كيف يعرف طالب العلم أن هذا الحديثَ شاذٌّ مع أن ظاهره السلامة من هذا الشُّذوذ ؟
A-
A=
A+
السائل : كيف يعرف طالب العلم أن الحديث شاذٌّ ؛ مع أن ظاهره السلامة من هذا الشذوذ ؟
الشيخ : الطالب لا سبيل له إلى معرفة ذلك .
السائل : العالم يعني المتخصِّص في الحديث ؛ كيف يعرف ؟
الشيخ : عدَّلت السؤال ( الجميع يضحك ! ) ، لكنه - أيضًا - لا يزال فيه اعوجاج ؛ آ فيه عندك بيان أكثر مما ذكرت ؟
السائل : هذا السؤال .
الشيخ : إذا كان متخصِّصًا فهو سيعرف كيف تُؤكل الكتف ، أما إذا كان طالب علم فسوف لا يعرف ؛ حتى يصبحَ متخصِّصًا في هذا العلم ، طريق المعرفة طريق معرفة الشَّاذِّ - تحدثنا أظنُّ عما قريب في بعض الجلسات في التفريق بين الحديث الشَّاذِّ وزيادة الثقة مقبولة - ، معرفة ذلك بتتبُّع الروايات التي تدور حول راوٍ من رواة الحديث الذي أقلُّ ما يُقال فيه : إنَّه يحتمل أن يكون شاذًّا ، ضربت مثلًا في العهد القريب بحديث قاله الرسول - عليه السلام - إتمامًا لجملته الأولى : ( يدخل الجنة من أمَّتي سبعون ألفًا بغير حسابٍ ولا عذاب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ) ، ثم قال - على التفصيل المذكور في الرواية - : ( هم الذين لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيَّرون ، وعلى ربِّهم يتوكَّلون ) ، جاء هذا الحديث في " الصحيحين " البخاري ومسلم ، وله شواهد كثيرة ، جاء في رواية في " صحيح مسلم " بدل قوله - عليه السلام - : ( هم الذين لا يسترقون ) جاء بلفظ : ( لا يرقون ولا يسترقون ) ، كيف يعرف أن زيادة : ( لا يرقون ) شاذة ؟ بتتبُّع مخارج هذا الحديث ، فأنا أذكر أن هذا الحديث في " الصحيحين " من طرق عديدة عن هشيم بن بشير من الحفاظ الكبار له علة وهي التدليس ، فإذا صرَّح بالتحديث كانت روايته غايةً في الصحة ، يروي هذا الحديث هشيم بن بشير هذا عن عبد الرحمن - فيما أذكر - ابن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس ، تعدَّدت الطرق إلى هشيم هذا في " الصحيحين " وفي غيرهما ، كلُّ الطرق اتَّفقت على اللفظ الأول : ( هم الذين لا يسترقون ) ، طريق واحدة في " صحيح مسلم " قال : حدثني سعيد بن منصور ، قال : حدثني هشيم ، وذكر الحديث بالقصة ، وزاد في المتن قال : ( هم الذين لا يرقون ، ولا يسترقون ) ، فالباحث حقًّا حينما يتتبَّع هذه الطرق يغلب على ظنِّه أن سعيد بن منصور تفرَّد بهذه الزيادة دون كل الثقات الذين شاركوا سعيدًا - سعيد بن منصور - في رواية الحديث عن هشيم ، ولكنهم خالفوه ، فلم يذكروا زيادة : ( لا يرقون ) ، ثم جاء الحديث في خارج " الصحيحين " في " مستدرك الحاكم " - مثلًا - من رواية عبد الله بن مسعود ، الحديث في " الصحيحين " من رواية عبد الله بن عباس ، جاء الحديث في " مستدرك الحاكم " - أيضًا - من طريق أخرى منفصلة كلَّ الفصل عن الطريق الأولى ، وعن ابن مسعود وليس عن ابن عباس بلفظ : ( هم الذين لا يسترقون ) ، وليس بزيادة : ( هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ) .
بمثل هذا التتبُّع يعرف الباحث الحديث الشَّاذَّ ، وهذا - كما ترون - يعني لا يستطيعه كل باحث ؛ لأنه يحتاج إلى : أولًا : معرفة بعلم أصول الحديث إلى التفريق بين الحديث الشاذ وبين زيادة الثقة مقبولة . وثانيًا : يتطلَّب جهدًا وصبرًا وجهادًا على تتبُّع الروايات ليتبيَّن له أن الحديث شاذ ، وليس من باب زيادة الثقة مقبولة .
متى تكون الزيادة مقبولة ؟
لو فرضنا أن سعيد بن منصور جاء بهذه الزيادة ، ثم جاء ثقة آخر وحافظ مثل سعيد بن منصور فلم يزد هذه الزيادة ؛ هنا نقول : وكلاهما في الثقة والضبط والحفظ سواء ؛ حينئذٍ نقول : زيادة الثقة مقبولة ؛ لأن الزايد زاد على مَن هو مثله في الضبط والحفظ ، أما إذا زاد على مَن هم فوقه بالضبط والحفظ وفي العدد ؛ حين ذلك يخرج من دائرة كون هذه الزيادة من باب زيادة الثقة مقبولة إلى دائرة أن هذه الزيادة من الحديث الشَّاذِّ
هذا هو الجواب .
