السائل : متى تقبل الزيادة في حديث ما و تكون زيادة ثقة و متى ترد و تكون شاذة و ما هي الضوابط و القيود لمعرفة ذلك ؟

الشيخ : ما هي الضوابط و القيود ؟

السائل : لمعرفة ذلك ؟

الشيخ : هذا أمر سهل لمن علاه و تعاطاه إذا تصورنا نصا رواه ثقة و رواه هذا النص ثقة آخر و استويا في الحفظ و الضبط هنا قبلت زيادة الثقة أما إذا قل ضبط و حفظ الزايد سميت زيادته شاذة هذا مثال مصغر ويمكن أن يكون الذي جاء بالزيادة ثقة ضابطا حافظا ولكن المتن الذي روي دون الزيادة قد رواه ثقات أي جماعة من الثقات ففي هذه الحالة ترد زيادة الثقة ذلك لأن الذين رووا الحديث دون الزيادة هم أكثر و بالتالي هم أضبط و أحفظ فرجع إذا زيادة ذلك الثقة الضابط الحافظ أيضا هي زيادة زيادة شاذة فإذا الحديث الشاذ كما هو مذكور في كتب الحديث الحديث الصحيح تعريفه عندهم ما رواه عدل ضابط عن مثله عن مثله إلى منتهاه و لم يشذ و لم يعلّ يقول الإمام الشافعي رحمه الله ليس الحديث الشاذ أن يروي الثقة ما لم يرو غيره من الثقات لا ليس هذا شاذا و إنما الحديث الشاذ أن يروي الثقة ما يخالف فيه من هو أوثق منه الأوثق منه قد يكون واحدا كما ضربت آنفا في أول الجواب و قد يكون جماعة فهذه الجماعة أوثق من ذلك الضابط الحافظ فتكون زيادته حين ذاك شاذة أضرب لكم الآن مثلين اثنين الحديث المشهور في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ( يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب و لا عذاب وجوههم كالقمر ليلة البدر ) ، تحدث الرسول عليه السلام بهذا الحديث ثم دخل الحجرة فأخذا الصحابة يتظاننون من هؤلاء في حديث فيه شيء من الطول أنا أختصره الآن ثم خرج الرسول عليه السلام عليهم فقال: ( هم الذين لا يسترقون و لا يكتوون و لا يتطيرون و على ربهم يتوكلون ) قام رجل من الصحابة اسمه عكاشة ( فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال: أنت منهم. قام آخر قال: أيضا ادع الله أن يجعلني منهم قال: سبقك بها عكاشة ) هذا حديث كما قلت متفق عليه بهذا اللفظ الإمام مسلم الذي شارك البخاري في رواية هذا الحديث بهذا النص في رواية له قال الرسول عليه السلام في وصف أولئك السبعين ألف قال: ( هم اللذين لا يرقون و لا يسترقون ) لا يرقون و لا يسترقون فقال شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله " بأن هذه الزيادة ضعيفة " مع أنها في صحيح مسلم و هو كما نعرف من علمه، علمه فياض بالمناسبة يأتي بهذا الحديث و ينبه بأن زيادة ( لا يرقون ) ضعيفة لكن لا يبين السبب فنحن تتبعنا طرق هذا الحديث أولا في صحيح مسلم فوجدنا سعيد بن منصور و هو من حفاظ السنة و من شيوخ الشيخين في الصحيحين تفرد بهذه الزيادة لا يرقون على يسترقون فقلنا سبب ضعف شيخ الإسلام ابن تيمة لهذه الزيادة هو أنها شاذة بسبب انفراد سعيد بن منصور بها دون كل الحفاظ الذين شاركوه في رواية هذا الحديث و أظن الشيخ هو هشيم بن بشير الواسطي هذا هو المثال الأول و لعله واضح المثال الثاني قال عليه السلام: ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوء مقعده من النار ) سبب هذا الحديث فيه المثال الذي أردته المثال الثاني دخل معاوية على مجلس فيه بعض العبادلة منهم عبد الله بن الزبير و منهم عبد الله بن عامر و فيه بعض الروايات أنه يوجد شخص ثالث المهم فقام عبد الله بن عامر لمعاوية و لم يقم عبد الله بن الزبير و يقول الراوي و كان أرزنهم كان رزينا بالرغم أن معاوية هو الذي دخل على الجالسين و قام أحد العبادلة و هو عبد الله بن عامر دون عبد الله بن الزبير فنهاه عن القيام و قال له: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: ( من أحب أن يتمثل له الناس قياما فليتبوء مقعده من النار ) الشاهد أن هذا الحديث جاء من طريق ثم تفرقت عنه الطرق كل هذه الطرق ذكروا أن الذي قام هو عبد الله بن عامر و الذي لم يقم عبد الله بن الزبير وشذ عنهم سفيان الثوري و مع أن سفيان الثوري جبل في الحفظ قال بعض الحفاظ و منهم ابن حجر العسقلاني طبعا هو لا يصرح بأنه شاذ لكن يعني أن رواية الجماعة و بخاصة وفيهم شعبة بن الحجاج و يكاد أن يكون قرين سفيان في الحفظ و في الضبط فشعبة مع الجماعة على أن الذي قام عبد الله بن عامر و الذي لم يقم عبد الله بن الزبير خالفهم سفيان الثوري فقال الذي قام هو عبد الله بن االزبير و الذي لم يقم عبد الله بن عامر فحكم الحافظ ابن حجر للجماعة على سفيان الثوري مع أنه كما قلنا آنفا هو جبل في الحفظ فإذا زيادته شاذة فلا تقبل إذا شرط قبول زيادة الثقة هو أن لا يخالف من هو أحفظ منه أو أكثر عددا لعله وضح الجواب أيضا .

السائل : جزاك الله خيرا .

الشيخ : و إياك .

السائل : فيه سؤال يا شيخ .

الشيخ : تفضل شوي نعم .

السائل : ... من المثالين أن الثقة يخالفه العدد ؟

الشيخ : ما هو الأحفظ أيضا ؟

السائل : لا في المثالين يعني كلاهما في العدد .

الشيخ : نعم .

السائل : نعم .

الشيخ : أي هو المثالين في العدد نعم نعم .