مناقشة حول معنى المجتمع الجاهلي ، وما هي السُّبل التي يجب سلوكها للخروج بالمجتمع الإسلامي من دائرة الفساد إلى دائرة الصلاح ؟
A-
A=
A+
الشيخ : ... لله ورسوله ثم ... ولم يحقِّق شيئًا من ذلك عمليًّا ، هذا شو نقول عنه هذا مؤمن ولَّا كافر ؟
السائل : هذا بالنسبة لنا كافر ما نعلم حقيقته ، لأنُّو لنا ظاهره .
الشيخ : وبالنسبة لربِّ العالمين الذي خلقه ؟
السائل : وبالنسبة لربِّ العالمين بيعرف حقيقته بيعطيه حقَّه أنُّو كمؤمن .
الشيخ : إي خلاص .
السائل : لكن نحن الآن بصدد الحكم على هالمجتمع هذا ، بصدد أنُّو نحكم على هالمجتمع كظاهر .
الشيخ : طيب .
السائل : فلمَّا نشوف مجتمع لا يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله .
الشيخ : نعم .
السائل : فبدنا نحكم عليه بأنَّه كافر .
الشيخ : طيب .
السائل : مجتمع كافر ، فبعد هذا هو في قلبه هذا أمره إلى الله .
الشيخ : إي ، بس هذه صورة ما بيتحقِّق ... لأنُّو ما نقدر نتصوَّر مجتمع مؤمن في قلبه ولا يظهر من أعماله ما يشهد على ما في قلبه مطلقًا .
السائل : إي ، هَيْ نحن لو صحَّحنا العبارة .
الشيخ : معليش ، هلق لح نعيد النظر فيها .
عيد عباسي : ممكن - أستاذ - نسجِّلها من أول كلامكم بس ، يعني أول كلامكم ... .
الشيخ : طيب ؛ هلق شغَّال التسجيل ؟
عيد عباسي : إي نعم .
الشيخ : تفضل ، اقرأ يا أخي .
السائل : " المجتمع الجاهلي هو الذي يتبنَّى النُّظم الكافرة بالله ورسوله ، وهذا الاسم إنما يُمكن إطلاقه على كلِّ شعبٍ لا يؤمن بالله ورسوله مطلقًا ، أما الشعب المسلم الخاضع لأحكام الله ورسوله اعتقادًا هو على نوعين ؛ إما أن يُحقِّق عمليًّا ما آمن به قلبيًّا فهو المجتمع الإسلامي الكامل ، وإما أن لا يحقِّق شيئًا من ذلك عمليًّا ، أو يحقِّق بعضًا ويترك بعضًا ؛ فذلك لا يجوز أن يسمَّى مجتمعه بأنه مجتمع جاهلي أو كافر ، وإنما يُقال فيه " مجتمع فيه جاهلية ، على حدِّ قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذرٍّ : ( إنك امرؤٌ فيك جاهلية ) ؛ لأننا إن أطلقنا عليه اسم مجتمع جاهلي أو كافر ظلمنا إيمانه المُشار إليه ؛ لا سيَّما إذا كان محقِّقًا لبعضه عمليًّا كما ألمَحْنا إليه آنفًا " .
السائل : بس ، من ناحية الحكم ... أستاذ .
الشيخ : نعم ؟
السائل : العبارة بالحكم بنحكم نحن على الظاهر ، هذا المجتمع الذي شفناه ما بيقول : لا إله إلا الله ، ولا بيعمل العمل الظاهر لنا بدون سؤال هذا المجتمع ، بدون أن يسأله .
الشيخ : هذا - يا أخي - لا يتصور ؛ لذلك حطينا نحن : " أو بعض ذلك " .
عيد عباسي : إي نعم .
الشيخ : هذا واقعيًّا ما بيتحقق مجتمع ولا يبدو - ولو من بعض أفراده - ما يشهد على إيمانه ... .
السائل : يا سيدي ، ليش ما نصحِّح العبارة ؟
الشيخ : تفضل ... نحن .
عيد عباسي : ما فيها شيء .
الشيخ : لا ، معليش يا سيدي ، نحن إذا كان قصة توضيح .
السائل : لحتى الحكم عليه الظاهري نقول : يحقق ذلك قلبيًّا وبعض العمل يعني .
سائل آخر : هو عم يقول لك عملي ، يحقِّق ذلك ، شو التحقيق ؟ معروف عمليًّا لكان ؟
السائل : وإن لم يحقِّق ذلك .
الشيخ : فهمت العبارة ، حط لفظة أنت من عندك .
السائل : طيب .
الشيخ : ما في عندنا مانع إذا كان على سبيل التوضيح .
السائل : أما أن يحقِّق عمليًّا ما آمن به قلبيًّا فهو المجتمع المسلم الكامل .
عيد عباسي : ما آمن به قلبيًّا .
السائل : إيه هديك ... .
سائل آخر : يحقِّق ما ... .
السائل : وإما ألَّا يحقق شيئًا من ذلك عمليًّا .
عيد عباسي : مما آمن به ؛ يعني شيء .
السائل : إي ، شيئًا من ذلك عمليًّا .
سائل آخر : من ذلك .
السائل : حتى لا يُقال لا إله إلا الله .
عيد عباسي : ذلك شو ذلك ؟
السائل : من ذلك الإيمان يعني .
سائل آخر : هنا مسلم قال عنه مسلم آمن وإلا فلم يحقِّق شيئًا من الإيمان .
السائل : إما يحقِّق عمليًّا ما آمن به قلبيًّا .
...
السائل : إما أن لا يعتقد شيئًا من ذلك قلبيًّا الواضح أنُّو بدها .
سائل آخر : شلون بدك إياها تكون ؟
السائل : وإما أن لا يحقِّق .
سائل آخر : قلت ... على أصل الإيمان .
السائل : وإما أن لا يحقِّق .
...
عيد عباسي : انتهت الإجابة .
...
الشيخ : نعم ؟
عيد عباسي : له تتمة الجواب ؟
الشيخ : لا ، ما له تتمة .
الشيخ : كل فرد بما في نفسه ... .
السائل : ... العام - أستاذ - هو عم بيقول إذا المجتمع بشكل عام تغيَّر بيتغيَّر ، وفي أفراد في المجتمع .
