استدلال على أنه ينبغي التمسُّك بمنهج السلف الصالح ، وأنه أمر مهم جدًّا .
A-
A=
A+
الشيخ : وشيء ثالث قد عرفنا أنه لا بد من الرجوع إلى الكتاب أوَّلًا ، ثم إلى السنة ثانيًا ، إلا أنَّ كثيرًا من الناس خاصَّةً في هذا العصر الذي نحمد الله أن كثيرًا من الشباب المسلم تنبَّه لهذه الحقيقة ؛ ألا وهي وجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة ؛ أقول : إن بعض هؤلاء لا يتنبَّهون أننا اليوم وبيننا وبين عهد النبوَّة والرسالة أربعة عشر قرنًا ؛ لا بد لنا من ضميمة إلى الرجوع إلى الكتاب والسنة ؛ ألا وهو التمسُّك بمنهج السلف الصالح ، فينبغي أن ندعو إلى الكتاب والسنة ولكن ليس هذا فقط ، وإنما إلى الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ؛ أي : أن نفهمَ الكتاب والسنة على ما فَهِمَه السلف على قواعدهم ، وعلى ما نصُّوا عليه ؛ ذلك أمرٌ هامٌّ جدًّا ، والسبب واضح إذا ما تذكَّرتم معي قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - : ( افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، وافترقت النصارى على اثنتَين وسبعين فرقة ، وستفترق أمَّتي على ثلاث وسبعين فرقة ؛ كلُّها في النار إلا واحدة ) .
هكذا جاءت أكثر الروايات للحديث ، وفي بعضها من طرق يشدُّ بعضها بعضًا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سُئِل عن هذه الفرقة الناجية التي هي وحدَها تدخل الجنة ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ( هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي ) . ففي هذا الحديث عَلَم وعلامة ظاهرة للفرقة الناجية من بين ثلاث وسبعين فرقة ! هذه الثلاث وسبعين فرقة لا تتبرَّأ من الإسلام ، ولكن النبي - عليه الصلاة والسلام - حَكَمَ عليها أنها من أهل النار إلا واحدة ، وهي التي تتمسَّك بما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وما كان عليه الصحابة .
ويؤكد هذا المعنى - أي : إن العلامة على الفرقة الناجية أنها تتمسَّك بما كان عليه الرسول والصحابة - حديث العرباض بن سارية قال : وَعَظَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - موعظة وَجِلَت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ، إنَّا لَنراك توصينا وصيَّة مودِّع ؛ فأوصِنا . قال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن وُلِّيَ عليكم عبدٌ حبشيٌّ ، وإنه مَن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ) . هذا نبأ من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نبَّأَه به العليم الخبير ، قال : ( وإنه مَن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ) ، هذا الاختلاف الكثير رأيناه حينما دَرَسْنا الفرق الإسلامية قديمًا ، ونراه اليوم حديثًا متمثَّلًا في عرض هذا العالم الإسلام المديد الطويل ، ( وإنه مَن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ؛ فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي ، عضُّوا عليه بالنَّواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) . زاد في حديث آخر : ( وكل ضلالة في النار ) .
الشاهد من هذا هو قوله - عليه السلام - : ( عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين ) ، فكما أضاف هناك في حديث الفرق في وصف الفرقة الناجية أنها هي التي تتمسَّك بما أنا عليه وأصحابي أضاف هنا - أيضًا - إلى سنَّته سنة الخلفاء الراشدين ، والسِّرُّ في تأكيد الرسول - عليه السلام - بالتمسُّك بما كان عليه الصحابة بعد أمره - عليه السلام - بالتمسُّك بسنَّته - عليه الصلاة والسلام - ؛ السِّرُّ في هذا أمره عجيب ؛ ذلك أن هذه الفرق القديمة والحديثة منها مهما كانت عريقةً في الضلال والانحراف عن الإسلام فهي لا تتبرَّأ من الكتاب والسنة ، ولا تقول : نحن لا نأخذ من الكتاب والسنة إلا مَن غَلَا منهم ، وهؤلاء - والحمد لله - قلَّة مَن غلا منهم في التصوف ؛ حيث أن هؤلاء الغلاة من الصوفية وَصَلَ ضلالهم إلى الإعراض عن الكتاب والسنة والسلف وكل شيء اسمه إسلام إلى حجاجهم بأوهامهم وكشوفاتهم التي يعبِّر عنها قولُ بعضهم : " حدَّثَني قلبي عن ربِّي " ، فالعلم كلُّ العلم عند هؤلاء هو ما يُلقى في قلبه زَعَمَ من الإلهام ، وإنما هو بلا شك من وحي الشياطين ؛ هؤلاء ليس كلامنا معهم ؛ لأنهم قد نبذوا الإسلام وراءَهم ظهريًّا ، وإنما نعني الفرق التي لا تزال تصرِّح بأنها تتمسَّك بالكتاب والسنة أيضًا .
