بيان أن التقليد ليس دينًا .
A-
A=
A+
الشيخ : لذلك فنحن نقول : التقليد ليس دينًا ، والواجب على كلِّ مسلم إطاعة الله وإطاعة الرسول والحرص على ذلك ، لكن الجاهل يسأل العالم ، فإذا كان هناك علماء ويدَّعون العلم ، وأنهم يفهمون إذا قيل له : قال الله كذا وقال رسوله كذا أعرض ونأى بجانبه ، نحن مشكلتنا ليست مع العامة ؛ لأننا نقول : العامة لا يفهمون ، وطريقهم سؤال أهل العلم ، نحن مشكلتنا مع هؤلاء الخطباء الذين ذَكَرَهم الرسول - عليه الصلاة والسلام - في غير ما حديث واحد ؛ رأى ليلة أُسرِيَ به - عليه الصلاة والسلام - ناسًا يُؤخذون من أشداقهم ، هكذا ، بحدائد من نار كلاليب من نار ، فلما سمع ذلك الرسول - عليه السلام - من جبريل أو رأى ذلك سأل جبريل قال : ( مَن هؤلاء ؟ قال : هؤلاء خطباء أمَّتك الذين يقولون ما لا يفعلون ) . فهم يقولون : نحن نتَّبع الكتاب والسنة ، فإذا جاء الكتاب والسنة قالوا : نحن لا نفهم الكتاب والسنة ؛ فمن الذي يفهم الكتاب والسنة ؟ إذا لم يبق أحد يفهم الكتاب والسنة معنى هذا القضاء على الإسلام ؛ لأن رسول الإسلام يقول ... الدعوة ، لكن أية دعوة هذه ونحن بعدُ لم نفقَهْها ، بل نصرِّح بأنه لا يمكننا أن نفهمها من الكتاب والسنة ، وإنما من طريق العلماء .
ثم ضغثًا على إبَّالة كما يقال : ليتهم يقولون نأخذ الشريعة من العلماء المجتهدين الذين فهموا الكتاب والسنة ، وهم بلا شك أعلم من المتأخِّرين ، ولكن هذا ليس معناه أن نحكم على ... بالجهل ، وأن نفرض عليهم الجهل هو عدم الاشتغال بمعرفة الكتاب والسنة ؛ ذلك تمامًا كما هو شأن النصارى مع قسِّيسيهم ورهبانهم خبرًا من وحي السماء من جهة ، وواقعًا في الأرض من جهة أخرى . أما خبر السماء فكلُّكم يقرأ قول الله - تبارك وتعالى - في حقِّ النصارى : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ )) ، أما الواقع فعامة النصارى لا يعرفون ما في الإنجيل وما في التوراة ، هذا خاص بقسِّيسيهم ورهبانهم ، وذلك ليتمكَّن هؤلاء القسِّيسون والرهبان من التحكم بعامة النصارى وشعوب النصارى وأن يستعبدوهم من دون الله - تبارك وتعالى - ، وهذا معروف ، وآخر شيء بَلَغَنا بلغ الجميع ، وبلغ بعض الخاصة شيء آخر ؛ فقد عرفتم أن اليهود قد بُرِّئوا من تهمة صلبهم لإلههم عيسى بزعمهم ، فطهَّروا صحيفتهم بسبب تدخُّل السياسة وفرض السياسة المعيَّنة على رئيس النصارى أن يُصدر هذا التطهير ، وفي الإنجيل خطابًا لبطرس : ما تعقده في الأرض يكون معقودًا في السماء ، وكذلك نائبه وهو البابا ؛ هذا هو التألُّه ، وهذه الربوبية التي ذكرَها الله - عز وجل - في القرآن : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ )) ، آخر شيء بَلَغَنا أن الراهبات في ... الأخيرة أصدر البابا قرارًا مجاراة منه للعصر الحاضر ؛ أي تبرُّج النساء بأنه يجوز للرَّاهبات اللي كنا نحن نأسف إلى عهد قريب أن لباسهنَّ وسترتهنَّ أستر وأشرع من لباس كثير من نساء المسلمات !! وإذا بالبابا يصدر قرارًا بأنه يجوز للراهبات أن يكشفن عن غرَّة رؤوسهنَّ - مقدِّمة رؤوسهنَّ - ؛ لماذا ؟ لأن العصر الحاضر الآن ما عاد يتحمَّل هذا الجمود على هذا التلفُّف وهذا التحجُّب البالغ ؛ إذًا هو يحلُّ ما شاء ويحرِّم ما شاء ؛ آلمسلمون يجوز لهم أن يفعلوا مثل هذا الفعل ؟
حاشا لله ! وما ذكر الله - عز وجل - في الآية السابقة في كتابنا إلا تحذيرًا لعلمائنا أن يسلكوا مسلك القسِّيسين والرهبان ، فينصبوا أنفسهم محلِّلين ومحرِّمين من دون الله ربِّ العالمين - تبارك وتعالى - ؛ هذا من جهة العلماء . ومن جهة عامة الناس ألَّا يغترُّوا بتقليد أعمى لهؤلاء الذين يحلِّلون ويحرِّمون ، وهذا - مع الأسف الشديد - أقولها صريحة : قد صدق فينا - أيضًا - مثل ما صدق في اليهود والنصارى خبرُ الله من السماء اتَّخذوا هذه حقيقة واقعة ، وخبر السماء من الرسول الله يقول : ( لَتتبعنَّ سننَ مَن قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع ؛ حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لَدخلتموه ) ؛ فهل وقع في هذا المسلمون ؟ نعم ، نحن نسمع اليوم الخطيب يقول كذبًا على الناس : فلان يكفِّر المسلمين كلسان حالهم آمين ؛ أين أنتم وقول ربِّ العالمين : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) ؟ هذه الآية منسوخة . ما الذي نَسَخَها ؟ لا ، ليست هي المنسوخة ، القرآن كله منسوخ !! لأنُّو لا أحد يعمل به ، ولا يجوز لأحد أن يقرأ القرآن ولا حديث الرسول - عليه السلام - إلا للبركة !! ولذلك رانَ على قلوب المسلمين هذا الجهل العميق ، فأصبحوا لا يتأثَّرون بما يتلون من كتاب الله وما يدرسون من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ كيف ونحن كنا نسمع - ولا نزال مع الأسف - يقولون : نحن نتبع حديث رسول الله ، وإذا كان حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو المبيِّن للقرآن الكريم يُقرأ للبركة ، ويعنون بذلك لا للتفقُّه فيه ولا لتفهُّمه خلافًا لقول صاحب هذا الحديث وهو الرسول - عليه السلام - : ( مَن يرد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين ) . لا للتفقُّه في الدين ، يقرؤنه كما سمعتم للبركة ؛ مع أن الحديث يفسِّر القرآن ويوضِّحه ، فإذا كانوا يزعمون أنهم إنما يقرؤون حديث الرسول - عليه السلام - للبركة لأنهم ليس باستطاعتهم أن يتفهَّموه فليت شعري ! حينما يقرؤون القرآن لماذا يقرؤونه ؟ - أيضًا - زعموا للبركة !!