الشيخ : ... هلق ، إيش من الناحية الشرعية ؟
السائل : ... عم نحكي عن الناحية ... ، إذا المجتمع كانوا جادِّين فيه كلهم وفيه نسبة قليلة كسولين بيتغيَّر المجتمع ، ويُلحق هؤلاء الكسولين من جدِّ المجتهدين فينالهم رفاهية بغير كسب منهم وإنما بكسب غيرهم ، وكذلك الأمر قد يكون في مجتمع ناس من أنشط ما يكون ، ولكن الغالبية كسل خمول ، فينعكس كسل وخمول الكسلانين على جدِّ المجتهدين ، وينالهم بسبب ذلك ضرر بسبب قصورهم .
سائل آخر : يعني إذًا إذا الشعب ... .
السائل : فإذا المجتمع كله عفوًا ، إذا المجتمع كله تغيَّر ؛ تغيَّر من الناحية الدنيوية ، أما إذا المجتمع كله ما يتغيَّر ما بيتغيَّر من الناحية الدنيوية .
الشيخ : هو لما فسَّر الآية (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ )) ذكر قضية بيشمل ما يتعلَّق بالدنيا والآخرة ؟
السائل : إي طبعًا ، ذكر الغنى والفقر و .
الشيخ : ذكر الإيمان والكفر ؟
السائل : لا ... ما ذكره .
...
السائل : ... لكن إيمان وكفر ما ذكره ، وإنما ذكر - وأنا طبعًا هذا الذي علَّقت عليه حتى على كتابي ، هذا مش كتابي - ؛ أنُّو ليش ما حط على إيمان وكفر ، فهو عالج الناحية من ناحية دينية ، ما عالجها من ناحية أخروية ؛ لأنُّو عم بيقول " سنة دنيوية لا أخروية " ... فاصل آخر ، " سنة دنيوية لا أخروية " في عنوان آخر .
الشيخ : ... الآية ؟
السائل : كلام بيحكي على الآية نفسها ، نفس الآية ، تغيير المجتمع على الآية نفسها فهي سنة دنيوية عم بيأخذها ، الآن السنة الأخروية غير البحث ، في مجال السنة الدنيوية الآن ، هو يتكلَّم عن السنة الدنيوية .
سائل آخر : سبق كلام ... .
السائل : وليس مجاله السنة الأخروية ؛ لأن السنة الأخروية كل إنسان يُحاسب فرديًّا عند الله - عز وجل - ، لا نحاسب مجموعة ، فهو الآن يريد أن ينظر إلى المجتمع ككل يحاسب المجتمع دنيويًّا ؛ يعني المجتمع مسؤول عن تقصيره ما هو الفرد ، طبعًا الفرد مسؤول عن تقصيره في المجتمع ، لكن الغاية الناحية الدنيوية قبل الناحية الأخروية ، هذا الذي يهدف إليه في الكتاب .
عيد عباسي : يهتم بالناحية الدنيا أكثر من .
السائل : لا ، هَيْ في فصل خاص سنة دنيوية لا أخروية .
الشيخ : هذه الآية مسوقة مباشرة بالأمور الدنيوية ولَّا الأخروية ؟ (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ )) .
السائل : هذا نقص منه بحث آخر أستاذ ؛ المقصد أنُّو هذا الكلام الذي حمله على الناحية الدنيوية صحيح ولَّا غلط ؟ أما كونه مقصِّر ؟
الشيخ : صحيح ... السابق اللي لفتّ نظر الأخ أحمد إليه .
السائل : وهو ؟
الشيخ : صحيح أنُّ ما هو لازم يكون ضرورة ولا بد يعني .
السائل : ما هو الـ .
سائل آخر : كان لازم معناها يقول مثل ما قال الشاعر ؛ يعني : " من أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر " .
الشيخ : يعني بيأكل الإنسان بيشبع هَيْ سنة الله في خلقه .
السائل : نعم .
الشيخ : لكن قد يأكل ولا يشبع ، وقد يشرب الماء ولا يرتوي .
السائل : هذا الشيء الخارقة بالنسبة للأمور العادية ، هو بيحكي السنة التي جعلها الله - عز وجل - ، أما خارقة أقمها على جنب .
الشيخ : ماني عارف ، في خارقة من الأمور الأخروية ؟ يعني واحد يؤمن فيُجازى جزاء الكافر ؟
السائل : لا .
سائل آخر : هَيْ أساسي .
الشيخ : فإذًا في فرق بين الاتجاهين .
السائل : إذا سمحت بالله ، في مثال يعني قد يقرِّب الموضوع يعني مع قياس مع الفارق قليلًا ، الله - سبحانه وتعالى - يعني بيقول مثل ... .
...
الشيخ : هكذا بسبب النجاح في الآخرة ، لا بد أنه ناجٍ .
السائل : إذا المجتمع ككل ؟
سائل آخر : إي نعم .
الشيخ : يعني عمَّا .
سائل آخر : صحيح صحيح ، التعبير صحيح .
الشيخ : طيب ، أنا هاللي فهمته هيك وهو ، أنت عم تقول كما .
السائل : المجتمع غيَّر ، إذا المجتمع غيَّر وأخذ بالأسباب الكاملة صحيح .
الشيخ : أنا بدي أحكي معليش .
السائل : ... فهمت عليك يعني .
الشيخ : فهمت عليَّ ؟ تفضل ، أنا ما بقى عيد إذا فهمت عليَّ .
السائل : ... هذا تقول في الأول يعني بيجتمع .
الشيخ : فهمت عليَّ .
السائل : إي هذا هو .
الشيخ : وأنا شعرت أنُّو ما فهمت عليَّ .
السائل : لا ، أنا فهمت عليك ... ولذلك بدأت ... المجتمع غيَّر ما بنفسه من أسباب الدنيا وبدأ بالجدِّ والنشاط والعمل ؛ فهذا مثل الفرد الذي يعني كان ... انتقل إلى الإيمان ، فضمن يعني من الناحية الأخروية ، فهؤلاء يضمنون الدنيا يعني كما يضمن أولئك الآخرة .
الشيخ : هو كذلك الأمر ؟
السائل : يعني فيما يبدو طبعًا هكذا .
الشيخ : ليش بقى ؟
السائل : لأنُّو طالما خضع في الظرف في الوقت وأخذ الأسباب الكاملة فذاك أخذ سبب كامل ، السبب الكامل الإيمان فينال الجزاء ولا يتخلَّف ، كذلك هنا أخذ السبب الكامل من السعي والعمل فالمجتمع ككل فلا يتخلَّف هذا .
الشيخ : تنطبق عليك آية الإسراء .
السائل : كيف ؟
الشيخ : (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ )) .
السائل : (( مَنْ كَانَ )) فرد هذا ما هو ... ، فرد فرد هذا مو مجتمع ، (( مَنْ كَانَ )) .
الشيخ : هذه مو فرد .
