هل صحيح أنك في " صحيح الجامع الصغير " تحكم على بعض الأحاديث بالصحة إذا لم تجد له طرقًا بتصحيح السيوطي والمناوي وهما متساهلان كما تعلم ؟
A-
A=
A+
السائل : يقول السَّائل هنا : هل صحيح أنك في كتاب " صحيح الجامع الصغير " تحكم على الحديث الذي لا تجد له إسناد بحكم السيوطي أو المناوي ؛ بالرغم أنهم متساهلان كما لا يخفى عليكم ؛ أرجو توضيح ذلك ؟
الشيخ : هذه مسألة أصولية ، لكن السَّائل ما أحسن السؤال ، بل أخطأ ، هو يقول : أَصحيحٌ أنك تقول عن حديث لا أجد له أصلًا بقول السيوطي أو المناوي ؟ أنا أقول وهذا نصيحة لإخواننا الذين يُعجبون بآرائهم الذين أُشِيرَ آنفًا إلى بعضهم ، فيفتون بدون أن يدرسوا المسألة دراسة علمية واسعة بمجرَّد أنهم وقفوا على حديث ؛ أنا أقول : قضيتُ بفضل الله - عز وجل - أكثر من نصف قرن من الزمان وأنا أدرس علم الحديث والسنة وأتفقَّه فيها ، ومع ذلك فأشعر أنه يفوتُني بعض الأحاديث وبعض أسانيدها ، فوجدت أنه من إجلالي لِمَن سبقَنا بالعلم ، ومن أسباب دفع الغرور عن النفس الأمَّارة بالسوء ؛ أنه لا بد من الاعتماد على مَن سَبَقَنا إلى شيء من العلم ما أحاط به علمُنا أن نقول : قال السيوطي : هذا حديث حسن ، أو قال السيوطي : هذا حديث صحيح ، أو قال السيوطي : هذا حديث ضعيف ، وكذلك نقول في غيره كالمناوي . متى أقول هذا ؟ حينما لا أجد الحديث مع السند الذي يحسِّنه أو يضعِّفه فلان وفلان ، فأنا حينئذٍ جريت على هذه القاعدة ؛ كل حديث في " صحيح الجامع " أو في " ضعيف الجامع " عزاه السيوطي وقوَّاه هو أو المناوي فأنا أعتمد عليهما ؛ لأنُّو هذا جهودهم الخاصة ، ولا أخالفهما إلا إذا وقفت على السند الذي قَصَدَاه بالضعف أو بالصحة ، وهذا هو العلم في اعتقادي .
ولذلك نجد كبار الأئمة الذين لا يجوز لنا أن نُقرَنَ مع أحد منهم نجدهم يتَّبعون الصحابة في كثير مما فاتهم من الأحكام أدلتها فاتَتْهم من الكتاب والسنة خاصَّة الإمام أحمد ؛ فنجده يكثر من الاعتماد على فتاوى الصحابة ، كذلك التابعي يقلِّد الصحابة ويتَّبعهم ، وهذا هو سبيل المؤمنين ؛ ألَّا يغترَّ الإنسان بعلمه ، بل وأن يعتدَّ بمن هو أعلم منه ، وهذا هو من معنى قوله - تعالى - : (( وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ )) .
الشيخ : هذه مسألة أصولية ، لكن السَّائل ما أحسن السؤال ، بل أخطأ ، هو يقول : أَصحيحٌ أنك تقول عن حديث لا أجد له أصلًا بقول السيوطي أو المناوي ؟ أنا أقول وهذا نصيحة لإخواننا الذين يُعجبون بآرائهم الذين أُشِيرَ آنفًا إلى بعضهم ، فيفتون بدون أن يدرسوا المسألة دراسة علمية واسعة بمجرَّد أنهم وقفوا على حديث ؛ أنا أقول : قضيتُ بفضل الله - عز وجل - أكثر من نصف قرن من الزمان وأنا أدرس علم الحديث والسنة وأتفقَّه فيها ، ومع ذلك فأشعر أنه يفوتُني بعض الأحاديث وبعض أسانيدها ، فوجدت أنه من إجلالي لِمَن سبقَنا بالعلم ، ومن أسباب دفع الغرور عن النفس الأمَّارة بالسوء ؛ أنه لا بد من الاعتماد على مَن سَبَقَنا إلى شيء من العلم ما أحاط به علمُنا أن نقول : قال السيوطي : هذا حديث حسن ، أو قال السيوطي : هذا حديث صحيح ، أو قال السيوطي : هذا حديث ضعيف ، وكذلك نقول في غيره كالمناوي . متى أقول هذا ؟ حينما لا أجد الحديث مع السند الذي يحسِّنه أو يضعِّفه فلان وفلان ، فأنا حينئذٍ جريت على هذه القاعدة ؛ كل حديث في " صحيح الجامع " أو في " ضعيف الجامع " عزاه السيوطي وقوَّاه هو أو المناوي فأنا أعتمد عليهما ؛ لأنُّو هذا جهودهم الخاصة ، ولا أخالفهما إلا إذا وقفت على السند الذي قَصَدَاه بالضعف أو بالصحة ، وهذا هو العلم في اعتقادي .
ولذلك نجد كبار الأئمة الذين لا يجوز لنا أن نُقرَنَ مع أحد منهم نجدهم يتَّبعون الصحابة في كثير مما فاتهم من الأحكام أدلتها فاتَتْهم من الكتاب والسنة خاصَّة الإمام أحمد ؛ فنجده يكثر من الاعتماد على فتاوى الصحابة ، كذلك التابعي يقلِّد الصحابة ويتَّبعهم ، وهذا هو سبيل المؤمنين ؛ ألَّا يغترَّ الإنسان بعلمه ، بل وأن يعتدَّ بمن هو أعلم منه ، وهذا هو من معنى قوله - تعالى - : (( وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ )) .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 167
- توقيت الفهرسة : 00:24:02
- نسخة مدققة إملائيًّا