كلمة الشيخ محمد عيد عباسي عن حقيقة الدعوة السلفية .
A-
A=
A+
عيد عباسي : ما هي الهدف ... الوهابية و ... المقصد منها وما الهدف الذي تدعو إليه ؟
بعد بيان الأستاذ الذي ذكر فيه أن الوهابية إنما هي كلمة ليس لها واقع ، وأن الدعوة التي يُراد نفيُها بهذا الاسم إنما هي دعوة السلف التي عُمدتها الرجوع إلى الكتاب والسنة ، فلا بأس ما دامت هذه هي الحقيقة وهذا هو المراد ؛ أن نُبيِّن هذه الأصول والهدف الذي تدعو إليه هذه الدعوة .
دعوتنا إنما ننشرها على غلاف أربطة رسائلنا من قديم هي بشكلٍ مُجمل العودة إلى الكتاب والسنة ، هذه العودة التي نعتقد أن الناس قد غفلوا عنها فعلًا وواقعًا وتركوها منذ قرونٍ طويلة ، فكان هذا الترك هو سبب الخلاف وسبب التفرُّق إلى فرق وشِيَع وأحزاب ، وحتى لا يكون الكلام عامًّا فمن المعروف أن كلَّ فرقةٍ من الفرق الثلاث والسبعين التي أخبر عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والتي ستنقسم إليها الأمة ؛ كلُّ فرقةٍ تدَّعي ظاهرًا وقولًا أنها هي التي تتَّبع الكتاب والسنة ، وأنها هي الناجية ، وأن ما عداها في النار ، فقطعًا لدابر الاعتراضات وتوضيحًا للأمر وُضع لهذه الجملة أو لهذا الهدف العودة إلى الكتاب والسنة قيدًا موضِّحًا المقصود وهو العودة إلى الكتاب والسنة وفهمهما على النهج الذي فهِمه منهما السلف الصالح ، هذا القيد هو الذي يُحدِّد المراد ، وهو الذي يُحدِّد الفهم الصحيح ، الناس اختلفوا وما يزال الناس يختلفون ، وكثيرٌ من الناس الغيُّورين على الإسلام والدعاة إلى الإسلام وكثير من الجماعات الإسلامية نسمع منها كلما التقَينا بها التحسُّر على هذا الاختلاف ، التحسُّر على المسلمين بسبب اختلافهم وتضايقًا من هذا الاختلاف ، كلهم يقول : يا أخي ، ضعف المسلمين بسبب خلافهم ، واختلافهم بلاء ، ويجب أن نخلص منه ، ولا نجاة لنا إلا بالاتفاق ، والله يدعو إلى الوفاق ، والله يدعو إلى الاعتصام بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا ، وقد نهى الإسلام عن التفرُّق ؛ فلا يسعنا إلا أن نقول معهم : هذا كله صواب ، إن الخلاف شرٌّ كله كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه - ، ولكن والوحدة هي مطلب الجميع ، ومطلبنا في المقدِّمة ، ولكن تُرى ما هو الطريق إلى الوحدة ؟ ما هو السبيل إلى تحقيقها ؟ وما هو السبيل إلى الخلاص من التفرُّق ؟ إننا نعرض عليكم سبيلًا هو السبيل الذي عَرَضَه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فوحَّد الناس جميعًا ، وجمع قلوبهم على الهدى والخير ، وكانوا بوازع هذا الوفاق الأمة التي قال الله عنها : (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )) .
محمد - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى العرب متفرِّقين متناحرين مشتَّتين متخاصمين متنابذين ؛ فبماذا وحَّدهم والله - تعالى - قرَّر في كتابه الكريم فقال : (( لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ )) ؟ فما الشيء الذي أنزله الله ؟ ما الشيء الذي داوى الله به هذا المرض ، مرض التفرُّق والخلاف ؟ لماذا جعلهم أمَّةً واحدة ؟ بماذا أزال خلافهم ، وجعلهم الأمة الفاضلة خير أمة أخرجت للناس ؟
مهما بحثنا فلن نجد إلا منهجًا واحدًا اتبعه هذه الأمة الوسط ، ونادى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، هذا المنهج هو كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفهمهما الفهم الصحيح ، وقد جاءت بعد القرون الثلاثة الخيِّرة التي شَهِدَ لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخير في حديثه الشريف المشهور ؛ وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) .