السائل : مَنْ من ألفاظ العموم ، من ألفاظ العموم .
الشيخ : هذا رد عليك ، أرجوك بتقول مَنْ فرد ومن ألفاظ العموم .
السائل : هنا يُخاطب فيها الإنسان فرديًّا ، ما يُخاطب فيها المجتمع .
الشيخ : يا سيدي ، معناها مَن كلُّ مَن ، من معناها كلُّ من .
سائل آخر : (( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) .
الشيخ : لَكان ؟ بعدين - يا أخي - هذا من الناحية الشرعية ، بعدين من الناحية المنطقية ؛ افرض لي مجتمع أصغر مجتمع على كيفك ، قُل - مثلًا - خمسة عشرة مئة مئتين إلى آخره ، افرض لي .
السائل : ... مجتمع أصغر مجتمع نرجع للفرد إذا بدنا نسمِّي فرد مجتمع إذا صحَّت التسمية .
السائل : هو الآن مجتمع ثلاثة أصغر مجتمع لو فرضنا ، جمع يعني .
الشيخ : طيب ؛ سؤال : مجتمع مؤلف من ثلاثة أشخاص ، راح يتوجَّه إليك ثلاثة أسئلة كلها مثل بعضها البعض ، شو في نتيجة بتطلع ؟ الفرد الأول إذا غيَّر ما بنفسه من الناحية الدنيوية ضروري أنُّو يتغيَّر كذاك الذي غيَّر ما بنفسه من الناحية الأخروية ؟
السائل : لا ... مو ضروري .
الشيخ : هذا صعب ، رقم اثنين نفس السؤال نفس الجواب ، هذا صعب ، الثالث نفس السؤال نفس الجواب .
السائل : ليش نفس الجواب ؟ ثلاثة إذا كان عايشين في أمر .
الشيخ : تعطيني غير جواب أنا نسمع منك .
السائل : إذا بدنا نحدد .
الشيخ : بأعيد السؤال ، بأعيد السؤال .
السائل : تفضل .
الشيخ : رقم واحد من ثلاثة ، تعاطى أسباب التغيير فيما يتعلق بالدنيا ، ضروري ينجح ؟
السائل : مو شرط ، لا .
الشيخ : مو شرط ، الثاني ضروري ينجح ؟
السائل : مو ضروري ... .
الشيخ : الله يهديك ، أنت كنت نايم الظاهر .
...
الشيخ : وإلا وجدت أن لا ينفذ في زعمك الكلام فنفَّست شوية عن نفسك .
السائل : ... الثاني متعاون مع الأول كجسد واحد ولَّا كل واحد لحاله يعني ؟
...
السائل : لا بد أن نقسِّم هذا التقسيم فردًا فردًا .
سائل آخر : المجتمع عم يحكي نأخذ المجتمع معًا مع بعض ... الثلاثة .
الشيخ : هالثلاثة أشخاص .
السائل : ثلاثة أشخاص إذا كان العمل الذي يريدون أن يعني أن يحقِّقوه أن يقوموا به ، تأخَّر يعني اتخذوا له الأسباب الكاملة فعلًا فبيقدروا على ذلك ، أما إذا أرادوا أن يحقِّقوا شيء أكبر من طاقتهم فلا يقدرون على ذلك ؛ يعني هم - مثلًا - ثلاثة بدهم يحملوا هالصحن .
الشيخ : أرجوك أرجوك .
السائل : يا أبو أحمد .
...
الشيخ : هلق تكشف عما في نفسك .
السائل : هذا القيد يجب أن ... .
الشيخ : طيب ؛ على العكس من ذلك ... .
السائل : الفرد إلا ما شاء الله .
الشيخ : لا ؛ الفرد الذي يسعى للآخرة ويأخذ بأسباب النجاح .
السائل : ناجح حتمًا .
الشيخ : نجاح إلا أن يشاء الله ؟
السائل : لأ ، حتمًا نجاحه .
الشيخ : طيب ؛ هالمجتمع المُؤلَّف من أمثال هؤلاء الأفراد متعاونين مثل ما شبَّهت آنفًا ، هدول بدهم يقيموا ، بدهم يرفعوا الصحن من الأرض هالجذع اللي بدهم يرفعوه من المكان إلى آخره ، إذا تعاونوا وكانوا آخذين بأسباب النجاح اللي الله شرعه إلى آخره نجحوا إلا أن يشاء الله ، نجي هلق نأخذ مجتمع مؤلَّف من أفراد مسلمين ؛ ما نستطيع لا واحد لا اثنين لا ثلاثة أنُّو يشيِّدوا المجتمع الإسلامي الدولة الإسلامية إلى آخره إلا متعاونين .
السائل : نعم .
الشيخ : إلا متعاونين .
السائل : صح .
الشيخ : فهدول تعاونوا وأخذوا بأسباب إقامة الدولة المسلمة ، تقوم الدولة المسلمة حتمًا ؟
السائل : لا ، إلا أن يشاء الله .
الشيخ : لا ، هذا الكلام مو صحيح ؟
السائل : ليه ؟
الشيخ : بتقول حتمًا .
السائل : لا ، إلا أن يشاء الله ، قلنا اتَّفقنا إلا أن يشاء الله .
الشيخ : أنت الآن هلق بين مثالين .
السائل : عمل دنيوي .
الشيخ : هداك دنيوي وهذا أخروي ، ذاك مادي وهذا أخروي .
السائل : إقامة الدولة المسلمة ما هو ديني أخروي ، ديني دنيوي هذا .
الشيخ : ... .
السائل : أرجوك طوِّل بالك ؛ ما هو ديني أخروي ، نحن عم نحكي هناك .
الشيخ : آية : (( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ )) شو معناها ؟ راح أجيب لك غير الدولة ... الدولة ، راح أجيب لك مثال ؛ جيش مسلم أخذ بوسائل النصر من النوعين المادية والشرعية ، هذا ممكن أن ينتصر ؟ عفوًا حتمًا ينتصر ولَّا بتقول : إلا أن يشاء الله ؟
السائل : بمشيئة الله - عز وجل - .
الشيخ : ... بيجاوب ... .
السائل : إلا أن يشاء الله .
الشيخ : ما ... هالكلام هذا ، شو هذا ؟ إذا أردت بتقول الكلام في المثال الأول اللي لما كنت تقول : حتمًا بيرفعوا الصحن .
السائل : ... .
الشيخ : بدك تقول ينتصر حتمًا ، حتمًا ... إلا أن يشاء الله .
السائل : لأنَّ الله وعدهم بالنصر ، يأخذوا بالأسباب والله وعدهم بالنصر ، والله لا يخلف وعده .