ومن العجائب - وهذا من المتناقضات - يقرؤون في كتب الغزَّالي وأمثاله أنُّو هناك حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأنا أقول سلفًا : هذا الحديث منسوب إلى الرسول لا أصل له ، لكن انظروا إلى المعنى الذي ينقلونه ، يقرؤون في كتاب " الإحياء " أن الرسول - عليه السلام - قال أو بعض السلف : " ربَّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعَنُه " ، على مَن ينطبق هذا الحديث - إن كان حديثًا - أكثر من أن ينطبق على هؤلاء الذين يقرؤون القرآن ثم لا يتدبَّرونه ؟
أقول هذا بمناسبة الآية التي ذكرتها أخيرًا : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) ؛ هل هذه الآية منسوخة ؟ لا ، يا جماعة موجودة في القرآن ومُحكمة ، وعلماء التفسير يذكرون المناسبة والسبب الذي من أجله نزلت الآية ونحو ذلك ، لكن لما كان جماهير المسلمين الخاصَّة منهم فضلًا عن العامَّة يقرؤونه للتبرُّك فلم يعُدْ لهذا القرآن تأثير ما في قلوب هؤلاء التَّالين له ، والرسول - عليه السلام - يقول في حديث صحيح : ( والقرآن حجَّة لك أو عليك ) ، فعادَ هذا القرآن حجَّة على جماهير المسلمين ؛ لماذا ؟
نحن مضى علينا قرابة نصف قرن من الزمان لا تزال الفريات تتنوَّع في كلِّ سنة شيء يتكرَّر وشيء يُبتكر من جديد ؛ ما أحد من هؤلاء الناس جاء إليَّ أو إلى بعض إخواننا ممن يُمكن أن يُعرف عندهم صحيح أنت بتكفِّر المسلمين لأنُّو يتَّبعوا المذاهب ؟ ما واحد جاءني يسأل إطلاقًا ؛ إذًا هم هذه الآية كأنها منسوخة لديهم . صحيح أنت بتقول أنُّو اللي بيصلي على الرسول - عليه السلام - بعد الأذان هذا خيرٌ منه الذي يزني بأمِّه ؟!! اسمعوا يا جماعة هذا مش خيال ، هذا واقع ، هذا واقع " مجلة التمدن الإسلامي " مطبوعة ، وهناك عدد منشور فيه هذا الخبر ، رجل لا يزال في قيد الحياة ، واكتفى بالاعتذار في المجلة ، لكن ما اعتذر للناس الذين اتُّهموا بهذه التهمة الباطلة ، نشر في بعض الرسائل أن هناك مؤذِّن في مكان سمَّاه كان يؤذِّن ، فقال له أحد هؤلاء - يعني السلفيين - : لا تصلِّ على الرسول ؛ لَأَن تزني بأمك خير من الصلاة على الرسول بعد الأذان !! فقام أحد المشايخ الفضلاء ... وهو الشَّيخ " محمد بهجة بيطار " - رحمه الله - ، فكتبَ إلى " مجلة التمدُّن الإسلامي " بيانًا بأن هذه القصَّة فرية محضة ، والمؤذِّن نعرفه و و إلى آخره ؛ لذلك نرجو الذي نشر هذا الخبر أن يبادر إلى تكذيبه ، فبادر المسكين ، وأنا في الواقع لما أذكر هؤلاء بين من يأسى عليهم ويشفق وبين مَن يحقد عليهم ويغضب ؛ ليه ؟
أنُّو كيف يدخل في عقل هذا الإنسان أنُّو يجد مسلم في الدنيا يصلي ويصوم يقول أنُّو زنا الرجل بأمه خير من الصلاة على الرسول بعد الأذان ؟! كتب هذا ونشره في رسالة ، فلما اطَّلع هذا طلب الشَّيخ " بهجة " - جزاه الله خيرًا - رأسًا كتب لمجلة التمدُّن الإسلامي : والله أحدهم حدَّثنا بهذا الخبر ؛ فما دام الخبر غير صحيح ... ومثل هذه الأخبار تتكرَّر ، لكن ألسْتُم تنقمون على هذا الإنسان ؟ بلا شك ، لكن هذا خير من هؤلاء الناس الذين يُلقون الفريات والبهت المتتالي على المنابر ولا يخشون الله .
إذا كان هؤلاء حرصًا على مناصبهم لا يخشون الله ؛ فليحذَرِ الذين يسمعون هذه الكلمات أن يشاركوا هذا المُبطِل وهذا المُفتري على المؤمنين في إثمه ، وليحذَرُوا أن ينقلوا مثل هذه الأخبار لِمَا ذكرنا من قول الله - عز وجل - : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) .
