كيف يعرف الحديث الشاذ .؟ - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف يعرف الحديث الشاذ .؟
A-
A=
A+
الشيخ : ... الأول كيف يعرف الحديث الشاذ ؟ تعريفه في المصطلح واضح لكن تصوره في الذهن وتركيزه فيه يستصعبه كثير من الطلبة وبخاصة حينما يقرؤون في المصطلح زيادة الثقة مقبولة فيختلط عليهم الأمر الحديث الشاذ بزيادة الثقة مقبولة فكتبت لهم الحديث التالي الحديث في الصحيحين من حديث ابن عباس في قصة معروفة فيهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات ( يوم يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب ولا عذاب وجوههم كالقمر ليلة البدر ) ألقى الرسول هذا الحديث ثم دخل حجرته , فأخذ أصحابه يتظنون من يكون هؤلاء السبعون ألفا ؟ بعضهم يقول هؤلاء نحن المهاجرون في سبيل الله من مكة إلى المدينة , آخرون يقولون لا هم الأنصار الذين نصروا رسول الله في ساعة العسرة , ثالث يقول لا ولهؤلاء إنما هم أولادهم الذين يأتون من بعدهم يؤمنون برسول الله ولم يروه , وسرعان ما خرج الرسول عليه السلام على أصحابه ليكمل لهم الحديث ليقول لهم ( هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) ، كتبت الحديث في اللوح مع السند من البخاري ومسلم ثم كتبت السند في رواية في صحيح مسلم بلفظ ( هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ) ، الفرق الآن زيادة لفظة ( هم الذين لا يرقون ) فتبين من مقابلة أسانيد الصحيحين بالسند الذي تفرد به مسلم بأن الوهم والخطأ نشأ من شيخ الإمام مسلم وهو سعيد بن منصور صاحب السنن الذي طبع أخيرا جزءان منه لأن الشيخ سعيد بن منصور موجود في الصحيحين من وجوه أخرى عن هذا الشيخ باللفظ الأول ( هم الذين لا يسترقون ) أما سعيد بن منصور فزاد عليهم ( لا يرقون ) ثم قال ( ولا يسترقون ) قال ابن تيمية هذه الزيادة سندها ضعيف لما القارئ المبتدئ يقرأ كلمة ابن تيمية يداخله شك كيف ضعيف ورواه مسلم لكن الذي يتتبع الأسانيد بعد أن يكون استوعب علم مصطلح الحديث يعرف سبب الضعف من أين جاء وهو من الشذوذ الذي يعرفونه بأنه مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه أو أكثر عددا منه هذا هنا صدق فيهما كليهما أي العدد الأكثر وهم الأحفظ من سعيد بن منصور الذي تفرد بهذه الزيادة إذًا لايمكن تلقي الكملة التي تقال بأن ما في الصحيحين كله صحيح بالتسليم والقبول لا يمكن هذا إلا مع الإغماض أن ينظر إلى الأمر بعين واحدة أما بالعنينين كلتيهما فلا سبيل إلا أن يقال أكثر ما في الصحيحين صحيح أما كل ما في الصحيحين فهذا باطل من القول وبخاصة بالنسبة للبخاري الذي تكثر فيه الأحاديث المعلقة بدون أسانيد وتكثر في هذا القسم الأحاديث الضعيفة وأنا أذكر بهذه المناسبة أن بعض أصدقائنا في دمشق الشام حينما تعلق بعلم الحديث واهتم به من حديث من جديد اندفع ليؤلف رسالة صغيرة حجم الكف هكذا بعنوان الأحاديث الصحيحة من الصحيح ، صحيح البخاري وأهداني نسخة فعلا هذه الأحاديث مجموعة من صحيح البخاري لكن لما كان هذا الذي جمع هذه الأحاديث ليس على علم بالمصطلح وليس على معرفة بقسمي أحاديث البخاري أي المسندة والمعلقة فوجدت فيه الحديث التالي وهذا أيضا نذكر نرمي به عصفورين بحجر واحد لأن هذا حديث نسمعه كثيرا من الخطباء بمناسبة رمضان كل خطيب لا بد من أن يحدث به الناس بمناسبة شهر رمضان ، الحديث يقول ( من أفطر يوما من رمضان بغير عذر لم يقضه ولو صام الدهر كله ) موجود هذا في صحيح البخاري لكن معلقا والحافظ المنذري في كتابه الترغيب والترهيب يقول فيه أبو ظبيان أظن وهو مجهول واختلف في رفعه وفي وقفه فصاحبنا المشار إليه أوضع هذا الحديث في كتابه الأحاديث الصحيحة لماذا ؟ لأنه أخذها من صحيح البخاري لكن هو لم يعرف الفرق بين المسندة فيها والمعلقة أولا ثم لو عرف هذا فهو لا يستطيع أن يميز الضعيف من الصحيح من الأحاديث المعلقة إذا كلام غير علمي أن يقال كل ما في صحيح البخاري صحيح لعله في هذا إن شاء الله جواب على السؤال .

مواضيع متعلقة