سائل آخر : ... (( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ )) ؛ يعني هنا طبعًا طالما كانوا عشرين صابرين يعني أخذوا جميع الأسباب فعلًا فوعدهم الله - عز وجل - ... .
الشيخ : لا تضيِّق الطريق على نفسك ، مو مئتين يغلبوا قد إيه ؟
عيد عباسي : ألفين .
الشيخ : ألفين ، عشرة آلاف مسلم وقدَّامهم ألفين من الكفار .
عيد عباسي : العكس ... .
الشيخ : لا لا ، أعني ما أقول ، عشرة آلاف مسلم وقدَّامهم ألفين من الكفار ، وهالمسلمين آخذين بوسائل النصر المادية والمعنوية ، ممكن تقول الله ما ينصرهم ؟
السائل : طبعًا ينصرهم الله - سبحانه وتعالى - .
الشيخ : بتقول : إلا أن يشاء الله ؟
عيد عباسي : بما فيها الشرعية .
السائل : لا ، إذا أخذوا .
الشيخ : ... الأسباب الدنيوية والشرعية .
السائل : نعم ، حتمًا ينصرهم الله - عز وجل - لأنه وعد بذلك .
الشيخ : آ ، العكس يا ترى ؟ في عشرة آلاف كافر آخذين بوسائل القوة والنجاح والتغلُّب إلى آخره ، يعني كلُّ من يدرس وضعهم بيقول النصر لهم ؟
السائل : يمكن أن يُهزموا .
الشيخ : يمكن أن يُهزموا .
السائل : صح .
الشيخ : هذا هو المفترق بين الناحيتين ، الوسائل المادية يعني الأسباب المادية التي تُرتبط بها عادةً مُسبِّباتها هذا نظام ، لكن يختلُّ أحيانًا إذا شاء الله .
السائل : صح .
الشيخ : أما الأسباب الأخروية التي جعلَها الله - عز وجل - أسباب بدون مسبِّبات ما ممكن أن تختل إطلاقًا ؛ لأنُّو هذا معنى كلامك والله ممكن رب العالمين - مثل ما بيقولوا الأشاعرة تمامًا - ممكن إنسان يعيش الأبد يؤمن بالله ورسوله وبعدين ... .
السائل : معاذ الله معاذ الله !!
الشيخ : دخول جهنم ، لكن العكس ممكن ... ؟ هلق أنت بتقول ؟ ممكن رب العالمين - عقليًّا هلق - ممكن رب العالمين أنُّو يأخذ إنسان كافر ويحطه في الجنة ، بيكون هذا إيش ؟ فضل منه ، لكن جاءتنا النصوص الخبرية (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ )) ، لكن راح أجيب لك صورة ثانية ما قال ، إي نعم (( تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) ؛ إذًا العمل الصالح والإيمان سبب دخول الجنة ، طيب ؛ ما ممكن ربنا - عز وجل - يخلق خلق في الجنة ما عملوا عمل صالح ؟ ممكن ، هذا فضل ، لكن ممكن يخلق خلق يعذِّبه في النار بدون ما يكون تعاطى سبب التعذيب ؟
السائل : لا .
الشيخ : آ ؛ ففي فرق إذًا بين الأمور الدينية وبين الأمور الدنيوية .
السائل : إي صحيح .
الشيخ : فالأمور الدنيوية القاعدة الكونية الطبيعية تمشي المسبِّبات مع أسبابها ؛ بتأكل تشبع ، بتشرب ترتوي ، إلى آخره ، لكن لا تأخذها ... مادية ، ما تأخذها مادية مثل الأطباء ومثل غيرهم ، يمكن يتأخر الأثر عن المؤثِّر .
السائل : لكن هذا ... .
سائل آخر : هذا هذا قصده أنُّو هذا استغلال يعني ... .
عيد عباسي : قريب من مسألة العدوى - أستاذ - هذا ؛ ( لا عدوى ولا طيرة ) .
الشيخ : إي نعم .
عيد عباسي : ففي عدوى بين ... .
السائل : ما بيأخذها - فيما أعتقد أنا فيما أزعم - ما بيأخذها ... مادية ، وإنما يريد أن يعني يريد يبيِّن أن المسلمين قد أخلدوا إلى الأرض ولم يتخذوا الأسباب التي أوجدها الله عليهم ، هذا الذي هو يريد أن يفعل ... .
عيد عباسي : ... .
السائل : هذا ... .
الشيخ : معليش ؛ لكن الشيء اللي عرفت أن تؤاخذوه من قبل - ولا يُؤاخذ - أنُّو في اعتزال ؟ لا ، ما في اعتزال ، ولكن في هالناحية الدقيقة يجب أن تُبيَّن حتى يعرف القارئ للكتاب أنُّو ... بين الأسباب المادية ... .
السائل : هو ، أيوا هو مقصِّر ، هذا هو ، في تقصير في البحث .
عيد عباسي : يطبِّق قاعدة عسكرية شو هي تؤيِّد النتيجة اللي وصل لها الأستاذ ؛ أنُّو قد يكون جيش ... ما يقوم تنظيمًا ، لما تباحثنا .
السائل : ... عدنان .
عيد عباسي : شو القاعدة العسكرية اللي ... .
السائل : ... عدنان .
...
السائل : أحسن ... أحسن قائد لأحسن العناصر بيخسروا أمام أسوأ قائد لأسوأ ... لأسوأ عناصر .
الشيخ : ليش ؟
السائل : هيك يعني نتيجة استقراء للعارض ، هاي بتنقض نظرية ... اللي بتقول عنها .
عيد عباسي : هَيْ كأنه ... أحيانًا يعني .
...
السائل : يعني ممكن يكون واحد - مثلًا - جماعة ضعاف ... بإيمانهم وتقواهم لله الله - سبحانه وتعالى - يرزقهم إلى القضاء على جماعة أقوياء .
سائل آخر : يعني قصدي الأشياء هَيْ المادية كمان لا تُجرَّد من الأسباب كمان الشرعية الإيمانية ؛ هلق - مثلًا - لما خالد بن الوليد في وقعة اليرموك فمثلًا مائة ألف وهو معه عشرة آلاف ؛ فأين القوَّتين من بعضها البعض ؟
السائل : أستاذ ، ... يحطنا بقولهم يشمل كثير ، ويشمل أول ما يشمل ما يمكن أن يلاحظ ويرى من أوساط المجتمع من الغنى والفقر والعزَّة والذِّلَّة والصحة والسقم ، شايف ؟
إيمان وكفر ما حاططها ، فأنا لما كنت علَّقت يعني قلت أنه الإيمان والكفر أوَّل ما يُثمر ؛ وليس ... .