نحن نقول : الأصل هو اتِّباع الكتاب والسنة كما ذكرنا لجميع الناس ، لكن الناس يختلفون في طريقة الوصول إلى معرفة الكتاب والسنة العالم بعلمه ، والأمي أو الجاهل بسؤاله إلى أهل العلم ، وطلَّاب العلم بين هؤلاء وهؤلاء يتدرَّجون ويسلكون الطريق ليتمكَّنوا من معرفة ما قال الله وقال رسول الله .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : إيش قلت ... ؟ ذكِّرني يا أخي ... .
السائل : ... .
الشيخ : ... لَكان لا تعمل بروايز علينا !! خليها في نفسك ، ظننت أني أخطأت في شيء .
ثم ضغثًا على إبَّالة كما يقال : ليتهم يقولون نأخذ الشريعة من العلماء المجتهدين الذين فهموا الكتاب والسنة ، وهم بلا شك أعلم من المتأخِّرين ، ولكن هذا ليس معناه أن نحكم على ... بالجهل ، وأن نفرض عليهم الجهل هو عدم الاشتغال بمعرفة الكتاب والسنة ؛ ذلك تمامًا كما هو شأن النصارى مع قسِّيسيهم ورهبانهم خبرًا من وحي السماء من جهة ، وواقعًا في الأرض من جهة أخرى . أما خبر السماء فكلُّكم يقرأ قول الله - تبارك وتعالى - في حقِّ النصارى : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ )) ، أما الواقع فعامة النصارى لا يعرفون ما في الإنجيل وما في التوراة ، هذا خاص بقسِّيسيهم ورهبانهم ، وذلك ليتمكَّن هؤلاء القسِّيسون والرهبان من التحكم بعامة النصارى وشعوب النصارى وأن يستعبدوهم من دون الله - تبارك وتعالى - ، وهذا معروف ، وآخر شيء بَلَغَنا بلغ الجميع ، وبلغ بعض الخاصة شيء آخر ؛ فقد عرفتم أن اليهود قد بُرِّئوا من تهمة صلبهم لإلههم عيسى بزعمهم ، فطهَّروا صحيفتهم بسبب تدخُّل السياسة وفرض السياسة المعيَّنة على رئيس النصارى أن يُصدر هذا التطهير ، وفي الإنجيل خطابًا لبطرس : ما تعقده في الأرض يكون معقودًا في السماء ، وكذلك نائبه وهو البابا ؛ هذا هو التألُّه ، وهذه الربوبية التي ذكرَها الله - عز وجل - في القرآن : (( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ )) ، آخر شيء بَلَغَنا أن الراهبات في ... الأخيرة أصدر البابا قرارًا مجاراة منه للعصر الحاضر ؛ أي تبرُّج النساء بأنه يجوز للرَّاهبات اللي كنا نحن نأسف إلى عهد قريب أن لباسهنَّ وسترتهنَّ أستر وأشرع من لباس كثير من نساء المسلمات !! وإذا بالبابا يصدر قرارًا بأنه يجوز للراهبات أن يكشفن عن غرَّة رؤوسهنَّ - مقدِّمة رؤوسهنَّ - ؛ لماذا ؟ لأن العصر الحاضر الآن ما عاد يتحمَّل هذا الجمود على هذا التلفُّف وهذا التحجُّب البالغ ؛ إذًا هو يحلُّ ما شاء ويحرِّم ما شاء ؛ آلمسلمون يجوز لهم أن يفعلوا مثل هذا الفعل ؟
