لذلك أنا فرح جدًّا حينما أشعر الآن أنُّو هناك من إخواننا في هذه البلدة وفي غيرها مَن يقدِّم إليَّ خطئي ؛ لأني أصبحت أشعر بأنُّو بدأنا نجني ثمار نشر السنة بين الناس وعلم الحديث ومصطلح الحديث ، بينما سابقًا وأنا بلا شك كأيِّ مبتدئ في أيِّ علم كنت كثير الخطأ ما في مين ينبِّهني ؛ لماذا ؟ لأني أعيش في هذا العلم لوحدي .
فنسأل الله - عز وجل - أن يوقظَ الأمة الإسلامية لتتفقَّه في دينها بالاعتماد على الكتاب والسنة ، وأن يُلهِمَ جماعات منهم يقومون بواجب هذا التفقُّه الصحيح ، ودراسة علم السنة دراسة علمية صحيحة .
وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
في أحد الكتابين عزوتُ الحديث لـ " سلسلة الأحاديث الصحيحة " ، أي : خطأ مزدوج يعني ؛ لأنُّو الخطأ مبني على خطأ ، أحد الحديثين أورَدْتُه في " الصحيحة " ، والآخر أورَدْتُه في " الضعيفة " ، لما رجعت وجدت السند واحد ! لا تتعجَّبوا بقى إذا اختلف علماء الحديث في أنفسهم ، أنا لستُ متناقض ، وجدت السند واحد ، لكن سرعان ما تنبَّهت للخطأ ، الخطأ فيه رجلان - وهذا من أسباب الاختلاف بين علماء الحديث - في رجلين اسمه واسم أبيه واحد ، اسم كل واحد منهما يُشبه الآخر مع اسم أبيه ، عبد الله بن واقد ، عبد الله بن واقد هما اثنان ، أحدهما حرَّاني ، والآخر هروي ، والمشهور في كتب الحديث وأسانيد الحديث هو الحرَّاني ، وكنيته أبو واقد ، ولا أُكتِمُكم حتى تفهموني جيدًا من غفلتي أنا أنُّو عبد الله بن واقد جاية في الحديث مكنيًّا بكنيته ؛ وهو أبو إيش ؟ أبو واقد ، وإذا هو مكني بأبو رجاء ، مو أبو واقد ، عفوًا ؛ جاء مكنيًّا بأبي رجاء ، فعبد الله بن واقد أبو رجاء ثقة ، أما عبد الله بن واقد أبو واقد ضعيف ، فأنا غفلت عن رؤيتي للكنية أبو رجاء عبد الله بن واقد ، ورحت قائل : عبد الله بن واقد ضعيف بدون تفصيل وبدون وبدون إيش ؟ دون مصادر ، فضعَّفنا الحديث ، في " الصحيحة " منتبه أن عبد الله بن واقد هو أبو رجاء ، وهو ثقة ، حطيناه في الصحيح ، لما جاء الأخ أريته السبب لهذا الخطأ . هذا إنسان واحد يقع في مثل هذا فأولى أن يقع واحد في مثل الخطأ الذي وقعت أنا ، ويقع الثاني على الصواب الذي وقعت عليه أنا ، وهكذا .
فإذًا السبب - أيضًا - نستطيع أن نلخِّصه أن هذا يطَّلع على طريق للحديث لم يطَّلع عليه الآخر فيصحِّحه ، وذاك اطَّلع على حديث إسناده ضعيف فيضعِّفه ، لكن لو التقيا وتفاهما لَاتفقا على صحة الحديث . وله أسباب كثيرة ؛ لو فرضنا أن السند واحد ، واحد صحَّحه وواحد ضعَّفه ، والراوي واحد مو مثل ابن واقد هذا صاحبنا أبو واقد ؛ يكون السبب أن المترجَم أحد الرجلين وقف على توثيق لهذا ، وذاك وقف على تضعيف ، لكن التضعيف أرجح من التوثيق ، وقد يكون العكس .
المهم إذا كان لهذا السؤال فائدة يُرتجى منه فهو تنبيه الحاضرين إلى شيئين اثنين : الأول أن الخلاف أمر طبيعي بين البشر ؛ ولذلك نحن لا ننقم أبدًا على أئمة الفقه كما لا ننقم على أئمة الحديث فيما اختلفوا فيه ؛ لأن هذا أمر طبيعي ، والأسباب طبيعية كونية وسنة الله في خلقه ، ولكن نتَّخذ ذلك وسيلة لإلفات نظر الناس إلى أنهم يجب أن يتعلَّموا ويجب أن يجتهدوا كما اجتهد الأئمة السابقون ؛ مَن كان منهم من علماء الفقه ، ومن كان منهم من علماء الحديث ، وحينما يكثر الفقهاء في الأمة ويكثر المحدِّثون فيهم - أيضًا - تقلُّ الخلافات ؛ سواء ما كان منها خلافًا فقهيًّا ، أو ما كان منها خلافًا حديثيًّا ، أما لما يكون في ميدان في بعض البلاد شخص واحد في الفقه هذا معرَّض للخطأ ما فيه مين يكشف له خطأه ؛ لذلك أنا فرح جدًّا حينما أشعر الآن أنُّو هناك من إخواننا في هذه البلدة وفي غيرها مَن يقدِّم إليَّ خطئي ؛ لأني أصبحت أشعر بأنُّو بدأنا نجني ثمار نشر السنة بين الناس وعلم الحديث ومصطلح الحديث ، بينما سابقًا وأنا بلا شك كأيِّ مبتدئ في أيِّ علم كنت كثير الخطأ ما في مين ينبِّهني ؛ لماذا ؟ لأني أعيش في هذا العلم لوحدي .
فنسأل الله - عز وجل - أن يوقظَ الأمة الإسلامية لتتفقَّه في دينها بالاعتماد على الكتاب والسنة ، وأن يُلهِمَ جماعات منهم يقومون بواجب هذا التفقُّه الصحيح ، ودراسة علم السنة دراسة علمية صحيحة .
وبهذا القدر كفاية ، والحمد لله رب العالمين .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 179
- توقيت الفهرسة : 00:51:09
- نسخة مدققة إملائيًّا