عيد عباسي : شغلة ... .
...
السائل : هذا بالنسبة لنا كافر ما نعلم حقيقته ، لأنُّو لنا ظاهره .
الشيخ : وبالنسبة لربِّ العالمين الذي خلقه ؟
السائل : وبالنسبة لربِّ العالمين بيعرف حقيقته بيعطيه حقَّه أنُّو كمؤمن .
الشيخ : إي خلاص .
السائل : لكن نحن الآن بصدد الحكم على هالمجتمع هذا ، بصدد أنُّو نحكم على هالمجتمع كظاهر .
الشيخ : طيب .
السائل : فلمَّا نشوف مجتمع لا يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله .
الشيخ : نعم .
السائل : فبدنا نحكم عليه بأنَّه كافر .
الشيخ : طيب .
السائل : مجتمع كافر ، فبعد هذا هو في قلبه هذا أمره إلى الله .
الشيخ : إي ، بس هذه صورة ما بيتحقِّق ... لأنُّو ما نقدر نتصوَّر مجتمع مؤمن في قلبه ولا يظهر من أعماله ما يشهد على ما في قلبه مطلقًا .
السائل : إي ، هَيْ نحن لو صحَّحنا العبارة .
الشيخ : معليش ، هلق لح نعيد النظر فيها .
عيد عباسي : ممكن - أستاذ - نسجِّلها من أول كلامكم بس ، يعني أول كلامكم ... .
الشيخ : طيب ؛ هلق شغَّال التسجيل ؟
عيد عباسي : إي نعم .
الشيخ : تفضل ، اقرأ يا أخي .
السائل : " المجتمع الجاهلي هو الذي يتبنَّى النُّظم الكافرة بالله ورسوله ، وهذا الاسم إنما يُمكن إطلاقه على كلِّ شعبٍ لا يؤمن بالله ورسوله مطلقًا ، أما الشعب المسلم الخاضع لأحكام الله ورسوله اعتقادًا هو على نوعين ؛ إما أن يُحقِّق عمليًّا ما آمن به قلبيًّا فهو المجتمع الإسلامي الكامل ، وإما أن لا يحقِّق شيئًا من ذلك عمليًّا ، أو يحقِّق بعضًا ويترك بعضًا ؛ فذلك لا يجوز أن يسمَّى مجتمعه بأنه مجتمع جاهلي أو كافر ، وإنما يُقال فيه " مجتمع فيه جاهلية ، على حدِّ قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذرٍّ : ( إنك امرؤٌ فيك جاهلية ) ؛ لأننا إن أطلقنا عليه اسم مجتمع جاهلي أو كافر ظلمنا إيمانه المُشار إليه ؛ لا سيَّما إذا كان محقِّقًا لبعضه عمليًّا كما ألمَحْنا إليه آنفًا " .
السائل : بس ، من ناحية الحكم ... أستاذ .
الشيخ : نعم ؟
السائل : العبارة بالحكم بنحكم نحن على الظاهر ، هذا المجتمع الذي شفناه ما بيقول : لا إله إلا الله ، ولا بيعمل العمل الظاهر لنا بدون سؤال هذا المجتمع ، بدون أن يسأله .
الشيخ : هذا - يا أخي - لا يتصور ؛ لذلك حطينا نحن : " أو بعض ذلك " .
عيد عباسي : إي نعم .
الشيخ : هذا واقعيًّا ما بيتحقق مجتمع ولا يبدو - ولو من بعض أفراده - ما يشهد على إيمانه ... .
السائل : يا سيدي ، ليش ما نصحِّح العبارة ؟
الشيخ : تفضل ... نحن .
عيد عباسي : ما فيها شيء .
الشيخ : لا ، معليش يا سيدي ، نحن إذا كان قصة توضيح .
السائل : لحتى الحكم عليه الظاهري نقول : يحقق ذلك قلبيًّا وبعض العمل يعني .
سائل آخر : هو عم يقول لك عملي ، يحقِّق ذلك ، شو التحقيق ؟ معروف عمليًّا لكان ؟
السائل : وإن لم يحقِّق ذلك .
الشيخ : فهمت العبارة ، حط لفظة أنت من عندك .
السائل : طيب .
الشيخ : ما في عندنا مانع إذا كان على سبيل التوضيح .
السائل : أما أن يحقِّق عمليًّا ما آمن به قلبيًّا فهو المجتمع المسلم الكامل .
عيد عباسي : ما آمن به قلبيًّا .
السائل : إيه هديك ... .
سائل آخر : يحقِّق ما ... .
السائل : وإما ألَّا يحقق شيئًا من ذلك عمليًّا .
عيد عباسي : مما آمن به ؛ يعني شيء .
السائل : إي ، شيئًا من ذلك عمليًّا .
سائل آخر : من ذلك .
السائل : حتى لا يُقال لا إله إلا الله .
عيد عباسي : ذلك شو ذلك ؟
السائل : من ذلك الإيمان يعني .
سائل آخر : هنا مسلم قال عنه مسلم آمن وإلا فلم يحقِّق شيئًا من الإيمان .
السائل : إما يحقِّق عمليًّا ما آمن به قلبيًّا .
...
السائل : إما أن لا يعتقد شيئًا من ذلك قلبيًّا الواضح أنُّو بدها .
سائل آخر : شلون بدك إياها تكون ؟
السائل : وإما أن لا يحقِّق .
سائل آخر : قلت ... على أصل الإيمان .
السائل : وإما أن لا يحقِّق .
...
عيد عباسي : انتهت الإجابة .
...
الشيخ : نعم ؟
عيد عباسي : له تتمة الجواب ؟
الشيخ : لا ، ما له تتمة .
الشيخ : كل فرد بما في نفسه ... .
السائل : ... العام - أستاذ - هو عم بيقول إذا المجتمع بشكل عام تغيَّر بيتغيَّر ، وفي أفراد في المجتمع .
الشيخ : ... هلق ، إيش من الناحية الشرعية ؟
السائل : ... عم نحكي عن الناحية ... ، إذا المجتمع كانوا جادِّين فيه كلهم وفيه نسبة قليلة كسولين بيتغيَّر المجتمع ، ويُلحق هؤلاء الكسولين من جدِّ المجتهدين فينالهم رفاهية بغير كسب منهم وإنما بكسب غيرهم ، وكذلك الأمر قد يكون في مجتمع ناس من أنشط ما يكون ، ولكن الغالبية كسل خمول ، فينعكس كسل وخمول الكسلانين على جدِّ المجتهدين ، وينالهم بسبب ذلك ضرر بسبب قصورهم .
