الكلام بخصوص إنشاء مركز للدراسات المنهجية السلفية. - صوتيات وتفريغات الإمام الألباني
الكلام بخصوص إنشاء مركز للدراسات المنهجية السلفية.
A-
A=
A+
الهلالي : بالنسبة يا أستاذ يعني من خلال ما نرى في العالم الآن الإسلامي عدة قضايا المسألة الأولى أن جميع الفرق وجميع الجماعات وجميع أهل الأهواء تكالبوا على هذه الدعوة المباركة وكل يعني يقول فيها ما يريد ويحلو له يقابل هذا تكالب من أهل البدع والضلالات تفرق بين إخواننا ممن ينتسبون للمنهج السلفي بل في الآونة الأخيرة بدأوا يشتغلون ببعضهم بعضا ويوجهون كلامهم وسهامهم وردودهم على صفحات الجرائد وعلى صفحات المجلات وفي الأشرطة وفي الخطب إلى بعضهم بعضا فتفرقت هذه الدعوة التي كنا نظن وندعو الله تبارك وتعالى أن تبقى دعوة قائمة على هدي السلف الصالح يد واحدة متعاونة على البر والتقوى ورأينا من أسباب هذا الذي حدث في إخواننا أن هناك لا يوجد تواصل بين أهل العلم وأن أهل الأهواء يستغلون أهل العلم فكل يسأل حسب ما يريد ويشتهي, فيوجهون السؤال للشيخ عبد العزيز بن باز بالصورة التي يريدونها وبالكيفية التي يريدونها وبالطريقة التي يريدونها فيخرجون مه بفتوى ثم يأتون إلى شيخنا ويوجهون له السؤال لكن بطريق آخر فيأخذون منه فتوى ويذهبون للشيخ بن عثيمين وهكذا فتخرج فتاوى متضاربة متناقضة والأصل أن الجواب حسب الفتوى وعلماؤنا معذورون في هذا وأهل الأهواء يستغلون هذا الوضع فحدث يعني اقتراح من بعض الإخوة أننا لو عملنا ما يسمى بمركز للدراسات المنهجية السلفية هذا المركز يقوم أولا على إشراف أهل العلم السلفيين وذلك بأن يكونوا متواصلين مع بعضهم البعض وأن يقوم هذا المركز بتأصيل مسائل المنهج السلفي وإظهار أدلة هذا المنهج الذي نعتقد ولا ريب فيه أنه المنهج الحق الذي هو منهج الطائفة المنصورة والفرقة الناجية وأن يقوم هذا المركز بإشراف أهل العلم على كشف المناهج الدعوية الزائغة التي تعرض الآن على الساحة الإسلامية باسم السلفية أو باسم أهل السنة والجماعة وأن يقوم أيضا تقديم النصح لإخواننا السلفيين المختلفين بحل مشاكلهم من خلال عمل رأي جامع لأهل العلم أن تعرض الفتوى كما هي على الشيخ شيخنا ناصر ويدلي بدلوه وأن تعرض نفس الفتوى على الشيخ ابن عثيمين والشيخ ابن باز هكذا لا تعطى أسئلة مختلفة وصور متنوعة وتخرج الفتاوى متضاربة فيكون الناس في متاهة, وكذلك اقترحوا أن يكون هذا المركز يكون له جهد في تعريف الناس بجهود العلماء السلفيين الذين خدموا الكتاب والسنة وخدموا المسلمين لأن هؤلاء أهل البدع ينكرون جهود هؤلاء ويقولون هم في مكتباتهم وفي زواياهم ولا يعرفون شيئا من الواقع والذي ... أنهم الآن عياذا بالله وهذه الكلمة سمعناها من أقطابهم أن الكبار منهم وصلوا إلى مرحلة الخرف عياذا بالله فاقترح بعض الإخوة هذا الاقتراح فوجدته طيبا مباركا وقالوا لا بد أن نراسل قبل البدء في هذا الأمر أهل العلم لنعرف يعني وجهة نظرهم واستعدادهم لهذا الأمر فكان من الرسائل التي أرسلت والدنا الشيخ البنا حفظه الله ويعني هذا الذي حدث هذه الفكرة.
