ما حكم الشرع فيمَن يكتم في قلبه كرهًا لأخيه المسلم ، ذلك الكره المبني على هوى النفس أو اعتقادات يرى أنها صحيحة ، خاصَّة ما يحدث بين بعض الجماعات الإسلامية في هذا الزمان ؛ سواء ما كان بصورة فردية أو جماعية ؟
A-
A=
A+
السائل : ما حكم الشرع فيمَن يكتم في قلبه كرهًا لأخيه المسلم ، ذلك الكره المبني على هوى النفس أو اعتقادات يرى أنها صحيحة ، خاصَّة ما يحدث بين الجماعات الإسلامية في هذا الزمان ؛ سواء ما كان بصفة فردية أو جماعية ؟
الشق الثاني من السؤال .
الشيخ : لا ، خليك سؤال واحد واحد ، السؤال أعِدْه ، ما حكم ؟
السائل :
الشيخ : الجواب الكره الذي تسأل عنه ولعلك قيَّدته في سؤالك قلبيٌّ ، فإذا اقتصر على كونه كرهًا قلبيًّا فهذا في الإسلام لا يُؤاخذ عليه المسلم ، ولكن في تمام سؤالك ما هو أمر طبيعي من الكره الذي يتمكَّن في القلب فلا بد من أن يظهر أثره على بدنه ؛ حينَ ذاك تتحقَّق المؤاخذة ؛ بمعنى إذا تصوَّرنا إنسان - مثلًا - يكره إمامًا يؤمُّ الناس وهو - مثلًا - آكل ربا ، فهو يكرهه ، لكنه يكرهه قلبيًّا ، لكنه يصلي خلفه ولا يمتنع من الصلاة خلفه ، فهذا الكره هو غير مؤاخذ فيه من ناحيتين ؛ الناحية الأولى أنه آثم لأنه يأكل الربا ، والناحية الأخرى لأنه لم يتجاوب مع كرهه إياه حتى أنه صلى خلفه وهو كاره ؛ لأنه يريده أن يكون إمامًا صالحًا .
أطور الآن السؤال : أنُّو هذا الإمام ليس يأكل الربا ، ليس يرتكب محرَّمًا ، ولكنه كما جاء في نفس السؤال أنه يتبنَّى اتجاهًا معيَّنًا ، يعني هو حزبي ، وهو يكرهه لهذه الحزبية ، لكن لا يعلم فيه سوءًا يكرهه لنفس هذا السوء الذي كره من الأول من أجله ، مع ذلك فهو يصلى خلفه ؛ هذا وذاك ليسا مؤاخذان إطلاقًا .
لكن في تمام السؤال - كما قلت - ما يحدث في هذا الزمان ، ما يحدث إذًا ليس أمرًا قلبيًّا ، بل هو أمر ظاهر ، فإذا كان هذا الذي حدثَ أقول : لا بد من أن نَزِنَه بالميزان الشرعي ، بالقسطاس المستقيم ؛ إن كان هذا الذي حدث يخالف الإسلام فهو مؤاخذ ليس لأنه أضمَرَ كرهَه إياه ، وإنما لأنه ظهرَ كرهُه على جوارحه ، وإن كان هذا الذي كَرِهَه من أجله وظهرت الكراهة على جوارحه ليس يستحقُّ أن يكرهَهَ فهو مؤاخذ على ذلك ما دام ظهر على جوارحه ، أما لو استقرَّ في باطنه وهو دائمًا يحارب نفسه أن لا أن يمنع هذا الكره المستقرَّ أن يظهر ؛ فهذا في جهاد مع النفس الأمَّارة بالسوء ؛ فلا مؤاخذة عليه .
لعلي أجبتك عن سؤالك الأول ؟
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : وفيك ، هات الثاني .
الشق الثاني من السؤال .
الشيخ : لا ، خليك سؤال واحد واحد ، السؤال أعِدْه ، ما حكم ؟
السائل :
الشيخ : الجواب الكره الذي تسأل عنه ولعلك قيَّدته في سؤالك قلبيٌّ ، فإذا اقتصر على كونه كرهًا قلبيًّا فهذا في الإسلام لا يُؤاخذ عليه المسلم ، ولكن في تمام سؤالك ما هو أمر طبيعي من الكره الذي يتمكَّن في القلب فلا بد من أن يظهر أثره على بدنه ؛ حينَ ذاك تتحقَّق المؤاخذة ؛ بمعنى إذا تصوَّرنا إنسان - مثلًا - يكره إمامًا يؤمُّ الناس وهو - مثلًا - آكل ربا ، فهو يكرهه ، لكنه يكرهه قلبيًّا ، لكنه يصلي خلفه ولا يمتنع من الصلاة خلفه ، فهذا الكره هو غير مؤاخذ فيه من ناحيتين ؛ الناحية الأولى أنه آثم لأنه يأكل الربا ، والناحية الأخرى لأنه لم يتجاوب مع كرهه إياه حتى أنه صلى خلفه وهو كاره ؛ لأنه يريده أن يكون إمامًا صالحًا .
أطور الآن السؤال : أنُّو هذا الإمام ليس يأكل الربا ، ليس يرتكب محرَّمًا ، ولكنه كما جاء في نفس السؤال أنه يتبنَّى اتجاهًا معيَّنًا ، يعني هو حزبي ، وهو يكرهه لهذه الحزبية ، لكن لا يعلم فيه سوءًا يكرهه لنفس هذا السوء الذي كره من الأول من أجله ، مع ذلك فهو يصلى خلفه ؛ هذا وذاك ليسا مؤاخذان إطلاقًا .
لكن في تمام السؤال - كما قلت - ما يحدث في هذا الزمان ، ما يحدث إذًا ليس أمرًا قلبيًّا ، بل هو أمر ظاهر ، فإذا كان هذا الذي حدثَ أقول : لا بد من أن نَزِنَه بالميزان الشرعي ، بالقسطاس المستقيم ؛ إن كان هذا الذي حدث يخالف الإسلام فهو مؤاخذ ليس لأنه أضمَرَ كرهَه إياه ، وإنما لأنه ظهرَ كرهُه على جوارحه ، وإن كان هذا الذي كَرِهَه من أجله وظهرت الكراهة على جوارحه ليس يستحقُّ أن يكرهَهَ فهو مؤاخذ على ذلك ما دام ظهر على جوارحه ، أما لو استقرَّ في باطنه وهو دائمًا يحارب نفسه أن لا أن يمنع هذا الكره المستقرَّ أن يظهر ؛ فهذا في جهاد مع النفس الأمَّارة بالسوء ؛ فلا مؤاخذة عليه .
لعلي أجبتك عن سؤالك الأول ؟
السائل : بارك الله فيك .
الشيخ : وفيك ، هات الثاني .
- تسجيلات متفرقة - شريط : 92
- توقيت الفهرسة : 00:42:01
- نسخة مدققة إملائيًّا