سائل آخر : يعني إذًا إذا الشعب ... .
السائل : فإذا المجتمع كله عفوًا ، إذا المجتمع كله تغيَّر ؛ تغيَّر من الناحية الدنيوية ، أما إذا المجتمع كله ما يتغيَّر ما بيتغيَّر من الناحية الدنيوية .
الشيخ : هو لما فسَّر الآية (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ )) ذكر قضية بيشمل ما يتعلَّق بالدنيا والآخرة ؟
السائل : إي طبعًا ، ذكر الغنى والفقر و .
الشيخ : ذكر الإيمان والكفر ؟
السائل : لا ... ما ذكره .
...
السائل : ... لكن إيمان وكفر ما ذكره ، وإنما ذكر - وأنا طبعًا هذا الذي علَّقت عليه حتى على كتابي ، هذا مش كتابي - ؛ أنُّو ليش ما حط على إيمان وكفر ، فهو عالج الناحية من ناحية دينية ، ما عالجها من ناحية أخروية ؛ لأنُّو عم بيقول " سنة دنيوية لا أخروية " ... فاصل آخر ، " سنة دنيوية لا أخروية " في عنوان آخر .
الشيخ : ... الآية ؟
السائل : كلام بيحكي على الآية نفسها ، نفس الآية ، تغيير المجتمع على الآية نفسها فهي سنة دنيوية عم بيأخذها ، الآن السنة الأخروية غير البحث ، في مجال السنة الدنيوية الآن ، هو يتكلَّم عن السنة الدنيوية .
سائل آخر : سبق كلام ... .
السائل : وليس مجاله السنة الأخروية ؛ لأن السنة الأخروية كل إنسان يُحاسب فرديًّا عند الله - عز وجل - ، لا نحاسب مجموعة ، فهو الآن يريد أن ينظر إلى المجتمع ككل يحاسب المجتمع دنيويًّا ؛ يعني المجتمع مسؤول عن تقصيره ما هو الفرد ، طبعًا الفرد مسؤول عن تقصيره في المجتمع ، لكن الغاية الناحية الدنيوية قبل الناحية الأخروية ، هذا الذي يهدف إليه في الكتاب .
عيد عباسي : يهتم بالناحية الدنيا أكثر من .
السائل : لا ، هَيْ في فصل خاص سنة دنيوية لا أخروية .
الشيخ : هذه الآية مسوقة مباشرة بالأمور الدنيوية ولَّا الأخروية ؟ (( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ )) .
السائل : هذا نقص منه بحث آخر أستاذ ؛ المقصد أنُّو هذا الكلام الذي حمله على الناحية الدنيوية صحيح ولَّا غلط ؟ أما كونه مقصِّر ؟
الشيخ : صحيح ... السابق اللي لفتّ نظر الأخ أحمد إليه .
السائل : وهو ؟
الشيخ : صحيح أنُّ ما هو لازم يكون ضرورة ولا بد يعني .
السائل : ما هو الـ .
سائل آخر : كان لازم معناها يقول مثل ما قال الشاعر ؛ يعني : " من أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر " .
الشيخ : يعني بيأكل الإنسان بيشبع هَيْ سنة الله في خلقه .
السائل : نعم .
الشيخ : لكن قد يأكل ولا يشبع ، وقد يشرب الماء ولا يرتوي .
السائل : هذا الشيء الخارقة بالنسبة للأمور العادية ، هو بيحكي السنة التي جعلها الله - عز وجل - ، أما خارقة أقمها على جنب .
الشيخ : ماني عارف ، في خارقة من الأمور الأخروية ؟ يعني واحد يؤمن فيُجازى جزاء الكافر ؟
السائل : لا .
سائل آخر : هَيْ أساسي .
الشيخ : فإذًا في فرق بين الاتجاهين .
السائل : إذا سمحت بالله ، في مثال يعني قد يقرِّب الموضوع يعني مع قياس مع الفارق قليلًا ، الله - سبحانه وتعالى - يعني بيقول مثل ... .
...
الشيخ : هكذا بسبب النجاح في الآخرة ، لا بد أنه ناجٍ .
السائل : إذا المجتمع ككل ؟
سائل آخر : إي نعم .
الشيخ : يعني عمَّا .
سائل آخر : صحيح صحيح ، التعبير صحيح .
الشيخ : طيب ، أنا هاللي فهمته هيك وهو ، أنت عم تقول كما .
السائل : المجتمع غيَّر ، إذا المجتمع غيَّر وأخذ بالأسباب الكاملة صحيح .
الشيخ : أنا بدي أحكي معليش .
السائل : ... فهمت عليك يعني .
الشيخ : فهمت عليَّ ؟ تفضل ، أنا ما بقى عيد إذا فهمت عليَّ .
السائل : ... هذا تقول في الأول يعني بيجتمع .
الشيخ : فهمت عليَّ .
السائل : إي هذا هو .
الشيخ : وأنا شعرت أنُّو ما فهمت عليَّ .
السائل : لا ، أنا فهمت عليك ... ولذلك بدأت ... المجتمع غيَّر ما بنفسه من أسباب الدنيا وبدأ بالجدِّ والنشاط والعمل ؛ فهذا مثل الفرد الذي يعني كان ... انتقل إلى الإيمان ، فضمن يعني من الناحية الأخروية ، فهؤلاء يضمنون الدنيا يعني كما يضمن أولئك الآخرة .
الشيخ : هو كذلك الأمر ؟
السائل : يعني فيما يبدو طبعًا هكذا .
الشيخ : ليش بقى ؟
السائل : لأنُّو طالما خضع في الظرف في الوقت وأخذ الأسباب الكاملة فذاك أخذ سبب كامل ، السبب الكامل الإيمان فينال الجزاء ولا يتخلَّف ، كذلك هنا أخذ السبب الكامل من السعي والعمل فالمجتمع ككل فلا يتخلَّف هذا .
الشيخ : تنطبق عليك آية الإسراء .
السائل : كيف ؟
الشيخ : (( مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ )) .
السائل : (( مَنْ كَانَ )) فرد هذا ما هو ... ، فرد فرد هذا مو مجتمع ، (( مَنْ كَانَ )) .
الشيخ : هذه مو فرد .
السائل : مَنْ من ألفاظ العموم ، من ألفاظ العموم .
الشيخ : هذا رد عليك ، أرجوك بتقول مَنْ فرد ومن ألفاظ العموم .
السائل : هنا يُخاطب فيها الإنسان فرديًّا ، ما يُخاطب فيها المجتمع .