هكذا جاءت أكثر الروايات للحديث ، وفي بعضها من طرق يشدُّ بعضها بعضًا أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - سُئِل عن هذه الفرقة الناجية التي هي وحدَها تدخل الجنة ، قال - عليه الصلاة والسلام - : ( هي التي تكون على ما أنا عليه وأصحابي ) . ففي هذا الحديث عَلَم وعلامة ظاهرة للفرقة الناجية من بين ثلاث وسبعين فرقة ! هذه الثلاث وسبعين فرقة لا تتبرَّأ من الإسلام ، ولكن النبي - عليه الصلاة والسلام - حَكَمَ عليها أنها من أهل النار إلا واحدة ، وهي التي تتمسَّك بما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وما كان عليه الصحابة .
ويؤكد هذا المعنى - أي : إن العلامة على الفرقة الناجية أنها تتمسَّك بما كان عليه الرسول والصحابة - حديث العرباض بن سارية قال : وَعَظَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - موعظة وَجِلَت منها القلوب ، وذرفت منها العيون ، فقلنا : يا رسول الله ، إنَّا لَنراك توصينا وصيَّة مودِّع ؛ فأوصِنا . قال : ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة ، وإن وُلِّيَ عليكم عبدٌ حبشيٌّ ، وإنه مَن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ) . هذا نبأ من رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - نبَّأَه به العليم الخبير ، قال : ( وإنه مَن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ) ، هذا الاختلاف الكثير رأيناه حينما دَرَسْنا الفرق الإسلامية قديمًا ، ونراه اليوم حديثًا متمثَّلًا في عرض هذا العالم الإسلام المديد الطويل ، ( وإنه مَن يَعِشْ منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ؛ فعليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديِّين من بعدي ، عضُّوا عليه بالنَّواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور ؛ فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) . زاد في حديث آخر : ( وكل ضلالة في النار ) .
الشاهد من هذا هو قوله - عليه السلام - : ( عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين ) ، فكما أضاف هناك في حديث الفرق في وصف الفرقة الناجية أنها هي التي تتمسَّك بما أنا عليه وأصحابي أضاف هنا - أيضًا - إلى سنَّته سنة الخلفاء الراشدين ، والسِّرُّ في تأكيد الرسول - عليه السلام - بالتمسُّك بما كان عليه الصحابة بعد أمره - عليه السلام - بالتمسُّك بسنَّته - عليه الصلاة والسلام - ؛ السِّرُّ في هذا أمره عجيب ؛ ذلك أن هذه الفرق القديمة والحديثة منها مهما كانت عريقةً في الضلال والانحراف عن الإسلام فهي لا تتبرَّأ من الكتاب والسنة ، ولا تقول : نحن لا نأخذ من الكتاب والسنة إلا مَن غَلَا منهم ، وهؤلاء - والحمد لله - قلَّة مَن غلا منهم في التصوف ؛ حيث أن هؤلاء الغلاة من الصوفية وَصَلَ ضلالهم إلى الإعراض عن الكتاب والسنة والسلف وكل شيء اسمه إسلام إلى حجاجهم بأوهامهم وكشوفاتهم التي يعبِّر عنها قولُ بعضهم : " حدَّثَني قلبي عن ربِّي " ، فالعلم كلُّ العلم عند هؤلاء هو ما يُلقى في قلبه زَعَمَ من الإلهام ، وإنما هو بلا شك من وحي الشياطين ؛ هؤلاء ليس كلامنا معهم ؛ لأنهم قد نبذوا الإسلام وراءَهم ظهريًّا ، وإنما نعني الفرق التي لا تزال تصرِّح بأنها تتمسَّك بالكتاب والسنة أيضًا .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 217
- توقيت الفهرسة : 00:22:56
- نسخة مدققة إملائيًّا