هل جملة سبيل المؤمنين المذكورة في الآية ، ذكرت عبثاً .؟
A-
A=
A+
الشيخ : في حديث الرسول عليه السلام هذا اما القران فقال عز من قائل (( ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا )) ، هنا ترون معي أن الله عز وجل ذكر في هذه الآية سبيل المؤمنين بعد أن ذكر الرسول عليه السلام فقال (( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) تُرى لو كانت الآية بحذف جملة "سبيل المؤمنين" لو كانت سياقاً مختصرا من هذا السياق مثلا ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى نوله ما تولى إلى آخر الآية ، ترى هل نخسر شيئاً ام لا ؟ بمعنى في كثير من الأحيان تأتي جملة توضيحية وبيانية هل هذه الجملة هي على سبيل البيان للرسول عليه الصلاة والسلام المذكور في هذه الآية من القرآن أم هي تتضمن فائدةً زائدة عما يتضمنه لفظة الرسول عليه السلام (( ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين )) لماذا ذكر الله (( ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) ؟ ألا يكفيه أنه شاقق الرسول ؟ يكفيه. ، لكن لماذا ذكر (( ويتبع غير سبيل المؤمنين ... )) ؟ هنا البلاغة القرآنية هنا الإعجاز القرآني ، ذكر سبيل المؤمنين لكي يكونوا قدوة للخالفين من بعدهم لأمثالنا نحن ، فلا يجوز لنا أن نأتي مثلا إلى نص في القرآن أو في حديث الرسول عليه الصلاة والسلام فنفسره نحن من عندنا تفسيرا يخالف ما سار عليه المؤمنون الأولون من قبلنا ، و المؤمنون الأولون من قبلنا وهم المقصودون في آية ربنا هذا المذكورة آنفا في القرآن ليس هم إلا المشهود لهم بالخيرية في قوله صلى الله عليه وسلم الصحيح بل المتواتر صحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ) هؤلاء الذين زُكوا بلسان الرسول عليه السلام أما من بعدهم فيقول الرسول عليه السلام في بعض الروايات الصحيحة ( أنهم يشهدون ولايستشهدون ) كناية عن أنهم يشهدون شهادة الزور ، و علامتهم السِمن البطر في الطعام والشراب ولا هم لهم انما كما قال تعالى ((يأكلون كما تأكل الأنعام )) فالمسلمون المذكورون في الآية هم المسلمون الصحابة التابعون وأتباعهم لماذا ؟ لأنهم كانوا قريب عهد بالنبي عليه الصلاة والسلام فأصحابه تلقوا القرآن غضاً طريا كما اُنزل دون أن يغير أو يبدل منه شيء من حيث مفهومه ، أما من حيث ملفوظه فلا تبديل ولا تغيير لأن الله عز وجل يقول (( إنا نحن نزلنا الذكرى و إنا له لحافظون )) وإن كان هناك مع الأسف الشديد بعض الفرق الإسلامية تقول بأن القرآن الموجود الآن بين أيدى المسلمين هذا جزء من مصحف فاطمة عليها السلام حيث أن مصحف فاطمة زعموا ضاع وهذا الذي بقي لدينا هو الربع، كذبوا ، إنما القرآن كما أنزله الله على قلب محمد عليه الصلاة والسلام فهو بين أيدى المسلمين اليوم ولكن مع الأسف في الوقت الذي يتلفظ به المسلمون كما أنزل لكنهم يحرفون ويغيرون ويبدلون من معانيه ولذلك حتى نكون على بينة من صحة المعنى كما نحن على بينة من صحة المبنى أي الكلام الإلهي ماهو الطريق للوصول إلى معرفة المعنى الصحيح ؟ هو الرجوع إلى ماكان عليه المسلمون الأولون القرون المشهود لها بالخيرية ويُكنى عنهم بلفظة واحدة وهي السلف والسلف الصالح، هذا الذي أشار ربنا عز وجل في الآية (( ويتبع غير سبيل المؤمنين )) قد أوضحه النبي عليه الصلاة والسلام في حديث الفرق حينما قال ( إلا واحدة قالوا من هي يارسول الله ؟ قال هي الجماعة ) في رواية أخرى وهي الموضحة أولا للآية (( سبيل المؤمنين )) وثانيا للجماعة المذكور في الرواية الأولى قال عليه السلام في الفرقة الناجية ( هي ما أنا عليه وأصحابي ) ( ما أنا عليه وأصحابي ) ، ما قال عليه السلام "ما أنا عليه فقط" وإنما للحكمة التي ذكرتها في الآية اضاف إليها " وأصحابي " لماذا ؟ لأنه لاطريق لنا لنعرف ما كان عليه رسولنا صلى الله عليه واله وسلم الا من طريق الصحابة ومن هنا يظهر لكم ضلال بعض الفرق القديمة والتي لا تزال أذنابها موجودة وبعض الفرق الحديثة التي تطعن في بعض أصحاب الرسول عليه السلام ، كثير من هؤلاء المطعون فيهم أو قليل ، المهم أن هؤلاء الذين يطعنون في بعض الصحابة أو في كثيرين منهم هم يعطلون دلالة هذا النص النبوي الكريم وهو ( ما أنا عليه وأصحابي ) ولذلك نجدهم لا يهتمون بمعرفة ما كان عليه الصحابة و إنما يسلطون أفهامهم و عقولهم إن لم نقل أهواءهم في تفسير القرآن فضلا عن أحاديث الرسول عليه السلام بأهواءهم وضلالاتهم ، لا أريد أن أضرب لكم أمثلة قديمة إلا مثلا واحدا ثم أعود غلى ضرب أمثلة حديثة من واقعنا اليوم لأن هذا الواقع هو الذي يتعلق بالجماعات القائمة اليوم على أرض الاسلام قديما وجد في بعض الطوائف المنحرفة عن الكتاب والسنة من فسروا القرآن بأهواءهم كالرافضة مثلاً الذين يفسرون قوله تعالى مع أن الآية لها علاقة بما جرى في بني إسرائيل من عصيانهم لنبيهم موسى عليه السلام قال ربنا عز وجل في القرآن (( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة )) قالوا بقرة : أي عائشة ، هذا لايكاد يصدق لبعد الضلال في هذا التفسير ، الآية تتعلق ببني إسرائيل وهم حولوها إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقالوا إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ، أي عائشة ، لماذا؟ لأنهم يتهمونها في عرضها ويصدقون أهل الإفك الذين أشاعوا عنها فرية الفاحشة مع أن الله عز وجل طهرها من ذلك هذا مثال قديم وله نماذج كثيرة وكثيرة جدا ، وكما قلت آنفا لا أريد أن أكثر من هذه الامثلة فمن شاء منكم ان يتوسع فعليه بكتاب " الكافي للكُليني " فسيجد هناك العجب العجاب من تحريف الكلم عن مواضعه ، لكن الذي أريده الآن إنما هو بعض الأمثلة الموجودة الآن بين الطوائف الاسلامية أو بين بعضها على الأقل .
- سلسلة الهدى والنور - شريط : 705
- توقيت الفهرسة : 00:07:35