الشيخ : يا سيدي ، معناها مَن كلُّ مَن ، من معناها كلُّ من .
سائل آخر : (( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ )) .
الشيخ : لَكان ؟ بعدين - يا أخي - هذا من الناحية الشرعية ، بعدين من الناحية المنطقية ؛ افرض لي مجتمع أصغر مجتمع على كيفك ، قُل - مثلًا - خمسة عشرة مئة مئتين إلى آخره ، افرض لي .
السائل : ... مجتمع أصغر مجتمع نرجع للفرد إذا بدنا نسمِّي فرد مجتمع إذا صحَّت التسمية .
السائل : هو الآن مجتمع ثلاثة أصغر مجتمع لو فرضنا ، جمع يعني .
الشيخ : طيب ؛ سؤال : مجتمع مؤلف من ثلاثة أشخاص ، راح يتوجَّه إليك ثلاثة أسئلة كلها مثل بعضها البعض ، شو في نتيجة بتطلع ؟ الفرد الأول إذا غيَّر ما بنفسه من الناحية الدنيوية ضروري أنُّو يتغيَّر كذاك الذي غيَّر ما بنفسه من الناحية الأخروية ؟
السائل : لا ... مو ضروري .
الشيخ : هذا صعب ، رقم اثنين نفس السؤال نفس الجواب ، هذا صعب ، الثالث نفس السؤال نفس الجواب .
السائل : ليش نفس الجواب ؟ ثلاثة إذا كان عايشين في أمر .
الشيخ : تعطيني غير جواب أنا نسمع منك .
السائل : إذا بدنا نحدد .
الشيخ : بأعيد السؤال ، بأعيد السؤال .
السائل : تفضل .
الشيخ : رقم واحد من ثلاثة ، تعاطى أسباب التغيير فيما يتعلق بالدنيا ، ضروري ينجح ؟
السائل : مو شرط ، لا .
الشيخ : مو شرط ، الثاني ضروري ينجح ؟
السائل : مو ضروري ... .
الشيخ : الله يهديك ، أنت كنت نايم الظاهر .
...
الشيخ : وإلا وجدت أن لا ينفذ في زعمك الكلام فنفَّست شوية عن نفسك .
السائل : ... الثاني متعاون مع الأول كجسد واحد ولَّا كل واحد لحاله يعني ؟
...
السائل : لا بد أن نقسِّم هذا التقسيم فردًا فردًا .
سائل آخر : المجتمع عم يحكي نأخذ المجتمع معًا مع بعض ... الثلاثة .
الشيخ : هالثلاثة أشخاص .
السائل : ثلاثة أشخاص إذا كان العمل الذي يريدون أن يعني أن يحقِّقوه أن يقوموا به ، تأخَّر يعني اتخذوا له الأسباب الكاملة فعلًا فبيقدروا على ذلك ، أما إذا أرادوا أن يحقِّقوا شيء أكبر من طاقتهم فلا يقدرون على ذلك ؛ يعني هم - مثلًا - ثلاثة بدهم يحملوا هالصحن .
الشيخ : أرجوك أرجوك .
السائل : يا أبو أحمد .
...
الشيخ : هلق تكشف عما في نفسك .
السائل : هذا القيد يجب أن ... .
الشيخ : طيب ؛ على العكس من ذلك ... .
السائل : الفرد إلا ما شاء الله .
الشيخ : لا ؛ الفرد الذي يسعى للآخرة ويأخذ بأسباب النجاح .
السائل : ناجح حتمًا .
الشيخ : نجاح إلا أن يشاء الله ؟
السائل : لأ ، حتمًا نجاحه .
الشيخ : طيب ؛ هالمجتمع المُؤلَّف من أمثال هؤلاء الأفراد متعاونين مثل ما شبَّهت آنفًا ، هدول بدهم يقيموا ، بدهم يرفعوا الصحن من الأرض هالجذع اللي بدهم يرفعوه من المكان إلى آخره ، إذا تعاونوا وكانوا آخذين بأسباب النجاح اللي الله شرعه إلى آخره نجحوا إلا أن يشاء الله ، نجي هلق نأخذ مجتمع مؤلَّف من أفراد مسلمين ؛ ما نستطيع لا واحد لا اثنين لا ثلاثة أنُّو يشيِّدوا المجتمع الإسلامي الدولة الإسلامية إلى آخره إلا متعاونين .
السائل : نعم .
الشيخ : إلا متعاونين .
السائل : صح .
الشيخ : فهدول تعاونوا وأخذوا بأسباب إقامة الدولة المسلمة ، تقوم الدولة المسلمة حتمًا ؟
السائل : لا ، إلا أن يشاء الله .
الشيخ : لا ، هذا الكلام مو صحيح ؟
السائل : ليه ؟
الشيخ : بتقول حتمًا .
السائل : لا ، إلا أن يشاء الله ، قلنا اتَّفقنا إلا أن يشاء الله .
الشيخ : أنت الآن هلق بين مثالين .
السائل : عمل دنيوي .
الشيخ : هداك دنيوي وهذا أخروي ، ذاك مادي وهذا أخروي .
السائل : إقامة الدولة المسلمة ما هو ديني أخروي ، ديني دنيوي هذا .
الشيخ : ... .
السائل : أرجوك طوِّل بالك ؛ ما هو ديني أخروي ، نحن عم نحكي هناك .
الشيخ : آية : (( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ )) شو معناها ؟ راح أجيب لك غير الدولة ... الدولة ، راح أجيب لك مثال ؛ جيش مسلم أخذ بوسائل النصر من النوعين المادية والشرعية ، هذا ممكن أن ينتصر ؟ عفوًا حتمًا ينتصر ولَّا بتقول : إلا أن يشاء الله ؟
السائل : بمشيئة الله - عز وجل - .
الشيخ : ... بيجاوب ... .
السائل : إلا أن يشاء الله .
الشيخ : ما ... هالكلام هذا ، شو هذا ؟ إذا أردت بتقول الكلام في المثال الأول اللي لما كنت تقول : حتمًا بيرفعوا الصحن .
السائل : ... .
الشيخ : بدك تقول ينتصر حتمًا ، حتمًا ... إلا أن يشاء الله .
السائل : لأنَّ الله وعدهم بالنصر ، يأخذوا بالأسباب والله وعدهم بالنصر ، والله لا يخلف وعده .
سائل آخر : ... (( إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ )) ؛ يعني هنا طبعًا طالما كانوا عشرين صابرين يعني أخذوا جميع الأسباب فعلًا فوعدهم الله - عز وجل - ... .