فهذه القرون الثلاثة الخيِّرة كانت على منهج واحد لم يكن فيها خلاف ، الخلاف الأصلي في العقائد في الأسس ، في الطريقة والمنهج كلها كانت على طريقة واحدة في عمومها ، ثم نشأ الخلاف ؛ فماذا كان سببه ؟
كان سببه أنَّ هؤلاء الناس صاروا يفهمون أفهامًا شتَّى مختلفة غايروا فيها فهمَ الصحابة ، وخرجوا بها عن فهم التابعين وأتباعهم الذين تَبِعُوهم بإحسان ، جاؤوا فصارا يؤوِّلون الآيات ، صاروا يفهمون صفات الله على غير وجهها ، خرج منهم من يقول : " إنَّ الأمر أُنف " ، وأن الله - عز وجل - لا يعلم شيئًا إلا بعد حدوثه ، خرج منهم من يقول : إن القرآن - مثلًا - مخلوق ، خرج منهم من يقول بفلسفات وتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان : (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ، ليقول : معنى استوى أنه استولى ، وأنه ليس هناك الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال وما شابه ذلك ، جاؤوا إلى الفقه فألزموا الناس وقيَّدوهم باتباع عالمٍ من العلماء المشهورين وحدَّدوهم بأربعة ؛ مع أنه كان في المسلمين عشرات من الأئمة مثل الأئمة الأربعة ، بل وبعضهم أقوى أو أكثر علمًا منهم كما شهد بذلك بعض الأئمة أنفسهم ، كما قالوا - مثلًا - عن الليث : " إنه أفقه من مالك ، ولكن أصحابه لم يقوموا بشأنه " .
وهكذا فمن ناحية هذه المذهبية وُجِدت حيث ؛ ولم تكن من قبل ، هذا التأويل في صفات الله وُجد ولم يكن له وجود في القرون الثلاثة الخيِّرة ، بعد ذلك الاعتقاد في الصحابة بين مغالٍ يكره الصحابة جميعًا إلا آل البيت ، وبين مُبغضٍ لآل البيت ومُعادٍ لهم ، وآخرون - مثلًا - الخوارج الذين يكفِّرون بالمعاصي وما شابه ذلك ، هذه الفرق كلها إنما ... بعد القرون الثلاثة الخيِّرة ، فإذا أردنا أن نُبيِّن هدفنا للناس يمكننا بأن نوضِّح ذلك بطريقين ؛ الطريق المجمل هو ما سمعتموه ؛ العودة - أي : هدفنا - العودة إلى كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وفهمهما على النهج الذي فَهِمَه منهما السلف الصالح ، آية نجد - مثلًا - أنه الصحابة فهموها على طريقة ، وفهمها المتأخِّرون على طريقة فنحن مع الفهم الذي فهمه الصحابة ، إن أجمَعَ الصحابة على فهمٍ فنحن معهم ، وإن اختلفوا فنتخيَّر منهم رأيًا ولا نخرج عنه ولا نُحدِثُ في دين الله شيئًا لم يقولوا به ، فهذا الهدف الإجمالي العودة إلى الكتاب والسنة وفهمها على النَّهج الذي فهمه السلف الصالح .
بعد بيان الأستاذ الذي ذكر فيه أن الوهابية إنما هي كلمة ليس لها واقع ، وأن الدعوة التي يُراد نفيُها بهذا الاسم إنما هي دعوة السلف التي عُمدتها الرجوع إلى الكتاب والسنة ، فلا بأس ما دامت هذه هي الحقيقة وهذا هو المراد ؛ أن نُبيِّن هذه الأصول والهدف الذي تدعو إليه هذه الدعوة .
دعوتنا إنما ننشرها على غلاف أربطة رسائلنا من قديم هي بشكلٍ مُجمل العودة إلى الكتاب والسنة ، هذه العودة التي نعتقد أن الناس قد غفلوا عنها فعلًا وواقعًا وتركوها منذ قرونٍ طويلة ، فكان هذا الترك هو سبب الخلاف وسبب التفرُّق إلى فرق وشِيَع وأحزاب ، وحتى لا يكون الكلام عامًّا فمن المعروف أن كلَّ فرقةٍ من الفرق الثلاث والسبعين التي أخبر عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، والتي ستنقسم إليها الأمة ؛ كلُّ فرقةٍ تدَّعي ظاهرًا وقولًا أنها هي التي تتَّبع الكتاب والسنة ، وأنها هي الناجية ، وأن ما عداها في النار ، فقطعًا لدابر الاعتراضات وتوضيحًا للأمر وُضع لهذه الجملة أو لهذا الهدف العودة إلى الكتاب والسنة قيدًا موضِّحًا المقصود وهو العودة إلى الكتاب والسنة وفهمهما على النهج الذي فهِمه منهما السلف الصالح ، هذا القيد هو الذي يُحدِّد المراد ، وهو الذي يُحدِّد الفهم الصحيح ، الناس اختلفوا وما يزال الناس يختلفون ، وكثيرٌ من الناس الغيُّورين على الإسلام والدعاة إلى الإسلام وكثير من الجماعات الإسلامية نسمع منها كلما التقَينا بها التحسُّر على هذا الاختلاف ، التحسُّر على المسلمين بسبب اختلافهم وتضايقًا من هذا الاختلاف ، كلهم يقول : يا أخي ، ضعف المسلمين بسبب خلافهم ، واختلافهم بلاء ، ويجب أن نخلص منه ، ولا نجاة لنا إلا بالاتفاق ، والله يدعو إلى الوفاق ، والله يدعو إلى الاعتصام بحبل الله جميعًا ولا تفرَّقوا ، وقد نهى الإسلام عن التفرُّق ؛ فلا يسعنا إلا أن نقول معهم : هذا كله صواب ، إن الخلاف شرٌّ كله كما قال ابن مسعود - رضي الله عنه - ، ولكن والوحدة هي مطلب الجميع ، ومطلبنا في المقدِّمة ، ولكن تُرى ما هو الطريق إلى الوحدة ؟ ما هو السبيل إلى تحقيقها ؟ وما هو السبيل إلى الخلاص من التفرُّق ؟ إننا نعرض عليكم سبيلًا هو السبيل الذي عَرَضَه محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فوحَّد الناس جميعًا ، وجمع قلوبهم على الهدى والخير ، وكانوا بوازع هذا الوفاق الأمة التي قال الله عنها : (( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ )) .
