كيف تكون دراسة مصطلح الحديث ؟ وما هي الكتب التي تنصح بقراءتها في هذا الباب ، ونبذة عن كيفية التخريج . - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
كيف تكون دراسة مصطلح الحديث ؟ وما هي الكتب التي تنصح بقراءتها في هذا الباب ، ونبذة عن كيفية التخريج .
A-
A=
A+
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم هناك أسئلة أبدؤها بسؤال كيفية دراسة مصطلح الحديث وأي الكتب تنصح بقراءتها في هذا الباب ونبذة عن كيفية التخريج ؟

الشيخ : كيفية التخريج هذا لا يمكن أن نقدم له كيفية أما المصطلح فننصح بكتاب الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث. اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير والشرح المسمى بالباعث الحثيث هو للشيخ أحمد القاضي المصري الذي كان حقق الطرف أو القسم الأول من مسند الإمام أحمد تحقيقا نادرا وجوده فهو له شرح على كتاب اختصار علوم الحديث هذا الذي ينبغي على من يريد أن يبتدأ بدراسة علم مصطلح الحديث وهناك رسالة هي لخاتمة المحدثين بحق ألا وهو الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني وهي المسماة بشرح النخبة وهي رسالة جامعة لعلم الحديث ولكنها مكثفة فلكثافتها ولاختصار عباراتها قد يغمض على بعض الدارسين لها بعض مقاصدها فإذا كان الذي يريد أن يدرس هذا العلم عنده شيء من الثقافة الإسلامية العامة أولا ثم معرفة جيدة بآداب اللغة العربية ثانيا فبإمكانه أن يدرس هذه الرسالة بعد دراسته للكتاب الأول وإلا فهذه الرسالة تحتاج إلى أن يدرّسها رجل عالم ويشرح للطلبة الذين حوله ما قد يغمض عليهم من معاني هذه الرسالة فقلت أن هذه الرسالة لأنها يعني مكثفة المعاني فيها ألفاظ قليلة تحتاج إلى رجل متضلع في علم الحديث والمصطلح ليشرحها لطلاب العلم ثم بعد ذلك يرتقي إلى الكتب التي تعتبر المراجع والأصول الأساسية لهذا العلم وبهذه المناسبة أنصح أن لا يشغل طالب العلم بالمؤلفات العاصرة أو المعاصرة في هذا المجال لأن كل ما اطلعنا عليه على الأقل ويقاس عليه ما لم نطلع أنها تأليف مؤلفين ما درسوا هذا العلم دراسة عملية وإنما دراسة نظرية أولا ثم هي نقولات من هذا قليلا ومن هذا قليلا وشكلوا كتابا أو كتيبا وإنما ننصح بالرجوع في هذا العلم بل وفي كل علم إلى القدامى لأنهم حقيقة هم كانوا علماء في علمهم بينما المتأخرون يغلب عليهم الجمود والتقليد فمثلا اختصار علوم الحديث للحافظ ابن كثير إذا الإنسان انتهى من هذا الكتاب وأراد شيئا من التوسع ينتقل إلى الأصل لهذا الكتاب الذي هو علوم الحديث وهو للحافظ ابن الصلاح وكتابه هذا علوم الحديث مطبوع عدة طبعات على بعضها تعليقات وحواشي وشروح للحافظ العراقي وهذه مفيدة جدا فإذا أمكنه أن يحصّل هذه الطبعة بكون يعني جمع علما كثيرا و هكذا إذا انتهى من هذا الكتاب يرتقي إلى المصادر التي يعتمد عليها الحافظ ابن الصلاح فمنها مثلا كتاب معرفة علوم الحديث للحاكم أبي عبد الله ومنها كتاب الكفاية في علوم الرواية للخطيب البغدادي ونحو ذلك من الأصول العتيقة والقديمة التي ألفها علماء هذا الفن وإذا ما يعني مشى طالب العلم هذه المشية وهي ستكون بلا شك طويلة الأمد سيتفتح أمامه طرق يدل بعضها على بعض وعلى مراجع نحن الآن لسنا في حاجة إلى سرد بأكثر مما ذكرت آنفا وإذا تمكن طالب العلم من هذا الحديث حينئذ يأتي مجال التحدث عن علم التخريج , قبل الكلام بما تيسر حول هذا المجال مجال التخريج أريد أن أذكّر بأن علم الحديث المسجل في الكتب المشار إليها آنفا وفي غيرها أيضا مما له علاقة بهذا العلم ينقسم إلى قسمين قسم لا بد لطالب العلم الذي يريد أن يتعلم طريقة تصحيح الأحاديث وتضعيفها هذه الكتب القسم الأول منها لا بد له من دراستها وتفهمها فهما جيدا لأنه دون ذلك لا يمكنه أن يصل إلى التمكن من التصحيح والتضعيف المشار إليهما , القسم الآخر ليس من الضروري دراسته وإنما يحسن ذلك , ذلك لأن القسم الأكبر منه له علاقة بطريق رواية الأحاديث بالأسانيد وهذه رواية انقطعت ولذلك فليس هناك أهمية تذكر بدراسة قسم القسم الثاني من هذه المؤلفات ولكن على طالب العلم على الأقل أن يمر على فِهرس هذا القسم الثاني من المصطلح ويختار منها أبوابا يشعر بأنه بحاجة إليها فيدرسها ويتفهمها