الشيخ : لا تضيِّق الطريق على نفسك ، مو مئتين يغلبوا قد إيه ؟
عيد عباسي : ألفين .
الشيخ : ألفين ، عشرة آلاف مسلم وقدَّامهم ألفين من الكفار .
عيد عباسي : العكس ... .
الشيخ : لا لا ، أعني ما أقول ، عشرة آلاف مسلم وقدَّامهم ألفين من الكفار ، وهالمسلمين آخذين بوسائل النصر المادية والمعنوية ، ممكن تقول الله ما ينصرهم ؟
السائل : طبعًا ينصرهم الله - سبحانه وتعالى - .
الشيخ : بتقول : إلا أن يشاء الله ؟
عيد عباسي : بما فيها الشرعية .
السائل : لا ، إذا أخذوا .
الشيخ : ... الأسباب الدنيوية والشرعية .
السائل : نعم ، حتمًا ينصرهم الله - عز وجل - لأنه وعد بذلك .
الشيخ : آ ، العكس يا ترى ؟ في عشرة آلاف كافر آخذين بوسائل القوة والنجاح والتغلُّب إلى آخره ، يعني كلُّ من يدرس وضعهم بيقول النصر لهم ؟
السائل : يمكن أن يُهزموا .
الشيخ : يمكن أن يُهزموا .
السائل : صح .
الشيخ : هذا هو المفترق بين الناحيتين ، الوسائل المادية يعني الأسباب المادية التي تُرتبط بها عادةً مُسبِّباتها هذا نظام ، لكن يختلُّ أحيانًا إذا شاء الله .
السائل : صح .
الشيخ : أما الأسباب الأخروية التي جعلَها الله - عز وجل - أسباب بدون مسبِّبات ما ممكن أن تختل إطلاقًا ؛ لأنُّو هذا معنى كلامك والله ممكن رب العالمين - مثل ما بيقولوا الأشاعرة تمامًا - ممكن إنسان يعيش الأبد يؤمن بالله ورسوله وبعدين ... .
السائل : معاذ الله معاذ الله !!
الشيخ : دخول جهنم ، لكن العكس ممكن ... ؟ هلق أنت بتقول ؟ ممكن رب العالمين - عقليًّا هلق - ممكن رب العالمين أنُّو يأخذ إنسان كافر ويحطه في الجنة ، بيكون هذا إيش ؟ فضل منه ، لكن جاءتنا النصوص الخبرية (( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ )) ، لكن راح أجيب لك صورة ثانية ما قال ، إي نعم (( تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ )) ؛ إذًا العمل الصالح والإيمان سبب دخول الجنة ، طيب ؛ ما ممكن ربنا - عز وجل - يخلق خلق في الجنة ما عملوا عمل صالح ؟ ممكن ، هذا فضل ، لكن ممكن يخلق خلق يعذِّبه في النار بدون ما يكون تعاطى سبب التعذيب ؟
السائل : لا .
الشيخ : آ ؛ ففي فرق إذًا بين الأمور الدينية وبين الأمور الدنيوية .
السائل : إي صحيح .
الشيخ : فالأمور الدنيوية القاعدة الكونية الطبيعية تمشي المسبِّبات مع أسبابها ؛ بتأكل تشبع ، بتشرب ترتوي ، إلى آخره ، لكن لا تأخذها ... مادية ، ما تأخذها مادية مثل الأطباء ومثل غيرهم ، يمكن يتأخر الأثر عن المؤثِّر .
السائل : لكن هذا ... .
سائل آخر : هذا هذا قصده أنُّو هذا استغلال يعني ... .
عيد عباسي : قريب من مسألة العدوى - أستاذ - هذا ؛ ( لا عدوى ولا طيرة ) .
الشيخ : إي نعم .
عيد عباسي : ففي عدوى بين ... .
السائل : ما بيأخذها - فيما أعتقد أنا فيما أزعم - ما بيأخذها ... مادية ، وإنما يريد أن يعني يريد يبيِّن أن المسلمين قد أخلدوا إلى الأرض ولم يتخذوا الأسباب التي أوجدها الله عليهم ، هذا الذي هو يريد أن يفعل ... .
عيد عباسي : ... .
السائل : هذا ... .
الشيخ : معليش ؛ لكن الشيء اللي عرفت أن تؤاخذوه من قبل - ولا يُؤاخذ - أنُّو في اعتزال ؟ لا ، ما في اعتزال ، ولكن في هالناحية الدقيقة يجب أن تُبيَّن حتى يعرف القارئ للكتاب أنُّو ... بين الأسباب المادية ... .
السائل : هو ، أيوا هو مقصِّر ، هذا هو ، في تقصير في البحث .
عيد عباسي : يطبِّق قاعدة عسكرية شو هي تؤيِّد النتيجة اللي وصل لها الأستاذ ؛ أنُّو قد يكون جيش ... ما يقوم تنظيمًا ، لما تباحثنا .
السائل : ... عدنان .
عيد عباسي : شو القاعدة العسكرية اللي ... .
السائل : ... عدنان .
...
السائل : أحسن ... أحسن قائد لأحسن العناصر بيخسروا أمام أسوأ قائد لأسوأ ... لأسوأ عناصر .
الشيخ : ليش ؟
السائل : هيك يعني نتيجة استقراء للعارض ، هاي بتنقض نظرية ... اللي بتقول عنها .
عيد عباسي : هَيْ كأنه ... أحيانًا يعني .
...
السائل : يعني ممكن يكون واحد - مثلًا - جماعة ضعاف ... بإيمانهم وتقواهم لله الله - سبحانه وتعالى - يرزقهم إلى القضاء على جماعة أقوياء .
سائل آخر : يعني قصدي الأشياء هَيْ المادية كمان لا تُجرَّد من الأسباب كمان الشرعية الإيمانية ؛ هلق - مثلًا - لما خالد بن الوليد في وقعة اليرموك فمثلًا مائة ألف وهو معه عشرة آلاف ؛ فأين القوَّتين من بعضها البعض ؟
السائل : أستاذ ، ... يحطنا بقولهم يشمل كثير ، ويشمل أول ما يشمل ما يمكن أن يلاحظ ويرى من أوساط المجتمع من الغنى والفقر والعزَّة والذِّلَّة والصحة والسقم ، شايف ؟
إيمان وكفر ما حاططها ، فأنا لما كنت علَّقت يعني قلت أنه الإيمان والكفر أوَّل ما يُثمر ؛ وليس ... .
عيد عباسي : شغلة ... .
...
- تسجيلات متفرقة - شريط : 56
- توقيت الفهرسة : 00:47:06
- نسخة مدققة إملائيًّا