ما معنى (( مُتَوَفِّيكَ )) في قوله - تعالى - : (( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ )) ؟
A-
A=
A+
السائل : آية - يا شيخ - سورة آل عمران (( يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ )) ؛ ما معنى متوفِّيك هنا ؟
الشيخ : هذه الآية تشكل على بعض الناس ، والسبب أنه غلب على أفهامهم أنُّو الوفاة هو الموت ، ولا يرجعون لسبب بُعْدِهم عن اللغة العربية وآدابها إلى أصل كلمة الوفاة ، أصل كلمة الوفاة في اللغة هو قبض الشيء وافيًا ، فيقول - مثلًا - الإنسان : أنا استوفيتُ دَيني ، شو معنى استوفيت ديني ؟ يعني أخذت ديني كافيًا كاملًا ، فأصل الوفاة هو في اللغة هكذا ، في الآية الناس لما غلب على ظنهم أنُّو معنى الوفاة هو الإماتة قد يفسِّرونها بمعنى الموت ، لكن هنا المقصود قبض عيسى كما هو ، (( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ )) كما أنت ؛ أي : قابضك بجسدك وروحك ، تمام الآية يؤكد هذا المعنى : (( وَرَافِعُكَ إِلَيَّ )) ، رافعك خطاب لمين ؟
السائل : ... .
الشيخ : لعيسى بالروح والجسد معًا . هذا يُشبه تمامًا قوله - تعالى - : (( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى )) الآية ، اختلفوا قديمًا وحديثًا (( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ )) ؛ هل كان الإسراء ببدنه - عليه السلام - وروحه أم بروحه دون بدنه ؟ قولان معروفان ، لكن القول الصحيح الذي لا شك ولا ريب فيه أن إسراءه - عليه السلام - وكذلك معراجه كان بالروح والجسد معًا ، هالآية بتدل على هذا المعنى ؛ لأنَّه قال : (( أَسْرَى بِعَبْدِهِ )) ، فعبده محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي أخبرَ عنه بهذه الآية هو بالروح والجسد ؛ فإذًا (( أَسْرَى بِعَبْدِهِ )) أسرى بمحمد بجسده وروحه ؛ كذلك الآية السابقة : (( مُتَوَفِّيكَ )) ؛ أي : قابضك كما أنت ورافعك كما أنت ؛ لذلك قال كان القول الصحيح أن عيسى - عليه الصلاة والسلام - رَفَعَه الله - عز وجل - إلى السماء بجسده وبروحه .
ثم تأكَّدَ هذا بالحديث الصحيح بل المتواتر ؛ حيث قال - عليه الصلاة والسلام - : ( لَينزلنَّ فيكم عيسى بن مريم حَكَمًا عدلًا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويفيض المال ؛ حتى لا يقبلَه أحد ، وتكون السجدة للمؤمن خيرٌ من الدنيا وما فيها ) . إذًا هذا الذي رَفَعَه الله إليه ببدنه وروحه سَيُنزله - أيضًا - بجسده وروحه لِيُحكم بين الناس جميعًا المسلمين والنصارى واليهود بشرع الله الإسلام ، فهذه معجزة ابتداءً وانتهاءً ، رَفَعَه كما هو ، ثم سينزله كما هو لِيُحكم بما جاء به - عليه الصلاة والسلام - من الكتاب والسنة .
نعم .
السائل : فيه سؤال ... .
الشيخ : ... ما عم تتحرَّك .
تفضل .
السائل : جزاك الله خيرًا .
الشيخ : أهلًا .
الشيخ : هذه الآية تشكل على بعض الناس ، والسبب أنه غلب على أفهامهم أنُّو الوفاة هو الموت ، ولا يرجعون لسبب بُعْدِهم عن اللغة العربية وآدابها إلى أصل كلمة الوفاة ، أصل كلمة الوفاة في اللغة هو قبض الشيء وافيًا ، فيقول - مثلًا - الإنسان : أنا استوفيتُ دَيني ، شو معنى استوفيت ديني ؟ يعني أخذت ديني كافيًا كاملًا ، فأصل الوفاة هو في اللغة هكذا ، في الآية الناس لما غلب على ظنهم أنُّو معنى الوفاة هو الإماتة قد يفسِّرونها بمعنى الموت ، لكن هنا المقصود قبض عيسى كما هو ، (( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ )) كما أنت ؛ أي : قابضك بجسدك وروحك ، تمام الآية يؤكد هذا المعنى : (( وَرَافِعُكَ إِلَيَّ )) ، رافعك خطاب لمين ؟
السائل : ... .
الشيخ : لعيسى بالروح والجسد معًا . هذا يُشبه تمامًا قوله - تعالى - : (( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى )) الآية ، اختلفوا قديمًا وحديثًا (( وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ )) ؛ هل كان الإسراء ببدنه - عليه السلام - وروحه أم بروحه دون بدنه ؟ قولان معروفان ، لكن القول الصحيح الذي لا شك ولا ريب فيه أن إسراءه - عليه السلام - وكذلك معراجه كان بالروح والجسد معًا ، هالآية بتدل على هذا المعنى ؛ لأنَّه قال : (( أَسْرَى بِعَبْدِهِ )) ، فعبده محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي أخبرَ عنه بهذه الآية هو بالروح والجسد ؛ فإذًا (( أَسْرَى بِعَبْدِهِ )) أسرى بمحمد بجسده وروحه ؛ كذلك الآية السابقة : (( مُتَوَفِّيكَ )) ؛ أي : قابضك كما أنت ورافعك كما أنت ؛ لذلك قال كان القول الصحيح أن عيسى - عليه الصلاة والسلام - رَفَعَه الله - عز وجل - إلى السماء بجسده وبروحه .
ثم تأكَّدَ هذا بالحديث الصحيح بل المتواتر ؛ حيث قال - عليه الصلاة والسلام - : ( لَينزلنَّ فيكم عيسى بن مريم حَكَمًا عدلًا ، فيكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويفيض المال ؛ حتى لا يقبلَه أحد ، وتكون السجدة للمؤمن خيرٌ من الدنيا وما فيها ) . إذًا هذا الذي رَفَعَه الله إليه ببدنه وروحه سَيُنزله - أيضًا - بجسده وروحه لِيُحكم بين الناس جميعًا المسلمين والنصارى واليهود بشرع الله الإسلام ، فهذه معجزة ابتداءً وانتهاءً ، رَفَعَه كما هو ، ثم سينزله كما هو لِيُحكم بما جاء به - عليه الصلاة والسلام - من الكتاب والسنة .
نعم .
السائل : فيه سؤال ... .
الشيخ : ... ما عم تتحرَّك .
تفضل .
السائل : جزاك الله خيرًا .
الشيخ : أهلًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 183
- توقيت الفهرسة : 00:33:42
- نسخة مدققة إملائيًّا