تفضل .
الشيخ : الطالب لا سبيل له إلى معرفة ذلك .
السائل : العالم يعني المتخصِّص في الحديث ؛ كيف يعرف ؟
الشيخ : عدَّلت السؤال ( الجميع يضحك ! ) ، لكنه - أيضًا - لا يزال فيه اعوجاج ؛ آ فيه عندك بيان أكثر مما ذكرت ؟
السائل : هذا السؤال .
الشيخ : إذا كان متخصِّصًا فهو سيعرف كيف تُؤكل الكتف ، أما إذا كان طالب علم فسوف لا يعرف ؛ حتى يصبحَ متخصِّصًا في هذا العلم ، طريق المعرفة طريق معرفة الشَّاذِّ - تحدثنا أظنُّ عما قريب في بعض الجلسات في التفريق بين الحديث الشَّاذِّ وزيادة الثقة مقبولة - ، معرفة ذلك بتتبُّع الروايات التي تدور حول راوٍ من رواة الحديث الذي أقلُّ ما يُقال فيه : إنَّه يحتمل أن يكون شاذًّا ، ضربت مثلًا في العهد القريب بحديث قاله الرسول - عليه السلام - إتمامًا لجملته الأولى : ( يدخل الجنة من أمَّتي سبعون ألفًا بغير حسابٍ ولا عذاب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ) ، ثم قال - على التفصيل المذكور في الرواية - : ( هم الذين لا يسترقون ، ولا يكتوون ، ولا يتطيَّرون ، وعلى ربِّهم يتوكَّلون ) ، جاء هذا الحديث في " الصحيحين " البخاري ومسلم ، وله شواهد كثيرة ، جاء في رواية في " صحيح مسلم " بدل قوله - عليه السلام - : ( هم الذين لا يسترقون ) جاء بلفظ : ( لا يرقون ولا يسترقون ) ، كيف يعرف أن زيادة : ( لا يرقون ) شاذة ؟ بتتبُّع مخارج هذا الحديث ، فأنا أذكر أن هذا الحديث في " الصحيحين " من طرق عديدة عن هشيم بن بشير من الحفاظ الكبار له علة وهي التدليس ، فإذا صرَّح بالتحديث كانت روايته غايةً في الصحة ، يروي هذا الحديث هشيم بن بشير هذا عن عبد الرحمن - فيما أذكر - ابن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن عباس ، تعدَّدت الطرق إلى هشيم هذا في " الصحيحين " وفي غيرهما ، كلُّ الطرق اتَّفقت على اللفظ الأول : ( هم الذين لا يسترقون ) ، طريق واحدة في " صحيح مسلم " قال : حدثني سعيد بن منصور ، قال : حدثني هشيم ، وذكر الحديث بالقصة ، وزاد في المتن قال : ( هم الذين لا يرقون ، ولا يسترقون ) ، فالباحث حقًّا حينما يتتبَّع هذه الطرق يغلب على ظنِّه أن سعيد بن منصور تفرَّد بهذه الزيادة دون كل الثقات الذين شاركوا سعيدًا - سعيد بن منصور - في رواية الحديث عن هشيم ، ولكنهم خالفوه ، فلم يذكروا زيادة : ( لا يرقون ) ، ثم جاء الحديث في خارج " الصحيحين " في " مستدرك الحاكم " - مثلًا - من رواية عبد الله بن مسعود ، الحديث في " الصحيحين " من رواية عبد الله بن عباس ، جاء الحديث في " مستدرك الحاكم " - أيضًا - من طريق أخرى منفصلة كلَّ الفصل عن الطريق الأولى ، وعن ابن مسعود وليس عن ابن عباس بلفظ : ( هم الذين لا يسترقون ) ، وليس بزيادة : ( هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ) .
بمثل هذا التتبُّع يعرف الباحث الحديث الشَّاذَّ ، وهذا - كما ترون - يعني لا يستطيعه كل باحث ؛ لأنه يحتاج إلى : أولًا : معرفة بعلم أصول الحديث إلى التفريق بين الحديث الشاذ وبين زيادة الثقة مقبولة . وثانيًا : يتطلَّب جهدًا وصبرًا وجهادًا على تتبُّع الروايات ليتبيَّن له أن الحديث شاذ ، وليس من باب زيادة الثقة مقبولة .
متى تكون الزيادة مقبولة ؟
لو فرضنا أن سعيد بن منصور جاء بهذه الزيادة ، ثم جاء ثقة آخر وحافظ مثل سعيد بن منصور فلم يزد هذه الزيادة ؛ هنا نقول : وكلاهما في الثقة والضبط والحفظ سواء ؛ حينئذٍ نقول : زيادة الثقة مقبولة ؛ لأن الزايد زاد على مَن هو مثله في الضبط والحفظ ، أما إذا زاد على مَن هم فوقه بالضبط والحفظ وفي العدد ؛ حين ذلك يخرج من دائرة كون هذه الزيادة من باب زيادة الثقة مقبولة إلى دائرة أن هذه الزيادة من الحديث الشَّاذِّ
هذا هو الجواب .
تفضل .