أعود الآن إلى موضوع التخريج التخريج علم لا يمكن تلقينه للناس وإنما هو يتفتح أمام الباحث الذي يأخذ أول الطريق ثم لا نهاية له لكن فيما يتعلق بما قلناه من دراسة القسم الأول من علم المصطلح لا بد إذا أراد أن يحقق الغاية المنشودة من هذه الدراسة و هي التي أشرت إليها آنفا بقولي التصحيح والتضعيف أن يأخذ أي كتاب من كتب السنن الأربعة دعك والصحيحين فيأخذ إسنادا ويكتبه في ورقة عنده ثم يتمرن على التخريج أولا أن يُعمل ذاكرته أن هذا الحديث مثلا أين يمكن أن يوجد من الكتب الأخرى فيجمع هذه المصادر ويصفها إلى المصدر الأول لنقل مثلا سنن أبي داود لكن اليوم امتنّ الله على طلاب العلم بكتب تعتبر من المقرب للبعيد جدا والمسهل للعسير وهي كتب الفهارس بمختلف الأنواع والأشكال فأنا مثلا مررت بدور لم تكن هذه الفهارس موجودة آنفا كنت أفتش عن حديث في مسند الإمام أحمد. مسند الإمام أحمد ست مجلدات فيه نحو أربعين ألف حديث وهو غير مرتب على الأبواب الفقهية وإنما أحاديثه مرتبة على أسماء رواتها من الصحابة وأحفظهم بإجماع العلماء أبو هريرة

أبو هريرة له من هذه المجلدات نصف المجلد الثاني كله مسند أبي هريرة وبدون أي ترتيب مطلقا فكنت إذا رأيت حديثا في مثلا الجامع الصغير أو غيره معزوا للإمام أحمد عن أبي هريرة فكنت أضطر أن أقرأ نحو ثلاثمائة صفحة بطباعةٍ أحاديثها متشابكة متداخلة وليست كما تراها اليوم هكذا بالتفريج بين السطور وكل حديث يبدأ بأول السطر ومعه رقم لا كل صحيفة كلها سواد فينبغي أن تقرأ الصحيفة هذه كلها لعلك تجد الحديث المنشود في ثلاثمائة صفحة وأنت وحظك قد يكون الحديث في أوائل المسند قد يكون في وسطه قد يكون في آخره فمن أجل حديث واحد قرأت مرارا وتكرارا كل هذه الصفحات من مسند أبي هريرة فضلا عن المسانيد الأخرى أما الآن طالب العلم يتعالم على الناس بجهد غيره فتجد بين يدي كان اليوم كتاب مكارم الأخلاق أعطيني هون بالله الجزء الأول أو الثاني مش مهم فوق فوق فوق إيه وبدي أسألك عن هذه المعلِّقة الدكتورة سعاد تعرفها سليمان الخندقاوي سمعت بهذا الاسم؟