محمد - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى العرب متفرِّقين متناحرين مشتَّتين متخاصمين متنابذين ؛ فبماذا وحَّدهم والله - تعالى - قرَّر في كتابه الكريم فقال : (( لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ )) ؟ فما الشيء الذي أنزله الله ؟ ما الشيء الذي داوى الله به هذا المرض ، مرض التفرُّق والخلاف ؟ لماذا جعلهم أمَّةً واحدة ؟ بماذا أزال خلافهم ، وجعلهم الأمة الفاضلة خير أمة أخرجت للناس ؟
مهما بحثنا فلن نجد إلا منهجًا واحدًا اتبعه هذه الأمة الوسط ، ونادى به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، هذا المنهج هو كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفهمهما الفهم الصحيح ، وقد جاءت بعد القرون الثلاثة الخيِّرة التي شَهِدَ لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخير في حديثه الشريف المشهور ؛ وهو قوله - عليه الصلاة والسلام - : ( خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) .
فهذه القرون الثلاثة الخيِّرة كانت على منهج واحد لم يكن فيها خلاف ، الخلاف الأصلي في العقائد في الأسس ، في الطريقة والمنهج كلها كانت على طريقة واحدة في عمومها ، ثم نشأ الخلاف ؛ فماذا كان سببه ؟
كان سببه أنَّ هؤلاء الناس صاروا يفهمون أفهامًا شتَّى مختلفة غايروا فيها فهمَ الصحابة ، وخرجوا بها عن فهم التابعين وأتباعهم الذين تَبِعُوهم بإحسان ، جاؤوا فصارا يؤوِّلون الآيات ، صاروا يفهمون صفات الله على غير وجهها ، خرج منهم من يقول : " إنَّ الأمر أُنف " ، وأن الله - عز وجل - لا يعلم شيئًا إلا بعد حدوثه ، خرج منهم من يقول : إن القرآن - مثلًا - مخلوق ، خرج منهم من يقول بفلسفات وتأويلات ما أنزل الله بها من سلطان : (( الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى )) ، ليقول : معنى استوى أنه استولى ، وأنه ليس هناك الله لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال وما شابه ذلك ، جاؤوا إلى الفقه فألزموا الناس وقيَّدوهم باتباع عالمٍ من العلماء المشهورين وحدَّدوهم بأربعة ؛ مع أنه كان في المسلمين عشرات من الأئمة مثل الأئمة الأربعة ، بل وبعضهم أقوى أو أكثر علمًا منهم كما شهد بذلك بعض الأئمة أنفسهم ، كما قالوا - مثلًا - عن الليث : " إنه أفقه من مالك ، ولكن أصحابه لم يقوموا بشأنه " .
وهكذا فمن ناحية هذه المذهبية وُجِدت حيث ؛ ولم تكن من قبل ، هذا التأويل في صفات الله وُجد ولم يكن له وجود في القرون الثلاثة الخيِّرة ، بعد ذلك الاعتقاد في الصحابة بين مغالٍ يكره الصحابة جميعًا إلا آل البيت ، وبين مُبغضٍ لآل البيت ومُعادٍ لهم ، وآخرون - مثلًا - الخوارج الذين يكفِّرون بالمعاصي وما شابه ذلك ، هذه الفرق كلها إنما ... بعد القرون الثلاثة الخيِّرة ، فإذا أردنا أن نُبيِّن هدفنا للناس يمكننا بأن نوضِّح ذلك بطريقين ؛ الطريق المجمل هو ما سمعتموه ؛ العودة - أي : هدفنا - العودة إلى كتاب الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وفهمهما على النهج الذي فَهِمَه منهما السلف الصالح ، آية نجد - مثلًا - أنه الصحابة فهموها على طريقة ، وفهمها المتأخِّرون على طريقة فنحن مع الفهم الذي فهمه الصحابة ، إن أجمَعَ الصحابة على فهمٍ فنحن معهم ، وإن اختلفوا فنتخيَّر منهم رأيًا ولا نخرج عنه ولا نُحدِثُ في دين الله شيئًا لم يقولوا به ، فهذا الهدف الإجمالي العودة إلى الكتاب والسنة وفهمها على النَّهج الذي فهمه السلف الصالح .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 61
- توقيت الفهرسة : 00:00:12
- نسخة مدققة إملائيًّا