الشيخ : وأنا أنطلق في هذا الذي أقوله من مبدأ قوله تعالى: (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) وكما تعلمون جميعا أن سلفنا الصالح هم الذين نستطيع أن نقطع بأنهم الجيل الذي فهم الكتاب والسنة فهما صحيحا وطبقه أيضا تطبيقا عمليا وعلى ذلك أنا أقول في بعض الكلمات أو المحاضرات أو المجالس لا يكفي اليوم أن نقول نحن ندعو إلى الكتاب والسنة ونقف وإنما لا بد أن نضيف إلى ذلك وعلى منهج السلف الصالح لا بد أنك سمعت شيئا من هذا مني أو من غيري وعلى هذا ينبغي أن نعود إلى عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم الكثرة الكاثرة من حيث أنهم يتوجه إليهم الخطاب القرآني (( فاسألوا أهل الذكر )) هنا سائل ومسؤول فالمسؤول هم الأقلون.

أبو مالك : السلام عليكم.

الشيخ : وعليكم السلام محمد شقرة . فنعود إلى الآية الكريمة (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) قلنا الشيء المعروف والمعلوم أن السلف طبقوا هذه الآية ففيما علمت ووقفت عليه من الروايات ومن الآثار السلفية لما كان سائل يسأل أحد الصحابة عن مسألة ما يجيبه بما عنده ولا يتكلف السائل أن يقول: ما هو حجتك؟ فيما أنت تقول وإنما يطبق الآية على ظاهرها (( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) ومن أوضح الشواهد على ذلك قصة الصحابي الذي كان في تلك السرية وكان أصيب بجراحات في بدنه فأصبح محتلما وذكر أمره لبعض من كان حوله هل يجدون له رخصة في أن يتيمم قالوا: لا لا بد أن تغتسل فاغتسل فكان نفسه فيها فلما بلغ الخبر للرسول قال: ( قتلوه قاتلهم الله ألا سألوا حين جهلوا فإنما شفاء العي السؤال )) المقصود أن هذا السائل الجريح سأل فأجيب ظن أن المجيب من أولئك الذين عناهم الله (( فاسألوا أهل الذكر )) وعلى هذا عشرات الأمثلة في السيرة سيرة السلف الصالح أنهم كانوا يسألون ويجابون والمجيبون إذا كانوا جازمين بالجواب اكتفوا وإلا قالوا هذا رأي فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي وعلى هذا فأنا أفهم من الآية أن الله عز وجل جعل الأمة المسلمة من حيث العلم قسمين : عالم وغير عالم، وأوجب على كل من القسمين أمرا فعلى غير العالمين أوجب عليهم أن يسألوا العالمين وبس وعليهم أن ينطلقوا بعد أن يسمعوا الجواب طبعا نحن حينما نفهم من الآية أن المجتمع الإسلامي مقسوم إلى هذين القسمين.

السائل : السلام عليكم.

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ لا يفوتني بأن القسم الذي يجب عليه السؤال يمكن تقسيمه إلى أقسام يعني أمي لا يقرأ ولا يكتب ولا يفهم شيء وطويلب علم وطالب علم قوي وأقوى وإلخ مراتب. وإلخ لكن حتى طالب العلم إذا كان يعتقد بأن من يسأله هو من أهل العلم فواجبه وهنا كما يقال بيت القصيد واجبه أن يبادر إلى تنفيذ ما ببابه ثم بعد ذلك إذا بدا له رأي أو جواب أصح من الجواب السابق بأن الكثيرين من كبار العلماء تراجعوا عن أقوال لهم كما هو معلوم وفي مقدمة هؤلاء عمر بن الخطاب الذي كان أفتى في قضية من قضايا المواريث ثم بعد عام أو نحو ذلك أفتى برأي آخر فقيل له أنت أفتيت بكذا سابقا قال ذاك على ما أفتينا به وهذا ما نفتي به الآن فرأي العالم قد يختلف ويتغير وهذا في الواقع يفتح لي باباً لشيئين اثنين.

سائل آخر : طب سؤال في هذا الأثر يا شيخنا والأثر عن عمر: وهذا على ما قضينا.