حاشا لله ! وما ذكر الله - عز وجل - في الآية السابقة في كتابنا إلا تحذيرًا لعلمائنا أن يسلكوا مسلك القسِّيسين والرهبان ، فينصبوا أنفسهم محلِّلين ومحرِّمين من دون الله ربِّ العالمين - تبارك وتعالى - ؛ هذا من جهة العلماء . ومن جهة عامة الناس ألَّا يغترُّوا بتقليد أعمى لهؤلاء الذين يحلِّلون ويحرِّمون ، وهذا - مع الأسف الشديد - أقولها صريحة : قد صدق فينا - أيضًا - مثل ما صدق في اليهود والنصارى خبرُ الله من السماء اتَّخذوا هذه حقيقة واقعة ، وخبر السماء من الرسول الله يقول : ( لَتتبعنَّ سننَ مَن قبلكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع ؛ حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لَدخلتموه ) ؛ فهل وقع في هذا المسلمون ؟ نعم ، نحن نسمع اليوم الخطيب يقول كذبًا على الناس : فلان يكفِّر المسلمين كلسان حالهم آمين ؛ أين أنتم وقول ربِّ العالمين : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) ؟ هذه الآية منسوخة . ما الذي نَسَخَها ؟ لا ، ليست هي المنسوخة ، القرآن كله منسوخ !! لأنُّو لا أحد يعمل به ، ولا يجوز لأحد أن يقرأ القرآن ولا حديث الرسول - عليه السلام - إلا للبركة !! ولذلك رانَ على قلوب المسلمين هذا الجهل العميق ، فأصبحوا لا يتأثَّرون بما يتلون من كتاب الله وما يدرسون من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ كيف ونحن كنا نسمع - ولا نزال مع الأسف - يقولون : نحن نتبع حديث رسول الله ، وإذا كان حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو المبيِّن للقرآن الكريم يُقرأ للبركة ، ويعنون بذلك لا للتفقُّه فيه ولا لتفهُّمه خلافًا لقول صاحب هذا الحديث وهو الرسول - عليه السلام - : ( مَن يرد الله به خيرًا يفقِّهه في الدين ) . لا للتفقُّه في الدين ، يقرؤنه كما سمعتم للبركة ؛ مع أن الحديث يفسِّر القرآن ويوضِّحه ، فإذا كانوا يزعمون أنهم إنما يقرؤون حديث الرسول - عليه السلام - للبركة لأنهم ليس باستطاعتهم أن يتفهَّموه فليت شعري ! حينما يقرؤون القرآن لماذا يقرؤونه ؟ - أيضًا - زعموا للبركة !!
ومن العجائب - وهذا من المتناقضات - يقرؤون في كتب الغزَّالي وأمثاله أنُّو هناك حديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأنا أقول سلفًا : هذا الحديث منسوب إلى الرسول لا أصل له ، لكن انظروا إلى المعنى الذي ينقلونه ، يقرؤون في كتاب " الإحياء " أن الرسول - عليه السلام - قال أو بعض السلف : " ربَّ تالٍ للقرآن والقرآن يلعَنُه " ، على مَن ينطبق هذا الحديث - إن كان حديثًا - أكثر من أن ينطبق على هؤلاء الذين يقرؤون القرآن ثم لا يتدبَّرونه ؟
أقول هذا بمناسبة الآية التي ذكرتها أخيرًا : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) ؛ هل هذه الآية منسوخة ؟ لا ، يا جماعة موجودة في القرآن ومُحكمة ، وعلماء التفسير يذكرون المناسبة والسبب الذي من أجله نزلت الآية ونحو ذلك ، لكن لما كان جماهير المسلمين الخاصَّة منهم فضلًا عن العامَّة يقرؤونه للتبرُّك فلم يعُدْ لهذا القرآن تأثير ما في قلوب هؤلاء التَّالين له ، والرسول - عليه السلام - يقول في حديث صحيح : ( والقرآن حجَّة لك أو عليك ) ، فعادَ هذا القرآن حجَّة على جماهير المسلمين ؛ لماذا ؟