الشيخ : الفكرة يا أخي كما يقال لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها عنزان لكن كما نقول نحن في الشام بل في سورية بدها عز كتاف, بدها رجال أولا ثانيا بدك ظروف سياسية تساعد على تلاقي هؤلاء العلماء وتزاورهم بعضهم مع بعض وتفرغهم لتحقيق مثل هذا الاقتراح وفي ظني أنكم إذا تأملتم واقع هذه الدول التي يرجى أن يكون فيها بعض من يصلح أن يكون عضوا عاملا لتحقيق هذا الاقتراح الضروري والمهم الآن الظروف السياسية لا تساعد لمثل هذا اللقاء وهذا الاجتماع أظن أنك تعلم إن لم أكن واهما بأنك تعلم شيئا آخر وهو أن مجلتنا الأصالة حينما تصدر كانت ولا أدري إن جد فيها شيء تصدر بدون موافقة الدولة وإنما تطبع خارج المملكة ثم تدخل.
الهلالي : تدخل بموافقة الدولة.
الشيخ : بلى ولكن لم يؤذن لها بعد كمجلة دينية إسلامية وهي مجلة يقوم عليه بعض إخواننا طلاب العلم كيف نحن نتصور أن يفتتح مقر هنا وهذا المقر لا شك هم يعلمون ماذا ستكون نتائجه الإيجابية بالنسبة لجمع كلمة على الأقل هؤلاء المسلمين السلفيين هذا على الأقل, وأنت تعلم أن كل طائفة وكل جماعة تعمل لغير صالح الدعوة الإسلامية بعامة وتعمل لغير صالح الدعوة السلفية بصورة خاصة تجد دعما من كل الجوانب ومن هنا بلينا في الآونة الأخيرة بمن يعرفون بالأحباش عبد الله الحبشي هؤلاء لهم صولة ودولة في لبنان إلى درجة كأنها دولة في دولة يتسلحون يستعملون سيارات ويقتلون ويضربون واستولوا على عشرات المساجد هناك في لبنان وأخيرا تسربت إلى هنا ووجدوا دعما وأخذوا يخطبون في المساجد ويكفرون علنا شيخ الإسلام ابن تيمية شيخ الألباني وهو في قيد الحياة فأنت حينما تدرس هذا الواقع ما أظنك أنك تعتقد إذا وجد الشرط الأول الذي ألمحت إليه وهو إذا وجد الرجل ووجدت الأسباب التي تيسر لهم الاتصال لكن الوضع السياسي لا يساعد, ولذلك نقول إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع وأنا أقول يعني الآن نحن نعيش في زمن فيه أنواع من الفتن إلى درجة إنو أخشى ما أخشاه أن نصل إلى زمن الذي جاءت فيه الأحاديث التي تحض المسلم أن يعيش على رأس جبل عنده غنيمات يعيش على رسلها على لبنها وكفى الناس شره وكفى شرهم أنا هذا أخشى ما أخشاه لكن إذا ما وصلنا ونرجو أن لا نصل فحسبنا قول ربنا عز وجل (( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم )) نحن إذا استطعتنا في بعض مجالسنا الخاصة وبعض مجالسنا العامة من جهة وننشر بعض الرسائل أو بعض المطبوعات تحمل فيها أفكارنا وعقيدتنا فهذا بيكون نعمة كبيرة بالنسبة لشدة الفساد الذي نحياه في هذا الزمان ثم لا أكتمك أن أنا أكرر دائما وأبدا الآن نحن ولا شك نعيش صحوة علمية لكن ما عندنا صحوة تربوية أبدا أخلاقية ما في عندنا ولذلك فأحسن من فينا يخشى أن يكون قد أصيب بلوثة من الناحية الأخلاقية والتربوية لأن قضية التربية تحتاج إلى أناس كما لا يخفى على الجميع من أهل العلم والفكر والإخلاص والصلاح والتقوى جماعة يتوجهون إلى تربية الجيل الناشئ تربية إسلامية قائمة على العلم الصحيح نحن الآن في أول الطريق في تحقيق الصحوة العلمية لكن لا أرى أثرا إطلاقا للتربية الإسلامية إلا أفراد فلتانين في الشرق وبالغرب ما يشكلون نواة للطائفة المنصورة المجتمعة في مكان واحد والله المستعان.
