الشيخ : بمناسبة ما قدمت من ملاحظات وهي أن العصر الحاضر الآن من فضائله انتشار كثير من الكتب التي كانت في عالم المخطوطات فصارت الآن في عالم المطبوعات , وأنا شخصيا وإن كنت قد اطّلعت على قسم كبير من المخطوطات المحفوطة في المكبتة الظاهرية في دمشق ولكن بلا شك ولا ريب أن هناك مكاتب في الدنيا أخرى فيها مخطوطات نفيسة ليست موجودة في المكتبة الظاهرية وعلى ذلك وانطلاقا من قاعدة قوله تبارك وتعالى (( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )) فالباحث والكاتب لا يكلف أن يغوص في كل مكاتب الدنيا هذا أمر مستحيل ولذلك يستغرب بعض الناس والقليل منهم يستنكرون حينما يجدونني قد رجعت عما كنت قلت من قبل بأن الحديث الفلاني صحيح أو أنه ضعيف لا يلاحظون أن المدد من المطبوعات الآن واسع جدا جدا بحيث أنه يساعد على التحقيق العلمي كل باحث أكثر من قبل عشرين أو ثلاثين سنة ومما لا شك فيه أن بعض مؤلفاتي وتخريجاتي وتعليقاتي عمرها أكثر من نصف عمري الآن أي أكثر من أربعين سنة يومئذ مثل هذه المصادر التي أنت ألمحت إليها الآن وأنا أعود إليها بعد أن وقفنا عليها فعلى ضوئها نعدّل كثيرا من التحقيقات والتخريجات التي كنا خرجناها من قبل فبديل أن يلاحظ بعض الناس هذا الفرق من حيث كمية الكتب التي تطبع الآن والتي كانت مطوية في مكاتب الدنيا بدل أن يلاحظوا هذا فهم يقولون تناقضات الألباني وهم لو عرفوا الحقيقة لعذروا الألباني لأنه هذا أمر لا يستطيع أي إنسان أن يحيط بكل شيء علما فأحببت أن ألفت النظر إلى هذه الحقيقة العلمية التي نحن الآن نحياها والتي لم نكن نعرفها من قبل نحو ثلاثين أو أربعين سنة و لذلك هنا يصدق المثل القديم " كم ترك الأول للآخر " ، فعلى هذا جزاك الله خيرا ... الله يحفظك .
السائل : ... شيخ الذي كتبناه ... تعلمنا العلم حقيقة شيخ .
الشيخ : جزاكم الله خيرا .
السائل : إلا من كتابكم نسأل الله أن ينفع بكم المسلمين .
الشيخ : الله يحفظك يا أخي وينفع بك أيضا .
السائل : الله يبارك فيك .