نحن مضى علينا قرابة نصف قرن من الزمان لا تزال الفريات تتنوَّع في كلِّ سنة شيء يتكرَّر وشيء يُبتكر من جديد ؛ ما أحد من هؤلاء الناس جاء إليَّ أو إلى بعض إخواننا ممن يُمكن أن يُعرف عندهم صحيح أنت بتكفِّر المسلمين لأنُّو يتَّبعوا المذاهب ؟ ما واحد جاءني يسأل إطلاقًا ؛ إذًا هم هذه الآية كأنها منسوخة لديهم . صحيح أنت بتقول أنُّو اللي بيصلي على الرسول - عليه السلام - بعد الأذان هذا خيرٌ منه الذي يزني بأمِّه ؟!! اسمعوا يا جماعة هذا مش خيال ، هذا واقع ، هذا واقع " مجلة التمدن الإسلامي " مطبوعة ، وهناك عدد منشور فيه هذا الخبر ، رجل لا يزال في قيد الحياة ، واكتفى بالاعتذار في المجلة ، لكن ما اعتذر للناس الذين اتُّهموا بهذه التهمة الباطلة ، نشر في بعض الرسائل أن هناك مؤذِّن في مكان سمَّاه كان يؤذِّن ، فقال له أحد هؤلاء - يعني السلفيين - : لا تصلِّ على الرسول ؛ لَأَن تزني بأمك خير من الصلاة على الرسول بعد الأذان !! فقام أحد المشايخ الفضلاء ... وهو الشَّيخ " محمد بهجة بيطار " - رحمه الله - ، فكتبَ إلى " مجلة التمدُّن الإسلامي " بيانًا بأن هذه القصَّة فرية محضة ، والمؤذِّن نعرفه و و إلى آخره ؛ لذلك نرجو الذي نشر هذا الخبر أن يبادر إلى تكذيبه ، فبادر المسكين ، وأنا في الواقع لما أذكر هؤلاء بين من يأسى عليهم ويشفق وبين مَن يحقد عليهم ويغضب ؛ ليه ؟
أنُّو كيف يدخل في عقل هذا الإنسان أنُّو يجد مسلم في الدنيا يصلي ويصوم يقول أنُّو زنا الرجل بأمه خير من الصلاة على الرسول بعد الأذان ؟! كتب هذا ونشره في رسالة ، فلما اطَّلع هذا طلب الشَّيخ " بهجة " - جزاه الله خيرًا - رأسًا كتب لمجلة التمدُّن الإسلامي : والله أحدهم حدَّثنا بهذا الخبر ؛ فما دام الخبر غير صحيح ... ومثل هذه الأخبار تتكرَّر ، لكن ألسْتُم تنقمون على هذا الإنسان ؟ بلا شك ، لكن هذا خير من هؤلاء الناس الذين يُلقون الفريات والبهت المتتالي على المنابر ولا يخشون الله .
إذا كان هؤلاء حرصًا على مناصبهم لا يخشون الله ؛ فليحذَرِ الذين يسمعون هذه الكلمات أن يشاركوا هذا المُبطِل وهذا المُفتري على المؤمنين في إثمه ، وليحذَرُوا أن ينقلوا مثل هذه الأخبار لِمَا ذكرنا من قول الله - عز وجل - : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ )) .
نحن نقول : الأصل هو اتِّباع الكتاب والسنة كما ذكرنا لجميع الناس ، لكن الناس يختلفون في طريقة الوصول إلى معرفة الكتاب والسنة العالم بعلمه ، والأمي أو الجاهل بسؤاله إلى أهل العلم ، وطلَّاب العلم بين هؤلاء وهؤلاء يتدرَّجون ويسلكون الطريق ليتمكَّنوا من معرفة ما قال الله وقال رسول الله .
السائل : ... .
الشيخ : نعم ؟
السائل : صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : إيش قلت ... ؟ ذكِّرني يا أخي ... .
السائل : ... .
الشيخ : ... لَكان لا تعمل بروايز علينا !! خليها في نفسك ، ظننت أني أخطأت في شيء .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 151
- توقيت الفهرسة : 00:30:12
- نسخة مدققة إملائيًّا