الهلالي : جزاكم الله خيرا على ما قدمتم وتفضلتم به وشرحتم لكن هناك أمور ينبغي أن نذكرها لتتم الفائدة إن شاء الله, عودتمونا وسمعنا منكم مرارا وتكرارا وقد رافقناكم سنين طويلة وقد كنتم تتمثلون ببيت شعر لامرئ القيس الجاهلي وفي آخره يقول " نحاول ملكا أو نموت فنعذرا " هذه الفكرة يعني نريد يعني اقترح الإخوة أن نحاول فإن لم نطبقها كلها لعلنا نطبق منها نصفها أو ربعها, ما طبقنا منا يكون خير فمثلا ممكن لا نستطيع جميع بنود هذه الفكرة ولكن ممكن أن تكون هناك كتب ودراسات حول المنهج السلفي والدعوة السلفية وترسل لطلاب العلم ولأهل العلم ويقولون فيها ويضيفون إليها يعني يغيرون ويبدلون هذه فكرة من فكرة هذه الأمور الأمر الثاني قد لا يتسنى لنا الاجتماع ولكن قد يتسنى لنا الاتصال كما يقولون الآن العلم قرية صغيرة فإن لم تجتمع الأجساد فيمكن أن تجتمع بالمراسلة وبالاتصال هذا إن لم يحقق ما نصبو إليه فيقلل مما نحن فيه فما رأيكم؟
الشيخ : أنا أرجوك أن تكون واقعيا لا تكون نظريا أنا أول واحد بيقلك ما عندي فراغ ويمكن تكون أنت الثاني يمكن بقول ولذلك قلت أنا آنفا إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع المهم المسلم في كل زمان وبخاصة في هذا الزمان أن يكون في ثورة يقوم بواجب لأن الواجبات كثيرة وكثيرة جدا بعضها تقوم بالأفراد ولا يمكن لأحد أن يتدخل في شؤون الخاصة الفردية وبعض آخر له علاقة بإخوانه وبمجتمعه الذي يعيش فيه ثم تتسع الدائرة إلى أن تصل إلى حكم الحاكم فنحن كما جرينا ولمسنا بركة هذا الذي عليه جرينا أن في هذا الزمان من السياسة ترك السياسة لا لأن السياسة ليست من الدين لا, هذا أمر معروف لكن نحن الآن كما لا يخفى على الحاضرين في ظني أشبه ما نكون ولو من بعض الجهات طبعا كالمسلمين الذين كانوا في العهد المكي لا يقال لأمثال هؤلاء يومئذ تعالوا يا جماعة خلينا نتكتل وخلينا نتسلح و... هؤلاء الكفار المشركين الذين بغوا علينا ووو إلى آخره لا يقال, لماذا لا يقال بداهة لأن الظروف يومئذ كانت غير مواتية وغير مساعدة لهم وليس معنى هذا أنهم هم كسالى لا سمح الله وأنهم لا يقومون بما فرض الله عليهم من إعزاز الدين وإبلاغه للآخرين ووو إلى آخره لكن الظروف كانت غير مواتية نحن الآن على الأقل من هذه الحيثية كما كانوا من قبل تماما ولذلك فحينما نتقدم بهذا الطلب الحق هو كما قلنا لماذا لا نجاهد الجهاد في سبيل الله كثير من الأحزاب يعلنونها كلمة منذ نحو قرن من الزمان ماذا فعلوا؟ لا شيء, نحن لا نؤاخذهم أنهم ما فعلوا شيئا لأنهم في الحقيقة لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا بل إنهم يستطيعون أن يفعلوا أشياء هم ما فعلوها يعني أشغلوا العالم الإسلامي بأمور لا طاقة لهم بها وأشغلوا أنفسهم بها عما هم يستطيعون القيام به, لذلك أنا أقول مثل هذا الاقتراح يجب أن ننظر إلى واقعنا ونخيب ظن الذين يزعمون بأن السلفيين لا يعرفون فقه الواقع وأنا تلك الرسالة الصغيرة التي تعرفها جيدا أفهمناهم أن لا أهل العلم يعرفون الفقه وفقه الواقع تماما ولذلك هم يعطون لكل حالة لبوسها, فأنا حينما أقول ما قلت آنفا لأني أرى الناس اليوم إنهم محاطون بمشاكل كثيرة وكثيرة جدا بعضها هم مسؤولون عنها وبعضهم هم غير مسؤولين عنها البعض المسؤولين عنها هو ما يتعلق بأن يكون عملهم في سبيل الله عز وجل خالصا لوجهه لا يريدون من وراء ذلك جزاء ولا شكورا لكن البعض الآخر لا يملكون له دفعا ولا يستطيعون منه تخلصا ولذلك فهنا يصح أن نورد الكلام العامي وهو حكمة على قد فراشك أو لحافك مد رجليك ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها أنا أخشى ما أخشى إن ولجنا هذا الباب الذي لا نستطيع ولوجه أن يصيبنا ما أصاب غيرنا ممن لا يتبنى دعوتنا وممن كان تبنى دعوتنا ثم انشغل بالتكتل وبالتجمع وبالتنظيم وإلى آخره ثم صرفهم ذلك عن الغاية التي خلق الناس من أجلها وانصرفوا عن الغاية التي خلقوا من أجلها وأمروا لتحقيقها في مثل قول ربنا تبارك وتعالى (( فاعلم أنه لا إله إلا الله )) أقول أخشى ما أخشاه أن يصيبنا ما أصاب غيرنا ولذلك نحن نقول فاعتبروا يا أولي الأبصار أنا أقول على فرد منا في هذه الظروف الحرجة المظلمة أن يقوم بالدعوة إلى الله عز وجل كلّ في حدود استطاعته قد لا يستطيع إنسان ما قد لا يستطيع إلا أن يربي نفسه فرباها لا يكلف الله نفسا إلا وسعها, هذا هو الواجب عليه قد يستطيع أن يربي زوجه ثم قام بتربيتها فقد قام بما يجب قد وقد وتتعدد الصور إلى الأولاد وإلى الأحفاد وإلى الجيران, الجار القريب والبعيد ووو إلى آخره والمسألة كما يمثل في الحصاة التي ترمى في الماء الراكد فيشكل أول دائرة ثم الثانية ثم الثالثة لكن هذه دوائر سرعان ما تتشكل لكن دوائرنا تحتاج إلى دهور وسنين طويلة حتى تلحق الدائرة الأولى الثانية والثالثة حتى تأتي الدائرة الكبرة التي لا دائرة بعدها وذلك مما أشار إليه ربنا عز وجل في مثل قوله (( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله )) أما اليوم ما فيه إظهار الدين دين الإسلام على كل الأديان وإنما ممكن أن تظهر العقيدة السلفية على الأقل في أفراد هم الذين سماهم الرسول عليه السلام بالغرباء هم ناس قليلون صالحون بين ناس كثيرين من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم وهم الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي من بعدي, الحقيقة التي سمعتها آنفا هي تريد توسيع دائرة الإصلاح هذا هو يعني الذي أثنينا عليه خيرا لكن هذا الآن غير مستطاع إلا في حدود كما مثلت آنفا دائرة أولى صغرى التي لا بد منها ثم مهما جاءت بعد ذلك من دوائر أخرى فيكون ذلك من فضل الله علينا وعلى الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
الهلالي : جزاك الله خيرا.
الشيخ : وإياك يا أخي.

مواضيع متعلقة