السائل : أين موجودة

الشيخ : ما أدري ظننتها عراقية الشاهد انظر الآن هذه الصفحة كلها من تخريجها ليس من جهدها وإنما من الفهارس التي خلقها الله في هذا الزمان شوف مثلا هنا العزو الجرح للتقليد صفحة كذا والتهذيب صفحة كذا والترمذي صفحة كذا وبالسند نفسه مسند أحمد مجلد ستة وإلى آخره فالتخريج اليوم لا يحتاج إلى علم كثير لأنه مجرد نقل يعين عليه الفهارس الموضوعة لكل الكتب تقريبا المتداولة اليوم لكن الاستفادة من علم المصطلح في هذا التخريج هو الغاية الكبرى فإذا أخذت حديثا من أي كتاب كما قلنا وضعته أمامك تستطيع بهذه الفهارس الموجودة أن تخرجه من ربما خمسة مصادر أو عشرة مصادر على حسب شهرته فتدرس الرجال واحدا بعد واحد تستعين أيضا بفهارس كتب الرجال وهي بطبيعة الحال مفهرسة وبعضها يحتاج إلى فهرسة وقد وجد كفهرسة مثلا كتاب الثقات لابن حبان وكتاب الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ونحو ذلك ثم تحاول أن تطبق معلوماتك الراسخة أو المفروض رسوخها في ذلك ثم تقول بعد الترجمة ودراسة الرجال كلهم تقول مثلا ومن ذلك يتبين أن الحديث صحيح السند، حسن السند، ضعيف السند.

ما يتعلق بجانب من جوانب علم الحديث هو ما يسمى بالمتابعات والشواهد فقد تكون الحصيلة من دراسة إسناد حديث ما أن تقول وهذا إسناد ضعيف لكن جاء في المصطلح أنه لا يلزم من ضعف إسناد الحديث أن تقول هذا حديث ضعيف وإنما تقول هذا إسناد ضعيف لماذا ؟ لأن قولك هذا حديث ضعيف تضعيف للحديث أما قولك إسناده ضعيف فتضعيف للسند وإيش الفرق ؟ الفرق أن هذا الحديث بهذا السند الضعيف قد يكون له سند آخر صحيح أو حسن أو ضعيف يشد من عضد الأول فلا يصح حتى في هذه الحالة الأخيرة أن تقول إن الحديث ضعيف لأن له شاهدا يتقوى به فيرتقي إلى مرتبة الحسن لغيره أو يرتقي به إلى مرتبة الصحيح لغيره وهكذا بهذا الأسلوب يمكن للإنسان أن يتدرج ليتعرف علم التصحيح والتضعيف وليس علم التخريج لأن التخريج لا يعني تصحيحا وتضعيفا إذا أخذت الجامع الصغير والكبير للسيوطي فهما كتابان ينسبان إلى علم التخريج ولا علم فيه أما التصحيح والتضعيف فهو مراجعة إسناد كل حديث تطوله يدك ودراسة كل رجل في هذا الإسناد وإعطاء نتيجة هذا الإسناد بعد الدراسة العلمية على ما قلناه آنفا صحيح حسن ضعيف له شواهد أو ليس له شواهد لأحد الرواة متابعون أو ليس له متابعون هذا هو علم التصحيح والتضعيف وليس علم التخريج , هذا ما يمكن ذكره بالنسبة لذاك السؤال

السائل : جزاك الله خير الجزاء

الشيخ : وإياك

مواضيع متعلقة